الحيوانات والطيور والحشرات

نبذة تعريفية عن “آكلات النبات” وأنواعها

1987 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الأول

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

آكلات النبات أنواع آكلات النبات الحيوانات والطيور والحشرات البيولوجيا وعلوم الحياة

بعضُ الحشـرات يأكل النبات، وكذلك بعض الطيورِ والثدييات، وهي لذلك تسمى آكلةَ نبات، ولكن العلماءَ عندما يتحدثون عن آكلات النبات أو العواشب، فهم يقصدون حيواناتِ الرعي التي تأكل الحشائشَ وأوراق الأشجار.

والعواشب كلها حافرياتٌ لأن أرجلها تنتهي بأصابعَ تحميها أظفارٌ كبيرة تسمى حوافر.

وأغلبها حيوانات مستأنسة يستأنسها الإنسان، ويأخذ من بعضها اللحومَ والألبانَ ويستفيد بصوفها، ويستخدم بعضها في الانتقالِ وجرِّ العربات، وبعضها يعيش في مناطق البراري والحشائش الواسعة.

 

ويقسمها العلماءُ إلى مجموعتين، إحداهما تشمل الماشيةَ و الغنمِ و الماعز و الخنزير و الغزال و الزراف و الإبلَ و الظباء و الأيائل و الوعول و فرس النهر (سيد قشطة) ويسمونها "زوجيةَ الحوافر" لأن أرجلها تنتهي بعدد زوجي من الحوافر (اثنين أو أربعة).

أما المجموعةُ الأخرى وتشمل الخيلَ والحمير والحمير الوحشية ووحيدَ القرن (الكركَدَّن) والتابير، ويسمونها "فرديةَ الحوافر" لأن أرجلَها تنتهي بعدد فردي من الحوافر (واحد أو ثلاثة). وزوجية الحوافر كلُّها ما عدا الخنازير حيواناتَ مجترة.

 

ومعظمُ هذه الحيوانات لها قرون قوية، فالزرافةُ مثلاً لها قرنان عظيمان فوق رأسِها يغطيهما الجلدُ، وبعضُ الزراف له قرن واحد بين العينين، والماشية والغنم والماعز والظباء لها قرنان مجوَّفان ومقوسان وتبقى طوال حياتها.

أما الغزلانُ والأيائل والوعول فقرونها عظيمة، وهي مقوسةٌ للخلف أو مستقيمةٌ في الغزلان ولكنها متشعبةٌ شجريةٌ في الأيائل والوعول وتسمى "مناطيح" فهي تتناطح بهذه القرون التي تحملُها الذكورُ دونَ الإناث.

 وتتساقطُ كلَّ سنة ويتكون بدلاً منها قرونٌ أكبرُ وأكثر تشعباً. ولا توجد قرون في الخنازير أو الإبل أو فرس النهر.

والماشيةُ والغنم أكثر هذه الحيوانات نفعاً للإنسان، وتستوطن جميعً القارات ما عدا أستراليا وأمريكا الجنوبية، وتتنوعُ أشكالُها في أفريقيا.

 

وتكثر الماعز في المناطقِ الجبلية شديدةِ الانحدار، ويمكنها أن تعيشَ في المناطقِ شديدة الجفاف قليلةِ العشب. أما الغزلانُ والظباء فيعيش أغلبها في الغابات والصحاري في أفريقيا وآسيا، وهي معروفةٌ بالرشاقة والجمال، ويمكنها أن تبقى فتراتٍ طويلةً بدون الماء.

وتنتشـر الأيائلُ والوعول في آسيا وأوروبا وأمريكا الشمالية والجنوبية، وتشتهر بمناطيحها التي تستخدمها بكفاءة كسلاحٍ في المعارك التي تخوضُها الذكور في موسمِ التزاوج. 

 

والزرافةُ من أجملِ وأطولِ الحيوانات المعروفة ويبلغ ارتفاعُها عن الأرض نحو ستةِ أمتار، وتعيش في مناطق الحشائش الواسعة مع الحمير الوحشية والظباء، وتأكل أوراق الأشجار مستعينةً برقبتها الطويلة، ولا يمكنها أن تعيشَ في الغاباتِ الكثيفة لأن أرجلَها العاليةَ ورقبتَها الطويلةِ تعوق حركتها.

وتبقى الزرافة فتراتٍ طويلةً دون حاجة للشـرب، وهي وديعةٌ، ولكنها في سبيل الدفاع عن نفسها يمكنها أن تصرعَ  الأسدَ بضـربة قوية من رجليْها الأماميتين فتندفع حوافرها في جسمه.

ويقتصرُ وجودُ الزراف على القارة الأفريقية رغم أنه تعرض للانقراض في أماكنَ كثيرة منها بسبب الصيد.

 

والإبلُ من حيوانات النقل الهامة وتتحمل أقسى الظروف من الحرارةِ الشديدة وسوءِ الغذاء فالجملُ يأكل النباتاتِ الشوكيةَ الصحراويةَ ويبقى فتراتٍ طويلةً دون شرب الماء. 

كما أنها تتحمل برد الشتاء القارس بفضل الصوف الكثيف الذي يغطي أجسامها. أما الخنازير، فهي رمَّامة (رمية) تأكل الفضلات والقمامة، وتكثر في الصين والولايات المتحدة ثم روسيا وألمانيا والبرازيل حيث يأكلون لحمها ولكن الإسلام يحرم لحومها وشحومها (انظر: خنزير).

وتُصْنَعُ من جلودها وعظامها الأسمِدةُ كما تُدَبغ جلودُها لصناعة الأحذيةِ. وتعتبر الخنازيرُ من أكثر العواشبِ توالداً فالأنثى تلد حوالي تسعة أو عشرة صغار في المرة الواحدة.

 

وأفراسُ النهر أثقل الحيوانات الأرضيةِ باستثناء الفيل ووحيدِ القرن، ويزنُ الواحدُ ثلاثةَ أطنان، وهي سبَّاحة قوية ويمكنها أن تبقى تحتَ الماء بضعَ دقائق.

يقتصرُ وجودُها على المناطق الاستوائية في أفريقيا وتقضي معظمَ النهار في الماء هروباً من حرارة الشمس وتسعى في الليل للحصول على طعامها من الحشائش والعشب وتسبب خسائرَ كبيرة في حقول القمح وقصب السكر. وتلدُ الأمُ صغيراً واحداً في المرة تحمله على ظهرها وهي في الماء.

والعواشبُ فرديةُ الحافر عديمةُ القرون باستثناء وحيد القرن والتابير، وقد استخدمها الإنسان منذ آلاف السنين في النقل وجرِّ العربات كما استفاد منها الفلاح في العمل. والحصان العربي من الخيل الأصيلة.

يمتاز بالخفةِ والذكاء وقوة التحمل وهو من أغلى السلالات فله قدرة كبيرة على القفز وسرعةِ العدو، يربونه في حظائرَ خاصةٍ للسابق ويعرفُ صغيره بالمُهْرِ. ويؤكُل لحمُ الحصان في بعض مناطق العالم وفي بريطانيا يطعمونه للكلاب ويؤخذ من شعره أوتارُ الكمان، ويصنع من عظامه الغراءُ.

 

والحمير تشتهر بالغباء وقدرتها على العملِ الشاقِ. ويكفيها القليلُ من الأعشاب وأوراقِ الأشجار الجافَّة، وقد استخدمها الفلاحُ المصري منذ ثلاثةِ آلاف سنة قبل الميلاد، وهي معروفةٌ أيضاً في الصين وجنوبي أوروبا وشمال أفريقيا.

وإلى جانب استخدامِها في الحمل والجرِّ، تصنع من جلودها الطبولُ، ويشرب لبنها كدواء. ويمكِن تزاوجِ الحِصان و الحِمار (انظر: بغل وكودن).

والحمارُ الوحشـي المخطط (الزِبْرا) من فصيلة الحصان والحمار، ولكنه يعيش في مناطق الحشائش في شرق وجنوب أفريقيا ووسط آسيا مصاحباً الغزلان والظباء، ويمتاز بحدة الشمِّ والإبصار، فهو يدركُ عدوَّه من مسافات بعيدة وهو مُعَرَّضٌ لأخطارِ الصيد مع هذه الحيوانات.

 

أما وحيدُ القرن فهو أكبرُ الثدييات بعد الفيل، ويصلُ وزنه إلى أربعة أطنان، ويتميزُ بوجودِ قَرن واحدِ أو قرنينِ على أنفه، وهذه القرون مكونة من شعر متجمع ومضغوطٍ ليكوِّن مادةً صلبة مصمتةً.

ويعيش وحيدُ القرن في أفريقيا في جنوب الصحراء وأوغندا وجنوب السودان، كما يعيش في الهند وجنوب شرق آسيا

ويعتقد بعض الناس في الدول الشـرقية أن بعضَ الأدويةِ والعقاقير يمكن تحضيرُها من قرونه ويدفعون مبالغَ كبيرةً للحصول عليها، ولذلك فهو معرَّضٌ للصيد بكثرة، وهو حيوان وديع مسالم لا يبدأ بالهجوم ولكنه إذا أثيرَ يفقدُ أعصابَه ويهاجِمُ بعنف، ومن أقاربه التَّابير الذي يعيش في أمريكا الجنوبية والملايو. 

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى