ديانات وثقافات

نبذة تعريفية عن الكُتب المُقدّسة التي ورد ذكرها في القرآن الكريم

2003 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الرابع عشر

عبد الرحمن أحمد الأحمد

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الكُتب المُقدّسة القرآن الكريم ديانات وثقافات المخطوطات والكتب النادرة

المَقْصودُ بالكُتُبِ المُقَدِّسَةِ، الكتبُ الّتي يُؤمِنُ أَهْلُ الدِّياناتِ وأصْحابُ المِلَلِ والعَقائِدِ المُخْتَلِفَةِ أنَّها كُتُبٌ إلَهِيَّةٌ، ولِذَلِكَ فهي عِنْدَ أصْحابِها ذاتُ مَنْزِلَةٍ رَفيعةٍ، بِحَيْثُ لا يُدانيها أو يَرْقى إلَيْها كتابٌ آخَرُ.

فالتَّقْدِيسُ هُنا معناهُ التَّعْظيمُ والاتِّباعُ، ولَيْسَ بالمَعْنَى الحَرْفِيِّ لِلَّفْظِ في اللٌّغَةِ العَرَبِيَّةِ أو بالمَفهومِ الإسْلامِيِّ.

فَقَدْ يكونُ هناكَ مجموعاتٌ كبيرةٌ لها عقائدُ شِرْكِيَّةٌ، كالإيمانِ بِتَعَدٌّدِ الآلِهَةِ، أو نِسْبَةٍ صفاتٍ لا تليقُ إلَى اللهِ عَزَّ وجَلَّ، ولهذه وتِلْكَ كتبٌ يُعَظِّمونَها ويتعبَّدونَ بِها، فهذه الكتبُ «مُقَدَّسَةٌ» عِنْدَ المُؤْمنينَ بِها.

 

نأَخُذُ علَى سبيلِ المِثالِ الدِّيانَةَ الزِّرادِشْتِيَّةَ الفارِسِيَّةَ القديمةَ، وهي مَنْسوبَةٌ إلَى مُؤَسِّسِها «زرادِشْت» الّذي تُوُفِيَّ 853 ق. م عنْ نحوِ 77 سنةً في أحَدِ الهياكِلِ «المُقَدَّسَةِ» في بَلْخ. لهذه الدِّيانَةِ كتبٌ مُقَدَّسَةٌ أَطْلقَ عَلَيْها العَرَبُ اسْم «الأبِسْتاق».

مثالٌ آخرُ، الدِّيانَةُ البرهْمِيَّةُ الّتي يدينُ بها اليَوْمَ معظمُ سُكَّانِ الهِنْدِ وبعضِ سُكَّانِ باكِسْتانَ، وهي عِنْدَهُم منسوبَةٌ للإلَهِ الخالِقِ «برْاهْما». لهذه النَّحْلَةِ كتابٌ «مُقَدَّسٌ» يُسَمّونَهُ «الڨيدا» ومعناها العِلْمُ أو المَعْرِفَةُ.

ومِثْل ذَلِكَ البو ذِيَّةُ، وكتابُها «المُقَدَّسُ» يسمَّى «سِلالَ الحِكْمَةِ الثَّلاثَ». والشنتوِيَّةُ الّتي يدينُ بها معظمُ سكَّانِ اليابانِ، ومِنْ أهمِّ كُتُبِهم «كو-جي-كي» و«نيوهنجي».

 

ولكنَّ المُسْلِمَ عِنْدَما يقولُ «الكُتُبِ المُقَدَّسَةَ» فإنَّما يَعْنِي بِها ما أَنْزَلَهُ اللهُ علَى أَنْبيائِهِ ورُسُلِهِ مِنْ كتبٍ جاءَ ذِكْرُها في القرآنِ الكريمِ مُجْمَلاً أو مُفَصَّلاً.

ولا يَتِمُّ إيمانُ مُسْلِمٍ حتَّى يُؤْمِنَ بهذه الكُتُبِ؛ ففي سورةِ البَقَرةِ، الآية 285: ( آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ ۚ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ). 

 

وفي سورة النِّساءِ، الآية 136 (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنزَلَ مِن قَبْلُ ۚ وَمَن يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا).

ومِنَ الكُتُبِ الّتي جاءَ ذِكْرُها في القُرآنِ الكريمِ: صُحُفُ إِبْراهيمَ، والتَّوراةُ، والزَّبورُ، والإنجيلُ، والنَّصارَى والمُسلمينَ باعْتِبارِهم أصحابَ الدّياناتِ الكتابِيَّةِ، مَعَ ذِكْرِ الكُتُبِ المُقَدَّسَةِ لَدَى كلٍّ مِنْهُم.

 

– صُحُفُ إبراهيم: نستفيدُ مِنَ القُرآنِ الكريمِ أنَّ إبْراهيمَ، عَلَيْه السّلامُ، أُنزِلَ علَيْه من ربِّه صُحُفُ، وأنَّ أهَمَّ ما اشْتَمَلَتْ عليهِ هذه الصُّحُفُ هو تقريرُ وَحْدانِيَّةِ اللهِ، والإيمانُ باليَوْمِ الآخِرِ، مَعَ الحِرْصِ علَى نَزاهَةِ السُّلوكِ.

يَتَّضِحُ ذَلِكَ مِنْ مَوْضِعَيْن في القُرآنِ الكريمِ، أحَدُهُما قولُه تعالَى في خِتامِ سورةِ الأَعْلَى، الآياتِ 14-19: (قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّىٰ (14) وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّىٰ (15) بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (16) وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ (17) إِنَّ هَٰذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَىٰ (18) صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ ).

تُخْبِر هذه الآياتُ أنَّ جميعَ الكُتُبِ الإلَهِيَّةِ تقرِّرُ أنَّ الفوزَ والفلاحَ لِمَنْ طَهَّر قلبَهُ من الشِّرْكِ، ونَفْسَه من المَعْصِيَةِ، وأخْلَصَ التوحيدِ للهِ، فَذَكَرَه تعالَى وتَوَجَّهَ إلَيْه دُونَ ما سواهُ، وأنَّ الآخِرَةِ حَقٌ، ونَعيمَها خالِدٌ، بِخِلافِ الدُّنْيا الّتي لا تدومُ مُتَعُها.

 

والمَوْضِعُ الثّانِي قولُه سُبْحانَهُ في سورَةِ النَّجْمِ، الآياتِ 36 – 41: ( أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَىٰ (36) وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّىٰ (37) أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ (38) وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ (39) وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَىٰ (40) ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَىٰ ). 

أَي إنَّ صُحُفِ إِبراهيمَ – وشأنُها شَأْنُ جميع الكُتُبِ المُنَزِّلَةِ – تُقَرِّرَ أَنَّ كلَّ إنسانٍ مسؤولٌ عمَّا يَعْمَلُ، ولَسَوْفَ يُعْرَضُ عَمَلُهُ علَى اللهِ يَوْمَ القِيامَةِ، ويُجازَى كلُّ عامِلٍ بِعَمَلِهِ، إنْ خيراً فخيرٌ، وإنْ شرّاً فشرٌّ.

ويفيدُ حديثٌ نَبَوِيّ أنَّ صُحُفَ إبراهيمَ كانَتْ أَمْثالاً، ولَمْ يَكُنْ فيها أَحْكامٌ تَشريعِيَّةٌ، ويَحْوي هذا الحديثُ أَرْبعةَ نَماذِجَ مِنَ المواعِظِ الّتي كانَتْ في صُحفِ إِبْراهيمَ.

 

– التَّوْراةُ: هذا هو اسمُ الكِتابِ الّذي أَنْزَلَه اللهُ تعالَى علَى مُوسَى، علَيْه السَّلامُ، وعادَةً تُتَرْجَم كَلمِةُ التَوراةِ بالقانونِ أو النَّاموس، ولكنَّ التَّرْجَمَةَ الأكْثَرَ دِقَّةً هي التَّعالِيمُ أو الإرْشادُ.

وقَدْ احْتَفَل القُرْآنُ الكريمُ بِذْكْرِ التَّوراةِ، وسمَّاها باسْمها هذا 18 مَرَّةً (راجِعْ: المعجمَ المُفَهْرَسَ لأَلْفاظِ القرآنِ الكريمِ واستَخرِج هذه المَواضِعَ)، كما سمَّاها «كتابَ مُوسَى» (هود: 17 الأحقاف: 12).

وصِفاتُ التَّوْراةِ في القرآنِ الكريمِ مِنْ أَعْلَى الصِّفاتِ، فهي: إمامٌ، ونورٌ، وهُدىً، وفُرْقانٌ، ورَحْمَةٌ، وفيها حُكْمُ اللهِ، وتفصيلُ كُلِّ شَيءٍ (راجع: البقرة: 53؛ المائدة: 44،43 ؛ الأَنعام: 154،91؛ هود: 17؛ الإسراء:2؛ الأحقاف:12).

 

ويُطْلِقُ اليهودُ اسمَ التَّورَاةِ علَى الأسْفارِ الخَمْسَةِ الأُولَى مِمَّا أُطْلِقَ عَلَيْه «العَهْدُ القديمُ»، وهذه الأَسْفارُ هي:

1- سِفْرُ التكوينِ: ويحويِ قِصَّةَ خَلْقِ السَّمواتِ والأَرْضِ، وقِصَصَ آدَمَ وحَوَّاءَ ونوحٍ والطّوفانِ ونَسلِ سامِ بنِ نُوحٍ وخاصَّةً إبراهيمَ وإسْحاقَ ويَعْقوبَ والأَسْباطَ.

 

2- سِفْرُ الخُروجِ: ويَعْرِضُ تاريخَ بني إِسْرائيلَ في مِصْرَ، وقِصَّةُ مُوسَى ورسالَتَهُ، وخروجَهم من أرضِ مِصْرَ، وقصَّة التِّيهِ، إضافةً إلَى بعضِ أَحكامِ العِباداتِ والمُعامَلاتِ والعُقوباتِ في الشَّريعَةِ اليهودِيَّةِ.

 

3- سِفْرُ اللاَّويِّينَ: واسْمُ هذا السِّفْرِ منسوبٌ إلَى نَسْل لاوِي أو ي؟يل، أحدِ أبناءِ يَعْقوبَ، وقَدْ كانوا سَدَنَةَ الهَيْكلِ والقوَّامينَ علَى الشَّريعَةِ، ومِنْهم مُوسَى وهارونُ عَلَيْهما السَّلامُ. ويَتَعَلَّق هذا السِّفْرُ بالعِباداتِ، وبِخاصَّةٍ القرابينُ والمُحَرَّماتُ من المَطاعِمِ.

 

4- سِفْرُ العَدَدِ: ويتعلَّق مُعْظَمُهُ بإحصاءاتٍ لِقبائِلِ بَني إسرائيلَ وجيوشِهِم وأَمْوالِهِمْ، إضافةً إلَى بعضِ أَحكامِ العباداتِ والمُعاملاتِ.

 

5- سِفْرُ التَّثْنِيَةِ: ويَتَعَلَّقُ مُعْظَمهُ بِأَحْكامِ الحروبِ والسِّياسَةِ والمُعاملاتِ والعقوباتِ، ويُسَمَّى التَّثْنِيَةَ لأنَّه يُعيدُ ذِكْرَ الوَصايا والأَحكامِ الّتي تَلَقَّاها موسَى عَنْ رَبِّهِ.

 

ولا بد هنا من ذكر بعض الملاحظات المهمة:

الملاحظة الأولى: استغرق تدوين التوراة قرونا طويلة بعد موت موسى عليه السلام، فكتبت أجزاء منها في فترة السبي أو النفي البابلي (587 – 538 ق. م)، ودونت أجزاء أخرى بعد المنفى، واستمر ذلك حتى القرن الثالث قبل الميلاد.

 

الملاحظة الثانية: سجل القرآن الكريم على اليهود بشأن التوراة بعض المآخذ، منها:

1- أنهم نسوا حظا مما ذكروا به (المائدة: 13). وهذا طبيعي، لطول المدة التي استغرقها تدوين كتبهم، ولاعتمادهم على الذاكرة – غالبا – في هذا التدوين.

2- أنهم يحرفون الكلم عن مواضعه (النساء: 46؛ المائدة: 13، 41). وإجماع مفسري القرآن أن التحريف في النصوص بتغييرها وقع في حالات قليلة، ولكن معظم التحريف كان في تفسير النصوص حسب شهواتهم والبعد عن مقصودها، كتفسيرهم ما نهوا عنه – كالربا مثلا – بأن النهي خاص ببني إسرائيل وليس بسواهم من الأمم، وهذا عندهم كثير.

3- أنهم كانوا يخفون كثيرا من التوراة، خاصة ما يتعلق بالبشارة بمحمد، صلى الله عليه وسلم، أو ما فيه إدانة لهم، يقول تعالى ( يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ ۚ قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ ) (المائدة: 15 – وانظر الأنعام: 91).

 

الملاحظة الثالثة: هناك كتب أو أسفار أخرى تضم إلى الأسفار الخمسة السابقة، ويطلق على مجموعها «العهد القديم». وهذه الأسفار ثلاث مجموعات:

– أسفار الأنبياء السابقين أو المتقدمين، كيشوع وصموئيل.

– وأسفار الأنبياء اللاحقين أو المتأخرين مثل إشعيا وإرميا وحزقيال.

– ثم الكتب أو المؤلفات، وهي 11 سفرا.

 

– كتب أخرى مقدسة عند اليهود:

وإضافة إلى أسفار العهد القديم توجد أسفار أخرى مقدسة عند اليهود، وهي نوعان، نوع يسمونه «الأسفار الخفية» يؤمنون أن أكثرها موحى به، وقرروا وجوب إخفائها في الهيكل واختصاص رجال الدين – دون الجمهور – بالاطلاع عليها.

والنوع الثاني: «أسفار التلمود» (أي: التعاليم)، وهي 63 سفرا، ألفت في القرنين الأول والثاني بعد الميلاد، وأطلق عليها اسم «المشناة» بمعنى المثنى أو المكرر، أي أنها تكرار وتسجيل للشريعة.

