تذبذب مستوى سطح البحر خلال عصر البلايوستوسين
1998 الموسوعة الجيولوجية الجزء الرابع
KFAS
ستوى سطح البح عصر البلايوستوسين علوم الأرض والجيولوجيا
خلال هذا العصر الذي تكونت فيه الغطاءات الجليدية البلايوستوسينية في العروض المعتدلة والباردة، والتي سلبت كميات كبيرة من مياه المحيط ثم لبثت هذه المياه داخل اليابس، أو تجمدت على شكل غطاءات جليدية، انخفض مستوى البحر انخفاضاً ملحوظاً، وظهر أثر ذلك على طول كل سواحل العالم.
وعلى الرغم من أنه أمكن تحديد المناطق التي غطتها الركامات الجليدية، وأصبح من السهل معرفة توزيعها الجغرافي بقارات العالم المختلفة، إلا أنه كان وما زال من الصعب تحديد السمك الحقيقي للركامات الجليدية البلايوستوسينية.
وعلى ذلك تضاربت الآراء فيما يختص بالمنسوب الحقيقي لمستوى سطح البحر، خلال كل من الفترات البلايوستوسينية المختلفة.
وأوضحت نتائج الأبحاث الجيومورفولوجية أن قشرة الأرض قد تعرضت في العروض المعتدلة والباردة خلال هذا العصر لحركات انخفاضية تدريجية محلية نتيجة لتراكم الجليد، والثقل الناتج عنه فوق أراضي اليابس.
كما تعرض منسوب سطح البحر إلى الانخفاض خلال الفترات الجليدية الباردة، ولكنه سرعان ما كان يسترد منسوبه المرتفع من جديد عند ذوبان الجليد خلال الفترات الدفيئة البلايوستوسينية (شكل 4).
ويلاحظ من دراسة شكل (4) أن مستوى سطح البحر عند بداية عصر البلايوستوسين كان أكثر ارتفاعاً من منسوبه الحالي بنحو 100 متر..
وفي خلال فترة الجينز الجليدية انخفض مستواه بنحو– 10م عن مستواه الحالي (أي انخفض بنحو 110 متر، عما كان عليه قبل حدوث الفترات الجليدية الباردة).
وفي خلال الفترة الدفيئة التي عرفت باسم «جينز- مندل»، ارتفع مستواه من جديد إلى نحو 55 متر فوق منسوب سطح البحر الحالي. ثم تذبذب مستوى البحر بين ارتفاع وانخفاض خلال بقية كل من الفترات الباردة والأخرى الدفيئة لهذا العصر.
وقد ساهمت هذه التغيرات في تشكيل الخصائص الطبيعية لمياه البحار إبان هذا العصر الجيولوجي. ففي خلال الفترات الجليدية الباردة وعند تكوين الجبال والكتل الثلجية من مياه البحر، ارتفعت نسبة الملوحة بالمياه ارتفاعاً كبيراً وتكونت بالمسطحات المائية بحار ملحية عظمى كما حدث بمياه بحر البلطيق (The Salt Baltic Sea).
بينما تنخفض نسبة الملوحة خلال الفترات الدفيئة وعند ذوبان الكتل الجليدية.
وكان لكل هذه العوامل أثرها الكبير في تشكيل بقية الخصائص الطبيعية الأخرى لمياه البحار مثل تنوع درجة حرارة المياه السطحية والمياه الجوفية، وطبيعة حركة المياه، ثم اختلاف كثافتها من جزء إلى آخر.
وقد أثر تذبذب مستوى مستوى سطح البحر خلال عصر البلايوستوسين في تشكيل بعض الظاهرات الجيومورفولوجية، حيث تكونت السهول التحاتية البحرية عند تراجع البحر عن اليابس (لانخفاض منسوبه).
ومن دراسة هذه السهول التحاتية البحرية وتحديد توزيعها الجغرافي، أمكن استنتاج التغيرات التقريبية التي انتابت منسوب سطح البحر خلال الفترات البلايوستوسينية المختلفة.
وتعمل المجاري النهرية التي كانت تصب في البحار القديمة ثم تراجعت عن شواطئ هذه البحار إلى الخلف، على شق أودية لها في الأراضي الشاطئية الجديدة التي أضيفت إلى اليابس.
ويعمل النهر كذلك على زيادة النحت الرأسي لمجراه إلى أن يصل منسوب قاعدته إلى المستوى الجديد الذي انخفض إليه البحر.
ونتيجة لارتفاع منسوب سطح البحر وتقدم شواطئه، تختفي بعض الأراضي القارية المجاورة، وتتكون ظواهر جيومورفولوجية أخرى، من بينها السهول البحرية الغاطسة والفيوردات، والخلجان والأودية البحرية، والجزر الساحلية، سواحل الريا.
وقد أكد «دالي» أنه لو تعرض الجليد والثلج المتراكم فوق سطح الأرض للذوبان حالياً لارتفع منسوب سطح البحر إلى نحو 60 متراً عن مستواه اليوم.
وأن مستوى سطح البحر خلال الفترات الباردة البلايوستوسينية كان أكثر انخفاضاً عن مستواه الحالي بنحو 100 متر.
وعلى ذلك فإن وجدت مدرجات بحرية بلايوستوسينية، فلا بد أن توجد هذه المدرجات على هذا المستوى السابق (100 متر فوق منسوب سطح البحر أو أقل من ذلك).
أما إذا وجدت مدرجات بحرية تتمثل في مناطق أعلى من هذا المنسوب السابق، فهذه لا ترجع إلى أثر الحركات الايوستاسية الجليدية، بل تعزى إلى أثر حركات أو عوامل أخرى.
وعلى ذلك يحسن أن نشير إلى أمثلة من مجموعات «المدرجات» أو السهول التحاتية البحرية البلايوستوسينية في أجزاء مختلفة من العالم، والتي تدل بدورها على مراحل تذبذب مستوى سطح البحر خلال هذا العصر.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]