• نبذة عن حياة السيدة “فيدا بوبوڨيك”

    1995 نساء مخترعات

    الأستاذ فرج موسى

    مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

    فيدا بوبوڨيك شخصيّات المخطوطات والكتب النادرة

    وبالنسبة لـ ((فيدا))، كما هو الحال بالنسبة للكثير من المخترعين.

    فقد أصبحت فكرة الإختراع هي شغلها الشاغل، الذي استحوذ على كل تفكيرها واهتمامها. فأي شيء آخر يحتل المرتبة الثانية بعد فكرة الاختراع؛ بما في ذلك أسرتها، زوجها وأطفالها.

    "لقد استمر مرضي نحو ثمانية شهور، حيث انتقلت من مستشفى إلى أخرى، ومن طبيب متخصص إلى آخر، ولكنني كنت في أعماقي أرفض التعاون معهم. وأخيرا، قالوا بأنهم سيمنحونني معاش عجز…".

     

    "لقد كان ابني الصغير – بينما كان واقفا بجوار سرير المستشفى وممسكا بيدى – هو الذي شخص مرضي الحقيقي ووصف العلاج الصحيح والوحيد لي، حيث قال لي: "أمي، إنني أعرف أنه إذا لم تستطيعي بناء مصنعك، فسوف تموتين.

    فعليك بالذهاب إلى ألمانيا، حيث طلبوك، وبناء مصنعك هناك!!" فنظرت إليه بدهشة وشكر، وفجأة، بدأ فجر يوم جديد، وشعرت لأول مرة برغبة شديدة في أن تتحسن حالتي وأتماثل للشفاء".

    والسيدة "فيدا بوبوڨيك" ذات شخصية حساسة، ولكنها تملك عزيمة قوية وذكاء حاداً؛ وهناك مسحة من الخجل تغلف شخصيتها، هذا إلى جانب ملامح الوسامة، وعيونها الصافية التي تميزها.

     

    وتماثلت "فيدا" للشفاء، وكما توقع ابنها أن علاجها في بناء المصنع، وتصميم وصناعة آلالات، التي في النهاية أنتجت اختراعها المسمى "فيداسيل".

    وبمعاونة أصدقائها، استطاعت ((فيدا)) ترتيب القروض اللازمة لبناء مشروع صغير. وقامت الدولة بفرض تعيين أناس معينين للعمل معها – مديرا وعمالا – ولكن هؤلاء لم تكن لديهم نفس روح المبادرة والطاقة المتوفرة لدى صاحبة المشروع.

    "فلم أكن – بالنسبة لهم – سوى إنسانة غريبة، جاءت من الخارج من أجل إزعاج روتينهم المعتاد، وأن تفكيري لا يزيد عن إنتاج الاختراع من أجل فائدتي.

     

    لقد نظروا لي على أني امرأة، أحمل تفكيرا في اتجاه واحد. ونتيجة لذلك كله، توقف البناء في المصنع".

    لهذا اضطرت ((فيدا)) إلى تحسين الإدارة والقيام بدور مدير المصنع بنفسها.

    ولم تكن لدى المصنع سوى موارد متواضعة، فلم تكن الورش قد اكتملت، ولم يكن هناك غرفة لتجفيف المنتجات، لهذا كان يستعاض عنها بعرض المنتج ليجف في الشمس، ولم تكن هناك آلات للقطع والمعالجة، لهذا كان يتم العمل يدويا.

     

    وتتذكر ((فيدا)) قائلة: "وعندما تمكنا من بيع منتجاتنا، كان يتم توجيه النقود مباشرة إلى استثمارها في إتمام المصنع، ومع ذلك كنت أشعر بالسعادة. ففي المصنع،

    كنت أشعر وكأني في رحم أمي. وأحيانا كنت أفكر أن عبقرية الاختراع ما هي إلا موهبة إلهية. والمشكلة أنني كنت أحل المشاكل دون أي جهد، ولم أكن أدرك أن هذا لا ينطبق دائما على الآخرين. ولقد عانيت كثيرا من عدم فهمي واستيعابي لذلك الأمر من جانبي".

    فبالنسبة لتلك العقول البيروقراطية في السلطات المحلية، كانت ((فيدا)) بعملها الشاق الذي لا يصدق، مصدر شك وريبة بالنسبة لهم. فكانوا حذرين من التجديد، وغير معتادين على تغيير عاداتهم.

     

    أما ((فيدا)) ، فمن جانبها، كانت معتادة على المصاعب منذ اليوم الذي ولدت فيه في عام 1940، حيث كان والداها فقيرين من منطقة جمهورية الجبل الأسود في يوغوسلافيا.

    ولم تتلق والدتها أي نوع من التعليم على الإطلاق. وكان على ((فيدا))، بصفتها الأخت الكبرى لسبعة أطفال، أن تساعد أمها في العناية بإخوتها وأخواتها، وفي الشؤون المنزلية.

    ولقد أحبت ((فيدا)) الكتب والدراسة بشكل كبير، وكانت دائما الأولى على فصلها. وفي عام 1959، حصلت ((فيدا)) على منحة مكنتها من دخول الجامعة والالتحاق بكلية الهندسة الكيميائية وعلم المعادن.

     

    وكان ذلك على عكس رغبة والديها اللذين كانا يتمنيان لها أن تجد عملا – بدلا من الدراسة – كي تسهم في ميزانية الأسرة.

    وكانت السنة الجامعية الأولى لـ ((فيدا)) غاية في الصعوبة والشقاء، حيث عانت من النقص في الكتب، والملبس، والمأكل، وكل شيء تقريبا.

    وأخيرا، عندما علمت يوغوسلافيا بأن هناك بلدا أجنبيا (بلجيكا) قد منحت الاعتراف لاختراع ((فيدا))، أصبحت ((فيدا)) مخترعة بارزة. فقد حصل اختراعها ((فيداسيل)) على الجائزة الأولى في المعرض الدولي للاختراعات في ديسمبر عام 1986، بمدينة ((بروكسل)).

     

    وكنتيجة للدعاية التي حصل عليها اختراعها، بدأت الأبواب تتفتح، وحصلت ((فيدا)) على قرض لإتمام بناء مصنعها. وفجأة، وجدت أكثر من 300 مشتر يوغوسلافى على الأبواب، كما قررت السلطات اليوغوسلافية اعتبار اختراعها أفضل اختراع يوغوسلافي لعام 1987.

    وهذا النجاح لم يمنع المخترعة من مغادرة مصنعها بعد مرور سنة، حتى عندما وصل الإنتاج إلى مستوى الطاقة القصوى للمصنع.

    ((والآن، قد أصبحت واثقة من أن اختراعي يمكنه الصمود بمفرده، ولكننى لا أستطيع الاستمرار أكثر من ذلك، فلقد أصبت بالإجهاد الشديد، كما تعبت من كثرة النقد الموجه لي، لكوني في المكان غير المناسب.

     

    فمن رأيهم أن المخترعة ليس مكانها في المصنع، حتى وإن كان مصنعها. رغم أنني قد أتممت تدريب وتشجيع 70 عاملا)).

    وقد واجهت ((فيدا)) مشكلة مع أسرتها، وبالتحديد مع زوجها الذي يعمل قاضيا وولديها الصغيرين، حيث ظهر هنا أيضا السؤال التقليدى التالي: هل يمكن لحياة إمرأة مخترعة أن تسير على نفس النسق الذي تسير عليه حياة الرجل المخترع؟

    والحقيقة، أن الناس ما زالوا يتوقعون من المرأة – حتى وإن كانت عبقرية – أن تظل على الصورة التقليدية التي في أذهانهم كأم وزوجة. وباختصار، فهي يجب أن تكون في خدمة المجتمع.

     

    "كنت – وعلى مدى 6 سنوات – أقود سيارتي يوميا ذهابا وإيابا، من المنزل إلى المصنع، حيث كانت تبلغ المسافة 175 كيلو مترا.

    ولن أذكر لك عدد الساعات التي أعملها يوميا!! فلم أصل يوما أبدا إلى المنزل في الوقت المناسب؛ فأحيانا ما كنت أضطر إلى البقاء في المصنع طوال الليل من أجل الانتهاء من عمل شيء كنت قد بدأته.

    لقد شعرت بالذنب الشديد. وعندما بحثت عن السبب، كنت أصل دائما إلى النتيجة قائلة: إن خطئي الوحيد كان يكمن في عاطفتي الشديدة وحماستي نحو اختراعي!!".

     

    وأخيرا قررت أن تشبع عاطفتها في المنزل. فمنذ فبراير عام 1988، استمرت ((فيدا)) في أبحاثها، ولكن تحت سقف منزلها، حيث تقول : "لا تطلب مني مرة أخرى أن أعمل في إحدى شركات الدولة، فإننى أرغب ان أكون سيدة نفسي، وأدير وقتي بنفسي. وقد دعمني زوجي في عمل ذلك، وكذلك ولداي الطالبان في الجامعة الآن".

    وقد يبدو، في الحقيقة، أن هذه المخترعة قد كرست حياتها بشكل رئيسي لاختراعها، ولكن هذا الاختراع لم يكن فقط هو المصدر الوحيد لإلهامها.

    كانت تقرأ الأعمال الأدبية لكبار الكتاب والفلاسفة والشعراء مثل: شتاينبك، ديستوفيسكي، نيتشة، فروم، فوكنر، هيجل، سارتر، جيد، وإليوت.

     

    "فلكي أقوم بعملي بشكل جيد، كان يجب من وقت لآخر أن أتوجه للقراءة. ليس فقط قراءة الكتب العلمية في مجال التكنولوجيا، ولكن أيضا قراءة الكتب الأدبية، فلولا قراءة هذه الكتب لأصبحت خاوية، وغير قادرة على فهم الكثير من الأشياء والأمور".

    ولو كانت ((فيدا بوبوڨيك)) رجلا، فربما لم تكن لتوجه اليها تلك الاتهامات بأنها ضحت بحياتها من أجل العلم، وهي ترد على ذلك قائلة: "لقد كانت لحياتي قيمتها، وعلى أي حال، فعلى كل شخص ان يختار أسلوب حياته، وقد كانت حياتي مثيرة مليئة بالجهد والعرق".

    [KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
  • نبذة تعريفية عن اختراع السيدة “فيدا بوبوڨيك” لمادة الفيداسيل

    1995 نساء مخترعات

    الأستاذ فرج موسى

    مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

    فيدا بوبوڨيك مادة الفيداسيل التكنولوجيا والعلوم التطبيقية

    "… في بداية عام 1981، تم التخلي عن فكرة بناء مصنع لإنتاج اختراعي. وعندها شعرت كما لو أن الأرض قد انهارت تحت قدمي!!

    وقد حاولت جاهدة إقناعهم ولكن دون جدوى، وهكذا أصبحت مريضة بدرجة خطيرة، غير قادرة على تناول الطعام، أو الشراب، او حتى الكلام، وفقدت الرغبة في الحياة. لقد أصبحت حالة ميئوسا منها".

    أما اليوم، فقد اختلف الحال بالنسبة لها. فأصبح الناس ينظرون إلى "فيدا بوبوڨيك Vida Popovic"، في بلدها "يوغوسلافيا"، على أنها مخترعة مشهورة.

     

    وعلى أية حال، فلم يكن الأمر كذلك في عام 1976، عندما اكملت اختراعها الثاني والأكثر أهمية، والذي يسمى "فيداسيل Vidasil"، حيث مرت عشر سنوات قبل الاعتراف به.

    وهو عبارة عن عملية لإنتاج مادة غير قابلة للاحتراق، وعازلة للحرارة، ومقاومة لدرجات الحرارة العالية حتى 1500 درجة مئوية.

    ولم تقم ((فيدا)) بابتكار هذه العملية فحسب، بل قامت أيضا بتصميم الآلات والمعدات الضرورية لتصنيع هذه المادة.

     

    تشبه مادة "فيداسيل" مكونات الحجر، حيث تتكون هذه المادة من العناصر التالية: الجير، الكوارتز، الماء، الأسبستوس (معدن على شكل خيوط لا يحترق ولا يوصل الحرارة)، الكتان أو السيليوز.. حيث تم تصنيع هذا الاختراع على نفس المنوال، من حيث المكونات والطريقة والآلات المستخدمة في الصناعة.

    فالشرائح، والعرائض، والألواح، وغيرها من الأشكال المستخدمة في تصنيع الـ "فيداسيل Vidasil" كانت تشبه في رنينها تلك المواد المركبة من الأخشاب والسيراميك.

     

    وليس هناك دليل على أن هذه المادة (فيداسيل) يمكن أن تهاجمها من قبل الأحياء المجهرية، أو الحشرات، أو أي مخلوقات حية اخرى.

    وهناك تطبيقات عديدة لهذا الاختراع، حيث يمكن استخدامه في مجالات: البناء، عزل الحرارة، تجهيز الأثاث، تغليف المواد، تزيين المعمار، نظم التبريد، وتكنولوجيا الفضاء.

    [KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
  • نبذة عن حياة المخترعة “اينو هيكنن” وانجازاتها

    1995 نساء مخترعات

    الأستاذ فرج موسى

    مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

    المخترعة اينو هيكتن انجازات اينو هيكتن شخصيّات المخطوطات والكتب النادرة

    يصف زوج السيدة "اينو هيكنن Aino Heikkinen" زوجته برقة قائلاً: "إن زوجتى تختلف بعض الشيء عن النساء الأخريات".

    وحين سألت "اينو" كيف تنظر النساء الأخريات إلى هذه المخترعة البارزة؟

    أجابتني قائلة: "لا أعرف، فأنا لا أعمل إلا مع رجال!". ويعترف أولئك الرجال بأنهم شعروا بالدهشة الشديدة حين رأوها في موقع العمل للمرة الأولى.

     

    والمهندسة "اينو هيكنن" من مواليد عام 1947، كانت قد بدأت عملها كباحثة في شركة " ليو جابيتونى Lujabetoni" التي يعمل بها نحو 1400 شخصا.

    وتقع في وسط فنلندا. وكان التحدي الذي واجهها في تلك الشركة، هو اكتشاف طرق جديدة لانتاج الخرسانة بتكلفة أقل.

    وتخبرني المخترعة "اينو" عن قصتها قائلة: "عندما تخرجت من كلية التكنولوجيا كمهندسة بناء، كانت معلوماتي عن صناعة الخرسانة قليلة جدا، وربما لا تزيد عما تعرفه انت.

     

    حيث كانت معلوماتي قاصرة على العناصر الأساسية التي نحتاجها من رمل، وحصى، وأسمنت، وماء… من أجل صناعة هذه المادة، ومن أجل اكتشاف طريقة جديدة لصناعة مادة الخرسانة بتكلفة أقل.

    وقد استغرق الأمر عدة سنوات، حتى توصلت إلى أنه من الأفضل استخدام "الركام aggregates" الطبيعي بدلا من الأسمنت، الذي يُعد أكثر المكونات تكلفة وسعرا.

    وكانت فكرتي تتركز في أن قوة الصلابة الناتجة عن استخدام الأسمنت يمكن زيادتها وتقويتها عند استخدام كميات مناسبة من الركام الناعم، الذي يُعد أقل تكلفة من الأسمنت.

     

    وفي عام 1981، نجحت أخيرا في استبدال جزء من الأسمنت خبث الفرن العالي blast – furnace slag" – وهو عبارة عن مواد من بقايا صهر المعادن والبراكين- حيث حصلت على براءة اختراع لهذه الطريقة الجديدة في عام 1984.

    ومن الجدير بالذكر أن هذا الاختراع يستخدم حاليا في صناعة عناصر الألواح القوية شديدة الاحتمال، خاصة تلك التي تتسخدم كأساس لحظائر الماشية".

    والسيدة " اينو" هي إحدى المهندسات القلائل جدا في مصنعها. وهي تملك مختبرا بسيطا للغاية، حيث تقول: "في الواقع إن كل ما احتاجه في مختبري هو موازين دقيقة للغاية، بالإضافة إلى أفكاري الخاصة !!

     

    وعندما سمع العاملون في المصنع المجاور بإنجازي الجديد في مجال الخرسانة، علقوا قائلين: "حسنا، فلماذا إذن لا نسرع في تعيين النساء، فلربما نجدهن أكثر قدرة على الإنجاز".

    وهنا أخبرتهم بأن إنجازاتي ليست بسبب جنسي كأمرأة، وإن مثل تلك الإنجازات تحتاج أكثر من مجرد كوني امرأة".

    وفي عام 1974، عندما بدأت المهندسة "اينو" عملها في صناعة الخرسانة، كان ذلك النوع من الأعمال يُعد قاصرا على الرجال.

     

    وما زال الأمر كذلك حتى الآن، رغم وصول امرأة إلى أعلى مستويات هذه الأعمال، فقد أصبحت "اينو" مديرا إداريا لشركة فرعية منبثقة من شركة "ليو جابيتوني" لصناعة وبيع المكونات والمواد الإضافية، التي تدخل في صناعة الخرسانة.

    كما أصبحت مسؤولة أيضا عن بناء مصنع آلى بالكامل (يعمل به ثلاثة أشخاص فقط) لإنتاج المنتجات الجافة الخاصة بالخرسانة.

    وتم بناء هذا المصنع في وقت قياسي وهو تسعة أشهر، بالمقارنة لما كان مخططا له وهو عامان. وقد تم افتتاح هذا المصنع في سبتمبر عام 1989، وكانت "اينو" تملك فيه 16% من رأس المال.

     

    وكان عمل تلك المرأة بمفردها في عالم من الرجال له صعوباته الخاصة، حيث تقول:"لم يكن لدي فرصة كبيرة لتكوين صداقات مع النساء؛ وذلك بحكم موقعى الإداري الذي حصرني فيه زيارة مواقع البناء والتفاوض مع المقاولين.

    ولم يكن التعامل مع الرجال أمرا سهلا، خاصة في الأيام الأولى لعملي. واليوم أجد نفسي أتعامل مع الرجال في عملي، ويكون موضوع التعامل والمناقشة هو الخرسانة فقط!!".

     

    وتعترف تلك المرأة الطويلة، والأنيقة، ذات الشعر الأسود والعيون الزرقاء بأنها عاشت في عزلة لفترة طويلة على حد تذكرها.

    "كان والدي من الفلاحين وكان لي ست أخوات وأخ واحد. وكطفلة، لم يكن لدي أي اهتمامات إلا بالبقر!!".

    وبمناسبة الحديث عن البقر، قد يبدو من المفارقات الملفتة للنظر أن اختراع "اينو" الأول، كان بالتحديد دعامات من الخرسانة لأسقف حظائر البقر!!.

     

    ولقد شعرت بالإثارة والاهتمام عندما سمعت أن طفلتها الوحيدة شغوفة بالبقر وحب الحيوانات.

    وتؤكد ذلك أمها "اينو" قائلة: "إنني أعتقد بأن الحيوانات تعني لها المنزل… فالحيوانات تعطي لها نوعا من الدفء العائلي.

    وأنا مدركة أيضا بأن كثرة أسفاري تسبب الإزعاج لطفلتي الصغيرة فقلما أجد متسعا من الوقت أستمتع به، فعلى سبيل المثال، إن الشهور الوحيدة التي استمتعت فيها بقراءة الكتب مؤخرا، كانت في أثناء فترة بقائي في المستشفى".

     

    وتؤكد المخترعة، أنها تواكب التطورات في تكنولوجيا الخرسانة، عن طريق اطلاعها على الكتب والمقالات "أما براءات الاختراع فيكفيني أن ألقي نظرة سريعة عليها، إذ التقط الفكرة، وهذا يكفيني".

    وعلى الرغم من كل مسؤولياتها الجسام، فإن "اينو" ما زالت قادرة على الاختراع،, حيث كان احدث اختراعاتها، والذي تم تسجيل براءته في عام 1988، اختراعا في صناعة الخرسانة.

    وهي عملية لاستخدام بقايا رماد الفحم الخشبي (peat ash) بنسبة تتراوح ما بين 10% إلى 30% لتحل محل الأسمنت، وبالتالي يمكن تقليل تكلفة الخرسانة بنسبة تصل إلى 20% ، وهكذا استفادت من بقايا الرماد المهمل – بعد تنقيتها وتهذيبها – في الحصول على خرسانة أرخص.

     

    ولأنها بالتحديد نجحت في تحويل النفايات إلى منتج مفيد، فقد منحتها وزارة التجارة والصناعة "جائزة المخترعين" لعام 1987، كما حصلت على جائزتين أخريين في عام 1989، وفي أغسطس 1990 أختيرت للقب أبرز المخترعين الفنلنديين.

    إنهم في فنلندا ينظرون إلى السيدة "اينو هيكنن" كرمز، فقد تجاسرت على شن هجوم على واحد من آخر معاقل تفوق الرجل، ونعني عالم البناء والمقاولات. وربما كان هذا المعقل صلبا كالخرسانة – لكنها نجحت.

    [KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
  • نبذة تعريفية عن اختراع السيدة “كو أوك سون” لحبر القلم المعجزة

    1995 نساء مخترعات

    الأستاذ فرج موسى

    مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

    حبر القلم السيدة كو أوك سون شخصيّات التكنولوجيا والعلوم التطبيقية

    هل سمعت من قبل عن "القلم المعجزة" ؟ نعم هذا الاسم هو ما يطلق عليه على الأقل من قبل صانعيه.

    وهذا ما عدته لجنة المحكمين معجزة بكل المقاييس في المعرض الوطني الرابع للاختراعات الممتازة بمدينة سيول Seoul.

    والذي اختار السيدة "كو أوك سون «Cho Ok- Soon»، مخترعة "الحبر المعجزة" لهذا القلم، كى تتسلم الميدالية الذهبية للمنظمة العالمية للملكية الفكرية WIPO كأحسن امرأة مخترعة عن عام 1985.

     

    حيث باعت الأسواق المركزية، خاصة في أسبانيا وفرنسا، نحو المليون من هذه الأقلام، الذي يتكون كل منها من طرفين من اللباد، كل طرف مشبع بمادة كيميائية خاصة، حيث يكتب الطرف الأول بحبر غير مرئى، فيقوم الطرف الثاني بدور الكاشف لهذا الحبر الخفي.

    فبمجرد تمريره على الكتابة الخفية، تظهر على الفور لدقائق قليلة على الورق. حيث يمكن تكرار هذه العملية مرات عديدة.

    وبالنسبة لهؤلاء الذين قد لا يكتشفون فائدة هذا القلم على الفور، فإن دليل الاستخدام المرفق مع القلم يوفر لك قائمة لاستخداماته الممكنة والمحتملة، والتي تتراوح ما بين أكثر الاستخدامات جدية وخطورة إلى أكثرها خيالية وغرابة.

     

    حيث يمكن استخدام هذا القلم في تعلم الهجاء الصحيح للكلمات، كتابة الرسائل السرية، وغيرها. وكما تعترف المخترعة بنفسها، فإن معظم مستخدمي هذا "القلم المعجزة" هم من الأطفال والطلاب.

    والسيدة "كو أوك سون" ولدت بمدينة Dae Gue في كوريا عام 1938. وهي لم تسافر إلى أماكن كثيرة مثلما فعل قلمها المعجزة.

    فلم تبعد أكثر من اليابان التي تتحدث لغتها. كما أنها مغرمة بالجبال وتسلقها. هذا بالإضافة إلى اهتمامها بالطبع بالبحث في مجالها المفضل وهو الكيمياء.

    [KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
  • إنجازات متعددة للسيدة “أوليمبيا جونزاليس”

    1995 نساء مخترعات

    الأستاذ فرج موسى

    مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

    انجازات اوليمبيا جونزاليس السيدة اوليمبيا جونزاليس شخصيّات المخطوطات والكتب النادرة

    ولم تكن "أوليمبيا" أما لأربعة أطفال كبار فحسب، بل كانت أيضا جدة. وهذا يفسر اهتمامها بمجال آخر وهو مجال "أغذية الأطفال" .

    وحيث أنها لاحظت توافر فواكه محلية رخيصة السعر تماما، مثل، ثمار "الببايا" و "الجوافة" و "الأناناس"، وهي جميعا غنية بالكالسيوم وفيتامين سي؛ لهذا شرعت السيدة "أوليمبيا" بعمل تركيبة غذائية للأطفال من هذه الموارد المحلية الرخيصة.

    وفي عام 1971، كررت "أوليمبيا" إنجازا آخر في هذا المجال بمساعدة امرأتين أخريين هما، "كافيرينا وروزاريو Caferina & Rosario"، حيث أمكنهن عمل حساء صلب يتفتت بمجرد غليه، ويحتوي على الكثير من العناصر الأساسية من أجل نمو صحي للأطفال، بما في ذلك العديد من الفواكه المحلية.

     

    وقد لاقت هذه التركيبات من أغذية الطفل ترحيبا واهتماما سريعا من إحدى الشركات الصانعة للأغذية.

    ومجال آخر نابع من نفس الجزر الفيليبينية اقتحمته "أوليمبيا" ، وهو المنتجات البحرية، التي كرست له العديد من العديد من ساعات البحث والدراسة.

    فعلى سبيل المثال قامت "أوليمبيا" في عام 1978 بنشر بحث تصل عدد صفحاته إلى 200 صفحة حول إحدى الأسماك الشائعة في الفلبين، وطريقة معالجتها، وتجميدها، وتسمى سمكة "Milkfish" .

     

    ودعنا نلتقط اقتراحا آخر من اقتراحات "أوليمبيا" الكثيرة، وهو اقتراح تحويل البقايا الضائعة من المحار والأسماك إلى منتجات غذائية، مثل، صلصة السمك وعجينة الروبيان، اللذين يعدان من العناصر المهمة في الوجبات الفلبينية.

    وفي عام 1984، وبمساعدة كل من "ملجاروس راموس، ماريا كلارا مونتس ومادولور"، استطاعت "أوليمبيا" ابتكار طريقة جديدة للإسراع بعمليات التخمر اللازمة لصناعة صلصة السمك من بقايا المعلبات. وقد تبنت هذه الطريقة العديد من الشركات المصنعة للأسماك.

    ونتيجة لاهتمامها بالعاملين في مجال صناعة المعلبات، قامت "أوليمبيا"، وكنتيجة للدراسات والبحوث، وبمساعدة كل من ميلدا "امبوسكادو وف. أ. باريان وربيكا جوولوردس ت. سوليدم"، بنشر "الدليل الفلبيني للأغذية المعلبة المنخفضة الأحماض"

     

    وقد تم نشر هذا الدليل في عام 1982، حيث قدم طرقا عملية، وآمنة، وفعالة لتعليب منتجات الأسماك، واللحوم والخضروات المحلية.

    وكنتيجة لتقنين وتطوير عمليات التعليب، انخفضت التكاليف النهائية للانتاج، وارتفعت مستويات الجودة التي فتحت بسهولة مجالات تسويق محلية وعالمية.

    والسيدة "أوليمبيا جونزاليس" تُعد عالمة حقيقية، تسعى إلى أن يستفيد الآخرون من أفكارها ومعرفتها بشكل لا يتصف بالأنانية؛ فليس الهدف من اختراعاتها هو جمع المال، فكما تقول: "إذا تم استخدام اختراعاتى في الصناعة، فإنني أكون سعيدة بذلك".

     

    وكما تتصف بوجه جميل، ورشاقة طبيعية، وذكاء واضح، فإنها تتصف أيضا بالمواهب الدبلوماسية، حيث يمكن التأكد من وجودها من خلال عملها اليومي في "معهد تنمية التكنولوجيا الصناعية" في مانيلا، ومن خلال التجمعات الاجتماعية التي تحضرها مع زوجها – وهو مهندس متقاعد ناجح، ويعمل الآن مستشارا في مؤسسة ابنه – التي يفخر بها كثيرا جدا.

    وتؤكد "أوليمبيا" دائما على أن زوجها يشكل مصدرا دائما لمعظم أفكارها الابتكارية والإبداعية. كما أن صفاتها كعالمة ودبلوماسية كانت أيضا ذات فائدة كبيرة في مجال نشاطها كممثلة عن أخواتها المخترعات، فانتخابها لرئاسة جمعية النساء المخترعات في الفلبين.

    في عام 1989، قد دعم مركز الجمعية الاجتماعي داخل المجتمع العلمي الوطني، وأمام السلطات الفلبينية المسؤولة.

     

    وعلى عكس المخترعين، الذين قد تأتي أعمالهم كنتيجة لعبقرية مفاجئة، فإن اختراعات "أوليمبيا" هي نتيجة لتدريب فني، وقاعدة علمية صلبة، بالإضافة إلى ذلك النوع من الذكاء المطلق القاصر على عدد قليل من الأشخاص البارزين.

    وتمثل "أوليمبيا" حالة خاصة لسبب آخر أيضا، فقد تجاوزت تلك "التكنولوجيا المناسبة" التي يهللون لها في العالم الثالث، واستطاعت أن تحول النفايات المهملة إلى منتجات مفيدة للجميع. أليست هذه فكرة جيدة؟

    [KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
  • إنجازات السيدة “أوليمبيا جونزاليس” في منتجات جوز الهند

    1995 نساء مخترعات

    الأستاذ فرج موسى

    مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

    السيدة اوليمبيا جونزاليس منتجات جوز الهند جوز الهند شخصيّات المخطوطات والكتب النادرة

    ونظرا لتخصصها في "التكنولوجيا الغذائية"، فقد ركزت "أوليمبيا" معظم الوقت على جهودها البحثية من أجل عمل منتجات جديدة ومحسنة من "جوز الهند" ؛ والتي تعد الفلبين أكبر منتج له في العالم، حيث يبلغ إنتاجها 40% من إجمالي الإنتاج العالمي لجوز الهند.

    وهو عبارة عن ثمرة كبيرة، ذات قشرة صلبة وسميكة، تغلف لبا أبيض قابلا للأكل، وتحتوى على سائل لذيذ في وسط تجويفها.

    وبصفة عامة يتم بشر لب هذه الثمرة، واستخراج حليبها، لاستخدامه في عدد من الأطباق والأطعمة المحلية الشهية. ويطلق عليه اسم "gata"، وهو عبارة عن طبق من الكريمة الناعمة المغذية.

     

    إلا ان هذا المستخرج الحليبي الغنى من ثمار جوز الهند المبشور قابل للفساد بسرعة كبيرة، فلا يحتفظ بشهيته وقيمته الغذائية أكثر من ساعات قليلة.

    وهنا جاءت الفكرة للسيدة "أوليمبيا"، بانه إذا أمكن حفظ هذا الحليب لمدة طويلة – بعد معالجته صناعيا – فانه سيلقى رواجا كبيرا في أسواق التصدير، مثل، الولايات المتحدة وكندا، التي يوجد بها أعداد كبيرة من المهاجرين الآسيويين (وليس الفلبينيين فقط)، الذين يتشوقون إلى الأطباق التقليدية والوجبات السريعة المصنوعة من حليب جوز الهند.

    وفي عام 1970، استطاعت السيدة "أوليمبيا" وبمساعدة اثنتين من النساء "أوري لونتوك وليوجاردا ديموناهان" (Aurea Lontoc & Leogarda Dimaunahan)، اختراع طريقة لحفظ هذا الحليب اللذيذ لمدة صلاحية تصل إلى 12 شهرا!.

     

    حيث يتم تصنيع حليب جوز الهند وتوزيعه بواسطة شركة "Agro – Gold Food Corporation" التي تقوم بشحنه في علب إلى أسواق بعيدة مربحة، تحت اسم جذاب هو "Coco Manila"، الذي يجلب الكثير من الدولارات للفلبين.

    وقد لاحظت السيدة "أوليمبيا" أيضا، أن المصانع التي تقوم بانتاج جوز الهند المحفوظ للتصدير تتخلص من نحو 100,000 لتر من ماء جوز الهند في كل مصنع عن كل يوم، وهذا في رأي "أوليمبيا" يُعد خسارة ضخمة، حيث تقول محتجة : "إن هذه الملايين من الليترات المفقودة يمكن تحويلها إلى مشروبات لذيذة ".

    وعلى الفور بدأت "أوليمبيا" في بحث جديد، وقامت الحكومة الاسترالية بتقديم المساعدة المالية له، حيث قررت" "أوليمبيا" هذه المرة أن تحدث ثورة في عادات الناس الغذائية، وذلك بجعل أحد الأغذية التي تُعد كمّاً مهملا, مناسبا للاستهلاك، وقد نجحت في ذلك إلى أقصى درجة!!

     

    وكان مصدر غذائها الجديد من ماء جوز الهند الضائع، الذي تم تقديمه خاليا من الكربونات إلى الناس والأسواق تحت اسم "Zesta Coco Juice" , ويحمل صلاحية لمدة 6 شهور.

    وهناك منتج آخر قامت "أوليمبيا" بابتكاره مع مساعدتها "ليندا بونزالان Linda Punzalan" واسمه "buko" (وهو عبارة عن لب جوز الهند الصغير)، حيث تم عمل كوكتيل فواكه منه.

    كما قامت "أوليمبيا"، و "ليندا" بالإضافة إلى المساعدة "افا هولاكس Ava Holax" بعمل انتاج فوري من "خثارة فول الصويا" أيضا ذات البروتين العالي، بالإضافة إلى صفات الحفظ الممتازة.

    [KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
  • نبذة عن حياة المخترعة “اوليمبيا جونزاليس”

    1995 نساء مخترعات

    الأستاذ فرج موسى

    مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

    المخترعة اوليمبيا جونزاليس شخصيّات المخطوطات والكتب النادرة

    "لقد حبت الطبيعة الجزر الفلبينية بخيرات وفيرة، ولكن الفشل في تحقيق الاستخدام الأكمل لهذه الموارد قد أدى إلى قلة الاستفادة وإهدار المواد الغذائية".

    هذا هو، على الأقل، رأى العالمة، والباحثة، والمخترعة "اوليمبيا جونزاليس Olympia Gonzales"، التي ظلت تبحث على مر السنين من أجل استخراج والاستفادة من الحد الأقصى للموارد الزراعية المختلفة المتوافرة في بلدها.

    وقد حظيت جهودها بخمسة عشر جائزة، نالتها بين 1974و 1982، ثم تكللت في عام 1985، حين حصلت على الميدالية الذهبية للنمظمة العالمية للملكية الفكرية (ويبو WIPO)، باعتبارها أبرز المخترعات الفلبينيات.

     

    وقد منحت هذه الجائزة الخاصة بمناسبة انتهاء عقد الأمم المتحدة للمرأة، وتتويجا لخمسة وثلاثين عاما من الابتكار والاختراع في ميدان التكنولوجيا الغذائية. وكانت "اوليمبيا" – في ذلك الوقت – قد انتهت من نشر أكثر من 50 بحثا علميا، حيث قامت بعرض بعضها في أوروبا، وكندا، بالاضافة إلى آسيا.

    كما كانت قد انتهت أيضا من تسجيل ثلاثة اختراعات، كسبت جميعها جوائز في مسابقات المخترعين.

    وفي الحقيقة، إن العديد من أعمالها العلمية، واختراعاتها اثبتت جدارتها من الناحية العملية، وتم تطبيقها إلى أقصى درجة في المجال الصناعي في الفلبين.

     

    وقد ولدت "أوليمبيا" في 16 ديسمبر عام 1925، وحصلت على بكالوريوس العلوم في الصيدلة، في عام 1948 من جامعة الفلبين، ثم حصلت على ماجستير العلوم في التكنولوجيا الغذائية.

    في عام 1950 من جامعة ماساشوسيتس في الولايات المتحدة الأمريكية. وهي الآن تشغل منصب رئيسة قسم البحوث الغذائية في معهد تنمية التكنولوجيا الصناعية في "مانيلا"، حيث يعمل تحت إشرافها 48 باحثا، معظمهم (85%) من النساء.

    والسيدة "أوليمبيا" دائما ما تنظر إلى مساعديها كزملاء، فلا تبخس جهدهم، ولا تنسى ذكرهم عندما يثمر الجهد الجماعي نتائج طيبة لهم فضل فيها.

    [KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
  • مظاهر تكريم المخترعة “لوس بنس مي”

    1995 نساء مخترعات

    الأستاذ فرج موسى

    مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

    المخترعة لوس بنس مي شخصيّات المخطوطات والكتب النادرة

    وهكذا نتيجة لهذا النظام العبقري، وميكانيكيته الذكية، منحها معرض جنيف للاختراعات (1988) الميدالية الفضية عن هذا المجال.

    كما قامت المنظمة العالمية للملكية الفكرية (WIPO) من جانبها بمنح السيدة لوس بنس مي الميدالية الذهبية، كأحسن النساء المخترعات في المعرض.

    لقد كانت هدية سخية لمخترعة تحتفل بعيد ميلادها الخمسين: "لقد كان المعرض رائعا، ليس فقط بسبب الميداليات.

     

    ولكن أيضا بسبب مقابلتي لمخترعين من جميع الدول، ومن ثم عدم شعوري بالوحدة أو الغربة؛ حيث أدركت بأننا جميعا نواجه نفس الصعوبات والهموم بل ونفس خيبة الأمل. .."

    "يحتاج المخترعون إلى قدر كبير من الجرأة والمثابرة، وقوة لا حدود لها. فلقد طرقت العديد من الأبواب بهدف الحصول على العون المعنوي والمادي.

    واكتشفت من خلال تجربتي: أنه كلما جاءت الإجابة بالرفض، عليك أن تحفز نفسك للحصول على الموافقة".

    لوس بنس مي

    Luce Pince My

     

    وعلى منصتها بالمعرض، نشهد السيدة لوس بنس مي، وهي تستقبل شخصيا جميع زوارها، وبصبر كبير توضح لهم الاستفسارات التي يطرحونها.

    حتى لذلك الزائر البالغ من العمر ست سنوات، الذي أبدى رغبته في معرفة وفهم كل شيء وهنا قالت لوس : "وعلى أي حال كان بوسع أي شخص أن يحدث غيره عن اختراعي، حتى لو كان طفلا، وسيكون في هذا دعاية لساعتي."

    والآن وبعد مرور عام ونصف من معرض جنيف ماذا تم بخصوص ساعة التوقيت الصباحي والمسائي؟ بعد عروض غير مثمرة مع الصناعيين السويسريين – وبعد أن تخلت عن فكرة الاقتراب من فتى أحلامها – اكتشفت لوس بنس مي أنها قد وجدت الفرصة والعون في بلدها، فرنسا.

     

    حيث قامت الوكالة الفرنسية الوطنية لتطوير البحوث ANVAR بتمويل 75% من تكاليف براءات اختراع الساعة في أوروبا وأمريكا الشمالية.

    هذا هو أسلوب الدعم الذي توفره الوكالة للمخترعين في إقامة المشاريع التجارية الصغيرة والمتوسطة. وقرر مركز البحوث بمدرسة صناعة الساعات في "بزانسون" من جانبه بتطوير المشروع لمرحلة ما قبل الإنتاج.

     

    كما تأمل مخترعتنا أن تتمكن من انشاء مصنع في مدينتها مونبيلييه Montpellier.

    وهي، على أية حال، لم تنس تلك اللحظات وهي تتقدم نحو المنصة لاستلام الميدالية التي تم منحها لأحسن النساء المخترعات، "فلم أستطع تجنب التفكير في النساء المخترعات الأخريات اللاتي تمنين أن يكن في مكاني…".

    [KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
  • قصة اختراع السيدة “لوس بنس مي” لساعة التوقيت الصباحي والمسائي

    1995 نساء مخترعات

    الأستاذ فرج موسى

    مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

    السيدة لوس بنس مي ساعة التوقيت الصباحي والمسائي التكنولوجيا والعلوم التطبيقية

    على عكس الكثيرات، كان اختراع لوس بنس مي Luce Pince My تلك المراة الفرنسية، الجزائرية المولد، والتي عادت إلى فرنسا عام 1962 قد سلك طريقا غريبا وغير عادي.

    حيث بدأت قصة اختراع هذه المرأة الرقيقة التي تتصف بالود والمرح كالآتي:

    "من الفندق الذي أديره في فصل الصيف، على شاطئ البحر، بالقرب من مونبيلييه Montpellier، كنت أراقب القادمين والذاهبين من المستحمين في البحر. كأن البعض منهم وسيما،

     

    والبعض الآخر بشعا. وبينما كنت أقلب صفحات مجلة للصور برفقة صديقتي، وكما تفعل الكثيرات لتمضية وقت الفراغ في اللهو.

    اختارت كل منا "الرجل المثالي" : حيث وقع اختياري على رجل فضي الشعر ذي نظرات ثاقبة. وكان التعليق أسفل صورته يشير إلى أنه من كبار صناع الساعات السويسريين".

    قررت لوس بنس مي Luce Pince My التقدم خطوة في هذه اللعبة!! ووعدت نفسها في يوم ما أنها سوف تقابل هذا الرجل المثالي الذي اختارت صورته من المجلة، ولكن كيف سيتحقق ذلك؟ بل وحتى كيف ستتصل به؟

     

    مرت الشهور، ثم فجأة جاءها أخيرا الإلهام بشأن أفضل طريقة للتعرف على رجلها المثالي.

    فبينما كانت "لوسي بنس مي" على وشك الإنتهاء من رحلة جوية طويلة، وقبل الهبوط بوقت قصير، أخبرت المضيفة المسافرين بأنه يجب عليهم تقديم ساعاتهم ثلاث ساعات. وهكذا جاءت فكرة الاختراع!!

    "ساعة تحدد فرق التوقيف" . إنها سوف تخترع ساعة خاصة تعرض فروق التوقيت بين الدول، ثم تقول بتقديمها لرجل الصناعة السويسري… فتى أحلامها !!

     

    ومن الجدير بالذكر أن السيدة بنس مي مطلقة بدون أطفال، ودائما ما تعرف كيف تشغل نفسها. فهي من النوع الذي يفعل كل شيء بنفسه ويضع يده في أي شيء.

    حيث بدأت في العمل كمصممة أزياء وخياطة للسيدات، ثم اندفعت بجرأة فيما بعد إلى العمل في مجالات صناعات المصابغ، فاعتنت بمصبغة على النظام الحديث، بها مجموعة رائعة من الآلات، وعدد لا يحصى من الآت تغليف المصابغ مطلوب إصلاحها، ومضخات مياه مطلوب تفكيكها، وأنابيب غلايات مطلوب استبدالها.

    بل أحيانا ما يتطلب الأمر قطع القديم منها بواسطة غاز الأسيتيلين، وبمعنى آخر، دخلت أعمالا تتطلب قدرا كبيرا من الارتجال، بل وتتعدى قدرات الكثير من الرجال.

     

    ولكن دعنا نعود إلى اليوم الذي كانت فيه بالطائرة. فلم تكد تهبط في فرنسا، حتى أسرعت لوس إلى شراء (ساعة منبهة) وفككتها إلى أجزاء… فقد أرادت أن ترى بنفسها كيف تعمل هذه الساعة.

    وماذا يعني إضافة عقرب إضافي لماكينتها يمكن تضبيطه حسب فروق التوقيت. وبهذه الطريقة يمكنك أن تعرف، بلمح البصر، التوقيت في موطنك وفي البلد الذي تزوره.

    وقد فكرت لوس مي كثيرا وبإمعان في مشروعها، وصنعت نموذجا له، ثم قامت بتصويره وتقديمه إلى رجال الصناعة، بما في ذلك فتى أحلامها.

     

    وفيما بعد، ولسوء الحظ، أصيبت بخيبة أمل: فكل ما فعله أن أرسل اليها من سويسرا خطاب رفض روتينيا خاليا من أي مجاملة، مثل ذلك النوع من الخطابات الذي يتسلمه 90% من كل المخترعين.

    ولحسن الحظ أن كان هناك بعض رجال الصناعة الذين كانوا لطفاء بالموافقة على استقبالها والتجول معها في مصانعهم. لقد كانت السيدة لوس بنس مي في حاجة ماسة لمثل هذا التشجيع، لأنها كانت تعامل حتى من المحيطين بها في موطنها كما لو كانت حالمة غريبة الأطوار.

    ولسوء الحظ، فإن كل هذا لم يمنع مخترعتنا من مواجهة الحقيقة المرة بأن فكرتها عن "ساعة حساب فرق التوقيت" لم تكن أصلية، فقد فكر فيها آخرون من قبل.

     

    وبالرغم من هذا، فمنذ ذلك الوقت فصاعدا، ظلت مبهورة بعالم صناعة الساعات، ولم تتركه أبدا واستمرت في جمع المعلومات، ومواصلة القراءة بشراهة، حتى وصلت في النهاية إلى تكوين قدر كبير من المعرفة عن تاريخ الساعات، منذ أقدم العصور وحتى أحدثها وأكثرها تعقيدا.

    "بينما كنت أقلب الصفحات وانظر إلى الصور، واصلت توجيه نفس السؤال: هل سأتمكن من اختراع ساعة لم توجد حتى الآن؟، ساعة لم يفكر أحد في فكرتها من قبل؟".

    حسنا، لقد تمكنت السيدة لوس بنس مي في النهاية من تحقيق ذلك بالضبط. وتم ذلك فقط خلال ثلاثة شهور!!

     

    إن أي بحث عن سمات وصفات جديدة في مجال صناعة الساعات غالبا لا ينتج عنه إلا نتائج تجميلية في شكل الساعة فقط، ولكن هذا لا ينطبق على الساعة التي أنتجتها مخترعتنا الحالية، هذه الساعة التي سنطلق عليها "ساعة التوقيت الصباحي والمسائي" a.m-p.m. watch" .

    تخيل ساعة ذات قرص يكون أبيض تماما في منتصف النهار وأسود تماما في منتصف الليل. إن مثل هذه الساعة لا تكون أنيقة، كلوحة هندسية مدهشة وحديثة فحسب، ومفعمة بالحياة أيضا، ولكن فوق ذلك كله ستمكنك من التمييز بين التوقيت في الليل والنهار، أي من الممكن، على سبيل المثال، أن تميز بين الساعة الخامسة صباحا (فجرا) والساعة الخامسة بعد الظهر.

    فهي باختصار، ساعة ذات عقرب واحد (للدقائق)، أما الساعات فيتم التعرف عليها من الزيادة والنقصان التدريجي للمساحات السوداء والبيضاء بالنسبة لبعضهما بعضا. وفيما يلي الطريقة التي تعمل بها "ساعة التوقيت الصباحي والمسائي" طبقا للتوصيف المذكور في براءة الاختراع:

     

    "يحل محل عقربى الساعة قرصان متحدا المحور، منشقان بطول نصف قطريهما، ومثنيان على شكل حلزوني، تم ترتيبهما، بحيث يمر الطرف الرئيسي لأحدهما بين الطرفين الرئيسي واللاحق للآخر وذلك في اتجاه الدوران.

    وكل قرص يقوم بأداء دورة كاملة في 12 ساعة، بينما يتم إيقاف القرص الآخر عن الحركة، بعدها يتم عكس وظيفة القرصين، فيقول القرص الثاني بأداء دورة كاملة خلال 12 ساعة أخرى، بينما يتوقف القرص الآخر عن الحركة.

     

    وهكذا يقوم طرف من الشق نصف القطري لكل قرص، على التوالي، بوظيفة عقرب الساعات.

    تتكون ميكانيكية الساعة من كلّات تدوير، يعمل بواسطة أنبوب معدني متحد المحور مع القرصين، ويتحرك محوريا بالاتساق مع هذا الأنبوب، وأداة توقيف تعمل بحركة محورية، ولكنها غير دائرية".

    [KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
  • نصائح السيدة “جون ستكي” للمخترعين

    1995 نساء مخترعات

    الأستاذ فرج موسى

    مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

    جون ستكي نصائح جون ستيكي شخصيّات المخطوطات والكتب النادرة

    وعلى الرغم من أن السيدة "جون ستكي" تملك الآن عملا تجاريا مربحا وناجحا، إلا أنها ما زالت تعمل على طاولة غرفة الطعام لمنزلها في مدينة "سيدني Sydney"، وكذلك تستخدم تليفون المطبخ.

    ويساعدها زوجها في الأعمال الحسابية وحفظ الدفاتر، وبهذا يخفف عنها أثقل الأعباء بالنسبة لها (كما تعترف بذلك)، ويمثل أطفالها الثلاثة وأحفادها أعظم مشجعيها ومعاونيها.

    وتقول هذه المرأة المدهشة ذات الخامسة والستين عاما : "أشعر كأنني امرأة مختلفة وقد عاد الشباب لي مرة أخرى!!

     

    "والسيدة "جون ستكي" تسافر كثيرا، ودائما ما تحمل معها بالطبع وسادتها (Push Cush) معها في حقيبة يدها، حيث تتفاوض مع الحكومات ورجال الصناعة، وتختار وكلاءها، وتحضر معارض التجارة والاختراع الدولية.

    أن الدافع الحقيقي للسيدة "جون ستكي" هو حصولها على الفرصة لمساعدة الناس، فكما تقول : "إنني لا أستطيع الإنهماك عاطفيا في لعب الورق مثلا ولكن ما يثيرني ويشدني عاطفيا هو الإنهماك في حل مشكلة ما، وتضيف قائلة : "إن الإختراع في الحقيقة ما هو إلا وضع حل لمشكلة ما".

    ولدى سؤالها عن سر نجاح منتجاتها الثلاثة، شرحت ذلك قائلة: "إن مخترعاتي تبدو كما لو كانت اثنتين أو أربع قطع من البلاستيك ملتصقة معا.

     

    ولكن كل منها يؤدي بالضبط الوظائف التي تم تصميمها من أجلها. فاختراعاتي هي الحل العملي والممكن لحاجة ما، والأهم من ذلك، أنها في متناول يد من يحتاجها. كما أن تجربتي وخبرتي قد علمتني أن أفعل كل شيء بنفسي، وأواصل الإشراف عليه".

    وما تود أن تقوله السيدة "جون ستكي" للمخترعين أو من لديهم القدرة على الاختراع هو: "أن أفضل نصيحة أسديها لشخص لديه فكرة يود تحقيقها هي: أن يحدد بالضبط المهام والوظائف التي يرغب في تحقيقها الاختراع، فإن لم يستطع عمله عليه بالعودة لتحسين فكرته.

    فجميع المخترعين فيما عدا ما ندر منهم تسطع لديهم فكرة، ويغرمون بها، ثم يتوقفون عن تحكيم العقل ودراستها بموضوعية، وذلك بسبب التفكير في الربح والمكسب الذي يتراقص أمام أعينهم وهكذا يكون أقرب طريق للنهاية والفشل".

     

    وماذا عن النساء المخترعات؟ "في اعتقادي أن كل شخص يستطيع أن يخترع شيئا ما. فربات البيوت يفعلن ذلك طوال الوقت، وذلك بتطبيقه على أشياء صغيرة؛ كأن تقوم ربة البيت بتكييف أشياء لا تعمل مع أشياء أخرى كي تصبح فعالة أو أسهل في الاستعمال.

    ولكنه، كما هو الحال مع معظم المبدعين، فإن كثيرا من النساء ليست لديهن الدراية بالأعمال التجارية، وبالتالي لا يعرفن كيفية حماية أفكارهن.

    أحيانا أشعر بأنني مبشرة للأساليب!! حيث أفضل أن يكون نجاحي دافعا ومثيرا للنساء اللاتي يتعرفن على مشاكلي. فيجب عليهن تناول الأمور خطوة خطوة، ومع كل خطوة يأتي المزيد من الثقة".

    [KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
زر الذهاب إلى الأعلى