• نبذة عن حياة الممرضة “باربرو هايلمرسون”

    1995 نساء مخترعات

    الأستاذ فرج موسى

    مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

    الممرضة باربرو هايلمرسون شخصيّات المخطوطات والكتب النادرة

    ((لقد عملت أيضا ممرضة في ((أثيوبيا)) مدة عامين، من 1970 إلى 1972، بالمستشفى السويدي في مدينة ((أديس أبابا)) العاصمة.

    ومع أنه كان لي منزل صغير، ومربية طيبة تساعدني، إلا أن تلك السنوات كانت عصيبة للغاية.

    فقد كان هناك عدد كبير من الأطفال المرضى، وهو أمر لم أر مثله في السويد، وكنت مجهدة من العمل على ارتفاع 2500 متر فوق سطح البحر. ولكنني كنت ممتنة لإرسالي إلى هنا،, وكانت تجربة فريدة))".

     

    وفي أثناء إقامتها في ((أثيوبيا))، كانت ((باربرو هايلمرسون Barbro Hjalmarsson)) تبلغ من العمر أكثر من 50 عاما.

    فقد ولدت في عام 1919، وتربت في قرية بين مدينتي ((ستوكهولم وجوتنبرج)) على أيدي والديها الفلاحين.

    وذلك في الأيام التي لم يكن التعليم الحكومي السويدي قد أتى بعد، لهذا لم يستطع والداها إلا دفع ما هو أكثر من تكاليف المدرسة الابتدائية، أما إخوتها البنين، فقد تبعوا خطا والديها، واختاروا الأرض والفلاحة، واختارت أخواتها البنات أن يكن ربات بيوت.

     

    أما ((باربرو)) فكانت مختلفة، فقررت عدم الزواج والتزمت بذلك، والتحقت بمدرسة التمريض، وعملت في المستشفيات طوال حياتها، وحتى سن تقاعدها في عام 1985.

    و ((باربرو)) ، التي عملت ممرضة في المختبر الكيميائي الإكلينيكي بمستشفى Sodersjukhuset ((ستوكهولم))، هي مخترعة أيضا، بل مخترعة كان من الممكن أن تصبح مليونيرة، لو كانت قد سجلت اختراعها الأول والرئيسي، والذي يتعلق باكتشاف ((طريقة جديدة لاختبار سرعة الترسيب)).

    ((وفي الحقيقة، إنني قدمت بالفعل طلب تسجيل الاختراع في المكتب السويدي للاختراعات في عام 1974، ولكن لم يكن لدي أي خبرة في هذا الشأن، حيث عملت وحدي دون طلب مساعدة من محام متخصص في تسجيل براءات الاختراع.

     

    كان هناك الكثير من المراسلات المكلفة إلى درجة لم أقدر عليها ماليا، دفعتني إلى التخلي عن الأمر برمته. وبعد مرور وقت طويل، اكتشفت أنني قد فقدت جميع الحقوق الخاصة باختراعي)).

    ((لقد عملت أيضا ممرضة في ((أثيوبيا)) مدة عامين، من 1970 إلى 1972، بالمستشفى السويدي في مدينة ((أديس أبابا)) العاصمة.

    ومع أنه كان لي منزل صغير، ومربية طيبة تساعدني، إلا أن تلك السنوات كانت عصيبة للغاية. فقد كان هناك عدد كبير من الأطفال المرضى، وهو أمر لم أر مثله في السويد، وكنت مجهدة من العمل على ارتفاع 2500 متر فوق سطح البحر. ولكنني كنت ممتنة لإرسالي إلى هنا،, وكانت تجربة فريدة))".

     

    وفي أثناء إقامتها في ((أثيوبيا))، كانت ((باربرو هايلمرسون Barbro Hjalmarsson)) تبلغ من العمر أكثر من 50 عاما. فقد ولدت في عام 1919، وتربت في قرية بين مدينتي ((ستوكهولم وجوتنبرج)) على أيدي والديها الفلاحين.

    وذلك في الأيام التي لم يكن التعليم الحكومي السويدي قد أتى بعد، لهذا لم يستطع والداها إلا دفع ما هو أكثر من تكاليف المدرسة الابتدائية، أما إخوتها البنين، فقد تبعوا خطا والديها، واختاروا الأرض والفلاحة، واختارت أخواتها البنات أن يكن ربات بيوت.

    أما ((باربرو)) فكانت مختلفة، فقررت عدم الزواج والتزمت بذلك، والتحقت بمدرسة التمريض، وعملت في المستشفيات طوال حياتها، وحتى سن تقاعدها في عام 1985.

     

    و ((باربرو)) ، التي عملت ممرضة في المختبر الكيميائي الإكلينيكي بمستشفى Sodersjukhuset ((ستوكهولم))، هي مخترعة أيضا، بل مخترعة كان من الممكن أن تصبح مليونيرة، لو كانت قد سجلت اختراعها الأول والرئيسي، والذي يتعلق باكتشاف ((طريقة جديدة لاختبار سرعة الترسيب)).

    ((وفي الحقيقة، إنني قدمت بالفعل طلب تسجيل الاختراع في المكتب السويدي للاختراعات في عام 1974، ولكن لم يكن لدي أي خبرة في هذا الشأن، حيث عملت وحدي دون طلب مساعدة من محام متخصص في تسجيل براءات الاختراع.

    كان هناك الكثير من المراسلات المكلفة إلى درجة لم أقدر عليها ماليا، دفعتني إلى التخلي عن الأمر برمته. وبعد مرور وقت طويل، اكتشفت أنني قد فقدت جميع الحقوق الخاصة باختراعي)).

    [KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
  • نبذة عن حياة السيدة “بلاجينا فاسيليفا” وإنجازاتها

    1995 نساء مخترعات

    الأستاذ فرج موسى

    مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

    السيدة بلاجينا فاسيليفا إنجازات السيدة بلاجينا فاسيليفا شخصيّات المخطوطات والكتب النادرة

    ((كان اختياري النهائي لدراسة الكيمياء يعود جزئيا إلى الصدفة، ولكنه قبل كل شيء كان استجابة لنوع من التحدي.

    فقد كان حلمي هو دراسة فقه اللغة، لأنني كنت متحمسة للأدب والشعر. ولكن حدث ذات يوم أن أثارني أخي الأصغر، الذي كان يدرس في جامعة صوفيا Sofia

    وقال: ((هل تعلمين أنّ الكيمياء، هي أصعب الدراسات الجامعية، وخاصة الكيمياء العضوية.)) فما كان مني إلا أن بلعت الطعم.

     

    وقلت لنفسي: إذا كانت هذه الدراسات غاية في الصعوبة، فلا بد وأنها أيضا غاية في الإثارة. وهكذا كانت بدايتي في الانغماس في دراسة الكيمياء.))

    ولدت ((بلاجينا فاسيليفا Blagina Vassileva))، في 23 اكتوبر عام 1930، في عائلة عمال. ودرست الهندسة الكيميائية في جامعات بتشيكوسلوفاكيا وفي وطنها بلغاريا، في أوائل الخمسينات.

    وبعد أن عملت في البداية مدة 11 عاما في مصنع، انتقلت للعمل في معهد أبحاث، وحصلت على شهادة الدكتوراه في العلوم الفنية من معهد الفنون التطبيقية في «Gdansk» (جدانسك) في بولندا.

     

    وتشغل السيدة ()بلاجينا فاسيليفا)) الآن وظيفة رئيسة قسم المضادات الحيوية في معهد الأبحاث الكيميائية والصيدلانية بمدينة صوفيا منذ عام 1972، وتعد اليوم شخصية وطنية مبرزة في بلدها.

    ومن أبرز المنح والجوائز الكثيرة التي حصلت عليها، جائزة ديمتروف ((Dimitrov)) عام 1982، وجائزة أميز امرأة مخترعة في بلغاريا عام 1985.

    لا تعرف ((بلاجينا)) بأنها مؤلفة لأكثر من 50 بحثا علميا منشورا وحسب، لكنها تعرف أيضا بأنها مخترعة رصيدها 25 اختراعا، تم تصنيع الكثير منها وتسويقه.

     

    وجميع اختراعاتها مرتبطة بالمضادات الحيوية، وطرق تصنيعها. فقد ركزت أبحاثها دائما على المضادات الحيوية، ووسائل تطويرها في مجالات الطب البشري والبيطري. وذات يوم قادتها الصدفة إلى اتجاه جديد تماما له علاقة ببقائها في موسكو.

    ((تقابلت هناك مع باحثين سوفيت، يعملون في مجال المضادات الحيوية الخاصة بوقاية النباتات. وقد أثار مجال هذا البحث فضولي واهتمامي.

