الطب

الملامح التركيبية والوظيفية لأنواع المناطق الفقرية

2008 آلام أسفل الظهر

سعاد محمد الثامر

إدارة الثقافة العلمية

المناطق الفقرية أنواع المناطق الفقرية الطب

ينقسم العمود الفقري في الإنسان من حيث تميز الفقرات أو تماثلها في الشكل والوظيفة  إلى خمس مناطق فقرية أساسية هي: الفقرات الرقبية، الفقرات الصدرية، الفقرات القطنية، الفقرات العجزية، الفقرات العصعصية.

إذ نجد أن كل مجموعة تحوي عدداً من الفقرات تتخذ صفة سائدة من حيث الوصف التشريحي، والحجم الذي يتدرج في الازدياد في كل مجموعة من الفقرات، من الأصغر في أعلى العمود الفقري إلى الأكبر في المنطقة القطنية والعجز، نظراً إلى ازدياد الوزن المحمول على الفقرات السفلى.

وغير ذلك من الاختلافات المرتبطة بطبيعة العمود الفقري الوظيفية؛ ومن ثم تمثل هذه المجموعة منطقة يطلق عليها المنطقة الفقرية، يكون لها انحناء معين يتوافق مع اتزان الجسم.

 

وفيما يأتي أهم الملامح التركيبية والوظيفية لهذه المناطق الفقرية:

الفقرات الرقبية

تتكون هذه المنطقة كما عرفنا سابقاً من سبع فقرات، يختلف تركيبها التشريحي كلياً في الفقرتين العلويتين الأولى والثانية، أما الخمس فقرات الرقبية الأخرى فتتخذ في مجموعها الصفات التشريحية العامة للفقرات السابق ذكرها.

والفقرة الرقبية الأولى المتمفصلة مع الجمجمة يطلق عليها الفهقة (Atlas).  وهي الفقرة الوحيدة في العمود الفقري التي ليس لها جسم فقري.

وإنما تتألف من ثقب مركزي متسع لحمل الجمجمة؛ وهي عبارة عن مسطحين: يتمفصل المسطح العلوي مع قاع الجمجمة التي ترتكز عليه.

 

والمسطح السفلي يرتكز ويتمفصل مع الفقرة الرقبية الثانية من العمود الفقري، ويطلق عليها المحور (Axis). ويعتمد الجزء الأكبر من حركة انثناء الرأس للأمام أو الخلف على هذا الارتكاز.

وكذلك للفقرة الرقبية الثانية (المحور) تركيب خاص، إذ يظهر من جسم الفقرة من الأمام جزء محوري يسمى سن المحور، يرتكز محورياً مع الفقرة الأولى في مفصل من أهم المفاصل في العمود الفقري، حيث تتم فيه وبه الحركة المحورية للرأس، وهي الالتفات إلى اليمين وإلى اليسار.

وبناء على ذلك فإن الفقرتين الأوليَيْن في الجزء الرقبي تتحملان عبء وظيفة كبيرة، تتمثل في حمل الرأس في اتجاه رأسي ثابت مع المحافظة على اتجاه مجال النظر في منظور أفقي ورأسي منضبط.

 

وكذلك إبقاء مستوى الأذنين الداخليتين – المنوط بهما حفظ التوازن – في وضع أُفقي، حتى يساعد هذا الوضع على حفظ التوازن في الإنسان.

كما تتميز السُطَيْحات المفصلية للفقرات الرقبية بأنها أكبر نسيباً من تلك التي لغيرها من الفقرات، ولهذا أهمية كبرى وبخاصة في حركة انثناء الرأس إلى الجانبين.

وتختلف حركة العمود الفقري من أعلى إلى أسفل كماً وكيفاً تبعاً لموقع الفقرات. فمثلاً تتحرك الفقرات الرقبية بدرجة أكبر من بقية جميع الفقرات، وبخاصة الفقرتين الرقبيتين الأولى والثانية.

 

أما عضلات الرقبة فإنها تصل بين الجمجمة والفقرات الرقبية، وكذلك بين الفقرات الرقبية وعظميّ الترقوه واللوح وأعلى الفقرات الصدرية.

وبذلك تربط هذه العضلات بين الرأس وبقية الجسم بطريقة تجعل الإنسان يستطيع أن يحرك الرأس في كل الاتجاهات، ويكون تحميله على باقي الجسم متزناً.

وكما ذكرنا سابقاً، يكون انحناء الفقرات الرقبية بالنسبة لباقي العمود الفقري انحناءً محدباً للأمام أو ما يسمى القعس الرقبي.

 

الفقرات الصدرية

تتكون هذه المنطقة من اثنتي عشرة فقرة، وتكون في مجموعها أكبر حجماً من الفقرات الرقبية، كما يزداد حجم الفقرات الصدرية ذاتها كلما اتجهنا إلى أسفل.

حيث يزداد الحمل على جسم الفقرة حتى الفقرة الصدرية الثانية عشرة، التي تكون أقرب في تكوينها إلى ما يليها من فقرات قطنية.

ويرجع سبب هذا الازدياد في الحجم إلى أن الفقرات الصدرية تتحمل وزناً أكبر وترتبط بقوى متعددة، نتيجة اتصال الطرفين العلويين بالجذع في هذه المنطقة، وكذلك اتصال كل العضلات المسؤولة عن حركة التنفس في هذه المنطقة.

 

وتتميز كل فقرة صدرية من حيث الهيكل العام لكل الفقرات بوجود سطحين للارتكاز مع كل ضلع من أضلاع القفص الصدري، وتتصل الأضلاع مع الفقرات الصدرية على نحو شبه مفصلي، وهذا يتيح لها حرية الحركة أثناء التنفس.

وحتى تتلاءم الفقرات الصدرية مع وظيفتها – من حيث الحفاظ على توازن الجسم وزيادة حجم القفص الصدري – يكون انحناؤها بالنسبة لباقي الفقرات محدباً للخلف (أو ما يسمى الحدب الصدري).

وهذا يعطي حجماً أكبر للرئتين أثناء الشهيق الذي يحتاج إليه الجسم عند قيامه بنشاط زائد عن المعتاد، كما يحدث خلال الجري مثلاً.

 

وتتصل الفقرات الصدرية من الخلف فيما بينها بأربطة عديدة، وكذلك بالعضلات الظهرية التي تصل بين المنطقتين الصدرية والقطنية، مثل العضلات الناصبة للفقرات (Erector spinae muscles).

ثم هناك العضلات التي تربط بين الفقرات وعظم الكتف (اللوح)، مثل العضلات المعينية (Rhomboides muscles).

وبذلك يتم الربط بين العمود الفقري والطرف العلوي، وكذلك تربط العضلات الصدرية بين الأضلاع بعضها ببعض، وتعمل العضلات جميعاً – مع عضلة الحجاب الحاجز – على القيام بوظيفة التنفس.

 

الفقرات القطنية

سنتناول موضوع هذا النوع من الفقرات بشكل منفصل ومفصل في الباب الثاني.

 

الفقرات العجزية

هي خمس فقرات عند الولادة، وتلتحم خلال سنوات العمر، حتى يكتمل التحامها في سن الخامسة والعشرين تقريباً.

لتكوّن عظماً إسفيني الشكل مقعراً من الجهة الأمامية هو عظم العجز، الذي يتمفصل على الجانبين مع عظمي الوركين (ويطلق عليهما عظمي الحرقفة أو الحوض) Illium  مكوناً معهما المفصلين العجزيين الحرقفيين (Sacro-iliac joints).  أي المفصلين الموجودين بين العجز والحوض.

والحد العلوي أو قاعدة العظم يتمفصل مع الفقرة القطنية الخامسة، والحد السفلي الضيق يتمفصل مع العصعص.

 

ويتلاءم شكل العجز مع وظيفته، إذ إنه يميل للخلف آخذاً معه الحوض في نفس الاتجاه، وذلك لحفظ توازن الجسم بالصورة المعتدلة.

كما أن العجز مقعر من الناحية الداخلية، ويتجه إلى الخلف في الإناث أكثر منه في الذكور، وذلك ليعطي اتساعاً في حجم تجويف الحوض، وهذا يسمح للرحم بالنمو أثناء الحمل.

 

وسطحا العجز الأمامي والخلفي بهما أربعة ثقوب على كل جانب لمرور الفروع الأمامية والخلفية من الأعصاب العجزية الاربعة.

كما يعتبر عظم العجز من أكبر عظام العمود الفقري، وهذا الحجم العظيم يتلاءم مع الدول الذي يضطلع به العجز، من حيث إنه يشكل قاعدة للعمود الفقري ويتحمل مجمل الثقل للنصف العلوي من الجسم.

 

الفقرات العصعصية

تتكون من ثلاث إلى أربع فقرات (وأحياناً خمس فقرات) بدائية ملتحمة مع بعضها لتكوّن عظماً صغيراً مثلث الشكل يسمى عظم العصعص "Coccyx". 

وغالباً ما تكون الفقرة العصعصية الأولى غير ملتحمة بالفقرة العصعصية الثانية أو يكون التحامها جزئياً ويتمفصل العصعص عند قاعدته مع الطرف السفلي للعجز. 

 

والعصعص هو العظم الوحيد في جسم الإنسان الذي لا يتحلل حتى في حال تحلل الجثة بالكامل، ولا يُعرف سبب هذه الظاهرة، وإنما تقتضيها حكمة الخالق عز وجل.

وتعتبر الفقرات العصعصية من الأجزاء الرديمة في الإنسان، وهي ليست فقرات حقيقية لعدم وجود قناة فقرية فيها؛ كما أن عددها غير ثابت. 

 

وتكمن أهمية العصعص في كونه منطقة لاتصال بعض العضلات به، مثل عضلات أسفل الحوض، وهي العضلات التي تُعرف أيضاً بعضلات القاع الحوضي (Pelvic floor muscles).

وكذلك لاتصال العضلة الأليوية الكبرى، وهي إحدى أقوى عضلات الجسم التي تتصل جزئياً بالعصعص، حيث تستخدمه مسنداً يساعدها على تحريك الساقين.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى