الكون بودكاست

المسكين بلوتو و حدود المجموعة الشمسية

الكون بودكاست

السلام عليكم .. اهلا وسهلا بكم في هذه الحلقة الجديدة من الكون بودكاست .. هذه الحلقة هي ختام  سلسلة و رحلة ابتدأناها معا منذ الموسم الأول  في استكشاف اسرار المجموعة الشمسية من كواكب و أقمار و التي امتدت معنا لاكثر من 15 حلقة .. و اليوم نختمها بالحديث عن الاجرام المتعلقة بطرف و حافة المجموعة الشمسية .. فبعد الاستماع لهذه الحلقة ستكون على معرفة كاملة في بلوتو نظام الأقمار من حوله وما هي القصة و الجرم الذي اكتشف وكان وراء اسقاط بين الكواكب .. و سنفكك حزام كايبر و نتعرف على Trans Neptunian object .. قبل ان نعاين سحابة اورت .. تلك الكرة الثلجيه المهيبة التي تغطي كامل المجموعة الشمسية باجرامها الثلجية    .. وقبل ذلك كالعادة ان انوه بان هذه الحلقة من البودكاست تتآيكم برعاية من مؤسسة الكويت للتقدم العلمي .. مؤسسة الكويت لديها العديد من البرامج و الكتب العلمية الشيقة و المناسبة لجميع الاعمارو جميع التخصصات .. تابعوهم و اختاروا ما يناسبكم ..و أيضا  قبل ان نبتدأ هناك معلومة تصحيحية بسيطة عن لفظ ذكرته في حلقات التوأم الأزرق احب ان اوضحها هنى .. فقذ ذكرت هناك في الحلقات عند البحث عن مبدأ بود الذي انطلق منه العلماء للبحث عن اورانوس و نبتون .. ان اللفظ ينطق bod law .. بينما الصحيح تنطق bodeمع حرف ال e  في اخرهالكلمة .. مما شكل صعوبة للباحثين عن الكلمة و المبدأ في في الانترنت حسب التهجأة الخاطئة.. فشكرا لمن نوه من المستمعين عن هذا الخطأ .. و الان بدون أي تأخير ننطلق الى طرف المجموعة الشمسية لنتعرف على تلك الاجرام التي تقبع في الظلام هناك..  في ذلك البعد السحيق.

الكشف عن بلوتو ورائه قصة طويلة و لكن و لان العلوم التي تصاحب الكشف عنه مشابهة للتي سردتها في حلقات التوأم الأزرق الماضية و بالتحيديد الجزء الثالث .. فساقتصر هنا في حلقة اليوم بالاختصار في سرد هذا الموضوع بالتحديد.. قبل الانتقال الى مواضيعنا الأخرى في حلقة اليوم من تفاصيل بلوتو و حزام كايبر و حدود المجموعة الشمسية مع سحابة اورت .. اما القصة وراء الاكتشاف .. ففي بداية القرن العشرين .. اكتشف العلماء و منهم الأمريكي بيرسفيل لويل .. بعض المشاكل في حركة كوكبي اورانس و نبتون في مسارهم .. فكما حدث مع اورانوس من شذوذ في حركة و جعل العلماء يتنبأون بوجود نبتون في قصة مفصلة ذكرتها في الحلقة الماضية .. كذلك الشذوذ غير المتوقع في حركة نبتون أدى الى ان يتنبأ بيرسيفل لويل لوجود كوكب تاسع خلف نبتون يؤثر عليه جاذبيا و يجعله يتخذ هذا السلوك في حركته .. فاسماه بالكوكب x  و حاول البحث عنه في الأعوام ١٩٠٦ الى ١٩١٦ و لم يفلح بالعثور عليه .. فجاء من بعده الفلكي تامبوه ليكمل مسيرة البحث عن هذا الكوكب و الذي كان يعمل في نفس مرصد لويفل في اريزونا .. و كان التكنيك الذي يستخدمه بان يصور جزء من السماء و في اليوم التالي يصور نفس الجزء في نفس التوقيت و يلاحظ تحرك النجوم من مواضعها .. فان كان هناك جرم تحرك من الموضع الذي يفترض ان يكون متواجد فيه فذلك يلغي احتمالية كونه نجما ويرجح بان هذا الجرم كوكب .. و هو ما حدث بالفعل عندما مسح السماء بنفس بالموضع الذي كان يعتقد العلماء وجود الكوكب فيه .. ليكشف عن وجود الكوكب الذي كان يتنظره العلماء بفارغ الصبر .. اما بالنسبة للاسم فاللطيف بالموضوع انه تم اقتراحه من قبل فتاة تسمى فينيتيا بيرني وكانت حينها  تبلغ من العمر احدي عشر عاما .. فعندما سمعت باكتشاف كوكب جديد من اباها .. فاقترحت عليه الاسم بلوتو نسبة الى الالهة الرومانية من الأسطورة التي تحكم العالم السفلي .. كناية عن بعد الكوكب المكتشف .. اعجب والدها بالاقتراح و نقل الاسم لصديقه الذي كان يعمل بنفس المرصد الذي اكتشف فيه الكوكب ..  ومن هناك استحسن العلماء الاسم و بالفعل تم تسميته بهذا الاسم في الرابع و العشرين من شهر مارس عام ١٩٣٠ .. و على اثر ذلك تم مكافئتة فينيتيا بجائزة قدرها ٥ باوندات نظير اقتراحها للاسم .. تمضي الأيام و المجتمع الفلكي و المناهج الدراسية و الأوساط العلمية تعتبر المجموعة الشمسية مكونه من ٩ كواكب ..و  بعد توالي الأعوام .. و اذا بالعلماء يكتشفوا اجرام اكبر من بلوتو مثل ترايتون قمر نبتون..  و غيره من الاجرام ..  الى ان جاء العام ٢٠٠٣ عندما تم اكتشاف جرم يسمى  و ub313  و والذي سمي بعد ذلك ب اريس  و هو اكبر من الكوكب بلوتو و يدور ابعد منه بثلاث مرات .. فاحتار العلماء بتصنيفه .. هل يعتبر كوكب عاشر في المجموعة الشمسية .. ام انه مجرد كويكب  ام قمر لكوكب لم يرصد ام ماذا بالضبط .. فكان لابد للعلماء من إعادة تعريف الكوكب.. فمتى يسمى الجرم كوكب او ما هي الصفات المطلوبة او المواصفات التي يجب ان تكون متوفرة في الجرم حتى يتم اعتباره كوكب ؟.. وقد كانت عملية مضنية و لكنها مهمه للتفريق بين الاجسام التي تدور في حزام كايبر خلف الكوكب نبتون وبين الاجرام التي تعتبر فعلا كواكب .. و ذلك لانه بلوتو و شيرون الذي كان يصنف كاحد أقمار بلوتو جميعهم يدورون بالقرب من حزام كايبر و هم صغار بالحجم و يتقاطعون بالمسير مع فلك الكوكب نبتون..  بل زيادة على ذلك  فلديهما مدار اهليجي اكثر من باقي الكواكب متخذين صفة المذنبات .. فكل ما سبق دعا العلماء لاعادة ضبط العملية من خلال التعريف .. حصلت حالة جدل كبيرة بين العلماء .. فقام الاتحاد الفلكي الدولي و هي الجهة المخولة لتسمية الاجرام السماوية ووضع التعاريف .. فقاموا بتشكيل فريق عمل من العلماء لحل الموضوع و الانتهاء من الشروط الواجب تحقها لكي يتم تسمية الجرم بكوكب .. و بعد عمل كبير خرجوا بشروط ثلاثة .. أولها .. ان يكون الجرم كروي الشكل.. أي ان جاذبيته كافية لينجذب على بعضه و يكون الشكل الكروي .. و بذلك تم استبعاد سيرس مثلا من حزام الكويكبات كونه لا يحقق الشرط .. هو ومن على هيئته .. اما الشرط.. الثاني ..  فهو ان لا يدور الجرم حول شيء اخر غير الشمس كمحور دوران ..  أي ان يكون هو المحور الذي تدور عليه الأقمار و هو يدور حول الشمس .. و بذلك يتم استبعاد كل أقمار زحل والمشتري على الرغم من انها اجسام كروية و انها كبيره بل ان بعضها اكبر من بلوتو .. ولكن لانها تدور حول اجرام أخرى و ليس الشمس فيتم استبعادها من تعريف الكواكب و تظل أقمار .. و اما الشرط الثالث و الأخير هو الا يتقاطع في مدار الجرم أي شيئ أي ..  ان جاذبية الكوكب يجب ان تكون كبيرة بدرجة تنظف المدار ان صح التعبير من اية اجرام أخرى تتقاطع معها في المدار .. مثال ذلك .. الأرض او المريخ او حتى عطارد.. نجد ان في الأرض نحن ندور في فلك لا يتقاطع معنا جرم اخر فيه .. صحيح بين الفينة و الأخرى يمر مذنب بجانبنا او يصطدم بنا شهاب و ما شابه و لكن كلها اجرام عابرة و ليست مستقرة في المدار معنا .. و هذا هو الشرط الذي عجز بلوتو عن تحقيقه و اسقطه من تصنيف الكواكب .. فعندما نحلل حركة بلوتو في مداره .. نجد انه أولا يتقطاع مع مدار نبتون .. و لو ان يوجد ميلان في محور دورانه حول الشمس و لكن يعتبر نوع من أنواع التقاطع .. و الأهم انه في نفس مدار بلوتو هناك اجسام اصغر منه تسمى بلوتينوس لم تستطع جاذبية بلوتو ان تضمها كلها في جرم واحد و بالتالي .. يجعله يخرج من تصنيف العلماء او تعريفهم للكواكب .. و هو ما تم الإعلان عنه في عام 2006 وسط ضجة من اعتراض محبين بلوتو و دعواتهم المستمرة الى يومنا هذا لإرجاعه بالتصنيف بين الكواكب ..

معرفتنا في بلوتو تطورت عبر الزمن .. بداية من خلال اكتشافه و رصده بالتلسكوبات و مرورا برحلات مركبات الفويجر بجانبه .. و وصولا الى مركبة نيوهورازن التي زارت الكوكب القزميو قفزت بفهمنا و تصوراتنا حول هذا الجرم بقفرات هائلة ..و غيرت الصورة النمطية حول هذا الجرم .. و ارجعت الحنين للكثير من هواة الفلك لتصنيف الجرم مرة أخرى بكوكب … مركبة نيوهورايزن انطلقت من كوكب الأرض في يناير من العام ٢٠٠٦ و وصلت الى بلوتو بعد رحلة استمرت ٩ سنوات و هي تسبح في الفضاء لتصل الى نظام و فلك بلوتو في يوليو من العام ٢٠١٥ .. و من هناك أرسلت الي الأرض صور جميلة جدا و خلابة لتأسر قلوب العلماء و هواة الفلك .. فمن بعد الصورة المعتقدة  في الاذهان حول هذا الجرم من عالم ميت و جامد بفعل الثلوج و كثير من الحفر التي تشوه سطحه..  تعدل مفهومنا حول الكوكب القزمي الى صورة قلب الحب الجميل و المطبوع على سطحه و تفاصيل رائعة أخرى  ..  وسنأتي على تفصيل هذا القلب المشهور بشكل اكبر بعد قليل .. فلقد حصل على اسم رسمي من اتحاد الفلك الدولي ..و تبين بانه بحر متجمد  .. و لكن سأستعرض تفاصيل بلوتو بشكل اكبر ثم ننتقل اليه .. حجم بلوتو لا يتعدى حجم جارنا القمر بالأرض فهو اصغر منه بالقطرو يعادل ٢٣٧٠ كم  اما بالنسبة للمحيط فيبلغ ٧٥٤٤ كم .. فاذا اردت ان تأخذ دورة حول خط الاستواء في بلوتو..  فستأخذ مسافة اكبر بقليل من المسافة التي ستقطعها من الكويت الى الصومال تقريبا .. اما كتلته فهي على غير العادة بالنسبة للاجرام التي تصطف ابعد من المريخ .. فكتلة بلوتو صغيرة جدا و تعادل خُمس كتلة الأرض … ندخل الان قليلا و نقترب اكثر من الكوكب القزمي و لنتحدث قليلا عن غلافه الجوي .. ف بلوتو لديه غلاف جوي يحيط فيه عندما يكون على مقربة من الشمس .. و ما ان يبتعد عنها حتى يبدأ ذلك الغلاف بالتجمد .. و لكن هل تساؤلت كيف يمكن الكشف عن وجود غلاف جوي في بلوتو و هو يقبع في ذلك البعد السحيق .. في الحقيقة فان العلماء كشفوا عن هذا الغلاف حتى من قبل ارسال المركبة نيو هوراينز و استطاعوا فعل ذلك بمعاينته من الأرض .. و ذلك عن طريق رصد و متابعة بلوتو عندما يمر من امام النجوم .. فعندما تكون النجوم بالخلفية و بلوتو بالمنتصف و نحن بالأرض نراقب .. فان مر هو من امام النجم فان النجم يختفي او تتغير ألوان الطيف التي نرصدها .. و بتحليل ذلك نستطيع معرفة وجود غلاف جوي..  و ليس ذلك فقط بل معرفة مركبات هذا الغلاف.. ولكن كما ذكرت .. تطور معلوماتنا و النقلة في فهم هذا الجرم حصلت مع نيوهورازن  .. فالعلماء اعلنوا بعد استقبال المعلومات من نيوهورايزن  والعكوف على تحليلها .. بان الكوكب القزمي يحتوي على غلاف جوي مكون من طبقات .. ولكن ليست هذه هي المعلومة الغريبة التي تعجب منها العلماء..  بل هناك خاصية و معلومة غريبة مرتبطة في هذا الغلاف .. فكلما أبتعدت عن السطح اصبح الجو ادفئ و اذا اقتربت من السطح تكون البرودة اعلى بكثير و هو عكس الحالة الطبيعية للكواكب .. ففي الأرض كلما ارتفعنا تزداد البرودة .. و ذلك يرجع الى درجة حرارة السطح المنخفضة جدا تحت الصفر.. هذا فيما يخص غلافه الجوي .. اما  قلب الحب الشهير التي التقطت صورته المركبة نيو هورازن ..فقد حصل على اسم رسمي من اتحاد الفلك الدولي ب sputnik planetia  و هو احتفال باسم اول مركبة تدور حول الأرض دورة كاملة .. و هناك ١٤ موضع في بلوتو أيضا تم تسميتهم من الاتحاد .. ومنهم اسم فوهة بيرني .. و هي نسبة الى البنت البريطانية الصغيرة التي ذكرنا قصتها في بداية البودكاست و التي اقترحت الاسم بلوتو .. و غيرها من الأسماء .. اما بالنسبة للقلب .. فلقد تبين بانه بحرية متجمدةمن مواد هيدروكربونية.. و هي اكبر بحيرة جليدية في المجموعة الشمسية .. و بجانبها جبال منتصبه مكونه من الثلج … و في الحقيقة هذه المعلومات هي التي يعتقد العلماء بانها صحيحة حتى اليوم ..  و ربما مع استكشافات المستقبل ستتعدل عندنا الرؤية و المعلومات اكثر و اكثر فهذه هي وظيفة العلم بالنهاية .. الإجابة عن أسئلة تثيرها عقولنا بعد رصد هذه الظواهر و الاجرام الكونية الخلابة.

الحديث عن أقمار بلوتو غريب نوعا ما .. فهو بالكاد كوكب قزمي .. فكيف له أقمار .. في الحقيقة هناك نظام كامل من الأقمار يدور حول بلوتو .. فهم خمسة أقمار يدورون حول بلوتو و يمكن ان نقسمهم الى قسمين .. قسم نضع فيه القمر شيرون في خانه لحاله و قسم اخر نضع فيه الأربع أقمار الأخرى هيدرا و نيكس و تيكس و كيربيروس في خانة أخرى .. فشيرون وبلوتو افضل وصف لهم بانهم نظام ثنائي يدور حول بعض اكثر من ان  شيرون يدور حول بلوتو و ذلك و بالنظر الى احجامهم ب قطر بلوتو 2300 كيلو متر و شيرون 1200 كيلو متر  أي تقريبا نصف حجم بلوتو.. فعادة ما يكون الكوكب اكبر من ذلك بالنسبة للقمر التابع له  .. و الاثنان يدورون حول مركز جاذبية مشترك بين بعض .. و حركتهم مقفلة .. أي ان الاثنان يطلان على بعض من جانب واحد الى الابد .. مثل اطلالتنا على القمر من جانب واحد و عدم قدرتنا على رؤية الجانب الاخر .. و بتحليل كل هذه الخواص .. يقترح العلماء بان شيرون قد تكون من خلال اصدام جرم ببلوتو في وقت سابق و صنعا معا هذا النظام الثنائي .. هذا فيما يخص شيرون .. اما الأقمار الأخرى فهي قطع صخرية اصغر بالحجم و تدور حول بلوتو لا تتعدى اقطارها عشرات الى مئة كيلومتر .. جميع هذه الأقمار كانت مكتشفه قبل ارسال المركبة نيوهورايزن الى الكوكب القزمي .. فكانت كل الامال و التطلعات من العلماء بوحود أقمار أخرى سوف تكشف عنها صور المركبة .. فذلك الغرض .. كانوا عندما اقتربت المركبة من بلوتو يصورون بكثافة لتجميع الصور و تحليلها و النظر في ما اذا كانت المركبة تتقاطع في مسارها مع احد مسارات الأقمار الجديدة حتى يتسنى لهم عمل المناورات لتفادي الاصطدامات و دمار المهمه قبل وصولها .. و لكن المفاةأة كانت انه لا يوجد اكثر من هذه الخمسة أقمار التي تم الكشف عنها من قبل تلسكوب هابل الفضائي و المراصد الأرضية .. فحصل نوع من الإحباط لدى الهواة ولكن على أي حال قامت المركبة بعمل كبير جدا حول الأقمار فقد قامت بدراسة اعداد الحفر و الفوهات على اسطح هذه الأقمار .. و تقريبا يمكن الخروج بنتيجة ان اعمارها متقاربة ..  فدراسة اعداد الفوهات و توزعها على الاسطح بشكل عام هي احد الطرق لتحديد حقبة او وقت نشوء الجرم بالمقارنة مع الاجرام الجارة له .. فكلما ازداد عدد هذه الحفر فذلك يعني انه تعرض لعدد اكبر من الاصطدامات مع اجرام أخرى مما يزيد من احتمالية قدم هذا الجرم .. و هنا في حالة أقمار بلوتو .. فان اخذ هذا المنظور لاحتساب مدة نشوء هذه الأقمار يعطي دلالة على انهم نشؤوا بنفس الفترة .. و هم في حالة تناغم بالحركة .. اي عندما يقطع احدهم ثلاث دورات حول بلوتو يكون الاخر قطع ٤ دورات و قمر اخر يكون قد قطع ٥ دورات .. هذه الحالة شرحتها سابقا لا اذكر بالضبط في أي حلقة ولكن ارجح انها ربما تكون في حلقة عوالم زحل او عوالم المشتري.. لتشابه نفس الخاصية الحركية لبعض ألاقمار مع كواكبها المشتري او زحل .. هذه تقريبا اهم خصائص بلوتو و نظام الأقمار حوله .. و بعد قليل سنتعرف على موقع بلوتو في المجموعة الشمسية و ما بعد ذلك.

الكوكب القزمي بلوتو يقع ضمن اجرام حزام كايبر و أيضا ينطق كويبر في بعض المرات ولكن الاسم كايبر هو الاسم الشائع له .. ولكن ما هو حزام كايبر؟  .. عبارة عن مجموعة كبيرة جدا من الاجرام الثلجية تدور في فلك بعيد جدا عنا .. ولكن الفلك الذي تدور فيه هذه الاجرام ليس على مستوى مسطح واحد .. بل هناك سماكة لهذه الحزام .. يعطيه شكل اقرب لشكل حبة الدونات و هو يدور حول الشمس .. .. و احجام الاجرام في هذا الحزام تتراوح بين الكور الصغيرة مرورا بحجم السيارات و انتهاءا ببضع الكليومترات من الأقطار مع وجود اجرام مثل بلوتو و التيما ثولي  .. و هذا الحزام يبتدأ تقريبا من بعد نبتون .. و هناك تسمية أخرى للاجرام التي تدور في هذا الحزام و هي trans Neptunian object  جميعها اجرام تدور ابعد من نبتون و من ضمنها بلوتو نفسه ..  و الاجرام الثلجية التي فيه تكون مثل مكونات المذنبات خليط من  الثلج و الصخر و الامونيا .. و لفهم كيفية تكون هذا الحزام .. يجب ان نرجع بالزمن الـي وقت تشكل المجموعة الشمسية .. ففي البداية .. المنطقة القريبة جدا من الشمس كان يستحيل ان يتكون فيها الماء بسبب الحرارة العالية وهذه المنطقة تقريبا تمتد الى ما بعد المريخ.. و تقريبا من هناك الأجواء تسمح بتكون الثلج ولكن بسبب جاذبية الكواكب العملاقة فانه الاجرام الثلجيه او المذنبات كانت ترمـى بعيدا .. و يتبقى لها مكان وحيد لتتجمع فيه بدون التأثر بحرارة الشمس او جاذبية الكواكب العملاقة و استقرت هناك في الحزام الذي نطلق عليه اليوم بحزام كايبر .. هذه احدى الزوايا التي يمكن النظر اليها لتكون الحزام .. و أهمية هذه الاجرام كبيرة للحياة في كوكب الأرض .. ففي بداية تشكل كوكب الأرض لم تكن تسمح حرارة الشمس بوجود الماء و لاحقا بفضل الاصطدامات الكبيرة من المذنبات القادمة من حزام كايبر او من سحابة اورت مع الأرض .. ظهر الماء على وجه الأرض لتنشئ الحياة البيلوجية لاحقا في كوكبنه العزيز ..

حزام كايبر كبير جدا و فيه اجرام ابعد من بلوتو بضعفين و ثلاث اضعاف مكتشفه فيه و من بينها الكوكب القزمي و هو اكبر حتى من بلوتو أيضا و مشابه له في المدار يدور في حزام كابير .. ليس داخل الحزام بالضبط ولكن في مسافة قريبه منه تجعل العبماء يحسبونه علـى الحزام .. و هو عاكس للاشعة بشكل كبير جدا .. اكثر من انعكاس الثلج .. بل حتى يعكس الاشعة التي تصطدم بسطحه اكثر من المرآة العاكسة و هو احد الأسباب للكشف عنه فايريس يعكس ٩٦٪ من اضاءة الشمس اما المرأة تعكس من ٩٠ الى ٩٥٪ من الاشعة .. وسبب ذلك يعود الى انه هناك على ايريس طبقة سمكها ١ ميليميتر من النيتروجين الثلجي الممزوج مع الميثان المثلج كذلك و يعطيه هذه الصفة الخارقة لعكس الاشعة   .. و هذا الجرم .. و كان قديما يمسى زينا و لديه قمر يدور حوله يسمى جابريل و انتهى به المطاف ب ايريس .. و مدار هذا ايريس نوعا ما  .. فهو في ابعد حالات دورانه يصل الى ٨٩ وحدة فلكية وفي اقرب حالات دورانه يصل الى ٨٣ وحدة فلكية .. و بالمناسبة لا اعتقد اني ذكرت تعريف الوحدة الفلكية من قبل في البودكاست .. الوحدة الفلكية و ترجمتها في الإنجليزية ..astronomical unit  او اختصارا