ثم شرحت هذه المشناة فيما بعد في فترة طويلة تمتد من القرن الثاني إلى القرن السادس بعد الميلاد، وأطلق على الشرح اسم «الجمارا»، وهي تعني: الشرح. ومن المشناة والجمارا يتألف التلمود. وعندهم أنه يجب على كل يهودي أن يقسم دراسته أثلاثا: الثلث الأول لدراسة التوراة، والثاني لدراسة المشناة، والثالث لدراسة الجمارا.

 

– الزبور: الزبور هو الكتاب الذي أنزله الله عز وجل على داوود، عليه السلام. قال تعالى: (وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا ) (النساء: 163؛ الإسراء: 55)، ويسمى في العبرية «كتاب الحمد». وكلمة الزبور في اللغة العربية معناها الكتاب.

وقد اشتهر باسم «المزامير»، وهي فقرات أو مقطوعات يطلق على كل منها اسم «مزمور» لأن داوود، عليه السلام، كان ينشده على أنغام المزمار وغيره من الآلات الموسيقية.

وقد امتدح النبي، صلى الله عليه وسلم، الصحابي أبا موسى الأشعري بحسن الصوت في تلاوة القرآن بأنه أوتي مزمارا من مزامير آل داوود.

 

– الإنجيل: لفظ الإنجيل مأخوذ عن الكلمة اليونانية «أونجليون» بمعنى «خبر طيب» أو «بشارة». والإنجيل هو الكتاب الذي أنزله الله عز وجل على المسيح عيسى، عليه السلام.

وقد ذكر الإنجيل في القرآن الكريم باسمه هذا 12 مرة، ووصفه الله عز وجل بأنه (هدى ونور) (المائدة: 46) وبأن الله، سبحانه وتعالى، علمه المسيح (آل عمران: 48؛ المائدة: 110).

وفي الكتب المقدسة عند النصارى وصف الإنجيل بأنه «إنجيل الله» وبأنه «إنجيل الملكوت» أو «بشارة الملكوت».

والذي عند النصارى اليوم أناجيل أربعة، وليس إنجيلا واحدا، كتبها حواريو المسيح وأتباعه: متى ومرقص ولوقا ويوحنا؛ يحوي كل منها مادة تصف غالبا حياة المسيح، وتسجل في أثناء ذلك بعض مواعظه وخطبه ووصاياه، والمعجزات التي جرت على يديه.

 

– الكتب المقدسة عند النصارى: وقد أضاف رجال الكنيسة إلى الأناجيل الأربعة أسفارا أخرى، عدتها 23 سفرا، منها أعمال الرسل، ورسائل بولس، ورسائل بطرس، ورؤيا يوحنا اللاهوتي.

ويطلق على الأناجيل الأربعة المذكورة والأسفار المشار إليها اسم «العهد الجديد» تمييزا لها عن «العهد القديم» الذي سبقت الإشارة إليه. ومجموع هذين العهدين: القديم والجديد، يمثل الكتب المقدسة التي يؤمن بها النصارى.

وينبغي ملاحظة أن الأناجيل الأربعة هذه، يسميها النصارى «الأناجيل القانونية» تمييزا لها عن مجموعة أخرى من الأناجيل يسمونها «الأناجيل غير القانونية»، يقول عنها محررو قاموس الكتاب المقدس ص 122: «أما موضوع هذه الأناجيل فوصف لحالة يوسف والعذراء مريم، والعجائب التي عملها المسيح في حداثته، وما شاهده في الهاوية وغير هذه، مما يرضي عقول السذج ومن شابههم من العامة الذين يرتاحون إلى مثل هذه الأساطير وأخبار القصصيين. أما نقص هذه الأناجيل فظاهر…».

 

– القرآن الكريم: القرآن الكريم هو الكتاب المقدس عند المسلمين. وهم يؤمنون بأنه نزل من عند الله سبحانه وتعالى وحيا يحمله الملك جبريل بحروفه وألفاظه إلى النبي محمد، صلى الله عليه وسلم، فيعيه ويحفظه ويبلغه الناس، ويحفظ أتباعه إياه.

وقد دون القرآن الكريم، بإملاء الرسول على كتاب الوحي، كلما كان ينزل عليه. ولكن لم يعمم هذا المكتوب، وإنما كان الناس يحفظون كل على قدر استطاعته، وبعضهم كان يكتب لنفسه.

ثم اجتمع الصحابة في عهد الخليفة الرابع عثمان بن عفان وكتبوا القرآن على صورته التي ما زالت باقية حتى اليوم، وأرسلوا مجموعة من النسخ إلى الحواضر الإسلامية في ذلك العهد؛ كمكة والمدينة والبصرة والكوفة.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى