علوم الأرض والجيولوجيا

نبذة تعريفية عامة حول “السهول الفيضية”

1998 الموسوعة الجيولوجية الجزء الثالث

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

السهول الفيضية علوم الأرض والجيولوجيا

وهي قيعان الأودية التي تكونت نتيجة الإرسابات النهرية وقد تكون هذه السهول ضيقة في حالة الأودية الصغيرة ذات الجوانب شديدة الانحدار، أو واسعة جداً كما هو الحال بالنسبة لنهر المسيسيبي الأدنى قرب ممفيس، حيث يبلغ اتساع السهل الفيضي 200 كيلومتراً.

وقد تنحدر السهول الفيضية انحداراً طفيفاً جداً في دلتاوات أو سهول ساحلية دلتاوية. ويمتد السهل الفيضي للنيل سبعمائة ميل ما بين الجندل الأول عند أسوان ودلتا النيل.

ومع أن السهل الفيضي للنيل لا يتعدى 16 كيلو متراً في الاتساع عند أي نقطة فإن السهل الفيضي والدلتا يعيش عليهما كل ذلك العدد الكبير من السكان.

 

وقد نشأت الحضارات النهرية القديمة في الصين وشمال الهند وبلاد الرافدين على طول السهول الفيضية لأنهر سيان (Sian) والهندوس، ودجلة والفرات، والنيل، حيث ساعدت التربات الخصبة الطميية، والموارد المائية الوفيرة على قيام الزراعة.

وتمنع السدود وقنوات الري الفيضان الطبيعي أو تقلل منه، مما يؤدي إلى حماية المدن والسكان، ولكن هذه السدود والقنوات تحرم السهول الفيضية من ميزات الفيضان على السهل الفيضي.

 

إرسابات السهول الفيضية: 

يصل سمك الإرسابات الطميية، في السهول الفيضية في اتجاه السواحل المحيطية نحو أربعمائة قدم أو أكثر (شكل 1).

وهذا السمك يمكن أخذه كمقياس لحجم المياه التي أعيدت إلى المحيط خلال 12000 أو 18000 سنة الأخيرة، التي انصهر أثناءها الجليد القاري.

 

ويوجد أسفل قطاع الطمي في العادة كميات وفيرة من الحصى ويعلوه في الغالب مواد دقيقة كالرمال أو الطمي.

كما أنه قد يحدث أحياناً أن يجلب النهر معه في موسم الفيضان كميات هائلة من المواد الصخرية المفتتة، بحيث لا يقوى على حملها فيرسبها على هيئة حواجز أو جزر حصوية مما يجعل مياه النهر تسير في مجار مائية متشبعة.

 

الأشكال السطحية في السهل الفيضي: 

تعتبر الجسور الطبيعية (Natural Levels) التي تمتد مجاورة للمجرى مباشرة أكثر أجزاء السهل الفيضي ارتفاعاً بحيث تنحدر أرض السهل الفيضي منها انحداراً متدرجاً كلما بعدنا عن مجرى النهر.

ويبلغ عرض الجسور الطبيعية على طول المسيسيبي الأدنى 1,60 كيلو متر في الغالب، ويبلغ ارتفاع قمم الجسور الطبيعية 1,5 متراً فوق منسوب المستنقعات الهامشية في اتجاه مصب النهر. 

 

وتبلغ تلك القمم 7 أمتار في «نيوأورليانز» وضعف ذلك الارتفاع عند نقاط مختلفة بالاتجاه إلى أعالي النهر.

وتشكل الإرسابات الحاوية للشقوق مساحات مفيدة متماسكة خصبة مرتفعة من نطاقات الجسر الطبيعي، بحيث يصل عرض الجسر الطبيعي 16 كيلو متراً أو أكثر في أماكن مختلفة.

 

علاقة الثنيات بالإرسابات الفيضية: 

الأنهار ذات الثنيات تنحت مجاريها بصفة مستمرة في الجوانب المقعرة من الثنيات بينما يتم الإرساب من الجوانب المحدبة من هذه الثنيات.

ويصاحب هذه العملية انتقال المجاري المائية واتساع عرض وادي النهر، وتحوله ألى أرض منبسطة تشق في اتساعها مع ما يسمى بنطاق الثنيات (Meander belt) وهي التي تعرف بالسهل الفيضي.

وتستطيع مياه النهر بعد ذلك أن تبسط فوق أرض هذا السهل كثيراً من المواد المفتتة التي تحملها فتزداد رواسب السهل الفيضي سمكاً عاماً بعد عام.

 

وعندما يستمر ازدياد انحناء مجرى النهر من أجزائه المنثنية، وتقترب عندئذ أطراف الانثناءات بعضها من بعض، تاركة معابر ضيقة من الأرض هي التي تعرف برقاب الثنيات (Mean-der necks).

سرعان ما تخترق مياه النهر هذه الرقاب في فصل الفيضان وبذا يشق طريقاً جديد قصيراً، يعرف بقطع الثنية (Meander cutoff) بدلاً من المجرى الملتوي والذي كانت تجري فيه من قبل.

وقد تحتل أماكن الثنيات القديمة ببحيرات هلالية الشكل هي التي تعرف بالبحيرات المقتطفة (Ox-bowlakes) أو بعض المستنقعات.

 

وتأخذ هذه البحيرات في الامتلاء تدريجياً بالإرسابات التي تحتوي على نسبة عالية من المواد الصلصالية، التي تتصف بأنها أكثر مقاومة للتعرية من أنواع أخرى من الإرسابات الدقيقة.

ونظراً لأن المواد الصلصالية تمتد في نطاقات على جانبي المجرى، فإنها تعرقل هجرة المجرى ليتخذ نطاقاً محدداً هو نطاق الثنيات.

ومن النادر أن نجد تحولات عن نطاق الثنيات على طول المسيسيبي الأدنى وأنهار أخرى تحدد مجاريها نطاقا صلصالية. ومع ذلك فإن هناك كثيراً من الأنهار تنقصها المواد الدقيقة وتعجز عن تكوين نطاقات للثنيات.

 

وهذا هو الحال في نهر «جريب ميندر» في الأناضول حيث يتصف السهل الفيضي بوجود نسبة مرتفعة من الرمال وحيث ترك النهر مجراه مرات عديدة.

وتجدر الإشارة إلى أن الجسور الطبيعية، والنطاقات المحددة للثنيات والبحيرات المقتطعة لا تتوافر في السهول الفيضية ذات الأنهار التي تنقل حمولة قليلة أو لا تنقل شيئا، أو الأنهار التي لا تتفاوت كثيرا ما بين المنسوب المنخفض والفيضان العالي. مثال ذلك الأنهار الصغيرة الموجودة في بلجيكا.

 

وهناك كثير من السهول الفيضية التي تعدل من شكلها المخاريط الرسوبية التي تأتي بها الروافد.

وتفسر المخاريط التي أرسبتها الروافد في الرون الأدنى تلك التغيرات بين معدلات انحدار شديد حيث يتفرع الرون، والأجزاء الأقل انحداراً، مما يقع باتجاه المنبع أعلى كل من المخاريط الرسوبية حيث توجد الثنيات في نهر الرون.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى