• قصة اختراع الطفلة “سوزي” لملعقة طعام الحيوانات الأليفة

    1995 نساء مخترعات

    الأستاذ فرج موسى

    مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

    سوزي الحيوانات الأليفة شخصيّات المخطوطات والكتب النادرة

    تعيش الطفلة ((سوزانا جودن Suzanna Goodin)) أو ((سوزي Suzy)) في مدينة زراعية صغيرة، تسمى ((هايدرو Hydro))، يبلغ عدد سكانها نحو 1000 نسمة، وتقع في ولاية ((أوكلاهوما Oklahoma)) بالولايات المتحدة الأمريكية.

    لقد ولدت الطفلة "سوزي" في الرابع من أبريل عام 1980، وأصبحت بين ليلة وضحاها شخصية مشهورة، وهي ما زالت في السادسة والنصف من عمرها.

    ففي السابع من فبراير عام 1987، بمدينة واشنطن العاصمة، حصلت "سوزي" على واحدة من أكبر جائزتين تمنحها" مجلة القاريء الأسبوعية Weekly Reader" للمسابقة القومية الثانية للاختراعات، وذلك عن اختراعها المدهش "ملعقة طعام للحيوانات الأليفة Edible Pet Food Server " .

     

    وقد تم تقييم اختراعها كأحسن المشروعات التي تم تقديمها من الأولاد والبنات الأمريكيين، التي تتراوح أعمارهم ما بين سن الروضة حتى الصف الرابع.

    وقد شارك نحو 200,000 طالبا وطالبة من جميع أنحاء الولايات المتحدة في هذه المسابقة، التي يتم تنظيمها خصيصا لتشجيع الصغار على التفكير بطريقة تحليلية وابتكارية.

    ولكن كيف جاءت فكرة هذا الاختراع إلى عقل هذه الطفلة الصغيرة؟

     

    إن ((سوزي)) – مثل معظم الفتيات الأخريات – تنزعج من تنظيف الملعقة بعد استعمالها في إطعام القطط الصغيرة لعائلتها.

    وهنا تقول "سوزي" : "دائما ما تصيح أمي غاضبة إذا لم أقم بغسل الملعقة بعد إطعام القطط"، وحدث ذات مرة، أن طلبت منها أمها أن تغسل ملعقة ملطخة ببقايا طعام الحيوانات في قاع مياه غير نظيفة.

    وهنا قالت "سوزي" لأمها: "إنني أكره هذا العمل، وأتمنى لو كان لدينا ملعقة يمكن أن تأكلها القطط بعد إطعامها!!". وكررت أمها عليها القول: "افعلي ما أقول، وأسرعي بغسل الملعقة!!".

     

    ويسبب تذمرها وانزعاجها من تنظيف الملعقة بعد كل مرة تقوم فيها بإطعام قطتيها الصغيرتين، قامت "سوزي" بعمل تصميم ملعقة جديدة، يمكن تكسيرها في وعاء طعام الحيوانات – بدلا من غسلها – بعد استخدامها لغرف هذا الطعام من العلبة الخاصة بذلك.

    والمكونات التي يتم منها صناعة هذه الملعقة هي: عجين بسكويت الأطفال، مضاف إليه، فحم نباتي للتخلص من الروائح الكريهة التي تصدر من تنفس الحيوان، وخميرة البيرة لطرد البراغيث، وثوم لفتح الشهية وطرد المواد الطفيلية.

    حيث يتم خلط هذه المواد وتشكيلها وخبزها. فبدت هذه الملعقة المقرمشة كأنها عظمة، ويمكن استخدامها لكل من القطط والكلاب.

     

    وفي أثناء زيارتها – المدفوعة التكاليف بالكامل – والتي استمرت لمدة يومين إلى مدينة واشنطن العاصمة، عرضت "سوزي" ملعقتها في معرض المخترعين، كما قامت بزيارة أعضاء الكونجرس عن ولاية أوكلاهوما، وزيارة البيت الأبيض لأول مرة في حياتها.

    وبمجرد عبورها بوابة السور الأسود في شارع بنسلفانيا، توجهت "سوزي" مباشرة إلى مكتب نائب مستشار العلوم التكنولوجية.

    وبعد انتهاء زيارتها معه، عقدت "سوزي" سلسلة من المقابلات الصحفية، والإذاعية، والتلفزيونية.

     

    ولقد شعرت فيما بعد، وكأنها في منزلها، عندما تناولت طعام الغداء في غرفة طعام أعضاء الكونجرس، ولكنها لم تتمكن من مقابلة الرئيس، حيث قيل لها إن "ريغان" ليس موجودا.

    ولا ننسى أن نجمتنا المخترعة، كانت من البشر على أية حال، فقد بدأت ((سوزي)) الصغيرة في الشعور بالتعب في نهاية يوم طويل ومرهق.

    إلا أنها كانت تستطيع التحكم في نفسها والسيطرة على الموقف كلما كانت تواجه كاميرات التلفاز. ولم تنته مراسم الاحتفاء بها بمجرد مغادرتها مدينة واشنطن العاصمة.

     

    فعند عودتها إلى منزلها في ولاية "أوكلاهوما"، حصلت على العديد من شهادات التقدير التي قدمتها لها مديرية التربية بالولاية، والغرفة التشريعية وعضة الكونجرس عن ولاية أوكلاهوما، وممثلو مجلس أوكلاهوما.

    كما أن "سوزي" الطفلة البالغة من العمر السادسة والنصف قد اخترعت أيضا طريقة انفاق مبلغ الخمسمائة دولار أمريكي التي تسلمتها من مجلة "القارئ الأسبوعية"، إذ تقول : "سوف أستخدم هذا المبلغ لشراء فستان زفافي، ولكن هذا لن يحدث قبل بلوغي الثامنة عشرة على الأقل!!".

    [KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
  • أهمية اختراع السيدة “روبرتا كاريس”

    1995 نساء مخترعات

    الأستاذ فرج موسى

    مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

    روبرتا كاريس شخصيّات التكنولوجيا والعلوم التطبيقية

    يتكون الطلاء من ثلاثة عناصر هي:

    1- الصبغات التي تعطي لون الطلاء.

    2- المادة اللاصقة – وهي في الوقت الحاضر مادة البوليمر – التي تعطي أيضا بريقا للطلاء.

    3- المادة المذيبة التي تجعل من الطلاء سائلا يمكن وضعه على الفرشاة ودهان الجدار به، وهي المادة التي تتبخر فيا بعد.

     

    وهناك مذيبات معينة، تتسبب في الكثير من تلويث الهواء. وهنا تشرح لنا المخترعة الشابة – البالغة من العمر 26 عاما – هذا الأمر قائلة: "إنها مشكلة لا يمكن حلها بدون تغيير مكونات الطلاء نفسه.

    فنحن نعلم أنه إذا كان هناك مادة مذيبة مزعجة في مصنع ما، فإنه يتم تركيب جهاز مضاد للتلوث على سطح المصنع لمنع المادة المتبخرة من الانتشار خارج المبنى.

    وبالطبع، إن هذا الأمر لا يمكن تطبيقه بالنسبة للمستخدم العادي، في المنزل مثلا؛ حيث لا يمكنه تركيب نظام لمنع التلوث فوق سطح المنزل.

     

    ولقد أعلنت حكومتنا الهولندية، أنه بحلول عام 2000، سنكون في وضع خطير إذا لم نقلل من كمية تلك المذيبات الضارة التي تتبخر في الهواء إلى نصف ما كانت عليه منذ سنوات قليلة.

    "وعليك أن تتخيل حجم المشكلة إذا نظرنا إلى كمية المذيبات المتبخرة، في ألمانيا الغربية، والتي بلغت 300,000 طن من المذيبات الناتجة عن مستخدمي الطلاء، في عام 1986".

    وفي أيامنا هذه، يمكن انتاج الطلاء بدون هذه المذيبات الضارة باستخدام المياه.

     

    ولكن يعترض هذا الحل، أن الطلاء الذي يتم إذابته باستخدام الماء لاتكس ((Latex)) يصاب بالتكتل، ويصبح خشنا يعوزه البريق. وتلك الظاهرة تشبة ظاهرة الحليب المتخثر.

    وقد استطاعت "روبرتا كاريس" التغلب على مشكلة تكتل الصبغ، وذلك بإضافة طبقة رقيقة من مواد لاصقة على سطح الصبغ، وقد ساعد هذا على اندماج الحبيبات بشكل أفضل، وتوزيع طبقة الطلاء بشكل متساو.

    وكانت النتيجة النهائية لاختراع "روبرتا" الجديد هو، تحسين النوعية لطلاء غير ملوث للبيئة، وهكذا جذب الكثير من الناس لاستخدامه.

    [KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
  • مواجهة المهندسة “روبرتا كاريس” وزوجها لنظرة المجتمع التقليدية للمرأة

    1995 نساء مخترعات

    الأستاذ فرج موسى

    مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

    روبرتا كاريس شخصيّات المخطوطات والكتب النادرة

    إن الأفكار التي يتصورها المرء، ويكون عنها فكرة مسبقة في مخيلته، من الصعب أن تموت.

    وهنا تتذكر "روبرتا": عندما التحقت بجامعة ((اندهوفين)) التكنولوجية لأول مرة في عام 1982، كنا فقد 10 فتيات من مجموع طلبة الهندسة الكيميائية، البالغ عددهم 150 طالبا وطالبة.

    وكان الأمر أكثر سوءا في الأقسام الأخرى. فعلى سبيل المثال، كان من الصعب أن نجد أي فتاة تلتحق بقسم الإليكترونيات.

     

    وهذا يفسر السبب في أن مجموع الفتيات في ذلك العام كان 150 فتاة فقط من المجموع الكلي للطلاب، البالغ عددهم 1100 من الطلاب المستجدين.

    ((وفي عام 1990، تبدلت الأمور قليلا في الجامعة، حيث تضاعف عدد الفتيات ثلاث مرات في مجال دراسة الهندسة الكيميائية.

    وعلى الرغم من ذلك، فلا يوجد أي امرأة بدرجة ((أستاذ جامعى)) في جامعة ((إندهوفين)) التكنولوجية، أو على الأقل في مجال الكيمياء. والمرأة الوحيدة التي سمعت بها، كانت تعمل في جامعة ((ديلفت Delft)) التكنولوجية.

     

    أما في خارج أسوار الجامعة، فكانت الأمور تسير أكثر بطأ. خذي على سبيل المثال: فأنا المرأة الأولى والوحيدة التي تحمل درجة الدكتوراة في القسم الذي أعمل به، فمن مجموع 60 باحثا، كان يوجد ثلاث نساء، مساعدتان وأنا)).

    واليوم، تعمل ((روبرتا)) كباحثة في ((قسم الكيمياء العضوية)) بشركة ((أكزو Akzo)) في مدينة ((أرنهم Arnhem)).

    وهذه الشركة الهولندية الكبيرة كانت مهتمة للغاية بأبحاث ((روبرتا))، ولهذا السبب اختطفتها بمجرد حصولها على درجة الدكتوراة.

     

    وكان هدف "روبرتا"، هو إدخال تحسينات على اختراعها الخاص بالطلاء، الذي كان أحد أهم مميزاته، هو خاصيته غير الملوثة للبيئة، حيث كان يقلل بشكل أساسي من تبخر المواد الضارة في الهواء.

    ويحمل زوجها "جان"، أيضا درجة الدكتوراة في الهندسة الكيميائية من نفس جامعة "إندهوفين". وهو يعمل في معهد أبحاث قومي لمراقبة نوعية مياه الشرب، ويجري بحثا عن تسرب المبيدات الحشرية إلى المياه.

    و"روبرتا" المغرمة بالحيوانات و "جان" زوجان يتمتعان بوعي بيئى شان أبناء جيلهما، وليست الكيمياء عندهما مجرد شغف، بل هي أسلوب عملي لحماية "البيئة"، التي تمثل مشكلة رئيسية في هولندا.

     

    وتذكر "روبرتا" بعض الملحوظات حول الكيمياء فتقول : "إن اسلوب عرض موضوع الكيمياء، على العامة، من خلال وسائل الإعلام، ليس صحيحا دائما.

    فالكثير من الناس تعتقد أن الكيمياء "ملوثة وبغيضة"، بغض النظر عن أنه ليس كل المواد الكيماوية خطيرة، كما أنه ليس كل المواد الطبيعية آمنة.

    فعلى سبيل المثال، نجد أن أخطر السموم تتكون من مواد طبيعية، لذلك كنا دائما – أنا وجان – نضع الأمور واضحة فيما يخص هذا الموضوع، عندما تنظم لنا الجامعة محاضرات في الكيمياء لإلقائها على العامة".

     

    وتقول "روبرتا"، حقا إن النظرة التقليدية إلى عمل المرأة قد بدأت تتغير، غير أنه لا يزال من الشائع التسليم بأن المرأة يمكنها أن تكون كيميائية، ولكنها لا يمكن أن تكون مهندسة، ولا حتى مهندسة كيميائية، ولعل هذه (الأفكار التقليدية) عن عمل المرأة قد تركت أثرها بلا وعي في ذهن "روبرتا" نفسها.

    إذ تقول : "الواقع أننى – كامرأة- أقرب إلى أن أكون كيميائية، لأنني أستخدم أنابيب وقوارير صغيرة، أما "جان" فهو أقرب إلى أن يكون مهندسا، لأنه يعمل بالأنابيب الكبيرة والمفاعلات الضخمة!"

    [KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
  • قصة نجاح السيدة “روبرتا هوفمن كاريس”

    1995 نساء مخترعات

    الأستاذ فرج موسى

    مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

    روبرتا هوفمن كاريس شخصيّات المخطوطات والكتب النادرة

    تمكنت "روبرتا Roberta" من إحداث ثورة علمية قلبت العالم التقليدى رأسا على عقب.

    كما استطاعت أن تكون مثلا احتذاه ابن عمها البالغ من العمر 15 عاما، حيث كان هذا الشاب يتتبع إنجازاتها بإعجاب شديد، ودائما ما يكرر القول: "سوف أكون مثلها عندما أكبر!!"

    وعند بلوغها السادسة والعشرين من عمرها، كانت السيدة "روبرتا هوفمن كاريس Roberta Hofman- Caris" قد كدست العديد من الإنجازات المشرفة منها: اختراع تم تسجيله في جميع أنحاء أوروبا ودرجة دكتوراة في كيمياء البوليمرات Polymer Chemistry.

     

    وكانت رسالتها في الدكتوراة – بحق – واحدة من أبرز خمسة أعمال في جميع مجالات الكيمياء، في ذلك العام.

    وكان موضوع الرسالة سببا في حصولها على جائزة شركة المعادن الحكومية الهولندية (DMS). وقد تم منحها هذه الجائزة وسط احتفال حضره أهم الشخصيات الكيميائية من هولندا، والقطاع البلجيكى الناطق بلغة الفلامنك.

    وفوق ذلك كله، كانت لدى هذه السيدة الشابة موهبة إلقاء المحاضرات حول موضوعها الخاص بإدخال التحسينات على مكونات الطلاء.

     

    وقد ذاع صيت ((روبرتا))، لدرجة أنها أصبحت مادة صحفية للعديد من المقالات في الصحافة المحلية بمدينة (إندهوفين Eindhoven) – حيث قضت سنواتها الجامعية في جامعة ((إندهوفين)) للتكنولوجيا – وفي مدينة (روير موند Roermond)، حيث كانت تعيش هناك.

    وبينما كانت ((روبرتا)) موضوعا للصحافة، يجدر الإشارة هنا إلى أنها، ومنذ عام 1986، ظلت تعمل كمحررة صحفية علمية لإحدى الدوريات الأسبوعي،, التي تسمى ((الجمعية الكيميائية الهولندية الملكية)) RNCS.

    وهي متزوجة من رجل طويل ونحيف يدعى "جان هوفمن"، التزم الصمت طيلة إجرائي الحديث معها.

     

    وتلك هي قصة نجاح هذه الشابة الشقراء العنيدة، التي تمردت ضد كونها فتاة بسبب ما كانت تسمعه من والديها.

    فما زالت تتذكر قولهما عندما كانت في الرابعة عشرة من عمرها، وطلبت من والديها الحصول على حقيبة تحتوي على اللوازم الكيميائية: "كيف لفتاة أن تنتمي إلى مجال الكيمياء، وكيف لك أن تجدي مكانا في العلوم الفنية، وأنت حتى لا تستطيعين إصلاح جهاز الفيديو!!".

    وما زالت ((روبرتا)) تتذكر قائلة: ((لقد حدث ذلك بعد مشاهدتي فيلما تلفزيونيا عن ((ماري كوري)). لقد بهرتني لدرجة أنني قلت لنفسي: لماذا لا أكون مثلها؟ لماذا لا أعمل في مجالي الكيمياء والفيزياء مثلها؟)).

     

    ولكن الفكرة لم تلق قبولا من والدها السيد ((كاريس))، مدرس الموسيقى، ولا من زوجته. وعلى الرغم من ذلك، فقد أصرت ابنتهما على رأيها، حتى أنها حصلت على عشرة من عشرة في الكيمياء.

    وأخيرا، وافق والدها على شراء حقيبة لوازم الكيمياء لها، ولكن بشروط صارمة؛ ((ابنتنا العزيزة، لن تحصلي على هذه الحقيبة إلا إذا حصلت على أعلى الدرجات مرة أخرى)). وقد حصلت بالفعل مرة أخرى على الدرجة النهائية في مادة الكيمياء.

     

    وقد حصلت أخيرا هذه التلميذة المجتهدة على حقيبة لوازم الكيمياء، حيث تقول: ((لو كنت ولدا، مثل أخي لحصلت على هذه الحقيبة مباشرة بدون كل هذا الإزعاج!!)).

    وقد أكد زوجها ((جان)) على رأيها قائلا: ((إن هذا صحيح تماما. فأنا وزوجتي نبلغ نفس العمر، وما زلت أتذكر حصولي على حقيبة لوازم الكيمياء بدون أي شروط مجحفة، مثل تلك التي واجهت زوجتي!!)).

    [KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
  • نبذة عن حياة واختراع العالمة “مارجريتا تشينتينو”

    1995 نساء مخترعات

    الأستاذ فرج موسى

    مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

    مارجريتا تشينتينو شخصيّات المخطوطات والكتب النادرة

    ((عندما كنت في التاسعة من عمري، كانت عائلتي وأصدقائي ينادونني ((بالمخترعة الصغيرة))، حيث قد تمكنت من صناعة مروحة كهربائية صغيرة، واختراع أشياء أخرى استمتعت باللعب بها.

    وفي مرحلة لاحقة، أصبحوا ينادونني ((بالعالمة الصغيرة))، حيث كنت أستخدم المجهر الخاص بي في ملاحظة وفحص الكائنات الحية. كما قمت بشراء أنابيب اختبار واجراء التجارب في غرفتي)).

    وكانت تلك العالمة الصغيرة التي تدعى "مارجريتا تشينتينو Margarita Centeno وشهرتها "مارجي Margie"، والمولودة في 10 يونيو.

     

    كانت قد كتبت هذه الكلمات في "كتاب حياتي"، الذي بدأت كتابته وهي في السابعة عشرة من عمرها. فعندما كانت فتاة صغيرة، بدأت كتابة الشعر وتأليف الأغاني حول موضوعات الحب والمسيحية، وكانت قد كتبت بعضها باللغة الفلبينية والبعض الآخر باللغة الإنجليزية.

    وعبر تلك الصفحات التي كتبتها بخط اليد يمكن ملاحظة بعض الصور المرسومة بالألوان المائية، و ((مارجي)) أيضا فنانة.

    فقد كان شغفها الكبير واهتمامها بنحصر في الطبيعة والجنس البشري. حيث كانت طالبة في مدرسة مانيلا للعلوم ثم تخرجت من الجامعة كمهندسة كيميائية.

     

    وعندما بلغت السابعة والعشرين من عمرها أنجزت أول اختراع لها، وهو عبارة عن خشب صناعي من أوراق الأشجار الجافة وبقايا البلاستيك.

    وكان هدفها من تحويل المواد المهملة إلى منتجات مفيدة، هو مساعدة الحكومة الفلبينية على تنفيذ برنامجها الخاص بالمباني المنخفضة التكاليف، والمحافظة على الغابات بالبلاد.

    وقد علقت على ذلك بالقول مع زيادة السكان الكبيرة في الفيليبين والتي تزيد عن 4000 نسمة كل يوم، فانه من المتوقع ظهور مشاكل خطيرة فيما يتعلق بالإسكان.

     

    وقد أدى النقص في مواد البناء إلى اللجوء إلى استنزاف الغابات عن طريق القطع غير المسؤول وغير المنظم للأشجار. وقد نتج عن تلك المشكلة ارتفاع أسعار الأخشاب إلى معدلات كبيرة جدا.

    وعندما تم فحص واختبار مكونات ومواصفات المنتج الذي اخترعته تلك المهندسة الكيميائية الفلبينية، ثبت أنه من الممكن تشكيله بأشكال مختلفة، فضلا عن مقاومة هذا المنتج للماء، ولهذا كان لاختراعها تطبيقات على نطاق واسع، بما في ذلك صناعة الحقائب، والقباقيب، والكراتين، والورق. كما أن تكاليف انتاجه منخفضة جدا.

    وقد اشتملت عملية صناعة هذا المنتج على طحن أوراق الأشجار الجافة وتحويلها إلى مسحوق، وكان ذلك يتم بواسطة شاحنات مجهزة بمساحق Pulverziers.

     

    وبعد ذلك يتم إضافة الصمغ المصنع من أحد مشتقات البولي ستايرين وبقايا البلاستيك بنسبة 2:1 على التوالي، ثم يتم خلط هذه الكتلة وضغطها، ثم تجفيفها. وتتم عملية التجفيف بوضع المنتج في الهواء الطلق وتعريضه للشمس والهواء.

    وكانت المخترعة الفلبينية قد قررت إطلاق الحروف الثلاثة الأولى من اسمها على هذا المنتج، فيدعى ((ماروود Marwood)).

     

    وعندما شاركت ((مارجي)) في معارض الاختراعات في بلدها، لوحظ الزحام الواضح، خاصة من الشباب حول لوحة عرضتها وكانت تجيب على جميع أسئلتهم بهدوء وجدية وهى تجلس فوق مقعد منخفض.

    كما كان يمكن ملاحظة امتلاء اللوحة بالرسومات والنصوص المكتوبة بخط كبير، والتي تحتوي على تفسيرات، وشعارات بيئية، وحتى أبيات شعر.

     

    ولكونها شاعرة كما هي مخترعة، فقد علقت لوحة مكتوب عليها قصيدة للصحفي والشاعر الأمريكي "جورج بوب موريس" (1802-1867) تقول:

    ((أيها الحطاب لا تقطع هذه الشجرة

    لا تلمس غصنا واحدا من أغصانها

    ففي صباي كانت تظللني

    وأنا سأحميها الآن)).

     

    وكانت المخترعة ((مارجي)) قد تسلمت العديد من الجوائز عن هذا الاختراع، وكانت آخر تلك الجوائز هي الميدالية الذهبية للمنظمة العالمية للملكية الفكرية (ويبو) لأفضل مخترعة شابة للعام.

    وقد تم الاحتفال بتسليمها تلك الجائزة في أغسطس عام 1990، ضمن فعاليات السابقة القومية للاختراعات في مانيلا العاصمة.

     

    ولم يكن طموح "مارجى" – بالتأكيد- هو أن تصبح مليونيرة. فقد كان تفكيرها منصبا على مساعدة الآخرين، وحماية الطبيعة، ولكنها لم تكن يوما ما ذات نظرة سلبية.

    فكانت كثيرا ما تتحدث لمن هم أصغر منها قائلة: "يمكنكم تعلم أي شيء اذا كانت لديكم الرغبة حقا في ذلك".

    [KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
  • قصة الآنسة “وانج جوزهن” في اختراع الأقطاب الكهربائية

    1995 نساء مخترعات

    الأستاذ فرج موسى

    مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

    وانج جوزهن الأقطاب الكهربائية شخصيّات التكنولوجيا والعلوم التطبيقية

    من الخطأ أن نجاسر بأن الثورة الثقافية الصينية (1966-1976) لم تنتج سوى ثمارا مرة عديمة الفائدة.

    وهذا ما تؤكده قصة الآنسة "وانج جوزهن Wang Juzhen" واختراعها عن تصنيع أقطاب كهربائية التنجستين. والأقطاب الكهربائية هي أسلاك أو قضبان أو صفائح معدنية لتوصيل الكهرباء.

    وتبدأ قصة الأنسة ((وانج)) عندما تم توظيفها كمهندسة فنية في أحد مصانع المصابيح الكهربائية في مدينة "شنغهاي".

     

    ولم تكن على علم بالأخطار التي تهدد عمال هذا المصنع إلا عندما قام رجال الحرس الأحمر الصينى المشهورين بالغلاظة والقسوة، بنقلها – عكس رغبتها – إلى ورشة المصنع.

    وهناك علمت أن الاختبارات الطبية للعديد من الحالات قد أظهرت انخفاضا في عدد كرات الدم البيضاء لدى العالمين، وقد استطاعت الآنسة ((وانج)) فقط من خلال عملها بيديها، والاتصال المباشر مع المواد، أن تكتشف مفتاح اللغز.

    فمن أجل صناعة الأقطاب الكهربائية، قام المصنع بإضافة عناصر تشتمل على "الثوريوم"، التي يتم إضافتها إلى المادة الخام التي تسمى "التنجستين".

     

    والمعروف عن الثوريوم أنه يصدر عنه كميات غزيرة من الأيونات المشع،, عندما يتم تسخينه مع اللحام، أو عندما يتم توصيل الأقطاب الكهربائية للحصول على الضوء. وهذا يحدث مع مصابيح الفلورسنت التي تستخدم في الإضاءة بالنيون.

    الآنسة ((وانج)) – لم تتزوج، وكرست سنوات عديدة من حياتها من أجل أبحاثها، حيث كان هدفها اكتشاف عنصر أساسي يمكن أن يحل محل مادة الثوريوم شديدة الاشعاع.

    وقد قامت بإجراء العشرات من التجارب التي انتهت بالفشل، حتى جاء ذلك اليوم الذي نجحت فيه من التخلص نهائيا من هذه المادة المشعة الضارة، التي تسمى "ثوريوم" Thorium، وفي نفس الوقت زادت من مادة معدنية أخرى تسمى "سيريوم Cerium".

     

    وحتى ذلك الوقت فإن نسبة مادة (السيريوم) في الأقطاب الكهربائية المصنوعة من التنجستين لم تكن لتتعدى 1% من الوزن الكلي للعناصر المصنعة، لأنه إذا زادت النسبة عن ذلك، فإن المنتج النهائي سوف يتحطم تحت تأثير الحرارة العالية.

     وبالرغم من ذلك فإن الآنسة ((وانج)) قد نجحت في تجنب هذا التأثير التدميري، حتى عندما رفعت نسبة إضافة مادة (السيريوم) إلى 5.4%.

    وعلى أية حال، فإنه لا يمكن أن نكتفي بأن يقف حد الاكتشافات عند المختبرات، بل يجب أن يتعداها إلى أن يصبح حقيقة واقعة وملموسة في حياتنا اليومية.

     

    وهذا يعني أنه من الضرورى تصنيع الأقطاب الكهربائية طبقا للمعادلة الجديدة التي توصلت اليها الآنسة "وانج".

    وبمعنى آخر، أي القيام بصهر وطرْق وتشكيل هذه الأقطاب الكهربائية. وقد واجهت الآنسة ((وانج))، في الحقيقة، العديد من المواقف المخيبة للأمل في سبيل تحويل نظريتها إلى واقع.

    وقد استطاعت الآنسة ((وانج)) أن ترى أخيرا، تتويجا لكفاحها. وكان ذلك في عام 1980، عندما بلغت من العمر نحو 50 عاما.

     

    فبمقارنة "الأقطاب الكهربائية المصنوعة من الثوريوم والتنجستين السابقة "مع" الأقطاب الكهربائية المصنوعة من السيريوم والتنجستين من اختراع الآنسة ((وانج)) يمكن اكتشاف الكثير من مميزات اختراع هذه المرأة.

    فمن ناحية نجد أن اختراعها – من الناحية الفعلية – ليس له نشاط إشعاعي، ومن ناحية أخرى نجد أن منتجات اختراعها على درجة أكبر من الفاعلية مقارنة بسابقتها.

    فالأقطاب الكهربائية المصنوعة من السيريوم والتنجستين تطيل من عمر المصابيح التقليدية المعروفة والمصابيح الفلورسنت، وكذلك تلك المصابيح المستخدمة في الآت تصوير المستندات.

     

    ومن الجدير بالذكر القول: بأن اختراع الآنسة ((وانج)) كان واحدا من الاختراعات الصينية العديدة، التي ظلت حبيسة الأدراج لعدة سنوات، حتى جاء يوم الأول من أبريل عام 1985، عندما تم تطبيق قانون "براءات الاختراع" في الصين، وأصبح أخيرا من الممكن ضم المخترعات الصينية ضمن النظام العالمي لحماية براءات الإختراع.

    وكان هذا، في الحقيقة، هو التاريخ الفعلي الذي ظهر على الطلب المقدم من المصنع الذي تعمل فيه الآنسة ((وانج)) للحصول على براءة الاختراع. ولقد كان ذلك اليوم، يوما تاريخيا مشهودا، عندما بدأت الأنسة ((وانج)) في الحصول على ((براءة الاختراع))، الذي اكتسب اعترافا عالميا سريعا.

    فمنذ ذلك الوقت تم منح هذا الاختراع العديد من البراءات الأجنبية الأخرى، بما في ذلك الحصول على براءة اختراع من الولايات المتحدة في عام 1987.

     

    وعلاوة على ذلك، فإن قياسات ((الأقطاب الكهربائية المصنوعة من السيريوم والتنجستين من اختراع الآنسة ((وانج))، أصبحت جزءا لا يتجزأ من المواصفات التي صاغتها المنظمة الدولية للقياسات (ISO 6848) لعام 1984.

    وكان هدف تلك المنظمة هو وضع الأساس السليم – بعد اجراء الاختبارات والفحوصات من قبل خبراء من دول متعددة – للمعايير التي يجب احترامها من قبل الصناعة والمصنعين في جميع أنحاء العالم.

    وقد تم تخصيص فصل كامل، في كتاب "مجد الصين" الذي نشر في بكين عام 1988، عن هذه المرأة المخترعة.

     

    وكان الإثنا عشر فصلا الأخرى من الكتاب تحكي قصصا عن اختراعات قام بها أعظم المخترعين في الصين الحديثة، وكانوا جميعا من الرجال. وفي عام 1987، كانت الآنسة "وانج" هي أول امرأة يتم منحها "الجائزة الرئيسية للاختراعات في الصين".

    وفي عام 1988 تم اختيارها أفضل امرأة مخترعة في بلدها عن ذلك العام، ومنحها جائزة الميدالية الذهبية للمنظمة العالمية للملكية الفكرية "ويبو WIPO".

    ولقد كان احتفالا لا ينسى ، ذلك الذي حدث في "قاعة الشعب الكبرى" في مدينة بكين، حيث حضره الآلاف من الناس، بما في ذلك المشاركون في مؤتمر دولي ضخم حل الابتكارات والاختراعات، ممثلين عن 32 دولة مختلفة.

     

    وقد قام المدير العام "للمنظمة العالمية للملكية الفكرية" شخصيا – والذي جاء من جنيف خصيصا لتقديم الميدالية الذهبية إلى الآنسة ((وانج)) وجلس بجواره، في ذلك الاحتفال، نائب رئيس جمهورية الصين الشعبية.

    صحيح إن الآنسة ((وانج))، قد ضحت بالكثير من حياتها وصحتها في سبيل متابعة وإنجاز أبحاثها على الوجه الأكمل. لكنها الآن واحدة من النساء القلائل اللاتي يشغلن مكانا مرموقا للمخترعين الصينيين.

    [KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
  • نبذة تعريفية عن اختراع السيدة “كسو جنجهانج” لمحول الحفاز

    1995 نساء مخترعات

    الأستاذ فرج موسى

    مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

    محول الحفاز كسو جنجهانج التكنولوجيا والعلوم التطبيقية

    فاختراع السيدة "كسو جنجهانج"، هو مادة حفازة جديدة لكل الأغراض، حيث يمكن استخدامها في انتاج الأسلاك المصقولة أو في صناعة المعدات الخاصة بتنقية غازات العادم الناتجة عن الصناعة.

    وهذا الحفاز الأحادى على شكل "قرص عسل النحل، ومصنوع من خليط من المعادن النادرة (والتى يوجد منها احتياطي كبير في الصين)، ومعادن قابلة لإعادة الاستخدام، ومعدن الحديد الرخيص.

    ويصل معدل تنقية المواد الضارة إلى أكثر من 90%، تقابلها نفس النسبة في المحافظة على الطاقة المستخدمة.

     

    وحيث إن هذا النوع الجديد من الحفازات يمكن تسخينه مباشرة بواسطة تيار كهربائى، فانه ليست هناك حاجة إلى أي عوادم ناتجة عن عمليات ما قبل التسخين، والتي تسهم في تقليل حجم ووزن المحول.

    كما تسهم أيضا في تكاليف التشغيل. ويمكن استخدام هذا الحافز أيضا في زيادة حساسية المقياس الطيفي للكتلة.

    وهذا "المحول الحفازي للتنقية الكلية"الذي ابتكرته هذه المخترعة الصينية، لا يمثل خطوة كبيرة في مكافحة التلوث فحسب، بل يقدم أيضا توفيرا كبيرا في الطاقة والمال على المستوى الاقتصادي للدولة.

     

    كما أن تكاليف إنتاج هذا المحول أقل بكثير من مثيلاته المستخدمة حاليا في الصين، حيث يمكن استعادة ما بين 40% إلى 70% من الحرارة التي تولدها هذه العملية.

    ويتم الآن إانتاج اختراع هذه السيدة في ثلاثة مدن هي: فوشان، وبكين، وهانجزو Fushan, .Beijing and Hangzhou».

    وقبل استلامها لجائزة الميدالية الذهبية من المنظمة العالمية للملكية الفكرية (ويبو WIPO)، كانت السيدة "جنهانج" قد تسلمت جائزة المؤتمر الوطني الأول للعلوم في الصين، وجائزة مؤتمر العلوم الأول لمقاطعة "ليونج Liaoning"، وجائزة العلوم والتكنولوجيا التي تمنحها بلدية بكين.

     

    وأخيرا جائزة الدولة للاختراعات. والسيدة "جنهانج" قامت بكتابة 24 بحثا تم نشرها في دوريات مختلفة مثل، مجلة "العلوم البيئية في الصين".

    والسيدة "جنهانج" لم تكتف بالانغماس في الأعمال البحثية والتربوية التي تتعلق بمنع التلوث البيئي، بل امتد عملها إلى القيام بشن حملات ضد التلوث بهمة ونشاط على مر سنوات عديدة.

    [KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
  • مظاهر تكريم المنظمة العالمية للملكية الفكرية للسيدة “كسو جنجهانج”

    1995 نساء مخترعات

    الأستاذ فرج موسى

    مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

    المنظمة العالمية للملكية الفكرية كسو كنهانج شخصيّات المخطوطات والكتب النادرة

    في يوم 9 اكتوبر عام 1985، قام السيد "لي اكسينيان Li Xiannian" – رئيس جمهورية الصين الشعبية – شخصيا بقص الشريط الأحمر إيذانا بافتتاح أول معرض وطني للمخترعين في مدينة "بكين".

    وبعد بضعة أيام من الافتتاح، تزاحم نحو 3200 شخصا بدخول "قاعة الشعب الكبرى"، وذلك لحضور الاحتفال بمنح الجوائز لأفضل 40 مخترعا في المعرض.

    وتتميز هذه القاعة بضخامتها، وارتفاع سقفها الذي يصل إلى نحو 30 مترا. وقد جلس نحو 100 شخص من كبار الشخصيات على المنصة استعدادا لبدء الاحتفال.

     

    وتحدث نائب رئيس الوزراء السيد "فانج يي Fang Yi" باسم الحزب الشيوعى والحكومة، مؤكدا على أحد المعتقدات الأساسية للسياسة الصينية .

    فقال بوضوح شديد: "مع العهد الجديد للثورة التكنولوجية التي تجتاح العالم بما فيها أمتنا الصينية، فقد أصبح من الأهمية أن نشجع أنشطة الاختراع والمخترعين وندفعها إلى الأمام في جميع أنحاء بلدنا".

    وهكذا كان ذلك اليوم في "قاعة الشعب الكبرى" يوما لا ينسى، حيث ارتفعت آلاف الأيدي بالتصفيق الحاد، الذي يكاد يصم الآذان، تشجيعا وتهليلا للسيدة "كسو جنهانج Xu Jinhang"، البالغة من العمر 50 عاما، بوجهها المستدير، وعينيها المسحوبتين، وملامحها التي تشع الذكاء.

     

    وقد تم اختيار هذه السيدة، المتخصصة في الهندسة البيئية، كأفضل النساء المخترعات في الصين، ويمكننا أن نتصور مدى ضخامة هذا الشرف عندما نعلم أن سكان هذه الدولة يزيدون عن البليون نسمة.

    وقد تم تقديم جائزة الميدالية الذهبية للمنظة العالمية للملكية الفكرية "ويبو WIPO" إلى السيدة "كسو جنهانج"، التي تعمل مهندسة أولى في الجامعة الفنية بمدينة "بكين".

    وقام بتسليم هذه الجائزة، للسيدة المذكورة، ممثل الأمم المتحدة المقيم في الصين.

     

    وكانت هذه الجائزة عن اختراعها المسمى "مادة حفازة أحادية لكل الأغراض لتنقية غازات العادم All – Purpose Monolithic Catalyst for Exhaust Gas Purification" هذا الاختراع يُعد سبقا لنظام جديد لتحويل المواد الحفازة، وهذا السبق لا يُعد أصيلا فحسب، بل متقدما في مفهومه وفكرته.

    فمعظم المحولات الحفازة تتكون من حجيرة رد فعل، تحتوي على حفاز خليط من البلاتينيوم والأريديوم، الذي يمر من خلالها غازات العادم القادمة من محرك السيارة.

    حيث تمر مع الهواء الزائد، فتتحول ملوثات ثاني أكسيد الكربون والهيدروكربون بعد أكسدتها لتصبح ثاني أكسيد كربون وماء.

    [KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
  • نبذة تعريفية عن شخصية العالمة “ليا جاكوبز”

    1995 نساء مخترعات

    الأستاذ فرج موسى

    مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

    ليا جاكويز شخصيّات المخطوطات والكتب النادرة

    و"ليا" التي تبلغ من العمر ثلاثين عاما سيدة معاصرة تماما. فهي لا تحتفظ بثلاثة أجهزة كمبيوتر بمنزلها فحسب، بل تقوم بنفسها ببرمجة وتخطيط مستقبلها:

    "فالمعروف أن العمل والترقية في الجامعة يتطلب جهدا شاقا ومتواصلا. وبالطبع فإن العمل في الجامعة يعني الاستقرار والأمان، ولكنني لا اعبأ بذلك، فأنا لا أريد أن ابلغ من التخصص حدا يجعلني لا أعرف شيئا آخر خارج مجال تخصصي"

    وبالنزول إلى أرض الواقع، أدركت "ليا" أن درجة الدكتوراة في العلوم ليست كافية لضمان تقدمها في الحياة وتحقيق طموحاتها.

     

    ولذلك فقد قامت بدراسة إدارة الأعمال، وهي تعمل الآن في الفرع الفني الأوروبي لشركة مونسانتو (Monsanto) بمدينة "لوفان Louvain"، حيث تحتل وظيفتين معا: الأولى في مجال الأبحاث، والثانية في مجال تسويق الخدمات الفنية للشركة.

    "ومونسانتو Monsanto"، شركة أمريكية عالمية متعددة الجنسيات، وتعد واحدة من أكبر الشركات في العالم المنتجة للمواد الكيماوية، والمواد البلاستيكية، والألياف الصناعية، والمنتجات الصيدلانية.

    وعندما قمت بزيارة مختبرات "ليا"، اضطررت إلى ارتداء نظارات خاصة للوقاية، كما لاحظت أيضا وجود نوعين من الأدشاش، أحدهما للجسم، والآخر صمم خصيصا للعين.

     

    وقد فسرت لى "ليا" ذلك قائلة: ان التعامل مع المواد الكيماوية يمكن أن يكون خطيرا، وشركتنا صارمة للغاية في تطبيق شروط الحماية والأمان".

    واستمرت "ليا" قائلة: "إنني أكتشف كل يوم أهمية دراستي ومعرفتي بإدارة الأعمال، على سبيل المثال يتطلب الاتصال بالمديرين أو البائعين، أن تتحدث بنفس اللغة. انه لأمر رائع أن تعرف لغتين!".

    وبمناسبة الحديث عن اللغات، فإن هذه المرأة لا تتحدث اللغات الهولندية، والإنجليزية، والفرنسية بطلاقة فحسب، ولكنها أيضا على دراية تامة بلغات الكمبيوتر.

     

    ولقد سألت "ليا" عن رأيها حول مكانة المرأة في عالم الصناعة والعلوم، فأجابتني بصراحة قائلة: "فلنأخذ على سبيل المثال حالة والدي كمدير لمصنع ألبان. فهو لن يعطي وظيفة ذات مسؤوليات لامرأة، خاصة اذا كان هناك رجال يعملون تحت إشرافها".

    ولقد عرفت أن هناك نحو 225 شخصا يعملون هنا في شركة (مونساتنو). فتوجهت بالسؤال إلى المخترعة "ليا": كم من هؤلاء – الذين يعملون في الشركة – من النساء؟ فأجابت قائلة:

    "في الحقيقة إنني حديثة العهد في الشركة، ولا يمكنني إعطاؤك إجابة دقيقة عن هذا السؤال، ولكن كل ما أستطيع قوله أنه لا يوجد أي من النساء مديرات أو حتى رؤساء أقسام، في مدينة لوفان.

     

    وفي المجموعة التخصصية التي أعمل بها، نحن ثلاثة من النسوة، نعمل جميعا بنفس المستوى والدرجة. وهذا يعكس في الحقيقة، الموقف الذي واجهته عندما كنت في الجامعة، فعندما التحقت بكلية العلوم في عام 1977، كانت هناك 10 طالبات فقط من بين 250 إجمالي عدد الطلاب الجدد."

    أي أن نسبة النساء كانت 4% فقط من الإجمالي، وبل إن هذه النسبة أصبحت أقل بعد مرور عامين، عندما اضطرت الطالبات إلى الاختيار ما بين قسمى الزراعة والكيمياء. وغالبا ما كنا نسمع: "إن دراسة الكيمياء صعبة للغاية فما شأن الفتيات بها!!".

    وقد عبرت عن رغبتي في القيام برحلة قصيرة في ماضي "ليا"، فذهبنا، أولا، إلى كليتها الأولى، حيث كانت عبارة عن مبنى ساحر وخلاب من الطوب الأحمر القديم، وتقع وسط حديقة جميلة، تتخللها قناة من الماء، يلهو بها البط ويصيح.

     

    وفيما بعد، دعتني "ليا" إلى شقتها، فاكتشفت جانبا آخر من شخصيتها، حيث شاهدت أكواما من الكتب، والتماثيل الصغيرة، والكثير من الهدايا التذكارية التي جلبتها من سفرياتها إلى أفريقيا وآسيا.

    وبينما كانت "ليا" تقوم بإعداد القهوة، تبعتها إلى المطبخ، وفجأة، وجدتها تلتقط قنينة لسائل التنظيف وتسلمها لي قائلة: "خذ هذه القنينة، على سبيل المثال!! فهم يقولون بأن النساء يجب ألا يتعلمن الكيمياء، بدعوى أن الكيمياء لا علاقة لها بحياة النساء من أي جانب.

    وإن صح ذلك، فليس جدير بالنساء أن يتمكن من فهم المصطلحات العلمية المختصرة والمبهمة المكتوبة على هذه القنينة.

     

    وعندما يفهمن ذلك، أليس هذا يمكنهن من الاختيار بين الكثير من المنتجات المماثلة في السوق؟ فيخترن فقط الأنواع النظيفة، والصحية، وغير الضارة لهن ولأطفالهن."

    ودائما ما تضع، هذه العالمة الشابة إحدى عينيها على السياسة، حيث اختتتمت حديثها معنا قائلة: "إذا كان لدى النساء معرفة بالكيمياء، فانهن يجدن من السهل فهم وتحليل تصريحات السياسيين فيما يتعلق بالقضايا البيئية، وسوف يكتشفن بأنفسهن ما إذا كانت هذه التصريحات السياسية جادة وذات مغزى أم لا".

    [KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
  • قصة نجاح العالمة “ليا جاكوبز” في مجال الطاقة

    1995 نساء مخترعات

    الأستاذ فرج موسى

    مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

    ليا جاكوبز مجال الطاقة شخصيّات التكنولوجيا والعلوم التطبيقية

    أبلغتني ((ليا جاكوبز Lia Jacobs))- وهي عالمة شابة – بأنها من المغرمين جدا بالسياسة والأمور السياسية.

    وبالمناسبة، فإن موضوع بحثها مرتبط بطريقة غير مباشرة بالسياسة، ليس على المستوى الوطني فحسب، بل على المستوى العالمي.

    فلقد بحث الآلاف من الأشخاص، وما زالوا يبحثون من أجل اكتشاف طرق جديدة لانتاج المواد الكيماوية التي يتم اشتقاقها حاليا من البترول، على سبيل المثال، الكيماويات المشتقة من "الكتلة الحيوية Biomass" لصناعة المواد البلاستيكية، والمذيبات، وغيرها.

     

    كما تشجع الحكومات البحث في هذا المجال بهدف أن يأتي اليوم الذي يقل فيه الاعتماد على الدول المنتجة للنفط.

    وفي عام 1982، أعلن "برنامج الطاقة الوطني البلجيكى" عن عزمه القيام ببحث من أجل تطوير وصناعة مواد حفازة جديدة لانتاج مادة "الأولفينات (الهيدروكربونيات الأثيلينية) Olefins" الخفيفة من الكحول المقطر المتخمر، ودعا البرنامج المتخصصين والمهتمين للمشاركة في هذا البحث.

    ولقد شاهدت هذا الإعلان امرأة في الثالثة والعشرين من عمرها، على جدار جامعة "ليوفن Leuven" الكاثوليكية.

     

    وكانت هذه المرأة الشابة هي "ليا جاكوبز". حيث كانت تحمل درجة الماجستير في الكيمياء، وكانت على وشك اختيار موضوع بحث لدرجة الدكتوراة. وهنا قالت "ليا جاكوبز" بحماس ودهشة : "الطاقة!!! إنه الموضوع الذي يناسبني تماما".

    وقد تم اختيار تلك الفتاة الذكية لتكون المسؤولة عن هذا المشروع الضخم الذي تحددت مدته بأربع سنوات، وميزانيته بثلاثة عشر مليون فرنك بلجيكي، والتي اشتملت على راتبها، بالإضافة إلى مهندس واثنين من الفنيين.

    وكانت المحصلة النهائية لهذا المشروع، هي إنتاج اختراعين، قامت الحكومة البلجيكية بتسجيل البراءة لهما، في أوروبا، والولايات المتحدة الأمريكية، وبعض البلاد الأخرى، مثل، البرازيل، ونيوزيلندا، والهند.

     

    ومن أجل فهم وتوضيح إنجاز مخترعتنا الشابة، يجدر بنا أن نوضح بعض النقاط الضرورية الآتية:

    * (الإثيلين): هو غاز أساسي في الصناعات الكيماوية من أجل انتاج المواد البلاستيكية (البوليثلين وغيرها)، أو (جليكول الإثيلين) المقاوم للتجمد.

    * (إيثانول) هو عبارة عن سائل يمكن انتاجه عن طريق تخمير (القمح، وبنجر السكر، وقصب السكر، وغيرها). وهناك استخدامات كثيرة لهذا السائل (الايثانول)، غير أن المفهوم الشائع لدى معظم الناس، أنه وقود بديل للسيارات، قد تم تطويره في البرازيل والهند.

    * أما (الزيوليت)، فهي مواد حفازة، إما أن تكون من مواد معدنية طبيعية، أو يتم تركيبها صناعيا.

     

    وعن طريق عمل تركيبة من مجموعتى (الزيوليت) – الطبيعي والصناعي – ليقوم بدور المواد الحفازة، نجحت "ليا جاكوبز" في إنتاج (الإيثيلين) النقي من (الإيثانول) المذاب في الماء.

    والدليل على أهمية وحيوية اختراعات "ليا جاكوبز"، أن الحكومة البلجيكية ما زالت تدفع الرسوم السنوية الخاصة بالحفاظ على براءات الاختراع.

    فإن لم تظهر أهميتها في الوقت الحالى، فسيكون ذلك على الأقل في المستقبل، حيث يمكن تطبيق هذه التكنولوجيا الجديدة عندما ترتفع أسعار النفط بشكل لا يمكن تحمله.

    [KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
زر الذهاب إلى الأعلى