نبذة تعريفية عن النبي أيوب “عليه السلام”
1993 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الرابع
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
النبي أيوب إسلاميات المخطوطات والكتب النادرة
أيوبُ، عليه السلام، هو نبيُّ من أنبياء الله من ذرية أَبِي الأنبياءِ إبراهيم عليه السلام.
وكان صاحبَ مالٍ كثير فابتلاه اللهُ واختبره، فأذهب ماله، فأصبح فقيراً بعد الغِنى والعزِّ، وأصابه بالأمراضِ فذهبت صحتُه، بعد العافيةِ والقوةِ.
وطال بلاؤُه ومرضُه، حتى هجره أقرباؤُه وأصحابُه وابتعدوا عنه، وقالو ما أصابَه الله بما أصابه به إلا لذنوبٍ عظيمةٍ ارتكبها. ولم يصبرْ معه على بلائِه ومصابِه إلا زوجتُه، فكانت ترعى حقَّه، وتعرف قديم إحسانِه إليها، وشفقتِه عليها، فكانت تقضـي حوائجه وتقوم على شأنه، حتى أغضبته يوما،
فأقسم بالله إن شفاه الله أن يضربها مائة جلدة. وقد مدح الله أيوب لصبره الطويل قال تعالى (نَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا ۚ نِّعْمَ الْعَبْدُ ۖ إِنَّهُ أَوَّابٌ) (ص: 44).
ولما رأى أيوبُ ما أصبح فيه، وسوءَ ظن الناس به، والحال التي صارت إليها زوجته، دعا ربه تبارك وتعالى كي يكشف عنه ضره، ويزيل بلاءه قال تعالى( وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) ( الأنبياء: 83).
فاستجاب الله دعاءه، وقبل رجاءه وكشف عنه ضُرَّه، وشفاه من أمراضه قال تعالى(فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ ) (الأنبياء:84)
وقد أخبرنا القرآن الكريم عن الطريقة التي شفاه الله بها، فقد أمره تبارك وتعالى أن يضرب برجله الضعيفة الأرض، فانبثقت منها عين ماء بارد، فأمره أن يغسل منها جسده، وأن يشـرب من مائِها، قال تعالى(وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ) (ص: 41)، ( ارْكُضْ بِرِجْلِكَ ۖ هَٰذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ ) (ص: 42).
ووهَبَ له بعد ذلك الأموالَ والأولادَ. وعاد إلى حاله قبل البلاءِ، عاد غنياً عزيزاً، قال تعالى( وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنَّا وَذِكْرَىٰ لِأُولِي الْأَلْبَابِ) (ص: 43).
وقد جعل الله لأيوبَ فرجاً ومخرجاً في اليمين التي أقسم فيها على ضرب زوجِتهِ إذا شفاه الله، فأمره اللهُ أن يأخذ في يده حُزْمَة من القش، فيضرب بها زوجتَه ضربةً واحدةً، فتكون هذه الضـربةُ كافيةً: قال تعالى(وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِب بِّهِ وَلَا تَحْنَثْ ۗ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا ۚ نِّعْمَ الْعَبْدُ ۖ إِنَّهُ أَوَّابٌ) (ص:44).
وَيُضْـرَبُ بأيوبَ، عليه السلام، المثلُ في الصبر. فالشخصُ الذي يصاب بمكروه وبلاءٍ ويصبر على ما أصابه تعالى نقول إنه "صَبِرَ صَبْرَ أَيُّوب".
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]