شخصيّات

نبذة عن حياة ومكتشفات العالم “أرشميدس”

1997 قطوف من سير العلماء الجزء الثاني

صبري الدمرداش

KFAS

حياة ارشميدس مكتشفات ارشميدس شخصيّات المخطوطات والكتب النادرة

كان فذّاً بين علماء عصره. فإذا كان يغلب على جُلّهم التفكير الاستنباطي القائم على الافتراض النظري والاستدلال العقلي ، فإن عالمنا تفكيره استقرائي، قوامه التجريب بكل ما تعنيه تلكم الكلمة من دلالةٍ ومعنى .

ومن منّا لا يذكر أرشميدس (شكل رقم 138) وقاعدته ، التي كان مخاضها استقرائياً محضاً.

 

عالمٌ يعدو عارياً … في الشوارع !!

ولد أرشميدس بمدينة "سرقوسة"، ووالده هو العالم الفلكي اليوناني "فيدياس" .

تعلَّم أرشميدس في المدرسة الرياضية الشهيرة بالاسكندرية ، وكانت موطن العلم اليوناني حينئذ. تعلَّم على يد "كونون" الرياضي المعروف في ذلك الوقت، وكان من أتباع إقليدس. شكل رقم (139).

 

وذات يوم أعطى الملك " هيرو " ملك سرقوسة ، صائغه كمية من الذهب ليعمل له منها تاجاً . وعندما تم صنع التاج ، بدأ الملك يشك في أن الصائغ قد سرق جزءاً من الذهب واستبدله بمقدار مساو له من الفضة .

وبناءً على ذلك كلَّف عالم البلاط أرشميدس أن يكشف الستار عن تلك الخدعة إن استطاع إلى ذلك سبيلاً.

وتوالت الأيام بطيئة متثاقلة دون جدوى حتى كان أرشميدس على وشك التخلي عن مهمته . وجاء صباح ، وبينما هو ينزل إلى حوض الاستحمام في أحد الحمَّامات العامة في سرقوسة، لاحظ أن الماء يرتفع في الحوض وعلى جوانبه يفيض .

وما الجديد في هذا ؟! ألم يفض قبله ألف حوض وحوض؟! لقد ألهب منظر إزاحة الماء خيال أرشميدس ، ومن ثم فقد نسي أنه ما زال عارياً، وقفز خارجاً من الحوض ، وأخذ يجري في شوارع سرقوسة موليَاً وجهه شطر منزله وهو يصيح "يوريكا … يوريكا" أي "وجدتها … وجدتها!" .

 

ما الذي وجده أرشميدس ؟ إن الذي وجده كان حلاً بسيطاً للمشكلة الخاصة بتاج الملك هيرو. فقرّر أن يحضر كتلتين من المعدن إحداهما من الذهب والأخرى من الفضة، وكلُّ منهما تساوي التاج في الوزن، ثم يغمر كلاً من هذه الكتل الثلاث (الذهب ، والفضة ، والتاج) على التعاقب في إناء مملوء بالماء ويقيس حجم الماء المزاح في كل حالة من الحالات الثلاث.

وسارع أرشميدس إلى وضع هذه الفكرة موضع الاختبار، فاكتشف ما لم يمكن في الحسبان. ما الذي اكتشفه؟ اكتشف أن كمية الماء التي أزاحها التاج كانت أكبر من تلك التي أزاحها الذهب وأقل من كمية الماء التي أزاحتها الفضة ..

وبهذه الطريقة عرف ان التاج لم يكن مصنوعا من الذهب الخالص ولا من الفضة الخالصة ، لقد كان خليطاً من الاثنين !

ويُبيِّن شكل رقم (140) كأس الإزاحة الذي استخدمه أرشميدس . كما يبين شكل رقم (141) قاعدة أرشميدس.

 

الاستحمام.. مرة في العام

هكذا اكتشف أرشميدس أثناء استحمامه سراً علمياً كبيراً .. ولكن بقي أن نعلم أن الاستحمام بالنسبة لأرشميدس لم يكن عملية عادية، بل كان حدثاً خارقاً في حياته !

فقد كان استغراقه في تجاربه العلمية يستحوذ على كل وقته واهتمامه لدرجة أنه ، كما يقول المؤرخ "افلوطرخوس" : "كان خدمه يجدون صعوبة بالغة في الذهاب به رغماً عنه إلى الحمّام ، لكي يغسلوا جسمه ويضمِّخوه بالعطور.

وحتى عندما ينجح الخدم في اجتذابه إلى الحمَّام بعد محاولات، فإنه كان لا يكف عن رسم جميع أنواع الأشكال الهندسية بأصابعه فوق جسده العاري! "

حقاً لقد كانت الهندسة هواية أرشميدس الكبرى ، كانت بمثابة محبوبته التي لا يغادر طيفها فراشه .. أسكرته بخمرها، فتنته بسحرها، فأهمل أمر استحمامه بل وطعامه وشرابه من أجلها! .

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى