البيئة

التلوث الكيماوي والنفطي

2013 دليل المحيطات

جون بيرنيتا

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

البيئة موسوعة علمية

في الماضي القريب، اعتبرت المعادن الثقيلة مثل الزئبق، الكادميوم والرصاص من بين أسوأ الملوثات المنتشرة. أما الآن فقد اصبح معلوما بأن عددا من الكائنات البحرية تركز هذه المعادن طبيعيا، وبالتالي، لا تعني التراكيز العالية بالضرورة تلوثا من صنع الانسان. الا ان التلوث من قبل هذه الكائنات يبقى مصدر قلق في مناطق التصريف الصناعي العالي، كما ان الحالات المسجلة لمرض ميناماتا Minamata واتاي اتاي Itai Itai، المتسببة عن استهلاك محار ملوث بالزئبق والكادميوم على التوالي ، يبين بوضوح الاخطار التي تتهدد الصحة العامة من طرح ملوثات اليابسة في البحر. ان مانعات نمو الكائنات البحرية مثل مركبات organo-tin معروفة بتاثيرها الكبير على بيولوجيا التكاثر عند الأحياء الصدفية، وقد منعت بعض الدول استخدامها. كما قد تسبب مبيدات الهيدروكربونات المكلورة في مشاكل على طول السواحل الاستوائية، رغم أن تراكيز هذه المواد قد تناقصت في العالم المتقدم بعد فرض قيود ومراقبة على استخدامها.

تدخل الملوثات إلى البحر اما عن طريق التصريف المباشر أو بصورة غير مباشرة عبر الأنهار ونقل الجو لجسيمات الهباء والغازات. هذا ويأتي ٪٨٠ من إجمالي تلوث البحر من مصادر برية، و٪١٠ من الطرح البحري والنسبة الباقية من عمليات بحرية أخرى مثل تفريغ السفن للمجاري والماء الصابوري.

من جهه أخرى لا يوجد للأنشطة البحرية الآن تأثير كبير مثلما كان بالأمس، ويعود هذا في الأساس إلى ادخال المواثيق الدولية التي تحد من تفريغ الفضلات في البحار. مع ذلك، فان للكــوارث البحرية مثــل كــوارث Exxon Valdez و Prestige، قد يكون لها تداعيات مدمرة وتاثيرات سلبية. ورغم أن تلويث النفط للبيئة البحرية مشهود للعيان، خاصة بعد كوارث الناقلات، الا أنه أقل اشكالية من كثير من المواد الأخرى. فالزيت العائم على سبيل المثال يعتبر أقل ضررا بشكل عام من الزيت الذي يلامس مباشرة كائنات الأعماق، سواء في مناطق المد أو تحتها. أما الأضرار التي تخلفها مثل هذه الحوادث فهي غير قابلة للتعديل عادة، رغم أن الشفاء منها قد يحتاج إلى وقت.

كما أن معظم المواد التي تدخل المحيط تبقى في مناطق الجرف القاري وفي الخلجان والبحار شبه المغلقة حيث تترسب في رواسب وتتحرك في أوقات لاحقة أثناء العواصف أو عمليات التجريف. وفي بعض البحار شبه المغلقة، مثل بحر الشمال، وصلت طبقات التلوث إلى مستويات غير مقبولة ومزعجة، نتج عنها ازدهار الطحالب، والمد الأحمر السام، ووفيات فيروسية للثدييات البحرية.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى