• مكتشفات السيدة “جون ستكي”

    1995 نساء مخترعات

    الأستاذ فرج موسى

    مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

    السيدة جون ستيكي مكتشفات جون ستيكي التكنولوجيا والعلوم التطبيقية

    وفي عام 1983، استخدمت "جون ستكي" عبقريتها في الاختراع مرة أخرى.

    كما استخدمت نفس مبدأ وسادتها (Push Cush)، حيث قامت بتصميم وسادة مقعد لتوزيع الضغط ذات نظام متقدم جدا لتوزيع تدفق الهواء.

    وتساعد هذه الوسادة على تخفيف الآلام التي يعاني منها الذين تضطرهم أعمالهم إلى الجلوس لمدة طويلة من أمثال، سائقي التاكسيات، والشاحنات، والأهم من ذلك هؤلاء المقعدون والمعاقون المجبورون على الاعتماد على الكرسي المتحرك طوال حياتهم.

     

    ومرة أخرى – وباستخدام نفس مبدأ الهواء المحصور داخل حجيرات بلاستيكية – استطاعت "جون ستكي" تصميم النسخة المعدلة الثالثة من اختراعها في عام 1985، حيث كان عبارة عن كسوة كاملة بحجم المرتبة العادية لتوزيع وزن جسم المريض بالتساوي على السرير.

    فالمعروف أنه إذا لم ترتح نقاط الضغط: الأكتاف، الأرداف، وكعوب الأقدام – من وزن المريض، فإن الآلام السريرية سوف تحدث في المواضع التي لا يمكن حدوث الدورة الدموية فيها بالكفاءة المطلوبة، وتكون هذه الألام فظيعة للغاية وصعبة العلاج.

    وكسوة هذه المرتبة يتراوح سمكها ما بين 7.5-9.5 سم، ومصنوعة من أربع حجيرات مرتبطة مع بعضها البعض بواسطة قنوات للهواء، ولكنها هذه المرة متوافقة مع شكل الجسم بأكمله.

     

    وهناك جزء جانبي في وسطها، يسمح برفع مكان الرأس أو القدم، أو تشكيلها لتناسب وضع الجلوس، وذلك دون أن تفقد كفاءتها في الأداء.

    وبهذا الخصوص، تسلمت السيدة "ستكي" بعض الخطابات المؤثرة من أطفال وكبار لا يستطيعون الحركة على السرير بدون مساعدة.

    أما الآن كما يقولون فإنهم يستطيعون الاسترخاء تماما، بل وحتى النوم طوال الليل دون الحاجة لاستدعاء الآخرين لمساعدتهم للتقلب أو الحركة على السرير.

     

    وعلى ما يبدو فإن هذه الكسوة بدأت تدريجيا تحل محل الأسرة ذات الذبذبات الكهربائية (في استراليا).

    وقد اعتمدت هذه الكسوة على نفس فكرة التصميم مع تفادي بعض العيوب مثل، ثقلها، وحاجتها إلى مصدر قوي كالكهرباء.

    واستطاعت "جون ستكي" التغلب على هذه المشاكل بأن جعلت هذه الكسوة: بسيطة، سهلة الحمل والتخزين، صحية، وأيضا رخيصة السعر (220 دولاراً استراليا).

    [KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
  • السبب الكامن وراء اكتشاف السيدة “جون ستكي” لوسادة push cush

    1995 نساء مخترعات

    الأستاذ فرج موسى

    مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

    السيدة جون ستيكي وسادة puch cuch التكنولوجيا والعلوم التطبيقية

    من الصعب أن نصدق أن هذه المرأة المملوءة بالحيوية والنشاط، والثقة في منتجاتها – وهي تملك الآن عملا تجاريا مزدهراً- بأنها قد تركت دورها كربة بيت متفرغة، وحققت هذا القدر الكبير من النجاح، فقط منذ سنوات قليلة.

    فقد ظلت على مدى 25 عاما مرتبطة بمنزلها، تعتني بوالدتها المقعدة، زوجها، ابنتها وتوأميها. "ولكن أمي عندما بلغت الخامسة والثمانين من عمرها تطلبت رعاية طبية كاملة في المستشفى، وقد تزامن ذلك مع ترك أبنائي للمنزل بعد أن وصلوا للسن الذي يسمح لهم بذلك.

    وفجأة، وجدت نفسي أتجول بنشاط وحيدة داخل المنزل، وقد اختفى تفرغي الكامل لأعمال المنزل على مدى ربع قرن. وذات يوم، بينما كنت أغسل الأطباق في المطبخ، فكرت في إحدى المقالات التي كنت قد قرأتها.

     

    وكأن هذا المقال يشرح ما تصاب به سيقان المسافرين لمسافات طويلة بالطائرة، من تورم، وتصلب، وتصبح مثل جذوع الأشجار، ويصاحب ذلك خطر الإصابة بالتجلط الوريدي أو الجلطة الدموية في الأوردة)).

    وفي هذا اليوم المشهود تغيرت حياة "جون ستكي" تماما. فقد كان واضحا أن وضع الجلسة له تأثير سيء على الدورة الدموية، التي تعتمد على حركة عضلات السيقان التي تضخ الدماء لأسفل إلى أصابع القدم، ثم تعود مرة أخرى.

    "لقد فكرت وأندهشت لعدم تناول هذه المشكلة بالحل حتى الآن، وقد كان من الواضح تماما أن المشكلة هي مشكلة تمارين رياضية.

     

    وبعد تناولي للمشكلة بالفحص والبحث، اكتشفت وجود بعض الشروط التي يجب وضعها في الاعتبار عند تقديم الحل، تتمثل فيما يلي: أن المنتج يجب السماح به لركاب الدرجة السياحية في الطائرة، وأنه يجب أن يكون ذا حجم محدود ولا يمكن أن يكون كهربائيا، أو ميكانيكيا، أو صلبا، أو له حواف حادة.

    كذلك يجب أن يكون المنتج رخيص الثمن، سهل الحمل، ويفضل أن يكون صغيرا بدرجة كافية تسمح بحمله في حقيبة اليد".

    لقد سطع الحل أمام "جون ستكي" من مغسلة المطبخ، حيث يوجد كيس من النوع الذي يمكن تعبئته بالهواء، فقامت بتجزئته إلى جزئين من الوسط، وتركت قناة صغيرة تسمح بتدفق الهواء من جانب إلى آخر.

     

    وكانت المحصلة النهائية، اختراع وسادة بلاستيكية للقدم، قابلة للنفخ، ذات العلامة التجارية Push Cush.

    فبمجرد وضع الوسادة تحت القدمين والتبديل بالكعبين والأصابع، يتم دفع الهواء من حجيرة إلى أخرى، وتتحسن الدورة الدموية بدرجة كبيرة.

    فكما تقول السيدة ((ستكي)): ((إن مجرد التدريب على هذه الوسادة لمدة خمس دقائق، تعادل المشي لمسافة 200 متراً.

     

    وهذه الوسادة يصل وزنها إلى 60 جراما، ولا يزيد حجمها عن حجم منديل اليد المطوي عندما يتم تفريغها من الهواء، وبالرغم من ذلك فإنه يمكن نفخها ليصل قياسها إلى 31x41سم، وسعرها معقول للغاية (9دولارات أمريكية)!!

    وبسرعة أدركت "جون ستكي" أهمية اختراعها من حيث اتساع تطبيقاته الطبية، حيث اكتشف الأطباء وإخصائيو العلاج الطبيعي قيمة منتجها، خاصة للمرضى المقعدين لمدة طويلة، والذين يحتاجون إلى تشجيعهم على تدريب سيقانهم وأقدامهم على الحركة.

     

    واليوم نجد جمعيات مرضى السكر والتهاب المفاصل والذين تجرى لهم جراحات في القلب، توصي باستخدام هذه الوسادة (Push Cush).

    وهذا المنتج يتم تصنيعه في كل من استراليا واليابان، وأرقام المبيعات تثبت نجاح تسويقها، حيث بلغت مبيعات عام 1988 إلى 180,000 وحدة.

    [KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
  • نبذة عن حياة السيدة “جون ستيكي” ومنتجاتها

    1995 نساء مخترعات

    الأستاذ فرج موسى

    مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

    السيدة جون ستيكي منتجات السيدة جون ستيكي شخصيّات المخطوطات والكتب النادرة

    "إن أي اختراع لا يزيد عن كونه خيالا ما لم يمكن تداوله في السوق، وما لم يؤد الغرض الذي صمم من أجله".

    والحديث هنا لسيدة من واقع التجربة والخبرة، هي "جون ستكي Joan Stuckey" المولودة في الثلاثين من ديسمبر عام 1924، ربة بيت استرالية، أم، جدة، وخبيرة كيميائية متقاعدة في الأطعمة الصناعية.

    وهي تدلل هنا على صحة كلامها عن طريق المنتجات الثلاثة المتداولة من نتاج اختراعها، المسجل في عام 1980، والذي تخطت إجمالي مبيعات التجزئة لها أكثر من اثنين ونصف مليون دولار أمريكي، فيما لا يزيد عن ثماني سنوات.

     

    وقد استمر سوق مبيعات هذه المنتجات في الزيادة، حتى وصل إلى 11 بلدا، بما في ذلك سوق اليابان الصعب.

    كما أن التطبيقات المختلفة لاختراعها قد استمرت في الزيادة، خاصة أن منتجاتها الآن قد لاقت اعترافا وترحيبا من الجهات الطبية والعلاجية المتخصصة.

    جميع المنتجات الثلاثة تعتمد على مبدأ الهواء المحصور داخل حجرات بلاستيكية، وهو تطبيق عملي كما تشرح "جون ستكي" للمبدأ الذي اكتشفه "بليز باسكال Blaise Pascal" في القرن السابع عشر.

     

    وهذا المبدأ- الذي ينص على أنه إذا وقع ضغط ما على أي جزء من سائل محصور فإن هذا الضغط ينتقل بالمقدار نفسه إلى جميع أجزاء السائل – تم استخدامه لأول مرة على وسادة القدم القابلة للنفخ، التي تم تصميمها لتحسين الدورة الدموية في الساقين.

    والاستخدام الثاني لهذا المبدأ تم تطبيقه على وسادة مقعد، صممت لتقليل أخطار ضغط الألم على الردفين، وذلك بتوزيع وزن الجسم بالتساوي. أما المنتج الثالث، فهو نسخة معدلة ومتقدمة لوسادة المقعد التي تستخدم ككسوة مرتبة.

     

    وقد حصلت هذه المنتجات الثلاثة على جوائز قيمة. وبصفة خاصة، حصلت السيدة ((جون ستكي)) عن منتجاتها ((كسوة المرتبة)) على أعلى جائزتين، الأولى، وهي لقب مخترع العام في استراليا، وذلك عام 1985.

    أما الجائزة الثانية، فكانت الميدالية الذهبية للمنظمة العالمية للملكية الفكرية (WIPO) للنساء المبرزات المخترعات في معرض جنيف الدولي للاختراعات والتقنيات الجديدة، عام 1986.

    [KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
  • نبذة تعريفية عن اختراع السيدة “جاكلين بونتس” لعداد التريكولو

    1995 نساء مخترعات

    الأستاذ فرج موسى

    مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

    السيدة جاكلين بونتس عداد التريكولو شخصيّات التكنولوجيا والعلوم التطبيقية

    كانت مخترعة "التريكولو Tricolor" وهو عبارة عن عداد لأسطر التطريز "جاكلين بونتس Jacqueline Ponthus"، سيدة باريسية ولدت عام 1929.

    وقد تم تسجيل هذا الاختراع باسمها قبل عيد ميلادها الخمسين بقليل، في عام 1978. وهو اختراع خفيف الوزن، يبلغ طوله نحو 5 سم، ويثبت على الطرف غير الحاد من إبرة التطريز، أو مشبك الكروشيه.

    حيث يمكنك أن تعرف إلى أين وصلت في النموذج الذي تعمل به، وذلك بمجرد دفعة بسيطة من أصبع الإبهام على الزر البارز بعد كل صف من الشغل.

     

    فيمكن للعداد أن يسجل بشكل آلي الوحدة تلو الأخرى، وذلك حتى رقم 99. فلم يعد من الضرورى أن تقوم بالعد، وتكرار العد لأسطر التطريز التي أنجزتها، سواء بواسطة شريط القياس، أو بالورقة والقلم كي تعرف أين وصلت.

    فعداد التريكولو، هو عبارة عن بنك للذاكرة في نهاية إبرتك، وكل ما تحتاج إليه هو مجرد نظرة سريعة على الأرقام.

    وقد يبدو عداد الأسطر هذا غاية في البساطة الميكانيكية، من الناحية النظرية، إلا أن إنتاجه من الناحية العملية أمر آخر.

     

    فمن بين القطع الصغيرة التي تحتاجها من أجل إنتاج مثل هذا العداد ما يأتي: غطاء يشبه القبعة، مسند مطاطي، مقبض، شق صغير، أسطوانة، سقاطة.

    وهنا تقول المخترعة: "توجد بالتأكيد آلات للعد، ولكنها جميعا تحمل عدة عيوب. الواقع أن هذه العدادات لا يمكن تكيفها مع جميع أحجام إبر التطريز وخطافات الكروشية.

    وعيب آخر هو، أن استخدام كلتا اليدين يكون أمرا ضروريا لتشغيل العداد، وهذا بالطبع يكون أمرا غير مريح بالمرة.

     

    وعلاوة على ذلك، فإن عدادات أخرى تتطلب تحكما بصريا ويدويا في الأرقام؛ فلا يمكنك التطريز، وأن تعد الأسطر، بينما تشاهد التلفزيون أو تتابع القراءة في كتاب، على سبيل المثال".

    وتتابع "جاكلين بونتس" شرحها للاختراع بمثابرة فتقول: "إن التريكولو ليس مجرد آلة بسيطة، بل هو أداة عمل أكثر اقترابا من مجال الميكانيكا الميكرووية، وقر استغرقت فكرة هذه الآلة جهدا كبيرا من جانبي، فإن ميكانيكيتها معقدة للغاية، هذا بالإضافة إلى أننى واجهت صعوبات كثيرة في عملية تصنيعها!!

    ففي فرنسا، يجد الفرد صعوبة في أن يعامله الآخرون بجدية في مثل هذه الظروف خاصة إذا كنت تعتمد على نفسك. حيث يجب عليك أن تكد وتكافح من أجل تحقيق هدفك. فحتى إذا ربحت المعركة الأولى، فإن الثانية، التي تشتمل على تسويق الإنتاج، تكون أكثر صعوبة.

     

    "ولهذا السبب توجهت إلى سويسرا. وبالرغم من الأداء الكامل في النواحي الفنية، إلا أنهم لا يحافظون على مواعيد التسليم.

    وعلاوة على ذلك فإن المشاكل مع الجمارك أكثر تعقيدا. لذلك اضطررت مع نهاية عام 1985 إلى البداية من جديد، ومحاولة إنتاج وتسويق اختراعي (التريكولو) في فرنسا".

    ومثل كل المخترعين، فقد واجهت "جاكلين بونتس" مشاكل عالم التجارة غير المعتادة عليه.

     

    "إنني لم استوعب، في البداية، ما كان يجب علي أن أتوقعه. فلم أعتد على السفر من قبل، وقد فتح لي هذا الاختراع آفاقا جديدة. وقد قضيت الكثير من الوقت في ألمانيا، وموناكو، حيث أتيحت لي الفرصة لزيارة بيوت الأزياء النسائية هناك.

    ولم أشعر بالندم على الإطلاق!! فقد فتح اختراعي هذا الباب على مصراعيه – بالنسبة لي- إلى عالم مختلف وخلاب".

    "وياللأسف!! قد اكتشفت أن هناك وجهين لكل شيء. فتجد رجال الصناعة يجلبون لك التوتر طوال الوقت في الأمور المالية، ثم يخلقون لك التأخيرات، فهم دائما يحاولون السيطرة عليك بأي شكل، مما يضطرني إلى الكفاح في هذا الوسط، مع حرصي على التقدم بشكل إيجابي، حتى أضمن تسديد ديوني لمن وثقوا بي وساعدوني.

     

    ولن أذكر لك ما حدث لي في سبيل تسجيل الاختراع، والذي كلفني الكثير من المال، حيث اضطررت إلى تقديم طلب تسجيل الاختراع في بلاد أخرى منها، الولايات المتحدة وكندا!! لقد كان أمرا صعبا، بل غاية في الصعوبة".

    "إنني لن استسلم إلا إذا ثبت عدم فائدة اختراعي. لا … سوف أسترده. ففي الحقيقة، إننى لن أتخلى عنه أبدا!!

    إنني أعلم أن النساء اللاتي يستمتعن بالتطريز يهمهن اختراعي (التريكولو). فلماذا أترك أناسا آخرين يستفيدون من ثمار جهودي؟"

     

    ومع كل خيبة الأمل، والقلق الكبير، فهل يفكر المخترع مرتين قبل أن يبدأ في التفكير في اختراع جديد؟

    وهنا قالت جاكلين بونتس مؤكدة: "إنني لن أتردد ثانية واحدة لخوض التجربة مرة أخرى. فإن إيثارية الاختراع مغامرة غير عادية".

    [KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
  • كيفية نجاح وتطوير شركة السيدة “ميليتا بنز”

    1995 نساء مخترعات

    الأستاذ فرج موسى

    مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

    السيدة ميليتا بنز شخصيّات المخطوطات والكتب النادرة

    وعلى الرغم من أن "مرشح البن" قد صادف نجاحا مستمرا، إلا أن "ميليتا" لم تكن من النوع الذي يقنع بالنجاح.

    حيث استمرت في البحث، حتى اكتشفت طرقا جديدة لتحسين ورق الترشيح والدعامات المعدنية المساندة له.

    وفي عام 1932 أمكن لفلتر القهوة أن يأخذ الشكل المخروطي الذي ساعد على تصفية القهوة بشكل أسرع، ولم يتغير هذا الشكل منذ ذلك الوقت؛ إلا أنه قد تم استبدال المادة المعدنية بالخزف القوي لتدعيم المرشح، وكان ذلك في عام 1940، هذا بالإضافة إلى تحسين نكهة القهوة.

     

    ولم تكن "ميليتا" باحثة دؤوبة فحسب، بل كانت تملك أيضا الإحساس الفطري للعلاقات العامة، وكانت دائمة البحث عن اسواق جديدة لتسويق منتجها.

    الا أنها لم تصبح أبدا سيدة أعمال قاسية، فكانت دائما ما تتذكر سنواتها العجاف، خاصة أثناء وبعد الحرب العالمية الأولى. فكانت نظرتها إلى موظفيها نظرة حنونة وعاطفية، فوفرت لهم ظروفا اجتماعية جديدة من أجل رخائهم ورفاهيتهم.

    وقد حمل أحفاد "ميليتا" رسالة الاستمرار في المشروع الذي بدأته جدتهم الرائعة، بعد أن تُوفيت في عام 1950.

     

    وظل المنتج الأساسي لشركة "ميليتا" هو ورق الترشيح، الذي استمر إنتاجه بمعدل يصل إلى 18000 متر كل ساعة، وأخذ يستخدم في إنتاج أكثر من 40 شكلا وحجما للمرشحات المخروطية للقهوة.

    وقد توسعت شركة "ميليتا" في منتجاتها لتشمل بعض الملحقات المنزلية المصنوعة من الورق، مثل: حقائب المكانس الكهربائية، ومناشف الورق…. وغيرها.

    وقط تطلبت الأوعية الكهربائية لصناعة القهوة، أنظمة مرشحات أكثر تعقيدا، فقامت شركة "ميليتا" بإدخال تعديلات على مرشحاتها لتناسب هذا الوضع، بل وبتسويق قهوة خاصة لذلك.

     

    ومثل الشركات الأخرى، قامت شركة "ميليتا" بتنويع منتجاتها، مثل: أطقم العشاء من الخزف، والسيجار، وعصير الفاكهة.

    ونرى اليوم أن الشركة قد وظفت نحو 8000 شخص في 18 دولة، وتبيع منتجاتها في 105 دولة. ويبلغ الدخل السنوي للشركة نحو 950 مليون دولار أمريكى.

     

    فمن اختراع بسيط مثل هذا المرشح المصنوع من ورق النشاف والذي برزت فكرته في لحظة إحباط وغضب.

    استطاعت شركة "ميليتا" النمو والتوسع، لتصبح شركة متعددة الجنسيات، بسبب عبقرية وبعد نظر ربة بيت ألمانية قوية العزيمة.

    [KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
  • قصة اكتشاف السيدة “مليتيا بنز” لمرشح البن وتطويرها له

    1995 نساء مخترعات

    الأستاذ فرج موسى

    مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

    السيدة مليتيا بنز مرشح البن البن شخصيّات المخطوطات والكتب النادرة

    صباح يوم من أيام يونيو عام 1908، في مدينة "درسدن Dresden"  (التي كانت تعرف آنذاك باسم "باريس" ألمانيا الصغيرة).

    كانت عائلة "بنز" سيئة المزاج، كان الجو ممطرا، وكانت السيدة "بنز" معكرة المزاج، فقد فار اللبن، وفوق ذلك كانت القهوة غير مستساغة، نتيجة الرواسب في فنجانها.

    وبصبر نافد، أسرعت السيدة "بنز" بإحضار وعاء من القصدير، فتحت عدة ثقوب في قاعه، ثم قطعت ورق "النشّاف" من دفتر ابنها المدرسي على شكل دائري.

     

    ووضعت ورقة "النشّاف" في وعاء القصدير الذي كان يعلو إبريقا كبيرا، وحين سكبت الماء المغلي على حبوب البن الموضوعة في الورقة، حجز المرشح كل الرواسب.

    وهكذا حلت السيدة "بنز" مشكلتها مع البن، وتمت ولادة مرشح البن. أما "الجورب القصير" الكتاني المصنوع باليد، والذي كان يستخدم مرة تلو الأخرى لحجز رواسب القهوة، فقد أصبح بشكل أو بآخر، من الماضي. وأصبحت "بنز" مشهورة باسمها الأول "ميليتا!  MELITTA".

    ولعل هذا المرشح الذي أصبح محبوبا ومثار إعجاب الجميع، على الرغم من بساطته، أو ربما بسببها، قد لا يعد واحدا من الاختراعات المثيرة، لكن قليلا من الاختراعات هي التي كأن لها مثل هذا التأثير في حياتنا اليومية.

     

    ولو سئلت السيدة "مليتيا بنز" التي ولدت في 31 يناير 1873، لقالت بأنها "مجرد ربة بيت"، ولكنها أيضا سيدة أعمال ذكية. ففي اليوم التالي مباشرة لاكتشافها هذا، قامت بتعبئة طلب براءة الاختراع، حيث تم منحها تلك البراءة في 8 يوليو عام 1908.

    ووفقا للمثل الذي يقول "اطرق على الحديد وهو ساخن"، ولكن في هذه الحالة ربما تكون "القهوة"!. قررت السيدة "بنز" في الحال تأسيس عملها التجاري، وبمساعدة زوجها "هوجو Hugo"، الذي كان يعمل رئيسا لقسم في أحد المحلات التجارية، استطاعت تلك السيدة تأسيس الشركة التي جعلت اسمها معروفا عالميا.

    وتم إنشاء مركز الشركة الرئيسي في إحدى غرف شقتها في 5 ديسمبر عام 1908، حيث قامت "ميليتا" وزوجها وابنيهما، بصناعة فلاتر القهوة في ذلك المكان.

     

    وبعد سنوات قليلة، دفع الطلب المتزايد على هذا المنتج إلى الحاجة لمزيد من العمال، فقامت "ميليتا" بتوظيف خمسة عشر شخصا آخر، وذلك في عام 1914.

    وبدأت الشركة بالتصدير عام 1922، وكان ذلك إلى براغ "Prague" في البداية، ثم إلى بازل "Basel" في سويسرا بعد ذلك.

    ومن أجل تمييز المنتج الأصلي من بين العدد المتزايد للصناع المنافسين، بزرت الحاجة إلى رمز خاص بشركة "ميليتا". فكأن الشعار – الذي استمر في الإعلانات على مر السنين – يحمل اسم "ميليتا" واللونين الأحمر والأخضر.

     

    وفي عام 1929، أنتقلت عائلة "بنز" إلى مدينة مندن "Minden"، غرب مدينة "هانوفر Hanover"، وظل المركز الرئيسي الدائم للمصنع في ذلك المكأن حتى الآن، أي لمدة ستة عقود تقريبا.

    كما أصبح "هورست بنز Horst Benz" – وهو أحد أبناء "ميليتا" و "هوجر بنز" – مديرا للمصنع حتى تقاعده في عام 1980.

    [KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
  • نبذة عن حياة المخترعة “هايدي كونيكر”

    1995 نساء مخترعات

    الأستاذ فرج موسى

    مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

    المخترعة هايدي كونيكر شخصيّات المخطوطات والكتب النادرة

    من هي بالضبط ((هايدي كونيكر Heidi Konnecker))؟

    "ماذا عساي أن أقول؟ لقد ولدت في 7 أغسطس عام 1940 بمدينة "هاك هوسن" Hackhausen بالقرب من دسيلدورف Dusseldorf". إنني من جيل الحرب العالمية الثانية، وفقدت والداي خلالها، وقامت جدتي (والدة أمي) بتربيتي."

    وفجأة أصبحت مفعمة بالحيوية والنشاط وهي تقول: ((بدأت دراستي للكيمياء في مدرسة داخلية، حيث اعتدت الشعور بالوحدة، وكان لهذا أثر في صقل شخصيتي، فبدون ذلك، ربما لم أكن أستطيع امتلاك العزيمة للوصول إلى أهدافى.

     

    بعد ذلك دخل ((هانز Hans))، زوجي الهولندي، إلى حياتي. فنحن متزوجأن منذ عام 1969، وما زلنا على حب ووفاق شديدين !!))

    ((لقد كأن ((هانز)) يقف بجانبي دائما، وعملنا سويا، حيث كان يملك عمله الخاص في مجال الإعلان، وقد ساعدني دخله من هذا العمل على تنفيذ أبحاثي.

     

    ففي الحقيقة أنه بسبب حاجة عملائه للمنتجات الفوتوغرافية التي تتحمل الاستخدام الخارجي (في الهواء الطلق)، شرعت في أبحاثي عن الشرائح الشفافة المصورة التي نتج عنها اختراعي الحالي)).

    لقد بدأت ((هايدي)) عملها في منزلها، ثم بعد ذلك في مختبر صغير جدا. ولم تتمكن من اتقان عملها على الوجه الاكمل إلا بعد مرور ثلاث سنوات ونصف.

     

    وماذا عن تجربتها وخبراتها في المعارض الدولية؟

    ((إن هذه المعارض لا تقدر بمال، فهي تسلط الضوء على الصعوبات التي تحيط بالمخترع. فالمخترع يقابل رجال أعمال غاية في الفطنة والذكاء، يمكنهم فهم وإدراك أهمية مشروعك في الحال، ولكنهم في نفس الوقت يحتفظون في أعماقهم بمفهوم واحد ألا وهو: كيفية وضع أيديهم على الاختراع وبراءة الاختراع بأرخص الشروط الممكنة.

    فنجد الشركات الكبيرة ترسل بمندوبيها إلى هذه المعارض، وبمجرد الإعلان عن منح الجائزة للمخترع، يسرع هؤلاء المندوبون نحو الفائزين الذين تدخل مختراعاتهم ضمن اهتمامات شركاتهم، ونجدهم يحاولون بجميع الوسائل والسبل شراء براءة الاختراع بأرخص شروط ممكنة. لذلك يجب الاحتراس من مثل هؤلاء الناس. إنني هنا أتحدث من واقع تجربتي وخبرتي)).

     

    وفي حالة سيدة الأعمال ((هايدي كونيكر))، تقدم لها أحد عمالقة صناعة التصوير في العالم بمجموعة كاملة من المغريات، لإقناعها بالتنازل عن اختراعها نظير ((حساب وفير في البنك، ورحلات إلى جنوب فرنسا، وحياة سهلة آمنة.

    وبالفعل كلها أمور مغرية، يجب الاعتراف بهذا،)) واستطردت السيدة ((كونيكر)) قائلة: ((ولكن في نفس الوقت يجب الاعتراف بوجود مخاطرة أن يكون مصير الاختراع الحبس في الأدراج، وهذا ما برر رفضي للرضوخ لتلك المغريات، ولم يكن ذلك من أجلي فقط، ولكن من أجل جميع النساء المخترعات اللاتي سبقني وجاهدن بقوة.

    وعلى أية حال، فلم يكن القرار بهذه السهولة. والحقيقة أن زوجي قد ساعدني كثيرا في اتخاذ القرار عندما كرر لي مرارا بأنه اختراعي، وأنه أنا التي يجب عليها اتخاذ القرار حول ما يجب عمله)).

     

    وهكذا نرى هذه المرأة البالغة من العمر 45 عاما التي عانت في طفولتها كثيرا ومرحلة مراهقتها كان لديها الشجاعة لرفض الطريق السهل. لقد أعدت ((هايدي كونيكر)) نفسها للقتال والكفاح وتحريك الجبال إذا اقتضى الأمر.

    لقد عزمت على بناء مختبرها الخاص بها، وتكوين شركتها اللازمة للمشروع. ومن أجل تأسيس شركة، فإن ذلك يتطلب وجود محام لتسجيل براءة الاختراع، ومساهمين للشركة، واعتمادات مالية؛ فالحاجة ملحة لدعم رجال البنوك.

    دعوت الأصدقاء الذين يكونون على معرفة بهؤلاء الممولين لتناول العشاء، وإجراء بحث الجدوى الاقتصادية ودراسة التسويق للمشروع، وزيارة وكالات الإعلان بجميع أنحاء أوروبا.

     

    هذا بالإضافة إلى جهود المحافظة على الاختراع نفسه، بعيدا عن أيدي سارقي براءات الاختراع في كل مكان في أوروبا، والولايات المتحدة واليابان. يجب على السيدة ((كونيكر)) أن تفعل ذلك كله في غضون سنة واحدة، بدءا من اليوم الأول لتعبئتها طلب تسجيل الاختراع في هولندا.

    فهناك الكثير من الأعمال التي يجب عملها؛ من خطوة إلى أخرى؛ من مصروفات أو أي تكاليف أخرى؛ وانسابت النقود وتراكمت الديون.. حتى دفعها ذلك في نهاية المطاف إلى التفكير في بيع مختبرها الصغير.

     

    ومن أجل تحقيق هدفها ظلت هذه المخترعة تدور في حلقة مفرغة، ففي البنك يطلبون من إبراز الدليل على وجود طلبيات كافية تفي بالقرض، ولكن كيف تحصل على طلبيات كافية إذا لم يكن لديك مختبر تنفذ فيه هذه الطلبات؟

    ((بعد أسابيع وأسابيع أضاع البنك فيها الوقت سدى، وفي النهاية عرض منحنا قرضا صغيرا، وبشروط مجحفة. هل هذا ما تسميه البنوك)) مساعدة الاقتصاد؟ ((إنني لم أسمع في حياتى مثل هذا الهراء. وكانت إجابتى بالطبع رفض هذا القرض.))

    وبمساعدة زوجها الشهم وبعض الأصدقاء الأوفياء، استمرت "هايدي" في كفاحها المرير حتى وصلت في النهاية إلى استدانة رأس المال من أصدقاء الأصدقاء، ثم قامت بتأسيس شركة ((هايدي العالمية HeiDIA International))، وهي شركة برأس مال يبدأ بـ 53,000,000 فرنك بلجيكي (حوالي 1300,000 دولاراً أمريكياً).

     

    وقد قامت السيدة "كونيكر" بشراء مبان بلغت مساحتها 3,000 مترا مربعا، في مدينة "كونتيش Kontich"، وهي مدينة صغيرة في بلجيكا ملاصقة للحدود الهولندية، وعلى مسافة قريبة من موطنها.

    وفي الثاني عشر من شهر سبتمبر عام 1986- بعد عام ونصف العام من استلامها جائزة المنظمة العالمية للملكية الفكرية افتتحت "هايدي كونيكر" رسميا مختبرها التجريي، وذلك بحضور ممثل المدير العام للمنظمة العالمية للملكية الفكرية (WIPO).

    ومن الأشياء التي قامت بتزويد المختبر بها، جهاز كمبيوتر مركزيي ينظم ويتحكم في جميع العمليات الفنية المتعلقة بالتصوير الفوتوغرافي.

     

    ومنذ عام 1988، قامت شركة "هايدي العالمية" أيضا بتصميم صناديق عرض الصور الشفافة. وكانت التصميمات وفق ثلاثة أحجام، بمعدل إنتاج سنوي بلغ 3,000 تصميما عن عام 1989.

    وفي نفس عام 1989 أيضا حصلت تصميمات ((هايدي)) على الميدالية الذهبية في مجال الدعاية والإعلان بمعرض جنيف الدولي للاختراعات.يالها من قصة نجاح مثيرة، وفي مثل هذا الوقت القصير، أيضا!!

    ولكن "هايدي كونيكر"- بالرغم من هذا النجاح – تعترف بأنها أحيأناً ما تشعر بأنها في غاية التعب والإرهاق، فهي تجد نفسها مرغمة على الحرب في جميع الجبهات !!

     

    فقد واجهت الكثير من المواقف المخيبة للآمال أثناء بحثها عن ممثلين أكفاء وجديرين بالثقة للحصول على توكيل توزيع منتجاتها عبر أوروبا وأماكن أخرى.

    كما أنه ليس من السهل التعامل مع 42 موظفا يعملون تحت إشرافها بوصفها رئيسة شركة هايدي العالمية، ويعمل زوجها (هانز) مديرا عاما مشاركا.

    وتقول "هايدي كونيكر"، وهي جالسة في مكتبها، الذي وضعت ميدالية المنظمة العالمية للملكية الفكرية في مكان بارز فيه: "ستظل الميدالية دائما في فكري وذاكرتي، لأنها بالنسبة لي الشجاعة والإلهام."

     

    "لقد شاهدت بالمعرض التوضيحي للمنظمة العالمية للملكية الفكرية على لوحة الشرف صور لكل من "ماري كوري Marie Curie" واكتشافها (الراديوم)، "كوكو شانيل Coco Chanel" وعطرها الشهير، "ميليتا Melitta" واختراعها (مرشح القهوة)، "جريس هوبر Grace Hopper" وبرامجها في الكمبيوتر… ثم تحدثت لنفسي قائلة: "ربما في القريب العاجل تكون هناك لوحة جديدة وصورتي عليها.

    أنا، ((هايدي))، بجوار هؤلاء النسوة العمالقة اللاتي ضربن المثل والقدوة!! وهذا ما تعنيه ميدالية المنظمة العالمية للملكية الفكرية بالنسبة لي دعوة للواجب. فيجب أن أكون جديرة بهؤلاء النسوة، ويجب أن أكافح لأكسب مكاني بينهن".

    [KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
  • أهمية ومدى استخدام اختراع السيدة “هايدي”

    1995 نساء مخترعات

    الأستاذ فرج موسى

    مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

    السيدة هايدي كونيكر التكنولوجيا والعلوم التطبيقية

    والآن، ما هو العمل المميز الذي اخترعته الحاصلة على هذه الجائزة الدولية؟

    لقد اخترعت طريقة جديدة لإنتاج الصور الفوتوغرافية الملونة بأحجام كبيرة، تجمع بين التأثيرات المرئية للشرائح والصور.

    حيث كانت المحصلة النهائية لهذه العصارة التقنية العالية: مستحلب ساعد في الحصول على صورة فوتوغرافية غاية في الرقة لا تزيد عن 35 ميكرون ((الميكرون = واحدا على الألف من الملليمتر؛ والشريحة العادية يتراوح سمكها ما بين 150 – 180 ميكرون).

     

    والثورة التي تميز هذا الاختراع، تكمن في أن هذه الصورة لا تتطلب أي دعامات من البلاستيك أو الورق المقوى . .. الخ، وذلك بسبب النسيج شبه الحريري الذي حققه هذا المستحلب بألوانه المخلوطة بمسحوق الورق.

    وميزة أخرى عظيمة لهذه التقنية، هي إمكانية عمل صورة كبيرة جدا مثل، قياس 2x5 متر قطعة واحدة، وذلك دون عمل الوصلات الظاهرة المعتادة لمثل هذه الأحجام.

    وقد سجلت المخترعة اختراعها بعد الحصول على براءة الاختراع تحت اسم (هايديا) ((HeiDIA)) وهو مشتق من اسمها الأول، ومن ((Diapositive)) المصطلح الفني للشريحة.

     

    ولربما تتضح أهم تطبيقات هذا الاختراع في مجالات الدعاية والإعلان، التي تستفيد من عمليات العرض في تلك الصناديق المزودة بمصدر ضوء خلف شرائح شفافة متحركة، وكذلك رسائل يتم عرضها بالترتيب على فترات منتظمة.

    وبفضل رقة هذه الصور المعالجة بطريقة (هايديا) ومرونتها الكبيرة، أمكن وضع أربعة أضعاف العدد المعتاد من الشرائح ضمن اسطوانة واحدة لمثل هذه العروض.

     

    فعلى سبيل المثال، تظهر في العروض الصغيرة نحو 25 صورة مختلفة على التوالي، وذلك بدلا من 6 صور (العدد المعتاد)، حيث يمكن وضع شرائح العرض المتحركة هذه في أماكن التجمعات البشرية الوفيرة والمستمرة، مثل غرف الإنتظار بمحطات السكك الحديدية، وصالات المغادرة، والوصول بالمطارات، ومواقف الباصات، ومكاتب البريد، والأسواق المركزية، والفنادق الكبرى، والبنوك، ووكالات السفر، وحتى في داخل حافلات النقل العام.

    فسوق الدعاية مملوءة بالوفرة والتنوع، خاصة في الأسواق المركزية، حيث يمكن وضع صندوق (هايديا) للدعاية والعرض بجوار المنتجات التي يعلن عنها.

    [KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
  • تكريم السيدة “هايدي كونيكر”

    1995 نساء مخترعات

    الأستاذ فرج موسى

    مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

    السيدة هايدي كونيكر شخصيّات المخطوطات والكتب النادرة

    ((عندما سمعت النداء باسمي؛ تملكتني رعشة في قدمي ويدي. بل أحسست وكأن شللا قد أصابني. ثم شعرت بزوجي وهو يدفعني إلى المنصة.

    وكانت الأشياء تظهر أمامي مزدوجة من خلال الدموع التي في عيني. وعندما تسلمت الميدالية الذهبية لم أستطع التفوه بأكثر من عبارة: شكرا جزيلا…

    لقد وضعني هذا اليوم على الخطوة الأولى في عالم الرجال، ولهذا فقد فعلت ما يفعله الرجال في مثل هذه الظروف، حيث التفت إلى الحضور، ولوحت لهم بالميدالية والشهادة التي تسلمتها توا.))

     

    لقد حدث هذا المشهد في الخامس والعشرين من أبريل عام 1985، ضمن أحداث المعرض العالمي (الثالث عشر) للاختراعات والتقنيات الجديدة في جنيف، وسط (الأضواء الومضية) لأجهزة التصوير وأضواء كاميرات التلفزيون.

    حيث كانت ((هنريت Henriette او هايدي كوكنيكر Heidi Konnecker)) الكيميائية التي تبلغ من العمر الخامسة والأربعين عاما، الألمانية الأصل، الهولندية بالزواج، أو فائزة تحصل على جائزة الميدالية الذهبية للمنظمة العالمية للملكية الفكرية (WIPO) التي تمنح للنساء المخترعات، بل كانت الرائدة في العالم؛ لأن الجائزة كانت الأولى من نوعها في العالم كله.

    لم تتردد هيئة التحكيم، لحظة واحدة في منحها الميدالية الذهبية في مجال تخصصها التقني، وهو التصوير الفوتوغرافي.

     

    لقد كانت ((هايدي كونيكر)) هي الأفضل بحق من ضمن كوكبة من النساء المخترعات اللآتي عرضن مخترعاتهن بمعرض جنيف. لقد كانت الشخصية التي تبحث عنها المنظمة العالمية للملكية الفكرية (WIPO).

    وبعد أنتهاء مراسم الاحتفال بتسليمها الجائزة، أمكن مشاهدة ((هايدي كونكر)) بجوار المنصة التي تحمل اختراعها في حالة من التيه والبهجة والسرور، ولم تعد ترتعد!

    ((لقد كأن الأمر مثيرا للدهشة، أن ترى هذا القدر من الفضول لدى الزائرين فهم يمرون الآن بالمنصة طوال الوقت لرؤية اختراعي)).

     

    تقول هذا وهي تضحك: ((إذا أمعنت التفكير، أرى أنني لم يكن لي وجود يذكر منذ يومين!!، خاصة في عالم الرجال الذين لم يكونوا ليستمعوا لكلمة واحدة من شرحي لاختراعي.

    وأستطيع أن أخمن كيف كان تفكيرهم: اختراع امرأة!! فقد اعتادوا سؤالي بابتسامة لطيفة: هل يمكن أن نرى زوجك المخترع!!؟))

    [KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
  • نبذة عن حياة وانجازات المخترعة “بربارا أسكنز”

    1995 نساء مخترعات

    الأستاذ فرج موسى

    مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

    المخترعة بربارا أسكنز شخصيّات المخطوطات والكتب النادرة

    تظهر الأرقام على شاشة الكمبيوتر ثم تختفي: "5…4…3…2…1 انطلق!!"

    وفي الخارج، كل ما نستطيع أن نراه هو كمية هائلة من سحابة بيضاء منبعثة من شكل مخروطي لصاروخ ثم ينطلق كلية إلى أعلى وينحرف عبر السماء، وما تكاد تمر ثانية أو ثانيتين حتى يختفي تماما. انطلاق ناجح!!

    وأبطال وبطلات رحلات الفضاء التقليديون هم رواد الفضاء، وتقترن بهم شخصيات علمية بارزة، تقف خلف الرحلات الناجحة إلى القمر، مثل "فيرنر فون براون Wernher Von Braun" مهندس الصواريخ الألماني المولد الأمريكي الجنسية.

     

    وعلى أية حال، فقد انتقلت الأضواء، في إحدى عمليات وكالة "ناسا NASA"، إلى شريحة جديدة من الأبطال أو بالأحرى البطلات اللاتي أثبتن دورا حيويا ضمن فريق العمل.

    كان اسمها "بربارا أسكنز Barbara Askins"، التي فازت بوسام مخترعة العام في عام 1978، والذي تم تقديمه لها في "واشنطن"، حيث كانت أول امراة أمريكية تحصل على هذا الشرف.

    ففي عام 1976 تم منح هذا الوسام مشاركة بين ثلاثة من الرجال المخترعين، بالإضافة إلى امرأة واحدة هي "ماري أولدين Mary Olliden"، أما "بربارا اسكنز" فكانت الأولى من بنات جنسها التي تحصل بمفردها على هذا الوسام.

     

    ولقد قامت "بربارا" بابتكار عملية جديدة تعزز من جودة الصور الفوتوغرافية التي يجلبها رواد الفضاء معهم.

    وقد كان لاختراعها أيضا تطبيقات تجارية واسعة، مثل استعادة الصور الباهتة القديمة لجودتها الأصلية، وإزالة الخطر الناجم عن تعرض الناس الزائد للأشعة السينية.

    و "باربارا" امرأة طويلة ذات شعر بني، ولدت في مدينة "بلفاست" بولاية "تينيسي Tennessee". في 18 سبتمبر عام 1939، وهي متزوجة ولها طفلان.

     

    وبعد انتهاء دراستها الثانوية في عام 1958 لم تلتحق بالجامعة إلا بعد نحو عقد من الزمان، حين حصلت على شهادتي البكالوريوس والماجستير في الكيمياء في عامي 1970، 1975 على التوالي.

     وفي أبريل عام 1975، التحقت "باربارا" للعمل بوكالة "ناسا"، أو بالأحرى في مختبر علوم الفضاء بمركز "مارشال" في "ألباما Alabama".

    ولقد لعب هذا المركز دورا رائدا في برامج الفضاء؛ ففي الستينيات والسبعينيات، اشتهر هذا المركز بابتكاره لعربات "ساتيرن Saturn" الفضائية والعربات القمرية الجوالة من أجل برنامج "أبوللو Apollo"، هذا بالإضافة إلى انتاج أول محطة فضاء أمريكية، التي تسمى "سكاي لاب Skylab".

     

    كما قام هذا المركز أيضا بتطوير تجارب علمية لأقمار صناعية، استطاعت أن تجلب ثروة من البيانات في مجال الفلك والفيزياء الفلكية وما شابه ذلك. وفي وقت لاحق، قام مركز ((مارشال)) بتنفيذ العديد من مشروعات المكوكات الفضائية.

    وكانت "بربارا أسكنز" كمهندسة كيميائية، قد تخصصت في علوم الصور الفوتوغرافية بمختبر العلوم الفضائية بمركز "مارشال".

    وهكذا كانت لديها الفرصة الكافية لفحص واختبار الصور الفلكية والشمسية الباهتة، أو ناقصة التعريض للضوء. وبرز السؤال: كيف يمكن معالجة مثل هذه الصور؟

     

    وكانت الإجابة في تلك العملية المسماة" دعم تصوير الإشعاع الذاتى للصور"، والتي يتم فيها تحويل المادة الفضية الموجودة في الفيلم المحمض (الذي تم إظهاره) إلى مركب إشعاعى النشاط، حيث يتم الحصول على مثل هذه الصور على طبقة حساسة يتم تعريضها إلى الإشعاع من الفيلم النشط.

    ومن وجهة نظر "باربارا" فإن وسائل التصوير بالأشعة الموجودة حاليا كان يعيبها شيء خطير أو أكثر.

    وكانت التحسينات التي أدخلتها تتعلق باستخدام طريقة كيميائية جديدة وفعالة هى: محلول قلوي مائي. وكانت إحدى المميزات العديدة لهذه الطريقة الجديدة، أنه يمكن استعادة الصور الفوتوغرافية الباهتة القديمة لجودتها الأصلية.

     

    وعلاوة على ذلك فإن كل المعدات المطلوبة لإنجاز هذه العملية متوفرة، من مواد إشعاعية أو كيميائية أو فوتوغرافية، هذا بالإضافة إلى أنه يمكن استخدام معدات مختبر تصوير فوتوغرافي فقط.

    وقد ظهرت مراحل تنفيذ بحث بربارا في مجلات فنية متخصصة، حيث نشر موضوع تقوية الصور الفوتوغرافية بواسطة التصوير الإشعاعي الذاتي في مجلة "البصريات التطبيقية Applied Optics" في شهر نوفمبر عام 1976.

    كما نشر موضوع "التطبيقات الطبية للصور الإشعاعية" في مجلة "العلم Science" في شهر فبراير عام 1978.

     

    وفد ظهر اسم "بربارا أسكنز" تحت عنوان: "المخترعة"، على صفحة غلاف براءة الاختراع عن الطريقة التي ابتكرتها في يوليو عام 1978. إلا أن هذا الإختراع نسب إلى وكالة "ناسا الفضائية".

    وليس إلى "بربارا"؛ لأنها قد أنجزت اختراعها كجزء من عملها في هذه الوكالة، وبواسطة الوسائل والمعدات التي وفرتها لها الوكالة، ولهذا لم تتسلم بربارا أي مكافأة مالية عن هذا الاختراع.

    ولكن دعنا نرى التأثيرات التي تركها اختراع "بربارا" على الجانب الطبي. فقبل اختراع "بربارا" كانت درجة وضوح الصور الناتجة عن "الأشعة السينية" تعتمد على طول المدة التي يتعرض لها المريض.

     

    والمعروف أن التعرض إلى "الأشعة السينية" أو أي مصادر إشعاعية أخرى يجب تقليلها إلى الحد الأدنى الممكن؛ بسبب التأثيرات الضارة لهذه الإشعاعات.

    ففي بعض الحالات، مثل فحص المرأة الحامل بواسطة "الأشعة السينية"، يحمل التعرض لمثل هذه الأشعة خطرا كامنا على حياة الجنين.

     

    والجدير بالذكر أن المعالجة المتأخرة للصور توفر نفس النتائج التي يمكن الحصول عليها من الصور ذات الكثافة المنخفضة التي تتعرض لضوء قليل.

    ولهذا السبب، فاننا ندين جميعا بالشكر لمخترعتنا "بربارا" عن اختراعها الذي وفر الحماية لأبناء وبنات المستقبل!.

    [KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
زر الذهاب إلى الأعلى