تعريف الإبداع

1987 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الأول

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الإبداع العلوم الإنسانية والإجتماعية التكنولوجيا والعلوم التطبيقية

إنك إذا كتبت موضوعاً في درس التعبير، في لغة صحيحة جميلة، لم تنقلْه من أحد، ولم تُقَّلِدْ فيه أحداً، تكون قد أَبْدَعْتَ. فالإبداعُ هو أن نعملَ شيئاً جَيِّداً جديداً.

وإننا نشعر بالسرور والإعجاب بالأعمال الجيدة التي يقدمُها لنا الممتازون من الشعراء والقصصيين والموسيقيين والمثَّالين والرسَّامين. وذلك لأننا نجد أن كلَّ عمل من هذه الأعمال يمتاز عن غيره مما سبق أن قرأناه أو سمعناه أو رأيناه.

ولكن الإبداعَ لا يكون في الأعمال الأدبية والفنية وحدها.

بل إنه يكون أيضاً في أعمال المفكرين والعلماء، الذين يتوصلون إلى أفكارٍ جديدة وحقائقَ علميةٍ لم يَكُنْ يعرفُها الناسُ قبلَهم. ومن أمثلة ذلك فلسفةُ ابن رشد، وفهمُ ابن الهيثم الصحيح لعملية إبصارِ العَيْن للضوء.

 

عندما توصل العالمُ الفرنسي باستير إلى طريقةٍ جديدة لحفظ اللَبن من الفساد (سُمِّيَتْ بعد ذلك "بَسْتَرَةً"، نسبة إلى اسمه)، نقول إن باستير مُبْتَكِر.

ولكنْ عندما صنع جراهام بِلْ أَوَلَّ هاتف – تليفون -، وعندما صنع جون بيرد أول تلفاز نقول إنهما مخترعان. وعندما وصل أمريكو فسيوتشي أول مرة إلى القارة التي سميت أمريكا.

فيما بعد ،نقول إنه مكتشف أمريكا. وكذلك عندما استخدم لوفنهوك عدساتِه المكبرةَ فرأى كثيراً من الكائناتِ الدقيقة أَوَلَّ مرة، نقول إنه اكتشفَها. والمبتكرون والمخترعون والمكتشفون أيضاً مبدعون.

 

إن الأمم تتقدم بوجود المُبْدِعين بين أبنائها، وليس بكثرة الحُفَّاظِ والمقلِّدين بينهم. وأنت، يا قارئَ الموسوعة، لا بد أنك تريد أن تكونَ مُبْدِعاً في الأدب أو الفَنِّ أو العلم أو الهندسة، أو فيما شِئْتَ. فكيف السبيلُ إلى ذلك؟ .

إن الإبداع شيء ممكن. إذا أردت أن تُبْدِعَ في أي شيء، عليك بدراسةِ ما تَوَصَلَّ إليه السابقون فيه دراسة جيدة، وعليك أن تفكرَ في المعلوماتِ التي تتوصلُ إليها لتعرفَ أوجهَ النقصِ التي فيها، ثم عليك أن تجتهدَ في التوصل إلى ما هو أفضلُ منها.

ولا ينبغي أن ينفدَ صبرُك من كثرة المحاولة، فإن الإبداعَ جهد وصبر، ولكنه في النهاية أمر سَارٌّ ومفيدٌ عندما يتحقق فيه الفوز.

 

إن هناك أمراً واحداً لا يجوز لنا أن نأتيَ فيه بجديد… وهو العبادات وفرائضُ الدين الثابتةُ في القرآن الكريم والسنُّة النبوية الشريفة. فالتجديد هنا ليس إبداعاً، ولكنه بِدْعَة وكُلُّ بدعة ضَلَالَة.

وأظن أننا نفهم الآن لماذا وصف اللهُ، سبحانه وتعالى، نَفْسَه بأنه بديعُ السموات والأرض. وذلك لأن اللهَ خلق السمواتِ والأرضَ، دون أيِّ نموذج سابق.. لأنه، سبحانه وتعالى، لم يَكُنْ قَبْلَه شيء، ولأنه لا حدودَ لعلمِهِ ومقدرتِهِ.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]