علوم الأرض والجيولوجيا

طبيعة الإقليم المداري الإفريقي

2016 طيور العالم

KFAS

طبيعة الإقليم المداري الإفريقي علوم الأرض والجيولوجيا

تشكّلت قارّة أفريقيا منذ 100 مليون سنة تقريباً عندما تجزّأت القارّة الجنوبيّة العظمى “غوندوانا” (Gondwana).

وأفريقيا هي ثاني أكبر كتلة يابسة في العالم بعد أوراسيا، وتُعدّ فريدةً في امتدادها الذي يُغطّي المنطقة المَداريّة (مَدار السرطان ومَدار الجدي)، من منطقة البحر المتوسّط وحتى المحيطات الجنوبيّة.

ومع أنّ أفريقيا هي كتلة متصلة واحدة من اليابسة إلاّ أنها لا تشكّل منطقة توزيع جغرافي واحدة للحيوان لأنّ امتدادها الشمالي تشغله الصحراء الكبرى (Sahara)، وهي أعظم صحارَى العالَم.

ولطالما شكّلت البراري الرمليّة الهائلة هذه، التي يبلغ طولها من الشمال إلى الجنوب 1500 كلم (930 ميلاً)، حاجزاً أمام انتقال كثير من الكائنات الحيّة، وتشكّل الآن الحدّ الفاصل بين مملكتين رئيسيّتين من ممالك التوزيع الجغرافي للحيوان، وهما الإقليم الشمالي القديم (PA) شمالاً، والإقليم المَداري الأفريقي (AF) جنوباً (وكان يُعرف فيما مضى باسم الإقليم الإثيوبي أو الحبشي).

ومع ذلك فالصحراء الكبرى ليست حاجزاً تامّاً. فهناك على سبيل المثال الملايين من الطيور المهاجرة التي تعبر هذه الصحراء أو تطوف حول حافتها مرّتين سنوياً قادمةً من الإقليم الشمالي القديم.

ومع أنّ معظم المنطقة المدارية الأفريقية تقع داخل القارّة الأفريقيّة إلاّ أنّ هذه المنطقة غالباً ما يُنظر إليها على أنها تشمل شبه الجزيرة العربيّة وجزيرة مدغشقر.

 

ومثلما هي الحال مع الإقليم الأفريقي جنوب الصحراء الكبرى (sub-Saharan)، تفصل صحارَى واسعةٌ شبهَ الجزيرة العربيّة عن أوراسيا، ولكن طيور المنطقة يبدو أنها تنحدر من أنواع قريبة لطيور الإقليم الشمالي القديم والإقليم المداري الأفريقي.

وقد انفصلت مدغشقر عن الساحل الشرق كثيرٌ من الرّئيسات السفلى (وأهمّها اللّيمورات أو الهبّارات) وخمس فصائل من الطيور، بحيث إنّ “إقليم مالاغاسي” كثيراً ما يُعدّ مملكةً حيوانيةً من ممالك التوزيع الجغرافي للحيوان القائمة بذاتها.

وبعد أنْ امتدّت الحال بأفريقيا لفترات طويلة ككتلةِ يابسةٍ مستقرّةٍ، كان سطحُها قد تعرّض للتعرية أو التحات (erosion) ليتحوّل إلى سهوبٍ (peneplains) شاسعة.

وفي غياب أيّ جبال كبيرة بما يكفي للتأثير على المناخ بمقياسٍ قارّي، يعتمدُ توزيع كميّة الأمطار في أفريقيا والغطاء النباتي أساساً على الحركات السنويّة لمنطقة التقارب ما بين المَدارين (Inter-Tropical Convergence Zone, ITCZ)، وهو حزامٌ من الضغط الجوّي المنخفض يتسبّبُ في سقوط كميّات كبيرة من الأمطار ويتبعُ الشمسَ في تقدّمها شمال خطّ الاستواء وجنوبه.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى