نبذة تعريفية عن عاصمة تايلاند “بانكوك”
1993 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الرابع
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
تايلاند بانكوك الاماكن والمدن والدول علوم الأرض والجيولوجيا
بانكوك من أكبرِ المدن وأكثرِها شُهرة في جنوب شرقِ آسيا وهي عاصمةُ مَمْلكة تايلاند (سِيَام) وأكبر مدنِها وأهمُّ موانيها.
وتقع مدينة بانكوك على نهر مينام شاو فرايا (نهر الملوك) على بعد خمسين كيلومترا تقريبا من خليج سيام.
تَنقسم المدينة إلى قسمين هما المدينةُ الرئيسية على الضفة الشـرقيةِ للنهر وبَلَدِية ثانبوري على ضفتِه الغربية ويَرتبط القسمان معاً بثلاثة جسور حديثة.
وقبل عام 1767 كانت بانكوك مجردَ حِصن للدفاع وحراسة الطرق التجارية، وقد احتَلَّته غُزاةٌ من بورما ودمروه، ثم قام قائد عسكري مشهور اسمه "تاكسين" بطرد الغزاةِ وأصبح ملكاً لتايلاند وأقام عاصمةً وطنية للبلاد.
وجاء بعد الملك تاكسين الملك "راما الأول" مؤسس أسرة "تشاكري" التي يَنتسب إليها مَلِك تايلاند.
وأسَّس الملك راما المدينة المَلَكية الجديدة عند تَفرُّع النهر عام 1782، وبذلك أعطت مياهُ النهر حمايةً طبيعية للمدينة من ثلاث جهات، وفي الجانب الشرقي شّيَّد سورا وخندقا حتى تتم حمايةُ المدينة من جميع الجهات.
وخِلال القرن التاسعَ عشرَ أَطْلق بَعض الأوروبيين على مدينةِ بانكوك اسم "بندقية الشرق" نِسْبة إلى مدينة البندقية في إيطاليا، وذلك لأن مُعظم سكانِها كانوا يَعيشون في منازلَ ترتفع على ركائزَ من الخشب والبامبو "الخَيْزُران" تَرْفعها عن مياه النهر في مواسمِ الفيضان، أو يعيشون في قواربَ تسبح في مياه النهر.
وفي عام 1834 أُنشئ أولُ طريق رئيسية خارجَ المدينة تَرْبط القصـر الملكي بالقنصليات الأجنبية. وفي الفترة ما بين عامي 1880 و 1910 انتقل معظمُ السكان من العيش على النهر إلى العيش على الطرق الحديثة.
ويَبْلغُ عدد السكان في مدينة بانكوك الكبرى (بانكوك وضواحيها) حسَب تَعداد عام 1982 خمسة ملايين ونصف المليون نسمة تقريباً من أهل البلاد وبينهم أقليات من الهنود والباكستانيين والأوروبيين والأمريكيين.
وتُعَدُّ بانكوك المركزَ الرئيسيّ لطرقِ النقل والمواصلات في تايلاند فمنها تتفرعُ السككُ الحديدية والطرقُ البريةُ والنهرية التي تَرْبط كافة أجزاء البلاد كما أنها تَرتبط بالعالم عن طريقِ مطار "دون مونج" الدولي الذي يُعد من أكثر المطارات نشاطا في جنوب شرق آسيا. وفي عام 1954 م تَمَّ تعميق ميناء بانكوك بحيث أصبح صالحا لاستقبال السفن الضخمة.
وفي مدينة بانكوك تَتَركَّزُ معظم الصناعات المُهمة في تايلاند ففيها العديد من مضارب الأُرْز وإعدادِه للتصدير ومَناشِر الأخشاب ومصانع الورق والسكر والمنسوجات القطنية والحريرية والأسمنت وتكرير النفط والأطعمة المحفوظةِ والمَطاط وغيرها.
وعلى الرَّغم مِنَ ارتفاعِ درجة الحرارةِ ونِسبة الرطوبة معظمَ أيامِ السنة في بانكوك إلا أن الحركة التجاريةَ فيها نشِيطة والميناء زاخر بالنشاط وأهم ما يُصدَّر منه الأرز والقصدير والمطاط وخشب الساج. أما الواردات فأهمها المنسوجاتُ والنِّفط والآلات والأغذية المحفوظة.
كما أن بانكوك مِن أجمل المدن السياحية في جنوب شرق آسيا بسبب معالمِها التي فيها مئات المعابد البوذية ذاتُ الأبراج اللَّامعةِ والبِناءِ الرائع، وفي هذه المعابد تماثيلُ مختلفة لمعبودهم بوذا.
وفي المدينة حدائقُ رائعةٌ تُقدَّم فيها العروضُ المتنوعةُ والرقصات الشعبية في المناسبات الوطنية التي أهمها "يومُ شاكري" في السادس من شهر أبريل وهو يوم تأسيس أُسرة تشاكري الملكية، وعيد رأس السنة التايلاندية الذي يُصادف الثالثَ عشـرَ من أبريل، وعيدُ جلوس الملك في اليوم الخامسِ من مايو. وغيرِها من المناسبات.
وتَضُم المدينة القصـرَ الملكي الذي شُيِّد في عهد الملك راما الأول والذي يُعّدُّ تحفةً معمارية رائعة.
وفي المدينة يُوجد المَتحفُ الوطني الذي يَضم تُحفا أثريةً نادرة ومتنوعة. وفيها عددٌ من الجامعات والمعاهد العليا، وفي المدينة تَصْدر عشـراتٌ من الصحف والمجلات بِلُغات مختلفة.
وفي بانكوك يُوجد المقر الدائم للّجنة الاقتصادية للأمم المتحدة في آسيا والشـرق الأقصـى، كما أصبحت في عام 1955 مقرا لمنظمة حلف جنوب شرق آسيا (سيتو).
وهناك فكرةٌ لشق قناةٍ تَقْطع شِبهِ جزيرةِ الملايو في أضيق جزء منها تَرْبِط خليجَ البنغال وخليجَ سِيام وتُوَفِّر 600 ميل بحري تقريبا تدورُها السفن حول شبه الجزيرة، ولو تَمّ تنفيذُ هذه الفكرةِ فلا شك أنَّ أهمية بانكوك والنشاطَ التجاري فيها سيزدادان بشكلٍ كبير.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]