نبذة تعريفية عن السهول الحاوية للتلال
1998 الموسوعة الجيولوجية الجزء الثالث
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
السهول الحاوية للتلال علوم الأرض والجيولوجيا
وهذا النوع أوسع انتشاراً من السهول المرتفعة، وهو يتمثل في كل القارات.
ويتفاوت هذا النوع من سهول تتبعثر بها بعض التلال أو المجموعات التلية إلى أراضي سهلية وجبال حيث تمتد سلاسل مضرسة تشغل مساحة كالسهول المجاورة لها.
وهذا النوع من السهول مرتبط في نشأته وتطوره بما يلي:
النوع الأول هو أن الجبال والتلال والسهول المرتفعة قد تتعرض للتعرية، بحيث تصل إلى مرحلة الشيخوخة المبكرة.
وفي هذه الحالة فإن التلال المبعثرة تمثل البقايا من سطح كان أكثر ارتفاعاً والنوع الثاني من التطور هو أنها تمثل مناطق تكونت فيها تلال أو جبال منعزلة بالنشاط البركاني أو الالتواء، وبقيت المساحات المجاورة لها مستوية منذ البداية أو أن التعرية والإرساب أكسباها الاستواء.
والأمثلة على النوع الأول من التطور محدودة في الولايات المتحدة، وتقتصر على مساحات صغيرة في نيوإنجلند وعند حضيض الأبلاش إلى الشرق مباشرة من «بلوردج».
وتظهر مساحات كثيرة من هذه السهول في المناطق التي تعرضت للنحت الجليدي في شمالي وشرقي كندا، وكذلك في شمال السويد وفنلنده.
وهناك مساحات واسعة في الأقاليم الجنوبية من فنزويلا وجيانا، وفي الأراضي المرتفعة في شرق البرازيل، وبوجه خاص في الأراضي المرتفعة في غربي ووسط وجنوب أفريقية.
وفي مثل هذه المناطق تتصف السهول بأنها في مرحلة الشيخوخة النموذجية للنحت والإرساب، وعادة ما تتصف بالتموج الطفيف.
وتبرز التلال المتبقية (التلال المنعزلة) بروزاً فجائياً كما تبرز الجزر فوق مياه البحر. ومع أن التلال المنعزلة تمثل عادة صخوراً شديدة المقاومة، فإن كثيراً منها يعزى وجوده إلى موقعها عند أعالي المجاري النهرية، حيث تكون هي أبعد الأجزاء التي تصل إليها التعرية.
أما الأسطح التي تتبعثر عليها جبال نتجت عن حركات القشرة أو النشاط البركاني، فتظهر على نطاق واسع في نطاقات الكورديليرا في القارات، ونادراً ما توجد خارج هذه النطاقات.
وأكبر هذه الأقاليم نطاق الحوض والجبل في غرب أمريكا الشمالية، وهو يمتد بلا انقطاع من جنوب شرقي اوريجون عبر جنوب غرب الولايات المتحدة وشمال المكسيك حتى مدينة المكسيك.
ومن المعتقد أن الغالبية العظمى من السلاسل الجبلية المضرسة في هذا النطاق هي كتل من القشرة تعرضت للارتفاع أو الارتفاع مع الميل ثم تعرضت لتعرية شديدة.
والسهول التي تمتد بين هذه الكتل هي سهول تعرية وإرساب، ومن الواضح أن بعضها قد اتسع على حساب الجبال المجاورة.
ولما تعرضت الجبال للتعرية فقد تطورت عند أقدامها سهول مستوية قليلة الانحدار، تعد جزئياً منحدرات بيديمنت شبيهة بسهول مرحلة الشيخوخة، كما تعد جزئياً سهول رسوبية لحضيض الجبال.
ويوجد في كثير من الأحواض تصريف داخلي، وهي تتصف أيضاً بكثرة الإرسابات في قيعانها وتحتوي على بحيرة ضحلة ملحية أو قلوية في أعمق الأجزاء.
وهناك أراضي شبيهة إلى حد ما توجد في أواسط الانديز، وفي تركيا والشرق الأوسط، وفي التبت وآسيا الوسطى.
ونطاقا التبت والانديز يلفتان النظر لشدة ارتفاع القاع في كل منهما (4 – 5 آلاف متر). وبوجه عام فإن السلاسل والأحواض في المناطق الآسيوية توجد بمقياس أكبر مما هو الحال في أمريكا الشمالية.
ومن الظروف الغريبة أن كل هذه الأقاليم جافة. وتحتوي على منحدرات جبلية تعرضت لتعرية شديدة. وعلى قيعان أحواض مليئة بإرسابات بصورة تميز هذا النمط المناخي.
ولهذا السبب فإنها قليلة الفائدة من الوجهة البشرية برغم المساحات الواسعة السهلية التي تتضمنها هذه الفئة. ومع ذلك فهناك كثير من الواحات الهامة عادة ما تقع عند حضيضه الجبال أو على طوال المجاري القليلة التي تنبع من أقاليم رطبة مجاورة.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]