شخصيّات

نبذة عن حياة العالم “أوحد الزَّمان بن مَلَكا” وكيفية دخوله في الإسلام

1997 قطوف من سير العلماء الجزء الثاني

صبري الدمرداش

KFAS

حياة العالم اوحد الزمان بن ملكا دخول ابن ملكا في الاسلام شخصيّات المخطوطات والكتب النادرة

كان على غير ملة الإسلام، فهداه الله إليه، وشرح له صدره .

في الفيزيقا هو العلم الأسمى، وفي الطب هو الطبيب المعلَّى ، وفي الاثنين كانت له جهودٌ وإنجازات، إنه أوحد الزمان ابن ملكا (شكل رقم 132).

البلدي … !

هو هبة الله بن علي بن ملكا البغدادي المعروف بلقب "أوحد الزمان" وشهرته عند العامة "البلدي".

ولد في بغداد عام 480 ه (1087م) وتوفي بهمذان حوالي عام 561ه (1165م) عن عمرٍ يناهز الثمانين عاماً .

 

إسلام .. ابن ملكا

ولد عالمنا على ملة اليهود وترعرع بين آل ملته ، ولكنه قبل وفاته اعتنق الإسلام ديناً وآمن بمحمد نبياً ورسولاً ،  حتى صار حجة لعلماء المسلمين وإماماً في العلوم التطبيقية .

وقد كان من كبار المتعصبين لليهودية، ولكنه لما أسلم هجر بني ملته وصار يتبرأ منهم. واختلفت الروايات في قصة إسلامه :

يروي ابن أبي أصيبعة في كتابه "عيون الأنباء في طبقات الأطباء" قصة : "قيل أن أوحد الزمان كان سبب إسلامه أنه دخل يوما إلى الخليفة، فقام جميع من حضر إلاّ قاضي القضاة، فم ير أن يقوم من الجماعة لكونه ذميا.

فقال يا أمير المؤمنين :إذا كان القاضي لم يوافق الجماعة لكونه يرى أني على غير ملته ، فأنا أسلم بين يدي مولانا ولا أتركه ينتقصني بهذا، وأسلم" .

بينما يورد القفطي في كتابه "تاريخ الحكماء" رواية أخرى " إن إسلام ابن ملكا، كان سببه أنه كان في صحبة السلطان محمود ببلاد الجبل، وولي محمود ولاية العراق ، وكانت زوجته الخاتون بنت عمه سنجر، وكان مكرما محبا معظما .

 

واتفق أن مرضت وماتت فجزع السلطان عليها جزعاً شديداً. ولما عاين ابن ملكا ذلك الجزع من السلطان خاف على نفسه من القتل، إذ هو الطبيب ، فأسلم طلباً للسلامة " .

وبعد أن اسلم حسن إسلامه على الرغم من أن بناته الثلاث رفضن العقيدة وبقين يهوديات .

وكان رحمه الله يعلم أن بناته سوف يحرمن من الميراث بسبب إسلامه ، ومع ذلك استمر في طريق الحق. ولما عاداه أبناء جلدته وصار معزولاً عن عائلته وبناته الثلاث، احتضنه علماء المسلمين وقدَّروه وأنزلوه فيهم أكرم منزل.

 

وكانت تؤخد على عالمنا قبل إسلامه مآخذ معينة منها تكبره . يتضح ذلك من قول البديع هبة الله الإسطرلابي مادحاً أمين الدولة أبا الحسن بن تلميذ وذاما ابن ملكا في البيتين التاليين:

أبو الحسن الطيِّب ومقتفيه

                                                   ابن ملكا في طرفي نقيض

فذاك من التواضع في الثريا

                                                  وهذا بالتكبر في الحضيض

ولعل دين الإسلام صقل من شخصيته وغسل عنه تكبره وألبسه ثوب التواضع ، وقد ذكر كثير من مؤرخي العلم أن ابن ملكا اتصف بعد إسلامه بالصفات الحميدة المنتظرة من علماء المسلمين.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى