نبذة تعريفية عن جزر الأوقْيَانُوسْيَا
1993 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الرابع
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
جزر الأوقْيَانُوسْيَا الاماكن والمدن والدول علوم الأرض والجيولوجيا
تُطلَقُ كَلِمةٌ أوقيانوسيا على معظمِ الجُزُرِ التي تَقَعُ في المحيطِ الهادي. ويُقدَّرُ عَدَدُها ما بين 7500 و 10000 جزيرةٍ تتفاوتُ بينَ الجُزُرِ الكبيرةِ والجزرِ الصغيرةِ جداً.
وكان فردينالد ماجلان أول أُوروبي يصلُ إلى هذه الجُزُر. فقد رَسَتْ سُفُنُهُ عام 1521 ميلادية في جزيرة مارياناس إحدى جُزُر أوقيانوسيا التي أُطلِقَ عليها بعد ذلك جُزُرُ اللصوص.
وتمتدُ أوقيانوسيا بين جُزُرِ هاواي في الشمال إلى جُزُرِ نيوزيلندا في الجنوب، ومن نيوغينيا وأُستُراليا في الغرب، إلى جُزُرِ إيستر في الشرق. وتمتد من دائرةِ العَرْضِ 23.5° شمالاً (مدار السـرطان) حتى دائرةِ العَرْضِ 47° جنوباً.
وتَنْقَسِمُ جُزُرُ أوقيانوسيا إلى أربعِ مجموعاتٍ هي:
(1) مَجْمُوعَةُ جزيرةِ أُستراليا والجُزُرِ الملحقةِ بها مثل جزيرة تسمانيا. وكلمةُ أُستراليا تعني "الأرض الجنوبية".
وتُعَدُّ أُستراليا أصغرَ قارةٍ في العالمِ حيث تبلغُ مساحتُها حوالي 7.6 مليون كيلومتر مربع. وتتصفُ تضاريسُها بوجودِ الجبالِ في الشرقِ والسهولِ في الوسط، والهضابِ في الغربِ.
(2) مَجْموعةُ جزر ميلانيزيا، أي مجموعة الجُزُرِ السوداء. وتَتَضَمَّنُ مجموعةَ الجُزُرِ التي تمتدُ من جزيرة نيو غينيا غربا حتى جزر فيجي شرقاً، وهي جزرَ بُركانِيَّةُ النشأةِ، تَكْثُرُ بها الجبالُ البُركانيَّة والتُرَبةِ الخِصْبَة.
(3) مجموعةُ جزر بولينيزيا أي مجموعة الجزرِ الكثيرةِ. وتتكونُ من عددٍ كبيرٍ جداً من الجزرِ، وتحتلُ مِنْطَقَةْ كبيرةُ مثلثةَ الشكلِ، رَأسُهُ في الشمالِ عِندَ جُزُرِ هاواي، وقاعدتُهُ في الجنوب، تَمَثِّل جُزُرُ إيستر طرفَها الشـرقي وجُزُرُ نيوزيلندا طرفَها الغربي.
ومن أَهمِ جُزُرِ هذه المجموعةِ أيضا جزرُ فينكس، وتونجا، وساموا، وكوك، وتومائي، وتاهيتي وغيرها.
(4) مَجْمَوعةُ جزرِ ميكرونيزيا أي مجموعة الجزر الصغيرة. إذ تتكونُ من مجموعةِ جزرٍ مَرْجانِيَّةٍ صغيرة المساحة. نذكر منها مارياناً، وجوام، ومارشال وكارولين وغيرها. وهي جزر قليلةُ الارتفاع.
ويَتَّصِفُ مناخُ مُعْظَمُ جزر أوقيانوسيا باستثناء أُستراليا ونيوزيلندا، بأنَّه مناخٌ مداريٌ بحريٌ مرتفعُ الحرارةِ يَهُبُّ عليها بصفةٍ دائمةِ الرياح التجارية، وتَسقُطُ عليها الأمطارُ مُعَظَمَ أيام السنةِ التي تتراوحُ كمياتُها بين 30 و 80 بوصة.
وتتعرض هذه الجزر –عادةً- لإعصارِ التيفون الذي يؤدي إلى حدوث الفيضانات وتدمير الأشجار والمنشآت. أما أُستراليا –نظراً لكبر مساحتها- فتتنوعُ فيها الظروف المُناخِيَّةِ حيثُ تضمُّ أربعةَ أقاليمَ مناخيةٍ مختلفة
أما نيوزيلندا فنظراً لوقوعِها في العروضِ المعتدلةِ فهي تتمتعُ بمناخٍ بحري معتدل الحرارة، وتَسْقُطُ عليها الأمطار معظم السنة (30-60 بوصة).
وتتنوعُ النباتاتُ الطبيعيةُ في أوقيانوسيا حيث تَجْمَعُ بين الغاباتِ المدارية الموسِميَّةِ في معظمِ الجُزُرِ، وأحراج البحر المتوسط في جنوب غَرْبِ أستراليا، والغابات المعتدلة النفضية في نيوزيلندا وجنوب شرق أستراليا والنباتات الصحراوية في غربِ ووسط أستراليا.
وتَكْثُرُ في أوقيانوسيا الطيور لسهولةِ انتقالِها بين الجزر، ومنها طائرُ النورسِ والبط الطائر، والقادوس البحري، وطيور الفردوس، والببغاء، وعصفور السنونو. ومن الحيواناتِ البريةِ خاصةً في أستراليا حيوانِ الكانجرو والكلابِ البرية والأرانب البرية.
وَيَسْكُنُ أوقيانوسيا مجموعاتٌ سُكانيةٌ متباينةٌ تتكونُ بصفةٍ عامةٍ من هجراتِ قديمةِ جاءت أساساً من جُزُرِ جنوب شرقِ آسيا. إضافةً إلى الأستراليين الأصليين. كما وّفَد إلى أوقيانوسيا هجراتٌ حديثةٌ من أوروبا جاءَتْ بعد الكُشوفِ الجُغْرافيَّةِ في القرنين السابع عشر والثامن عشر.
وأهم المجموعات السكانيةِ ما يلي:
1- الأستراليون الأصليون: يعيشونَ في الوقتِ الحاضر في مَناطقَ منعزلةٍ فقيرةٍ في غربِ أُستراليا ويتصفونَ بالبَشَـرَةِ السمراءِ النُّحاسِيَّةِ، والشعر الأسود المموج. وهي جماعةٌ تعيشُ في حالةٍ بدائيةٍ حيثُ يمارسونَ حرفةَ جمْعِ البُذورِ والثمار، وعسلِ النحل، وصيد الطيور والأسماكِ. وهي مجموعة مهددة بالانقراض.
2- الميلانيزيون: يعيشون في مجموعةِ جزر ميلانيزيا، ويتصفون بالبَشَـرَةِ السوداء الداكنةِ والشعر المموّج والمفلفل. وهم خليطٌ من الأستراليين الأصليين والمالاويين.
3- البولينيزيون: يعيشون في مجموعة جزر بولينيزيا وينحدرون من السلالة المالاوية في إندونيسيا. وتميل البشـرةُ إلى اللون الأسمر وتَسُود بينهم الكثير من الصفات القوقازية.
4- الميكرونيزيون: يعيشون في مجموعةِ جزر ميكرونيزيا. تَظْهَرُ فيهم بوضوحٍ الصفاتُ المغولية، فالبشرةُ تميلُ إلى اللونِ الأصفرِ والشعرُ مسترسل والقامةُ قصيرة.
5- السلالةُ الأوروبية البيضاء: يتركزون في أستراليا ونيوزيلندا وجزر فيجي كما تُوجَد في بعض الجزر مجموعات من الصينيين.
وتُعَدُّ الزراعةُ الحرفةَ الرئيسيةَ في معظمِ جُزُرِ أوقيانوسيا إذا ما استثنينا أستراليا ونيوزيلندا، ومن أهمِ المحاصيلِ الغذائيةِ نباتُ التارو واليام، وهي درنات نَشَويَّةٌ تُشْبِهُ البطاطا، كما يُزرعُ الأرزُ خاصةً في جزر فيجي، والموز وجوز الهند.
كما يُزرَعُ الكاكاو وخاصةً في جزيرةِ نيو غينيا وجزيرة ساموا الغربية، وأشجار المانجو ونبات الأناناس خاصة في جزر هاواي. كما تُوجَدُ بعضُ المزارعِ الواسعةِ المتخصصة لزراعةِ قَصَبِ السكر في جزر هاواي، والمطاط في جزيرة نيو كاليدونيا ونيوغينيا وسولومون.
وتُربى بعض الحيوانات من أجل ألبانها خاصة في جزر هاواي وجزر فيجي. ويمارس السُّكانُ صيدَ الأسماك والقشـرياتِ والرخويات، التي تُعّدُّ المصدر الرئيسـي للبروتينات في مُعْظَمِ جُزُر أوقيانوسيا.
وتُسْتَغَلُ بعضُ المعادن مثلَ الذهب والنيكل والكروم إضافةً إلى الفوسفات خاصةً في الجزر المرجانية.
ويَشْتَهرُ سكان أوقيانوسيا بالنحتِ على الأخشابِ والرسم وبعض الفنون التشكيلية الشعبية.
وتُشَكِلُّ جُزُرُ أوقيانوسيا المتناثرةُ في قلبِ المحيط الهادي أهميةً كبيرةً في النقلِ البحري والجوي. إذْ تُشكِّل محطاتِ تموينِ وقودٍ ومراكز صيانة رئيسية لخدمة السُفُنِ والطائراتِ التي تَعْبُرُ المحيطَ الهادي الذي تبلغ مساحته ثلث مساحة الكرة الأرضية.
وقد أدَّتْ هذه الأهميةُ إلى سيطرة الدول الغربيةِ على معظمِ جزر أوقيانوسيا لتأمين خطوطِها الملاحيةِ البحريةِ والجويةِ. وأهم هذه الدول الغربية الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة، وفرنسا، وشيلي، إضافة إلى أستراليا ونيوزيلندا.
وتُعَدُّ أستراليا ونيوزيلندا الدولتين المستقلتين الوحيدتين في أوقيانوسيا وكانتا من قبلُ مستعمرتين بريطانيتين.
وأهمُ المدنِ كانبيرا عاصمةُ أُستراليا، وملبورن وسدني بأستراليا، وويلنجتون عاصمة نيوزيلندا وأوكلاند أهم موانيها. ومدينةً هونولولو عاصمة ولاية هاواي الأمريكية. وتُعَدُّ قاعدةُ بيرل هابير الأمريكية أكبر القواعد البحرية في المحيط الهادئ.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]