إسلاميات

نبذة تعريفية عن جماعة الخوارج

1998 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء التاسع

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

جماعة الخوارج إسلاميات المخطوطات والكتب النادرة

عندما تولى معاوية بن أبي سفيان الخلافة الأموية كانت الأمة الإسلامية تنقسم إلى ثلاث جماعات أو أحزاب، هي:

1- أتباع بني أمية من أهل الشام وغيرها من الولايات الإسلامية.

2- أتباع علي بن أبي طالب كرم الله وجهه وهم الذين يعرفون باسم شيعة علي.

3- الخوارج الذين كانوا أعداء الجماعتين السابقتين، ويرون أن لكل مسلم كفء حق أن يكون خليفة سواء أكان من البيت الهاشمي أو من البيت الأموي.

 

وقد ظهرت هذه الجماعة عندما وقعت الفتنة بين الخليفة علي بن أبي طالب ووالي الشام معاوية بن أبي سفيان، ووقعت معركة صفين، حيث ثارت هذه الجماعة ضد الخليفة علي بن أبي طالب لأنه رضي بالتحكيم وفق نصوص القرآن بينه وبين معاوية.

وكان الخوارج يرون أن الحق معه وهو خليفة المسلمين، وكان يجب ألا يرضى بالتحكيم ويستمر في مواجهة معاوية ومن معه من عسكر، حيث كاد النصـر أن يتحقق للخليفة علي بن أبي طالب وأتباعه. فلما تم التحكيم خرج الخوارج عن طاعة الخليفة علي بن أبي طالب.

هذه هي بداية طائفة الخوارج التي أصبح لها فيما بعد شأن كبير في تاريخ الدولة العربية الإسلامية. وتذكر المصادر الإسلامية أن الخوارج هم الذين أشاروا على الخليفة علي بن أبي طالب بقبول التحكيم، فلما قبله خرجوا عليه.

 

وجعل الخوارج من أهل البصـرة والكوفة رجلا منهم خليفة لهم هو عبد الله بن وهب الراسي، وقد قاتلهم الخليفة علي بن أبي طالب في نهروان وهزم جماعة كبيرة منهم.

ومع تولي معاوية بن أبي سفيان أمر المسلمين وقيام الدولة الأموية ازداد خطر الخوارج في العراق، فولى الخليفة معاوية القائد زياد بن أبيه البصرة سنة 45 هـ (665م)، فنجح في كسر شوكة الخوارج، وقتل جماعات كثيرة منهم.

ثم استطاع الخليفة عبد الملك بن مروان بمعاونة قادته مثل الأحنف بن قيس، والمهلب بن أبي صفرة، وعمر بن عبيد الله، أن يطرد الخوارج من البصـرة إلى أصفهان.

 

ولما اشتد خطرهم مرة أخرى أرسل إليهم الخليفة عبد الملك بن مروان القائد الحجاج بن يوسف الثقفي فقاتلهم قتالا متواصلا لمدة سنة كاملة أضعف فيها قوتهم.

فلما تولى الخليفة عمر بن عبد العزيز حاول أن يقضـي على الخلاف القائم بين الخلافة الأموية والخوارج بالصلح من خلال الكلمة والحجة والإقناع.

فتلاشى خطرهم إلى درجة كبيرة، ولكن وفاة الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز أدت إلى تصلب موقفهم مرة أخرى، وأصبحوا قوة كبيرة في بلاد العراق والجزيرة، وفي أواخر الخلافة الأموية استطاع الخليفة مروان بن محمد أن يقضـي على الخوارج، ويريح الدولة العربية الإسلامية من خطرهم.

 

لقد كان الخوارج حزبا سياسيا يرى أن الخلافة حق لكل عربي حر. وإذا أصبح الخليفة ظالما استحلوا عزله أو قتله.

وقد تميز الخوارج بشدة تمسكهم بالقرآن الكريم ومبادئه وأحكامه وكل ما جاء في نصوصه.

ولكنهم اشتدوا في معاملة من خالفهم وهذا هو سبب من أسباب الحروب الكثيرة التي خاضوها ضد الخليفة علي بن أبي طالب وضد الخلفاء الأمويين بعد ذلك. ولما زادت أعداد الخوارج أصبحوا عشـرين فرقة من أهمها: الأزارقة والنجدية والبيهسية والإباضية والصفرية.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى