الرحلات البحرية الطويلة

2013 دليل المحيطات

جون بيرنيتا

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

علوم الأرض والجيولوجيا

بالنسبة إلى العديد من الأشخاص الذين يقومون بابحار قواربهم بعيدا عن الشاطئ في عطلاتهم الأسبوعية، فان القيام برحلة في المحيط يعد أقصى أمانيهم.

أما بالنسبة إلى أولئك الذين يعيشون في المناطق الباردة فإن المناطق المدارية تعد اغراءا لايمكن مقاومته. وكما أصبحت سفن الركاب أكثر راحة من سابقاتها قبل قرن من الزمان، فكذلك هو الحال مع يخوت الرحلات البحرية الحديثة والتي تم تصميمها للابحار الأمثل إلى جانب المحافظة على راحة الطاقم، حيث أن الأدوات الملاحية الحديثة والأجهزة المتطورة الأخرى تجعل من الابحار والاتصال عملية سهلة.

ومما شجع الناس على الرحلات عبر المحيط بشكل كبير رحلات وكتابات ايريك وسوزان هيسكوك، الذين كانا على الأرجح أكثر الأزواج المرتحلين بحريا شهرة. حيث بدءا رحلتهما البحرية في عام ١٩٥٠، متجهين من انجلترا إلى الأزور وبالعكس في مركب بلغ طوله ٢٤ قدم (٧ متر) والذي عرف باسم Wanderer II. وفي عام ١٩٥٢ قام الزوجان هيسكوك بالبدء برحلتهم البحرية الأولى على متن القارب الذي بلغ طوله ٣٠ قدما (٩.١ متر) والذي عرف باسم Wanderer III، حيث بدأ ايريك بعرض مقالات توضيحية جميلة مكتوبة بعناية في المجلات بالاضافة إلى الكتب، الأمر الذي جعل من «Wanderers» (الذين كانوا يملكون خمسة سفن متتالية) وملاكها مشهورين جدا على مستوى العالم.

هذا وقد ازداد عدد اليخوت المملوكة من قبل أفراد وكانت تطوف البحر الكاريبي و البحر الأبيض المتوسط أو حتى المحيط الهندي والمحيط الهادئ، لدرجة أن المراسي في الكثير من المناطق الساحلية أضحت منظرا مألوفا، حيث تحط الكثير من المراكب وتخضع للصيانة عندما لا تكون قيد الاستخدام من قبل مالكيها. وتتوفر الرحلات البحرية على اليخوت الصغيرة أيضا في العديد من الأقاليم الساحلية الاستوائية، مما يلبي رغبات عمليات الغوص على متن السفن في العطلات، أو مراقبة الحيتان، أو ممارسة هواية صيد السمك الواسعة، أو مجرد ابحار وذلك حسب رغبة المستأجرين.

ومع تزايد الاهتمام بالعطلات التي أصبحت أكثر شيوعا، فقد أصبحت الرحلات البحرية بمثابة عطلة الأحلام للكثير من الناس في الأربعينات والخمسينات من القرن العشرين. حيث تم في ذلك الوقت بناء السفن بوجود موازنات للتخفيف من وطأة الحركة التموجية والاهتزازية للسفينة. كما احتوت تلك السفن غالبا على قمرات مجهزة بشكل جيد وغرف طعام وغرف ألعاب وتسلية، بالاضافة إلى برك السباحة على ظهر السفينة وبعض الألعاب مثل لعبة قذف الحلقات. وقد قام مدراء خطوط النقل البحري بتطوير برامج في مناطق مدهشة بفترات طويلة من الابحار التي يتم فصلها بالتوقف على الموانئ حيث يمكن للمغامرين زيارة الموقع لفترة قصيرة، حيث يتم نقل الركاب إلى الساحل بواسطة قارب صغير إلى أكثر المواقع النائية، مثل جزر المحيط الهادئ.

هذا ومازالت اليخوت التي تمخر عباب المحيط وسفن الركاب تقدم رحلات ذات مدد مختلفة إلى الكثير من مواقع العالم، إلا أن الطلب عليها هو أقل من السابق، نظرا لأن فرص زيارة المناطق البعيدة قد تم تسهيلها من خلال السفر بالطائرة كما هو الحال في عصرنا الحاضر. وعلاوة على ذلك، فان الرحلات عبر المحيط بواسطة اليخت أصبحت احتمالية ممكنة للكثير من الناس نظرا لانخفاض تكلفتها وارتفاع مستوى دخل الفرد في كل من أميريكا وأوروبا بشكل ملحوظ خلال الأربعين سنة الماضية.