AU  دائما ما تذكر في الكتب للحسابات الفكلية و هي تعادل المسافة من كوكب الأرض الى الشمس و تساوي 150  مليون كيلو متر .. و اخر جرم ميميز لدينا في حزام كايبر هو  سيدنا .. و هو احد ابعد الاجرام في مجموعتنا الشمسية .. و هذا الجرم لديه خاصية غريبة جدا جدا .. فهو يدور حول الشمس بمحور دوران و زاوية مرتفعه جدا .. فكل المجموعة الشمسية تقريبا تدور في نفس المستوى مرتفعين او منخفضين بنسبب بسيطة في مدارهم عن بعض حول الشمس .. و لكم هذا السيدنا مائل في محور دورانه لدرجة انه يحتاج 10 الاف سنة ليكمل دورة واحدة حول الشمس .. هذا فيما يخص الحالة النادرة لميلان هذا الجرم و حكته حول الشمس

ولكن الى اين سنمضي في الاكتشافات فاين  هي حدود المجموعة الشمسية ؟ و عند هذا السؤال نصل الى سحابة اورت

و هي سحابة نظرية نوعا وما يفترض ان تكون بعيدة جدا جدا جدا عن الشمس .. فاذا كان بلوتو في اقرب حالاته يدور على بعد 30 وحدة فلكية و في ابعد حالاته ب 50 وحدة فلكية .. فان القطر الداخلي لسحابة اورت و الاقرب لنا في الأرض يبعد مسافة 5000 وحدة فلكية اما الطرف الخارجي لهذه السحابة فيكون على بعد 10 الاف الى 100 الف وحدة فلكية .. و هي مسافة بعييده و جدا و لذلك يصعب رصدها و جل ما لدينا هو نظريات حول الاجرام التي تدور فيها.. و بسبب هذه المسافة البعيدة فان العلماء يعتقدون ان سحابة اورت هي مصدر بعض المذنبات التي تمر بجانب الأرض بين فترة و أخرى .. مثال ذلك المذنب  c/2013 a1 الذي مر بجانب الأرض بقرب شديد عام ٢٠١٤ و لن يعود قبل ٧٤٠ الف سنة بسبب قطر الدوران الذي يتخذه في مساره .. و هذا مدار بعيد جدا يرشح المذنب بان يكون منطلق من سحابة اورت و يعود اليها    .. اما بالنسبة لمكونات هذه السحابة فهي مكونة من اجرام ثلجية بحتة تكون باحجام مختلفة .. من اجرام بحجم الجبال و اكبر من ذلك بكثير  .. و بالنسبة لشكل هذه السحابة فهي لسيت كباقي الاجرام في المجموعة الشمسية بحيث يكون لديها مدار حول الشمس مثل باقي الكواكب و الاحزمة مثل حزام الكويكبات او حزام كايبر .. انما هي اقرب لتكون كرة ثلجية كبيره جدا تحيط بكل شيئ داخل المجموعة الشمسية و هي عبارة عن الحد الفاصل لهذه المجموعة و نهايتها و من بعدها يبدأ كيان فلكي اخر ..  حتى الان لم يتم تصوير مباشر لهذه الاجرام او هذه السحابة لبعدها الكبير وصغر احجام الاجرام التي تدور فيها .. فتبقى تحت التنظير .. ولكن تبقى كذلك اكبر تفسير محتمل لدى العلماء لهذه المذنبات ذات المدارات البعيدة جدا و تأتينا بين الفينة و الأخرى .. هذا باختصار شديد شرح لسحابة اورت و نهاية المجموعة الشمسية .. وربما لاحقا في البودكاست اعود لشرح تفصيلي اكثر حول الحدود النهائية للمجموعة الشمسية عند سحابة اورت وما بعدها .. و عند هذه النقطة أكون قد انتهيت و ختمت سلسلة استكشاف المجموعة الشمسية و اهم اجرامها.. لا تنسون الاشتراك في القناة و تقييم البرنامج .. و انتظروني في حلقات قادمة من الكون بودكاست بوابتكم لعلوم الفلك و علوم الفضاء .. فحتى ذلك الحين اترككم في رعاية الرحمن و حفظه الي اللقاء.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى