علوم الأرض والجيولوجيا

كيفية تكوين المتبخرات الملحية والتوزيع الجيولوجي لها

1998 الموسوعة الجيولوجية الجزء الخامس

ترجمة أ.د عبد الله الغنيم واخرون

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

المتبخرات الملحية كيفية تكوين المتبخرات الملحية التوزيع الجيولوجي للمتبخرات الملحية علوم الأرض والجيولوجيا

إن دراسة أماكن وجود كل من النوعين الرئيسيين للمتبخرات الملحية، تدل أن هذه الرواسب تكونت ضمن بيئات مائية معزولة جزئياً عن البحار المفتوحة، ومنفصلة عنها بواسطة حواجز تكونت بتأثير نمو الكائنات العضوية (مثل الشعاب المرجانية).

أو بواسطة تأثير الأمواج وذلك نتيجة لتكوين الشواطيء والحواجز الرملية التي تحد من حركة المياه وانسيابها.

في حالة النوع الأول من المتبخرات (متبخرات مركز الحوض) يعتقد أن تبخر الماء في الحوض يؤدي إلى حدوث تدفق للمياه من البحر المفتوح أو المصادر الأخرى المحيطة بالحوض، وهذه المياه المتدفقة ذات الملوحة العادية أو بتعبير آخر ذات الكثافة القليلة نسبياً تتدفق على شكل تيارات سطحية عبر ممرات في الحاجز.

 

أما المياه الأكثر ملوحة نتيجة لتعرضها للتبخر فإنها تهبط إلى القاع، وعندئذٍ تكون غير قادرة على أن تعود لتمر عبر الحاجز كي تختلط بمياه البحر العادية وهكذا تستمر مياه البحر بالدخول بينما تظل المياه المالحة الثقيلة محصورة في حوض الترسيب، حيث تتجمع حتى تصل إلى درجة التشبع (أولاً أملاح الكبريتات ثم أملاح الكلوريدات).

ومن ثم يبدأ ترسيب الأملاح وفي حالة النوع الثاني (متبخرات حافة الحوض) فيبدو أنها تتبع نمطاً عكسياً للنوع الأول، والذي تكون فيه المياه تتدفق من البحر المفتوح وتتبخر فقط المياه المالحة كما ذكر آنفاً.

بينما نجد المياه في حالة متبخرات حافة الحوض (النوع الثاني) محصورة عند حواف الحوض بين الحواجز والشعاب والشواطئ والمناطق البرية المحيطة، أي أنها تشكل بحيرات شاطئية ضحلة (لاجونات) تكون بمثابة أوعية خاصة بالتبخير.

 

لذا فإن المياه التي تمر من الحوض من خلال الحاجز إلى هذه البحيرات الشاطئية الضحلة تبقى راكدة، ونتيجة لعلمية التبخر يتم ترسيب الأملاح كما ذكر سابقاً.

من الواضح إذن أن متبخرات حواف الأحواض تتطلب مناخاً خاصة في المناطق البرية المجاورة، وذلك لأن تدفق المياه العذبة من الجداول والأنهار إلى داخل البحيرات الشاطئية قد يلغي النتائج المترتبة على عملية التبخير.

 

التوزيع الجيولوجي:

لو أخذنا بعين الاعتبار قارة أمريكا الشمالية فإننا نجد أن المتبخرات التي ترسبت في عصر الكمبري توجد فقط في منطقة القطب الشمالي التابعة لكندا.

أما طبقات العصر الاردوفيشي فإنها يندر فيها وجود رواسب المتبخرات الملحية أما طبقات العصور اللاحقة للعصر الاردوفيشي فإنها تحوي تجمعات رواسب المتبخرات الرئيسية في أكثر من مكان في أمريكا الشمالية.

 

وهناك بعض أحواض الترسيب متبخرات سميكة تمثل فترات زمنية متلاحقة عديدة ومثال على ذلك حوض ميتشيجن (Mitchigan Basin) حيث استمر ترسيب المتبخرات خلال العصر السيلوري والديفوني والميسيسبي.

وهناك كذلك حوض ساحل الخليج (Gulf Coast Basin) حيث استمر ترسيب المتبخرات في كل من عصر البرمي والجوراسي والطباشيري.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى