علوم الأرض والجيولوجيا

مظاهر الحياة خلال العصر الرباعي

1998 الموسوعة الجيولوجية الجزء الثالث

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

العصر الرباعي مظاهر الحياة خلال العصر الرباعي علوم الأرض والجيولوجيا

هو الجزء الأخير أو الأحداث في السلم الجيولوجي لتاريخ الأرض. إذ ينقسم تاريخ الأرض إلى أربعة أحقاب أقدمها حقب ما قبل الكمبري فحقب الحياة القديمة ثم حق الحياة المتوسطة وأخيراً حقب الحياة الحديث.

الأخير ينقسم إلى نظامين (Systems) القديم منها يسمى النظام الثلاثي والحديث هو النظام الرباعي (انظر الجدول المرفق)، كما أن الرباعي يشير إلى مجموعة الرواسب والصخور التي توضعت في الفترة الزمنية التي دعوناه النظام الرباعي.

أول من اقترح هذا الاسم هو دزنويرز (J. Desnoyers) عام 1828م.

 

وقد أضيف إلى التقسيمات الرئيسية للصخور التي كان معمولاً بها منذ عام 1760م، حيث كانت مجموعات الصخر مقسمة حسب أعمارها إلى أولية وثانوية وثلاثية.

وعلى الرغم من أن مصطلحا الصخور الأولية والثانوية لم يعودا قيد الاستعمال في وقتنا الحاضر، إلا أن مصطلحي الثلاثي والرباعي قد بقيا مستعملين بعد أن أعطيا معنيين جديدين في السلم التاريخي للأرض.

فيشمل الثلاثي الفترة الممتدة بين 65 مليون سنة مضت حتى 1.64 مليون سنة التي هي بداية النظام الرباعي.

أما الرباعي فيشمل الفترة الممتدة بين 1.64 مليون سنة حتى وقتنا الحاضر. ويقسم النظام الرباعي إلى عصرين أقدمهما عصر البلايستوسين وأحدثهما العصر الحديث أو الهولوسين.

 

بداية العصر الرباعي: 

كان المعتقد السائد عند الجيولوجيين في القرنين الماضيين وأوائل هذا القرن أن العصر الرباعي يبدأ مع بداية ظهور الإنسان على سطح الأرض ومع بداية تراكم الجليديات أيضاً.

غير أن البحوث المتتالية في الموضوع الأول أثبتت أن لا علاقة لبقايا الإنسان على الأرض مع بداية هذا العصر. فهي أقدم كثيراً من بدايته. وكذلك فإن الجليديات لم تبدأ في نفس الوقت في كل مكان من الأرض.

لذلك فقد أوصى المؤتمر الجيولوجي العالمي (IGC) الثامن عشر الذي عقد في لندن عام 1948 بوضع الحد الفاصل بين عصري بليوسين – بلايستوسين أي بداية العصر الرباعي.

 

مع بداية تراكم الجليديات وقد شكلت مجموعة عمل تابعة للاتحاد الدولي لبحوث الرباعي (INQUA) التي أصبحت أيضاً تعمل لصالح الاتحاد الدولي للعلوم الجيولوجية (IUGS) ولجنته المختصة بالطبقات (ICS) ثم بدأ مشروع المطابقة الدولي (IGCP) واختص المشروع رقم 41 بتحديد بداية العصر الرباعي أيضاً.

وقد قامت مجموعات العمل بأعمال ميدانية عديدة في عدة أقطار.

وكانت نتائجها تعرض على المؤتمرات المختصة إلى أن توصل العاملون في هذا الميدان إلى تحديد المقطع المثالي (Stratotype) في منطقة قريبة من فريكا (Vrica) في جنوب إيطاليا.

وقد وضع الحد الفاصل بين عصري بليوسين وبلاسيتوسين مباشرة فوق طبقة البتيومين وباستعمال الأحافير بأنواعها المختلفة والمغناطيسية القديمة وجد أن ذلك الحد الفاصل يقع على عمر 1.64 مليون سنة. وبهذا أمكن التخلص من ربط بداية العصر الرباعي ببداية عصر الجليد العظيم.

 

أقسام الرباعي ومزاياه: 

يقسم العصر الرباعي إلى عصري البلايستوسين وهو الأقدم والهولوسين (الحديث) الأحدث. يبدأ عصر البلايستوسين عند 1.64 مليون سنة أي مع بداية الرباعي وينتهي عند بداية الهولوسين عند 10.000 – 11.000 سنة قبل الآن.

ساد العصر الرباعي فترات زمنية طويلة أو قصيرة برد فيها جو الأرض فتراكم الجليد في المناطق الجبلية العالية وفي قطبي الأرض.

تدعى هذه الفترات الجليدية وكانت كل فترة جليدية تعقبها فترة حارة ترتفع فيها درجة الحرارة إلى حد ذوبان الجليد ويعود سطح الأرض إلى وضع شبيه بما نحن عليه الآن.

 

وتسمى هذه الفترات بين الجليدية ويبدو أنه كانت هناك أربع فترات جليدية وبين جليدية متعاقبة. سميت بأسماء مختلفة في أقطار الأرض المختلفة.

وقد كان سطح البحر ينخفض إلى مستويات متدنية (200 م تقريباً) في الفترات الجليدية ثم يعود إلى وضعه السابق بعد ذوبان الجليد في الفترات بين الجليدية.

 

ويبدو أن سبب هذه التغيرات المناخية يعود إلى تغيرات دورية في مدار الأرض حول الشمس أما العصر الذي نعيشه الآن أي الحديث هو آخر فترة بين جليدية في هذه السلسلة من التغيرات المناخية.

أما بالنسبة للحياة النباتية والحيوانية في العصر الرباعي فقد لعبت الفترات الجليدية والفترات بين الجليدية دوراً هاماً، ففي فترات انحسار الجليد أو الفترات بين الجليدية (Interglacial Periods).

 

كانت الأرض تكسى بغطاء نباتي يندثر تماماً عند زحف الجليد أو في الفترات الجليدية (Glacial periods) وقد أدى الزحف الجليدي إلى هجرة العديد من النباتات طلباً للدفء وفي الفترات الباردة انتشرت النباتات القطبية والجبلية مثل شجر القزمى.

أما في المناطق التي تتأثربالجليد فلا تختلف الحياة النباتية كثيراً عن الصورة التي نعيشها الآن.

وخلال العهد الجليدي انتشرت في البحار الحيوانات اللافقارية التي تتحمل العيش في مثل هذه الظروف المناخية أكثر من الانتشار الحالي لها.

 

أما على اليابسة فانتشرت في البلايستوسين أنواع متعددة من الرخويات والقواقع الأرضية كحيوانات لافقارية، كما ظهرت معظم الأنواع المنتشرة حالياً من الثدييات مع الاختلاف النسبي في التوزيع.

وفي نهاية العصر وخلال عهد الهولوسين وبتغير المناخ، انتشرت الغابات وللمزيد من التفاصيل حول الحياة النباتية والحيوانية خلال العصر الرباعي

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى