المحاولة والخطأ
2014 أبجدية مهندس
هنري بيتروسكي
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
المحاولة والخطأ (Trial And Error). إحدى تعابير الحكمة التقليدية تقول بأن الهندسة ليست سوى العلم التطبيقي، التي فيها، على سبيل المثال، تُستنتج الأبعاد عند تصميم جسر خاص من معادلات رياضية تُعبّر عن المبادئ الفيزيائية التي تحكم سلوك الجسور كلها. ولكن هذا، في الواقع، بعيد عن الحقيقة، ذلك أن تصميم هيكل هندسي، أو آلة أو نظام، يبدأ عادة من التصوّر والخيارات التالية لفكرة، سواء كان ذلك حَرْفيّاً أو تصورياً، وليس من الصيغ الرياضية والمبادئ الفيزيائية. فقط عندما يبدأ التعبير عن فكرة بالرسوم أو الكلمات، يبدأ استدعاء الأدوات الرياضية ومبادئ العلم للإجابة على أسئلة محددة، تحول التصميم الإجمالي إلى تصميم تفصيلي.
ما يحدث غالباً، بالأحرى، هو أن نتيجة التصميم تتطلّب مثل هذا التعقيد في التفاصيل التي لا تحوّل بسهولة إلى معادلات رياضية أنيقة، أو صيغ نظامية، وكذلك فإن أجزاء التصميم لا يمكن تصنيفها إلى مبادئ علمية بسيطة. فالوصول إلى حكم التخمين المعلل المنهجي، هي أمور ضرورية للمناورة بمكونات التصميم أو النماذج، وإعادة ترتيبها، وعندها يمكن تحليل النماذج أو النماذج المادية الأولية واختبارها للنظر في مطابقتها لمتطلبات المسألة المطروحة. وإذا لم يكن الأمر كذلك، سيُعاد الحكم والتفكير والتخمين المنهجي لتعديل التصميم بحسب الفارق بين نتائج تحليل النموذج الأولي وبين المطلوب، لتبدأ دورة ثانية من التحليل والاختبار. وهذه الطريقة التكرارية تسمّى بطريقة المحاولة والخطأ التي طورتها الهندسة القديمة. وهذه الطريقة يمكن أتمتتها في التصميم الحديث إلى حدّ ما باستخدام الحاسوب.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]