نبذة تعريفية عن بادية الشّام
1993 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الرابع
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
بادية الشّام الاماكن والمدن والدول المخطوطات والكتب النادرة
باديةُ الشَّام امتدادٌ طبيعي لصحراء شِبْهِ الجزيرة العربية نحو الشمال، وهي لا تَدْخُلُ في نطاق الحدود السياسيةِ لدولة بِعَيْنِها، ولكنها تَتْبعُ عدةَ دول هي: المملكة العربية السعودية، وسوريا، والأردن، والعراق.
وإلى الشمال من بادية الشام تُوجد هضبةُ الأناضول وجبالُ طوروس، وحدودُها الشـرقية الحافةُ الغربية لوادي نهرِ الفرات.
أما حدودُها الغربيةُ فتَتَّجه من حلب شمالا إلى حمصَ في سوريا ثم تسير مع السفوحِ الشرقية لمرتفعات لبنانَ الشـرقيةِ، وكذلك تستمر جنوبا مُوازِيةً للحافة الشرقيةِ للأخدود الذي يَشْغَلُه نهر الأردن والبحرُ الميت ووادي عَرَبة حتى رأس خليج العقبة.
أما الحد الجنوبي لبادية الشام فيمثله خط يمتد من العقبة غربا حتى الكويتِ شرقا.
وبادية الشام على شكل مثلثٍ رأسُه في الشمال وقاعدتُه في الجنوب، وتبلغ مساحتها مِئَةَ ألف كيلومتر مربع تقريباً، أي قدرَ مساحةِ الكويت خمسَ مرات ونصف.
وتضم بادية الشام عدةَ هِضاب تأخذ في الانحدار نحو الشـرقِ إلى أطراف وادي الفراتِ، كما تأخذ في الانحدار نحو الشمال في اتجاه مدينةِ حلب.
وهذه الهضابُ منها: هضبة الحَرَّة بالقرب من وادي السِّـرحان وصخورُها بركانية، وإلى شرقها هضبةُ الحَمادِ وهي أكثر الهضاب ارتفاعا، وهضبة الحِجرة، وهضبة الدَّبدبة. ويبلغ متوسطُ ارتفاع باديةِ الشام 600 متر في الجنوب، ثم يزيدُ ارتفاعها في عروض دمشقَ إلى 1000 متر ثم تنخفض تدريجيا في جهة الشمال.
هذه الهضابُ مستويةُ السطح بوجه عام إلا أنه تظهر بها بعض المرتفعات على هيئة أقواسٍ مثل جبل بُشرى بالقرب من مدينة تَدْمر. وتخترق باديةَ الشامِ عدةُ أودية، وتسقط عليها كميةٌ من الأمطار تتراوح بين 50 و150 ملِّيمتراً في العام، وإن كانت تزيد على ذلك قربَ مدينةِ حلب.
وتُعَدُّ باديةَ الشامِ جسـرا يَصِلُ بين وسط آسيا ومِنطقةِ الخليج العربي من ناحية، وبين مِنطقةِ الساحل الشرقي للبحر المتوسط من ناحية أخرى.
وكانت تَخْترقُها طرقُ القوافل من الجنوب إلى الشمال والتي حَمَلَتْ البخور من جنوب الجزيرةِ العربية إلى الساحل الفينيفيِّ عَبْرَ مدينةِ تَدمُر، وإلى بابلَ على نهر الفرات. كما قَطَعَتْها القوافلُ التجارية من الشرق إلى الغرب.
وقد ساعد على عبور باديةِ الشام وجودُ آبارٍ، وهي التي شَكَّلَتْ طرق هذه القوافلِ، وقد انتشـرت هذه الآبارُ في طريقين أو نطاقين:
الطريق الأول: من مِنْطقة الجَوْف في المملكة العربيةِ السعودية مُتَتَبِّعاً وادي السـرحان حتى دمشقَ ومنها إلى الساحل الفينيفي أو الساحل الشـرقي للبحر المتوسط.
الطريق الثاني: من حائلَ في المملكة العربية السعودية في اتجاه شمالي غربي حتى بابليون (بالقرب من كربلاء حاليا).
لقد حملت القوافلُ منتوجاتٍ من الصين والهند وجنوب الجزيرة العربية فازدهرت حضارةُ تدمرَ التي نشأت حول نَبعِ ماء غزيرٍ صالح للشرب، نتيجةً لوقوعها على طرق التجارة.
ويعمل سكانُ باديةِ الشام في الرعي، والزراعةِ في الواحات، وتخترقُها الطرقُ المَعَبَّدة التي تصلُها من الخليج العربيِّ إلى بغدادَ فدمشقَ ومنها إلى حلب شمالا وعمانَ والعقبة جنوبا.
وتخترقُها أنابيبُ النفط من العراق إلى موانئ ساحلِ البحر المتوسطِ، وخَطُّ التابلاين السعودي إلى صيدا في لبنان، وخط أنابيب النفط العراقي إلى ينبع في السعودية، وكذلك خط الأنابيب السوري من كراتشوك إلى طرطوس، مما أدى إلى استمرارية دورها التاريخي حتى اليوم.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]