• قصة الدكتورة “إليزابيث مالونجا” في إثبات ذاتها وتحقيق طموحها

    1995 نساء مخترعات

    الأستاذ فرج موسى

    مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

    الدكتورة إليزابيث مالنوجا شخصيّات المخطوطات والكتب النادرة

    إن جميع مرضى الدكتورة ((إليزابيث مالونجا Elizabeth Mallonga)) يكنون لها كل حب واحترام.

    كما أن الممرضات العاملات في المركز الطبى الأكاديمي بمدينة ((أمستردام)) دائما ما يؤكدن رغبتهن في مشاهدة الدكتورة ((إليزابيث))، بسبب ما تغدقه عليهن من رقة ودفء عاطفي.

    وتؤكد ذلك الدكتورة ((إليزابيث)) بنفسها عندما تقول: ((هذا صحيح فدائما ما يرسلن لي بخطابات مملوءة بالكثير من الحب والشكر!!)).

     

    وكان أول اختراعات الدكتورة ((اليزابيث مالونجا)) الرئيسية في مجال ((الجراحة المعدية Gastric – Surgery))، أما اختراعها الرئيسى الثاني فكان يتعلق بـ ((الغسيل الكلوي kidney doalysis)).

    وكلا الاختراعين يعكسان حقيقة أن الدكتورة ((إليزابيث)) لم تفقد أبدا الشعور بما يشعر به مرضاها، حيث أن مشاعر الألم التي تنتاب المرضى تعنيها تماما وبكل تفاصيلها.

    وهي تحاول بكل الطرق أن تخفف وتلطف من هذه الآلام، واضعة في الاعتبار أن الحالة العقلية لا تقل أهمية عن الحالة الجسمية.

     

    ((فإذا كانت حالة المريض بسرطان المعدة متقدمة جدا، فإن العقبة الناتجة عن ذلك تسمح فقط للمريض بأخذ السوائل.

    وفي أيامنا هذه، يمكن أطالة حياة مثل هؤلاء المرضى لشهور قليلة، ولكن ذلك يكون في محيط من الكآبة والتعاسة)).

    ((إن ما اخترعته هو طريقة لإجراء عملية جراحية يمكن عن طريقها استعادة الراحة لمثل هؤلاء المرضى خلال الفترة الأخيرة من حياتهم.

     

    حيث يمكنهم الآن الانضمام إلى طاولة العشاء مع عائلاتهم، وأكل كل شيء بشكل طبيعي، وبدون عبء استخدام أنابيب التغذية)).

    ولكن كيف حدث أن وجد مثل هذه المرأة الفلبينية الصغيرة السمراء نفسها في هولندا عام 1968- حيث أرض العمالقة الشقر الهولنديين- بعد أن كافحت كل أنواع المباهج والإحباطات الطبية من أجل العيش؟

    ولدت ((إليزابيث)) في الفلبين في 8 يوليو عام 1933، حيث كانت الأصغر في العائلة التي تتكون من ثمانية أفراد. ولما كان والداها يعملان في التدريس، استطاعا أن يوفرا لأطفالهما تربية ممتازة، وتم اختيارهما "كأفضل والدين في العام" في مجتمعهم من خلال مناسبتين.

     

    كما تم اختيار أمها رئيسة مدى الحياة لمنظمة كاثولوكية. فلا عجب أن نجد إيمان الدكتورة ((إليزابيث)) قويا وشديدا، وأن سمة التدين قد صبغت حياتها.

    كما انها قد انهت دراستها الطبية بكلية ((سانت توماس))، حيث أشهر جامعة كاثوليكية في الفيليبين.

     وبعد أن تخرجت من كلية الطب، قضت إليزابيث ((سبع سنوات بمستشفيات ((جبل سيناء)) في نيويورك، وقد أكملت دراستها هناك، وتخرجت كجراحة متخصصة في ((جراحات المعدة)).

     

    وتؤكد ((إليزابيث)) بأنها كانت محظوظة في نيويورك، لأنها قد تلقت تدريبها على يد أحد أشهر جراحي العالم، ورائد من رواد الأساليب الجراحية، وهو البروفيسير ((ليون جينزبرج Leon Ginzburg)).

    وقبل عودتها من الولايات المتحدة الأمريكية إلى الفيليبين، قامت ((إليزابيث)) بجولة في أوروبا، حيث شاهدت الأراضي المنخفضة، وطواحين الهواء لأول مرة في هولندا، التي كان مقدرا لها أن تصبح بلادها في النهاية. وتؤكد اليزابيث "ذلك بقولها: (( لقد أحببت تلك البلاد من أول نظرة)).

    وكانت عودتها إلى الفليبين خيبة أمل، وتقول: ((لقد عشت في نيويورك بجوار أحد عمالقة الطب، وعندما عدت إلى ((مانيلا)) … كل ما كان لي أن أفعله هو قتل الذباب فقط!

     

    وقد حاولت ممارسة عملي فكان الإخفاق نصيبى. ويرجع ذلك إلى أنني لم أمارس مهنتي الطبية في الفيليبين قبل ذهابي إلى الولايات المتحدة، وبالتالي فإنني غير معروفة، ولم يكن لي مرضى.

    وبعد شهرين أو ثلاثة والحال هكذا، كدت أفقد صوابى. ولم أكن أكثر نجاحا عندما تقدمت للحصول على وظيفة في إحدى المستشفيات. قالو لى: ((يمكنك العودة حينما يكون معك خطاب توصية من السناتور فلان. .. الفلاني أو النائب فلان. .. الفلاني! ولكن ما علاقة السياسة بالطب؟ إنني حقا أكره السياسة!!)).

    وتحولت الأمور لصالح تلك الجراحة الفليبينية ((اليزابيث))، حيث قابلت في ((مانيلا))، طبيبا من مستشفى ((سانت لوكس)) في ((أمستردام))، والذي بادرها بالقول: ((إنني هنا لتوظيف 50 ممرضة فليبينية، فلماذا لا تأتين معنا إلى هولندا؟ فيمكنك أن تصبحي جراحة، ورئيسة عيادة، والمشرفة على هؤلاء الممرضات أيضا)).

     

    وكانت رؤية هولندا مرة أخرى دعوة للدكتورة ((إليزابيث)) لا يمكن أن ترفضها. وهكذا جاءت إلى هولندا وتعلمت كيف تحب هذا البلد وأهله.

    تقول ((إليزابيث)): ((ان الهولنديين متسامحون جدا. ففي بداية إقامتي كنت أشعر بالحرج، لكن سرعان ما زال هذا الشعور وسارت الأمور على ما يرام، حيث أشعر الآن وكأنني واحدة منهم.

    كما أنهم يعاملونني كذلك. ونحن الفليبينين نمثل أقلية صغيرة هنا، لكننا ننتمي إلى المجموعة الإندونيسية المحبوبة جدا)).

     

    وفي هولندا، لم تجد ((إليزابيث)) وقتا لقتل الذباب، بل على العكس، فإنها كادت تقتل نفسها بالعمل الشاق!! وعقدت العزم على أن تبقى بدون زواج، قائلة بأنها متزوجة من مهنتها.

    لكن ((إليزابيث)) كانت تعرف كيف تستمتع بالحياة في أوقات فراغها، بكثرة الأسفار، وتجميع كتب الفن التي اكتظت بها شقتها الصغيرة المطلة على إحدى البحيرات، والعزف على الجيتار الذي تقول عنه إنه (يريح أًصابع الجراح)، بل حتى كانت فنانه هاوية.

    وربما تكون قد استلهمت هذه الهواية الأخيرة من ذلك البلد الجميل الذي أصبح الآن بلدها، وكذلك من خلال عرض للوحات حديثة يبلغ عددها 500 لوحة تزين بها جدران مستشفى الجامعة.

     

    وتعلق ((إليزابيث)) على ذلك قائلة: ((يتملكني الشعور بأنني أعمل في متحف، وأننى أتحرك عبر طرقات المركز الطبي الأكاديمي بخطوات حازمة لامرأة تعرف أين تذهب)).

    ولقد لاقت ((إليزابيث))  تشجيعا لاختراعها لأسلوبي الجراحة السابق ذكرهما، من البروفيسور «Brummelkamp» رئيس قسم الجراحة بالمركز الطبي الأكاديمى، الذي تشير له ((اليزابيث)) دائما بأنه الناصح المخلص.

    وبوضوح، لم تكن لدى البروفيسور أي اعتراضات للعمل مع الدكتورة ((اليزابيث)) ، حتى عند وصولها في عام 1968، حيث بدا أنها واحدة من الجراحات القليلات جدا في هولندا.

     

    وتقول ((إليزابيث)) بأسف: ((صدق أولا تصدق أنه لم يكن بين الأعداد الكبيرة من الجراحين الشبان الذين قمت بتدريبهم على مدى هذه السنوات، إلا امرأتان فقط)).

    وعندما سألتها عن السبب قالت: ((ما زالت صورة الجراح في أذهاننا مقصورة على الذكور، حتى بين النساء الطبيبات.

    فالأفكار المسبقة يصعب أن تموت، لأن التغيرات تأتي ببطء، وليس معي سوى جراحة واحدة في أكبر مستشفى في هولندا.))

     

    ((ومنذ عهد قريب، وبسبب الدعوة المتزايدة للتحرر، أصبح المجتمع واعيا ومدركا لإمكانية عمل المرأة في وظائف رفيقة كانت مقصورة فيما سبق على الرجال. ففي مجال الجراحة، على سبيل المثال، تم تخصيص 30% على الأقل من التدريب للنساء الطبيبات)).

    ((تكمن المشكلة في الشروط الصارمة لاختيار المتدربين، والتي تجعل فرص النساء المتقدمات للتدريب في مجال الجراحة ضعيفة. ولذلك يجب عمل كل ما من شأنه تشجيع النساء على الانخراط في هذه المهنة)).

    وتمزح ((اليزابيث)) قائلة: ((لكم يسعدني حين أبلغ من العمر عتيا وأتقاعد أن أعرف أن مشرطي قد انتقل إلى يد امرأة)).

    [KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
  • نبذة تعريفية عن ملكة طب العيون الدكتورة “إلينورا إيجوروفا “

    1995 نساء مخترعات

    الأستاذ فرج موسى

    مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

    طب العيون الدكتورة إلينورا إيجوروفا شخصيّات المخطوطات والكتب النادرة

    ((لقد أنشأ معهدنا ((خط تجمّع)) لاستعادة البصر، أو مصنعا للصحة، وبدأ العمل بهذا الخط منذ عام 1980 وتجرى العمليات وفق مجموعة من الخطوات ينتقل المرضى من جهاز إلى الجهاز الذي يليه، ومن جراح إلى آخر.

    وتنقسم خطوات عملية جراحية نمطية إلى خمس خطوات رئيسية، يجرى كل خطوة منها جراح متخصص بلغ أقصى درجات التدريب العملي في مجاله.

    وقد جعل هذا النظام إجار ما بين 100 و 120 عملية جراحية في اليوم الواحد)) أمرا ممكناً حيث يقدم الشرح لجميع زوار معهد أبحاث جراحات العيون الدقيقة – ذات الشهرة العالمية- في موسكو.

     

    وهو مؤسسة حديثة تقع على حافة إحدى الغابات التي تبعد عن العاصمة بنحو عشرين ميلا ومخترع هذه الطريقة لاجراء العمليات، هو مدير المعهد البروفيسور ((فيدوروف Feodorov))، وهو من أشهر جراحي العيون في العالم.

    ويقوم هو وزملاؤه بأعمال بحثية دائمة، لتطوير طرق جراحية جديدة لعلاج: الكتاركتا (المياه البيضاء)، وقصر النظر والجلوكوما (المياه الزرقاء)، وغيرها من أمراض العيون.

    وفي يوم مشمس، هو يوم 21 يونيو عام 1985 اكتظت قاعة هذا المعهد ذات الثلاثمائة مقعد عن آخرها بالحضور لتكريم أحد أعضاء فريق الجراحين في المعهد، كأبرز النساء المخترعات في الاتحاد السوفيتي وكان من بين الحضور البروفيسور ((فيدوروف))، والسيد ((نايشكوف Nayshkov)) (رئيس اللجنة الحكومية للاختراعات والاكتشافات)، ونائب مدير عام المنظمة العالمية للملكية الفكرية (ويبو WIPO).

     

    كما حضر أيضا عدد كبير من كبار الشخصيات السياسية والعلمية في البلاد. ووسط عدسات المصورين وكاميرات التلفزيون، كانت هناك الدكتورة ((إلينورا إيجوروفا- Eleonora Egorova)) رئيسة قسم جراحة الكتاركتا والتصحيح في داخل العين منذ عام 1970- تتلقى التحايا بالخطب والزهور.

    فقد اجتمع هذا الحشد الكبير لتكريم الدكتورة ((إيجوروفا))، ورؤيتها وهي تتسلم الميدالية الذهبية التي منحتها لها المنظمة العالمية للملكية الفكرية.

    فاختيار امراة فائزة واحدة من بلد بمساحة الاتحاد السوفيتي الشاسعة، حيث عشرات الآلات من النساء المنخرطات في الأعمال العلمية، لم يكن أمرا يسير المنال.

     

    والدكتورة ((إيجوروفا)) هي مؤلفة العديد من الاختراعات بمفردها، ومع آخرين. لكن أكثر إسهاماتها قيمة في مجال جراحة العيون، كان الحل الذي قدمته لمشكلة جراحة الكتاركتا وزراعة العيون، مستخدمة ومحسِّنة التكنولوجية الحديثة.

    وكانت العمليات تشتمل على العمل في قرنية العين، وقزحية العين، وعدسة العين، والجسم الزجاجي، بالإضافة إلى زراعة عدسات داخل مقلة العين. وتقوم نتائج بحث الدكتورة ((ايجوروفا)) على نحو 6000 عملية جراحية.

    وقد دربت الدكتورة ((ايجوروفا)) العديد من الجراحين في مدن وبلدان مختلفة من الاتحاد السوفيتى، ويطبق أسلوبها البحثي في 25 مركزا أو عيادة طبية في الاتحاد السوفيتي، وفي أجزاء أخرى من العالم أيضا.

     

    وقد ولدت الدكتورة ((ايجوروفا)) في 7 ابريل عام 1938، في Voronezh جنوبيّ شرق موسكو بنحو 250 ميلا، وهي زوجة لعالم وأم لشاب وشابة.

    ((لقد كان من الصعب علي إلى حد بعيد أن أجد وقتا لتربية أطفالي. والحق أننى لم أجد متسعا من الوقت طوال حياتي كلها كي أستمتع بها بدرجة كافية، فلا وقت لقراءة الروايات او المجلات، ولا وقت للذهاب إلى المسارح والمعارض، ولا وقت حتى لمقابلة الأصدقاء)).

    وحين تفرغ (الدكتورة ايجوروفا) أحيانا فانها تستمع إلى أغان ملحمية روسية. وقد فاجأتنا باعترافها بأنها تميل إلى موسيقى ((الروك)) قائلة: ((إن فرقتي المفضلة هي ((ديب بيربل Deep Purple)) حينما يقوم ((ريتشي بلاكمور Ritchie Blackmore)) بالعزف النمفرد)).

     

    وقد نالت الدكتورة ((إلينور إيجوروفا)) ملكة طب العيون السوفيتية مجموعة من الدرجات الفخرية والمنح والجوائز، ومن أهمها وسام العمل ( النجم الأحمر) في عام 1976، الذي يأتى في المرتبة الثانية بعد وسام لينين نفسه.

    كما قامت بإلقاء المحاضرات والمشاركة في المؤتمرات العلمية وإجراء العمليات الجراحية في بلاد كثيرة، بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا (حيث ولد مؤلفها المفضل) . ((نعم، إن ((أندريه موروا)) هو مؤلفي المفضل. إنني أحب عمق مشاعره، وأفكاره، وحكمته)).

     

    وكجراحة، فإن الدكتورة ((إيجوروفا)) لديها حكمتها الخاصة في الحياة:

    ((إنني دائما ما أعطي مرضاي حبي، عندما أجري لهم العمليات، أو أعالجهم، وفي المواقف الصعبة، ودائما ما يعود إلى هذا الحب ليمنحني قوة إضافية.))

    [KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
  • فكرة مجيء المخترعة هالدس بـ”دعامة الرقبة”

    1995 نساء مخترعات

    الأستاذ فرج موسى

    مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

    المخترعة هالديس الفيك ثن دعامة الرقبة الطب

    بقلم صاحبة الاختراع: هالدس آلفيك ثن Halldis Aalvik Thune

    في أحد أيام عام 1984، وصلت إلى موقع حادث سيارة فظيع بعد حدوثه مباشرة.

    وفي إحدى السيارات كان يوجد رجل مصاب بكسر في العمود الفقري، وكسر ظاهر في الجمجمة. دعتني المسؤولية كممرضة إلى رعاية هذا المصاب، حيث كان الطبيب يرعى ضحية أخرى.

     

    كان المريض فاقد الوعي ومصابا بصدمة، وينزف الجرح الذي برأسه، وكان محشورا في السيارة من قدمه، ولهذا السبب لا يستطيع الحركة.

    قررت عدم تضميد رأسه، لأنه من المستحيل أن يحدث ذلك بدون تحريكها، ولم أعتقد بأنه سيموت من فقدان الدم. والسبب الأهم هو أنني سأضطر إلى تحريك رأسه، ورقبته، ولو بأقل قدر ممكن.

     

    ثم قلت لنفسي: ((ما فائدة وجود جراحين ممتازين في المستشفيات بعدئذ، إذا ماأصيب الشخص بتلف في العمود الفقرى بسبب نقله من السيارة؟ ولماذا لانجبر العمود الفقري المكسور، بنفس طريقة تجبير الرجل أو الساق المكسورة؟

    وهكذا راودتني فكرة (دعامة الرقبة).

    كانت فكرة بسيطة، لكنني لم أتصور في ذلك الوقت أنها ستستغرق عامين من العمل الشاق، حتى يتم طرحها في الأسواق)).

    [KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
  • الهدف من اختراع “دعامة الرقبة” وكيفية استعماله

    1995 نساء مخترعات

    الأستاذ فرج موسى

    مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

    دعامة الرقبة كيفية استعمال دعامة الرقبة هدف اختراع دعامة الرقبة الطب

    والآن ما هو اختراع (دعامة الرقبة) بالضبط؟، وما الهدف الذي وضع من أجله؟، وما الحاجة التي يفي بها؟

    لقد واصل البروفسير إنجارد ليريم Lereim Inggard، رئيس مستشفى تروندهيم Trondheim الإقليمي، دراسة العلاج الطبي المترتب على حوادث الطرق منذ عام 1970، واكتشف أن اثنين من كل ثلاثة ضحايا يصابان بجروح في الرأس.

    بالإضافة إلى إصابة أخرى، أو أكثر في أجزاء أخرى من الجسم. وهو يقول هنا، ((إن درجة الإصابة التي تحدث للرأس تتفاوت، ولكنها غالبا ما تكون خطيرة. 

     

    وتأتي الرقبة بعد الرأس والوجه، في الترتيب، من حيث درجة خطورة الإصابات التي يصاب بها من يتعرضون لحوادث الطريق، حيث تتراوح إصابة الرقبة بين الشد العضلي، أو الكسر وانزلاق إحدى فقرات العمود الفقري.

    وفي أسوأ الحالات يحدث شلل كلي.)) ويختتم البروفسير ((ليريم)) حديثه قائلا: ((وبالنسبة لهذا النوع من المرضى، من الضروري تقييد حركة الرقبة والظهر بأكبر قدر ممكن حتى لا تتفاقم خطورة الإصابة الأصلية التي أصابت المصاب في مكان الحادث)).

     

    وقد طُوِّر اختراع السيدة ((هالدس ثن)) (دعامة الرقبة) بالتعاون مع المستشفيات الجامعية في تروندهيم وأوسلو، وذلك تحت إشراف البروفسير ((إنجارد ليريم)) (الذي يشغل أيضا منصب رئيس الجمعية الطبية النرويجية لحوادث الطرق)، وكذلك "جورج بلكرا" George Blikra (مدير عيادة الحوادث).

    ونظرا لأن الحوادث الخطيرة عادة ما تتسبب في إصابة الرأس والرقبة والظهر، فمن الضروري تجنيب تلك الأعضاء المزيد من الأخطار والمضاعفات الخطيرة، التي قد تترتب على تحريكها، وذلك بتقييدها، وشل حركتها تماما قبل نقل المصاب.

     

    وعند استخدام (دعامة الرقبة) في موقع الحادث يجب اتباع ما يأتى بكل دقة:

    1- منافذ هوائية متحررة

    2- إجراء التنفس الاصطناعي

    3– وقف أي نزيف

    4- استخدام (دعامة الرقبة).

     

    ولا تتطلب (دعامة الرقبة) أي تدريب أو خبرة سابقة من أجل استخدامها في وقت حرج، قد تفرق فيه الثواني بين الحياة والموت قبل وصول سيارة الإسعاف.

    إنها مصنوعة من مادة بلاستيكية قوية وطرية، ويتم ربطها حول البطن، والجبهة، والرقبة. وتستخدم جبيرة من الألمونيوم في كُمِّ عند الظهر، تمسك الرقبة والعمود الفقري إمساكا آمنا من القمة إلى أسفل.

    وقد توفر هذا المنتج في الأسواق منذ فبراير 1987. وهو يزن 600 جراما، ويشغل حيزا صغيرا عند طيّه. وقد بيعت بالفعل نحو خمسمائة وحدة من (دعامة الرقبة) في النرويج.

     

    ونظرا لأن السيدة ((هالدس آلفين ثن)) عملية، فلم تكيف مواصفات اختراعها (دعامة الرقبة) ليناسب استخدامات أخرى مثل (استخدامه كجبيرة للكسور)، لزيادة امكانية تسويقه.

    لكن لديها أيضا قائمة تسويق لأفكار أخرى، الكثير منها، كما هي متاكدة، سوف يؤتى ثماره على امتداد برنامج الخمس والعشرين سنة الذي وضعته لنفسها. ولكن تكاليف تسجيل براءات الاختراعات يجب أن توضع في الاعتبار.

    فما هي نصيحتها للنساء المخترعات الأخريات؟ ((يجب الاتصال بأسرع ما يمكن بالمختصين ليساعدوك على تقييم مدى استخدام وأهمية اختراعك. وفي جميع الأحوال، يجب الاعتماد على نفسك، وليس على الآخرين، من أجل الدفع بمنتجاتك إلى السوق.

     

    ويجب أن تضعي الأمور أمامك كفكرة، عندما تحلين المشاكل الكبيرة والصغيرة، وأنت في طريقك لتحقيق هدفك. يجب عدم الاستسلام بمجرد استماعك لتعليقات مناوئة، تشعرين بأنها غير صحيحة. فلا يوجد شيء اسمه المستحيل ولكنه تحد آخر!!)).

    مستلهمة مَثَل والدٍ وقور، فإن لدى ((هالدس)) التي تصف نفسها بأنها ((متحمسة، إيجابية، وفضولها كالأطفال)) اعتقاد راسخ في قوة الاختراعات لتحقيق الصالح العام في العالم اليوم.

    [KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
  • نبذة عن حياة مخترعة دعامة الرقبة “هالديس الفيك ثن”

    1995 نساء مخترعات

    الأستاذ فرج موسى

    مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

    عامة الرقبة المخترعة هالديس الفيك ثن شخصيّات المخطوطات والكتب النادرة

    ((لقد عشت بمفردي معتمدة على نفسي بحق خلال الخمس والعشرين سنة الأولى من حياتي.

    وخلال الخمس والعشرين سنة التالية، كنت أما، وربة بيت سعيدة، وزوجة لمحام. كان لدينا أربعة أطفال.

    أما عن الخمس والعشرين سنة التالية)) تقول ((هالدس الفيك ثن Halldis Aalvik Thune)) التي تخطت الخمسين من العمر توا: ((سأكرس حياتي لاختراعات الخاصة، والسفر، وأخيرا وليس آخرا لاكتشاف نفسي))

     

    تعيش ((هالدس)) على مسافة 50 ميلا شمالي أوسلو Oslo، في مكان نرويجي صميم، بالقرب من غابة دائمة الخضرة.

    وقد ولدت في السادس من ابريل عام 1936، وكانت أكبر سبعة أطفال، وكان والدها مزارعا ومخترعا لافتا للنظر، فقط سجل 12 اختراعا عن الآلات، خاصة في مجال الزراعة.

    وكانت هذه الفتاة الصغيرة مغرمة بنشاط والدها في الاختراعات، وعقدت العزم على أن تكون مثله في يوم من الأيام. لقد كان بطلها الأول.

     

    لقد بدأت مخترعة (دعامة الرقبة Nick-Aid) وهي جبيرة للرقبة والظهر حياتها العملية كممرضة. وعندما كبر طفلها الأخير قررت بحماس كبير استكمال تعليمها. وهي في الخامسة والأربعين من عمرها. التحقت السيدة ((هالدس)) – مع ابنتها –بجامعة أوسلو Oslo.

    وتذكرت قائلة: ((بينما كنت في طريقي إلى الجامعة، شاهدت حادث سيارة، وفجأة انطبعت لديّ صورة، ثم كان الحل ماثلا أمامى. نعم هكذا خرج اختراعي (دعامة الرقبة) إلى الوجود)).

    وفي الجامعة، درست هذه المرأة النرويجية الذكية علم الأعراق البشرية (الأنثروبولوجيا)، والتاريخ، بالإضافة الى منهج في الفلسفة أيضا: ((إننى مهتمة بالاختراعات المرتبطة بمشاكل الحياة اليومية وحلولها)). تقول ذلك هالدس ثن.

     

    وفي أبريل عام 1987، في معرض جنيف الدولي الخامس عشر للاختراعات والتقنيات الجديدة، فازت ((هالدس ثن)) عن اختراعها (دعامة الرقبة Neck-Aid) بالميدالية الذهبية للمنظمة العالمية للملكية الفكرية (WIPO) للنساء المخترعات عن هذا العام.

    وقد نال اختراع ((هالدس)) قدرا كبيرا من الاهتمام، وأجرت كثيرا من الاتصالات المثمرة في جنيف.

    وعندما اتصلت ((هالدس)) هاتفيا بمنزلها لتخبرهم بنبأ فوزها بالجائزة، كانت الفرحة عارمة لدى كل أفراد الأسرة، حتى قطتها لم تخف فرحتها بالتعبير عن ذلك بالمواء!!

    [KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
  • الصعوبات التي واجهت السيدة “كابنجا” وكيفية تغلبها عليها

    1995 نساء مخترعات

    الأستاذ فرج موسى

    مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

    السيدة كابنجا شخصيّات المخطوطات والكتب النادرة

    وفي 17 اغسطس عام 1981، اعترف قسم الأبحاث العلمية والتعليم العالي رسميا (بكابنجا) باعتبارها ((معالجة دؤوبة بالروحانيات والأعشاب، وحريصة على مساعدة المرضى))

    لكن لم يكن هذا هو رأي الجميع! فقد شنت بعض الصحف المحلية هجوما ونقدا لاذعا على ((كابنجا)) في عام 1985، حيث اتهموا ((كابنجا)) بأنها ساحرة)).

    ومع ذلك، فقد قام رئيس اتحاد المخترعين في ((زائير)) (Kabasele Muamba) بتجميع قواه والدفاع عن هذه القضية، واتخاذ موقف ضد المقللين من أهمية الاختراع.

     

    حيث قال: ((سيكون التاريخ قاسيا جدا في حكمه على هؤلاء الذين يحاولون التقليل من قيمة الاختراعات، وسوف يحتقر هؤلاء الذين ينتقدون مخترعي اليوم)).

    واليوم، عادت ((كابنجا)) لتتولى منصب المدير العام للمكتب الرئيسي للمركز، وهو يقع بمدينة (Mbuji-Mayi)، التي تبعد عن العاصمة ((كينشاسا)) ساعتين طيران.

    ولا تعتنى ((كابنجا)) فقط بالأمراض الجسدية مثل الملاريا، والديدان المعوية، والزهري. .. الخ، لكنها تعتنى أيضا بأمراض الفتور العقلي، والتي تقول عنها:

     

    لقد لاحظت انها تتركز بدرجة رئيسية بين الطلبة الذين تتراوح أعمارهم ما بين 15-25 عاما. وكذلك اهتمامها بنوبات الصرع، والتشنجات العنيفة التي يعاني منها المرضى من جميع الأعمار.

    وتلجأ إلى ((كابنجا)) أيضا الزوجات اللآتي لا ينجبن، لأن الأمومة أمر حيوي للمرأة الأفريقية، وتحدثنا مخترعتنا الزائيرية عن الأمومة والمرأة والاختراع فتقول في عبارات مليئة بالحكمة: ((قبل كل شيء ما من شيء عظيم قام به الرجل في هذا العالم إلا وقد مر أولا خلال قلب امرأة. فرحم المرأة هو المسؤول عن عبقرية الجنس البشري)).

    [KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
  • آلية عمل طريقة الكشف عن الميكروبات باستخدام مرآتين

    1995 نساء مخترعات

    الأستاذ فرج موسى

    مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

    الميكروبات آلية عمل طريقة الكشف عن الميكروبات الطب

    وفي ابريل عام 1981، تقدم المركز الطبي لمستشفى (Nsanga Lubangu) بطلب الحصول على براءة اختراع تحت مسمى : ((طريقة للكشف عن الميكروبات باستخدام مرآتين))، وهي أسلوب فني جديد اخترعه كل من السيد ((ماويجا)) والسيدة ((كابنجا)).

    والميكروسكوب يتكون من مرآتين صغيرتين، يتم استخدامهما للكشف عن ((العلامات الميكروبية)) التي تحدث في اللعاب، وهي طريقة تشخيص، قضى فيها هذا المركز الطبي نحو عشرين عاما للوصول بها إلى حد الكمال.

    تأخذ الممرضة عينة صغيرة من لعاب المريض، وتضعها على شريحة مشابهة لتلك التي تستخدم في الميكروسكوب التقليدي.

     

    وتوضع الشريحة مع العينة على لمبة برافين ذات لهب منخفض ثواني قليلة، ويبعد الشريط الزجاجي عن اللهب بمسافة 4 سم، وذلك لتجنب الدخان.

    ومن أجل المحافظة على ثبات درجة الحرارة – ما بين 50 ، 60 درجة مئوية – وقبل أن تجف، تبدأ عينة اللعاب في التلون. وبعد مرور 60 ثانية، تبرد الشريحة وتوضع على إحدى المرآتين، حيث يأخذ اللعاب شكلا يمكن التعرف عليه.

    وتكمن المهارة هنا في تشخيص وتفسير تلك ((العلامات الميكروبية))، والتي تمكن مركز (Nsanga) الطبي من التعرف على 97 نوعا منها.

     

    وكل هذه العلامات تختلف عن بعضها البعض، ويمكن أن يكون هناك الكثير من العلامات المختلفة، يشير كل منها إلى مرض مستقل بذاته.

    وقد أثارت طريقة كشف الميكروبات هذه سخرية البعض. ولكن إذا كان يمكننا تحليل البول والدم، فلماذا إذن لا يمكننا تحليل اللعاب أيضا؟

     

    وتشرح لنا ((كابنجا)) ذلك قائلة: ((ان لعاب الإنسان يُعد الأخ التوأم لبلازما الدم. ففى اللعاب، من بين عناصر أخرى، نجد الكالسيوم، والمغنسيوم, ومعدن الفوسفات، والكلور، وغاز الكربون، والتي توجد جميعا في بلازما الدم أيضا)).

    وتتصدر مطبوعات هذا المركز الطبي عبارة تقول : ((إنه يمارس طبا تقليديا حديثا))، حيث يتم استخدام ما لا يقل عن 180 منتجا طبيعيا محليا، يجري تحويلها في الحال إلى أٌقراص، ولبوسات، وبودرة. .. الخ.

    [KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
  • نبذة عن حياة المخترعة “كابنجا ميكالو”

    1995 نساء مخترعات

    الأستاذ فرج موسى

    مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

    المخترعة كابنجا ميكالو شخصيّات المخطوطات والكتب النادرة

    ولدت ((كابنجا ميكالو kapinga mikalu)) في 27 يوليو عام 1940، وبدأت حياتها العملية معلمة بإحدى مدارس ((زائير))، في إقليم يسمى شرق ((كاساي kassai)).

    والسيدة ((كابنجا)) أم لعشرة أطفال، وهي أيضا أم اختراع أسلوب فني لاكتشاف الميكروب باستخدام اللعاب وميكروسكوب أولي.

    وبسبب هذا الاكتشاف منحها رئيس جمهورية زائير وسام "الفهد" – في مايو عام 1987، وبعد سنوات قليلة في شهر مايو عام 1990 استلمت ((كابنجا)) الميدالية الذهبية لمنظمة (ويبو WIPO) التابعة للأمم المتحدة وذلك لأميز امرأة مخترعة في بلدها.

     

    وفي عام 1974، وهي في الرابعة والثلاثين من عمرها، بدأت القصة كلها من أجل إنقاذ حياة طفلها الثامن. وتتذكر ((كابنجا)) قائلة: ((في أثناء غيابي، التقط طفلي البالغ من العمر عاما واحدا إحدى الزجاجات الموجودة بخزانة الملابس، وكان بها مضاد حيوي. وسقطت الزجاجة على الأرض وتهشمت، وتبعثرت منها أقراص المضاد الحيوي ذات الألوان الزاهية.

    واعتقد الطفل أنها نوع من الحلوى، وبدأ في مصها. .. وبمجرد عودتي، أخذته في الحال إلى أحد المراكز الطبية، فقالوا لي إن الوقت قد فات، وها هو ابننا، وليد زواج الحب الذي كرسنا له حياتنا، كان آخذا في الموت أمام عيني.

    ونصحني أحد الاصدقاء أن آخذ طفلي إلى أحد المستشفيات التقليدية (Nsanga-lubangu)، والتي رأى فيها حالات مشابهة تم شفاؤها بواسطة عراف يدعى (ماويجا Maweja).

     

    واستجمعت شجاعتي واندفعت بالطفل – الذي كان تعلقه بالحياة ضعيفا جدا – إلى ذلك المكان، حيث وجدت السلام على أقل تقدير…

    وبعد عامين من علاج المداوي (ماويجا)، تم شفاء طفل ((كابنجا)). ومنذ تلك اللحظة اقتنعت تماما بطريقة الصيدلانية التي استخدمها هذا السيد في العلاج. وبمرور الوقت أصبحت ((كابنجا)) إحدى حوارييه، وبالفعل تركت عملها في التدريس وتبعته.

    ((علمني تدريبي مع السيد ((ماويجا)) بأن المرض مثل الفكر الذي ليس له مأوى، فهو مثل مخلوقات غريبة تحاول العيش على حسابك، وتدمر قوام حياتك، وذلك مثل نبات طفيلي يعيش على شجرة بلوط)).

     

    في عام 1975، انضمت ((كابنجا)) للعمل بشكل دائم مع السيد ((ماويجا)).

    وفي عام 1979، منحها السيد "ماويجا" مسؤولية فتح مستوصف جديد ملحق مع المركز الطبي لمستشفى (Nsanga).

     

    وعندما ازدادت معلومات ((كابنجا))، بدأت في عمل زيارات إلى القرى المحيطة، والتي كانت تذهب اليها دائما مشيا على الأقدام.

    وتقول : ((إذا سألها أحد الأشخاص الآن: أليس هذا العمل شاقا ومجهدا؟ تجيبه ببساطة: لكن ما أهمية ذلك إذا كان العمل يزيد الثقافة، ويجد المريض الصحة، والسلام، والحياة؟)).

    [KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
  • الصعوبات التي واجهتها الممرضة “باربرو”

    1995 نساء مخترعات

    الأستاذ فرج موسى

    مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

    الممرضة باربرو شخصيّات المخطوطات والكتب النادرة

    ولم يكن من السهل على ((باربرو))، كممرضة، أن تقنع العاملين بالمهنة الطبية باختراعها.

    وفي النهاية، استطاعت أن تقنع واحدا، أقنع بدوره عددا قليلا آخر، ثم بدأت الطلبات تنهال عليها أخيرا.

    لم تكن بالسويد شركات تنتج أنابيب الاختبارات المفرغة المدمج بها مادة تعيق تخثر الدم، بل إن مثل هذه الشركات قليلة جدا في العالم.

     

    وقد استغرقت ((باربرو)) عامين للحصول على 5000 انبوبة فقط، احتاجتها في المرحلة التجريبية. ثم وافقت بعد ذلك إحدى الشركات على إنتاج هذه الأنابيب، بشرط أن يكون الطلب مليون أنبوبة على الأقل، وبسعر كرونة سويدية واحدة للأنبوبة.

    يا لها من ثروة طائلة لممرضة مجدة! ولم تكن الشركة مهتمة حقا بهذا المشروع؛ حيث أنَّ أنبوبة ((باربرو)) الجديدة (12 سم) ستتكلف نفس تكلفة الأنبوبة التقليدية (8 سم)، ولكن، بما أنها لا تحتاج إلى بيع أي ممصات، فإن نظامها لا يعني تحقيق أي ربح للشركة.

    واليوم، تقوم شركتان، إحداهما في الولايات المتحدة الأمريكية، والأخرى في اليابان، بإنتاج 200 مليون انبوبة في العام.

     

    ولك أن تتخيل فقط إذا تسلمت ((باربرو)) ريعا قدره 1% عن كل أنبوبة، بمعدل كرونة سويدية واحدة عن كل أنبوب، فإن هذا سيعني 2 مليون كرونة كل عام!

    ولكن لأنها لم تقم بتسجيل الاختراع، فإنها لا تحصل على فلس واحد من هاتين الشركتين المنتجتين اللتين تتقاسمان السوق العالمية.

    وبينما كانت تخبرني بقصتها، نظرت إلى وابتسمت ابتسامتها المدهشة، وهي تقول: ((لا أشعر بأي مرارة أو حزن، إنني سعيدة جدا لمجرد إنتاج أنابيبي، وممتنة لمجرد رؤية اختراعي وقد أصبح حقيقة واقعة)).

     

    ولكن ((باربرو)) لم تتخل عن المطالبة بحقوقها. فتقدمت بطلب إلى كوميون ((ستوكهولم)) التي تقيم فيها، بعد أن علمت أنه يتم إجراء نحو 700,000 اختبارا لسرعة ترسب الدم (ESR) سنويا، وهذا يوفر نحو 500,000 كرونة سويدية كل عام لمستشفيات ((ستوكهولم)) وحدها.

    ولهذا السبب، قررت كوميون((ستوكهولم)) أخيراً، في عام 1988، منحها مبلغ 250,000 كرونة سويدية كتعويض. وياللأسف ، فإن 70% من هذا المبلغ قد ذهب للضرائب!!

     

    ولقد وجدت ((باربرو))، تلك المرأة السويدية التي كرست حياتها من أجل مهنة التمريض حين قابلتها، مليئة بالشباب والحيوية، وهي في سن السبعين.

    فهي مبتسمة، شاكرة، سعيدة على الدوام. وقد أخبرتني بأنه على الرغم من أن اختراعها قد كلفها الكثير من العمل والجهد، إلا أنه كان مصدرا للفرح والسعادة كذلك، وأضافت أنها لن تتوقف عن التفكير في اختراعات وتصميمات أخرى. إنها مخترعة حقا!

    [KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
  • طريقة الممرضة “باربرو” في اختبار سرعة ترسيب كرات الدم الحمراء

    1995 نساء مخترعات

    الأستاذ فرج موسى

    مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

    الممرضة باربرو كرات الدم الحمراء الطب

    واختبار معدل ترسب كرات الدم الحمراء (ESR) من الاختبارات القديمة الشائعة الاستخدام لتحليل دم المريض، وإعطاء مؤشر عن مدى تلف الأنسجة وحالات الالتهاب.

    وقوام هذا الاختبار، هو قياس سرعة ترسيب عدد كرات الدم الحمراء بالملليمتر في الساعة الواحدة في أنبوبة تحتوي على كمية معينة من مادة لإعاقة تخثر الدم، فإذا كان مستوى الترسيب يتراوح من 10 إلى 20 ميللميترا كحد أقصى، تكون سرعة الترسيب طبيعية.

    أما إذا زاد المستوى عن ذلك، فلا بد أن هناك عيبا ما. ويجب إجراء اختبار آخر بعد مرور أسبوعين، فإذا ثبت أن الاختبار الثاني غير طبيعي أيضا، فتجرى اختبارات أخرى لتحديد مكمن العيب.

     

    وقبل اختراع ((باربرو))، كان اختبار الـ (ESR) يتم على أساس مبدأ (Westergren)، الذي أدخل في عام 1920. وتستخدم هذه الطريقة أنبوبة طولها 8 سم، ويجب نزع الفلين ونقل عينة الدم اليها بممص.

    أما الطريقة الجديدة التي اخترعتها ((باربرو))، فيتم فيها استخدام أنبوبة فارغة طولها 12 سم، وتسحب عينة دم المريض إليها من الوريد مباشرة، وهكذا لا ينقل الدم، أو ينزع الفلين.

    وليس هناك اتصال بين عينة الدم والممرضة؛ بل تقوم على نظام دائرة مغلقة تماما، تمنع كل خطر للعدوى.

     

    وهذا العامل تزداد أهميته عندما نفكر في فيروس الإيدز والتهابات الكبد. كما أن تكلفتها أقل؛ لأنها لا تحتاج إلى أي ممصات.

    والجدير بالشرح هنا، أن الأنبوبة البالغ طولها 12 سم ليست هي في حد نفسها ((الاختراع))، لكنها عنصر لا يمكن الاستغناء عنه لطريقة ((باربرو)) الجديدة، التي تشمل حاملا توضع به الأنابيب، ويحتوي الحامل على مقياس متدرج يسمح بالتحول إلى طريقة (Westergren) القياسية، وتصحيح اختلافات درجة الحرارة.

     

    وتقول ((باربرو)): ((إن الفكرة كانت بسيطة، ولكنني لم أكن أتصور أنني سأواجه الكثير من الصعوبات، أو أنه سيكون هناك هذا الكم من العمل المضني.

    فقد عملت نحو عشر سنوات قبل أن تنتج هذه الأنابيب في النهاية، وقبل أن تستخدم طريقتي الجديدة بالفعل في جميع مستشفيات السويد، وكذلك في غيرها من الدول الأخرى حول العالم)).

    [KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
زر الذهاب إلى الأعلى