    فقد رأيت فيه وسيلة للحرب ضد الأمراض التي تصيب المحاصيل الزراعية، وتدمر أشجار فواكهنا، وأوراق التبغ، التي يتم زراعتها على نطاق واسع في بلغاريا. وعند عودتي إلى صوفيا، أحضرت معي المضاد الحيوي (741) المعروف باسم (Lavendothricin))).

     

    واختبرت ((بلاجينا)) المضاد (741) في مصنع تجريبي يتبع معهد أبحاثها في صوفيا، وكانت النتائج أكثر من مرضية. وقد ثبتت فاعلية هذا المضاد الحيوي ضد العفن الفطري، للتبغ، والتفاح، والكمثرى.

    كما اكتشفت أيضا أن هذا المضاد يحمل تأثيرا إيجابيا على نمو النباتات، وعلى تأصيل جذور نبات القرنفل ونموه على سبيل المثال.

    ((أضف إلى ذلك أن اختباراتنا قد أظهرت أن هذه المضادات كانت غير ضارة لكل من الإنسان والحيوان، كما أنها لم تترك أي أثر سلبي على الفواكه التي عوملت بها. وهذا أمر في غاية الأهمية.))

     

    وعندما سأَلت ((بلاجينا)) أن تتحدث عن اختراعاتها العديدة، قالت بتواضع: ((إن الكيمياء العضوية غاية في التعقيد، حتى بالنسبة للمتخصصين، لدرجة أنني أخشى ألا تفهم شيئا))!

    وتضيف السيدة ((بلاجينا)) من فورها: ((أرجو أن تلاحظ أنني لست المخترعة الوحيدة، فقط طور اختراعاتي فريق من الباحثيين، معظمه من النساء))، حيث تشكل النساء مابين 90% إلى 95% من الباحثين البالغ عددهم 280 الذين يعملون في المبنى المكون من تسعة طوابق، أعني مبنى معهد الأبحاث الكيميائية والصيدلانية في مدينة صوفيا)).

    و((بلاجينا)) مديرة قسم المضادات الحيوية – هي الأكثر شهرة بينه،, لها مكتب صغير مكتظ بالكتب والنباتات الخضراء.

     

    وعندما تتحدث بلغة غير لغتها البلغارية، فإنها تتكلم ببطء ويسر بلغة تشيكية، وبولندية، وروسية، وقليل من الإنجليزية. ويمكنك أن تستشف في عينيها ذكاءها الحاد، وصلابتها التي تحمل في نفس الوقت الطيبة والرقة.

    ولم يكن لدى ((بلاجينا)) أطفال, وقد توفي زوجها – الذي كان يعمل كيميائيا أيضا – في عام 1982. ويرجع الفضل إلى ناظرة مدرستها التي قامت بأهم دور في تكوين شخصيتها. وقد حدث ذلك أثناء الحرب العالمية الثانية:

    ((لقد كانت ناظرتنا امرأة رائعة. فقد خلقت جوا من الاستقامة، أسهم في تزويدنا بالشجاعة.

     

    وكانت تعاملنا من البداية على اننا كبار، وغرست في كل منا شعورا قويا بالمسؤولية. وما قالته لنا ترك انطباعا دائما ومستمرا لديّ، فقد اعتادت أن تقول: إن الحياة تجربة جادة.))

    وهكذا كانت ((الجدية)) صفة ((بلاجينا)) طوال حياتها. فقد كان والدها بناء بالآجر. وكانت تبلغ الخامسة من العمر وحسب، حين وافته المنية، واضطرت أمها للعمل في أحد المصانع.

     

    واضطرت ((بلاجينا))، كباقي أفراد الأسرة إلى الكفاح طوال سنوات عجاف، ولكنهم في النهاية توجوا بالنجاح، فأصبح أخواها الكبيران طيارين، وأخوها الأصغر مهندسا في (علم المياه).

    ولم يكن هناك سبب لأن تحسد ((بلاجينا)) إخوانها. فقد كانت – هي ذاتها – شخصية شهيرة ومرموقة بمعنى الكلمة.

    [KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
  • اكتشاف “اللقاح الكوبي” المضاد لفيروس المكورة السحائية

    1995 نساء مخترعات

    الأستاذ فرج موسى

    مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

    اللقاح الكوبي فيروس المكورة السحائية شخصيّات الطب

    لقد تخرجت السيدة ((كونسبسيون)) من كلية الصيدلة في عام 1974، ثم انتظرت 12 عاما قبل البدء في رسالة الدكتوراة، والتي كان موضوعها بالطبع هو ((اللقاحات المضادة للمكورات السحائية)).

    هذا الموضوع – الذي كان هو كل حياتها – قد جلب لها العديد من الجوائز داخل بلدها. ففي عام 1988، اعترفت ((الأكاديمية الكوبية للعلوم)) باختراعها كأفضل عمل بحثي في ذلك العام، في مجال العلوم والتكنولوجيا.

    وفي 11 ديسمبر عام 1989، وفي احتفال بمدينة ((هافانا))، حضره الرئيس ((فيدل كاسترو))، وعدد من الوزراء، ورئيسة اتحاد المرأة، سلم المدير العام لمنظمة (ويبو WIPO) التابعة للأمم المتحدة شخصيا الميدالية الذهبية للمنظمة عن أفضل اختراع في كوبا في ذلك العام للسيدة ((كونسبسيون)).

     

    وكما هي العادة في ذلك البلد، لم تبدأ الاحتفالات بتسليم الجوائز إلا عند منتصف الليل، حيث ارتدت السيدة ((كونسبسيون)) رداء أحمر متوهجا، مثل شخصيتها. ويصفها الجميع بأنها سيدة ذات شخصية متحمسة، ومتفائلة، ومفعمة بالقوة والنشاط.

    وكان بجوارها السيد ((جوستافو سييرا جونزاليس Gustavo Sierra Gonzalez)) زميلها في اختراع اللقاح، الذي منح أيضا ميدالية منظمة (ويبو) الذهبية.

    كما تم في هذا الاحتفال منح شهادة لكل من الرجال الأربعة، والنساء الثلاثة الذين شاركوا في العمل البحثي لهذا ((اللقاح الكوبي)).

     

    والسيدة ((كونسبسيون)) على علم بما تدين به لمعاونيها الذين أحبوا هذا العمل، وكرسوا كل وقتهم له: ((لقد كان عملنا شديد الصرامة، كما كانت حساباتنا في غاية الدقة، ذلك لأن هذا اللقاح كان يجهز من أجل الأطفال الضعاف بطبيعتهم.

    فلم أستطع يوما أن أرى طفلا وهو يموت دون أن ينكسر قلبي. ولقد تقاسمت – في أثناء العمل- مع فريقي كل شيء؛ فكنا نحزن معا عندما تسوء الأمور، وكنا نسعد معا عندما تسير الأمور على ما يرام)).

    وقبل اكتشاف هذا ((اللقاح الكوبي))، كان قد تم تطوير اللقاحات ضد التهاب السحايا في عدد من البلاد، غير أنها – أي تلك اللقاحات- كانت مقصورة على التحصين ضد المجموعات «A,C,Y&W-135» من فيروس ((المكورة السحائية)).

     

    أما ((اللقاح الكوبي)) فمفعوله للتحصين ضد المجموعة (B) ، الواسعة الانتشار في معظم البلاد، والتي لا تزال هناك صعوبة في التعرف عليها، على الرغم من أن حدوثها بكثرة كاثرة في معظم البلاد.

    ولقد أثبت اللقاح الذي قامت بتطويره السيدة ((كونسبسيون)) فعالية مناعية واسعة، تغطي الأنماط الأساسية من فيروسات المجموعة (B).

    هذا بالإضافة إلى ميزة تحمل الأطفال الصغار له، حيث تم تجريبه واختبار نتائجه – في فبراير عام 1987- على نحو 180,000 كوبيّ تتراوح أعمارهم ما بين 6 شهور، و 24 سنة، حيث وصلت نسبة النجاح في تحمل هذا اللقاح إلى 94% من إجمالي العينة ، وكان 99% من نجاح العينة ينطبق على الأطفال الصغار جدا.

     

    وعقب هذه التجربة الناجحة، بدأت حملة تطعيم في جميع أنحاء كوبا في عام 1988. ولنا أن نتخيل ملايين الجرعات من اللقاحات التي قام المركز – الذي تديره السيدة ((كونسبسيون)) – بإنتاجها، إذا علمنا أن كل فرد كان يعطى له جرعتان من هذا اللقاح. و

    كانت هذه هي البداية فقط، حيث جاء الطلب أيضا على اللقاح من دولة ((البرازيل)). ففي عام 1989، تم إرسال 2 مليون جرعة من ((اللقاح الكوبي)) إلى ((البرازيل)) الدولة الشاسعة المساحة، حيث تحدث الأوبئة كثيرا.

    ومع أن السيدة ((كونسبسيون)) كتبت نحو 67 دراسة علمية، الا أن الندوات الدولية كان لها أهمية ثانوية عندها.

     

    وقد زارت الولايات المتحدة الأمريكية، والاتحاد السوفيتى (سابقا)، والبرازيل، واثنتين أو ثلاثا من دول أوروبا الغربية، لكنها، على عكس المتخصصين الآخرين الذين يترددون على الغرف المخصصة للمؤتمرات المكيفة الهواء، كان للعمل الميداني الأهمية الأولى عندها.

    إن أبواق الشهرة من خلال النشر في المجلات العلمية، سوف تأتي بعد. أما الآن، فإن الأكثر أهمية في نظرها، هو حملتها ضد المرض والموت.

     

    ومن أجل نجاح هذه الحملة، ليس من الضروري فقط إنتاج هذا اللقاح على نطاق واسع، لكن متابعة الأشخاص الذين تم تلقيحهم بانتظام.

    إن هذا أمر ضروري من أجل إثبات خلو هذا اللقاح من الضرر تماما، وفاعليته على المدى البعيد.

    [KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
  • نبذة عن حياة الباحثة “كونسبسيون كامبا هوورجو” وقصة اكتشافها للقاح مرض التهاب السحايا

    1995 نساء مخترعات

    الأستاذ فرج موسى

    مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

    الباحثة كونسبسيون كامبا هوورجو مرض التهاب السحايا شخصيّات التكنولوجيا والعلوم التطبيقية

    لا يزال مرض ((التهاب السحايا Meningitis)) خطرا قاتلا في جميع أنحاء العالم للأطفال قبل كل شيء. والمعروف أن هذا المرض يهجم فجأة، ويستفحل بسرعة هائلة.

    ويرجع سبب هذا المرض إلى جرثومة تعرف بصفة عامة باسم ((المكورة السحائية))، وهي كائن حي دقيق يهاجم السحايا (أغشية الدماغ)، والنسيج العصبي.

    ولدت السيدة ((كونسبسيون كامبا هوورجو Concepcion Campa Huergo)) في عام 1951, وهي ابنة للثورة الكوبية، فقد كانت في الثامنة من عمرها حين تولى ((فيدل كاسترو)) السلطة.

     

    وظلت هذه الباحثة التي لا تكل، تكافح خطر هذا المرض (التهابا السحايا) منذ عام 1982، عندما شرعت في اختراع لقاح جديد. وحالتها نادرة في عالم البحث. نادرة ومرضية في نفس الوقت.

    فهي لم تكتشف لقاحها المقصود فقط، لكنها تابعته أيضا، واستمرت في مراقبته من مرحلة تلو الأخرى. وفي البداية قادت هذه السيدة مجموعة بحثية.

    ثم أصبحت رئيسة قسم إنتاج اللقاحات قبل أن تصبح في النهاية رئيسة ((المركز القومي للقاحات المضادة للمكورات السحائية)) في مدينة ((هافانا))، والذي تم انشاؤه في اغسطس عام 1989.

     

    وكما تقول المخترعة: ((إنها هي ومن يعملون معها لم يعرفوا أيام الأحد والعطلات، أو الانتقال من النهار إلى الليل، ولم يناموا إلا نادرا. وجعلهم حماسهم أيقاظا هي ومن يعملون معها)).

    والحق أن هذه السيدة ظلت تقضي حياتها بين المركز، ومختبرها، بالإضافة إلى إيجاد الوقت الكافي للتدريس في الجامعة. فنسمعها تقول: ((إن عملي هو هوايتي الوحيدة، بجانب ((الطهي)) في حالات نادرة!)).

    ويؤكد زوجها – وهو محاضر للفيزياء في جامعة ((هافانا)) – على هذا الأمر فيقول: ((مع مرور الوقت، وانشغالها الشديد بالعمل، انتقلت لي مسؤولية الشؤون المنزلية وتربية الطفلين، اللذين أصبحا الآن في سن المراهقة)).

     

    وترجع أصول السيدة ((كونسبسيون)) إلى الطبقة العاملة وكان والدها يتملك متجرا صغيرا، يبيع فيه الأدوات المعدنية، وتدين لأمها بالكثير؛ فعلى الرغم من أنها كانت مجرد ربة بيت بسيطة، إلا أنه كان لديها حب استطلاع عظيم للعلم، ورثته لابنتيها : فكانت أخت المخترعة متخصصة في أمراض القلب، بينما اتجهت مخترعتنا بسرعة إلى علوم الصيدلة.

    وتعترف قائلة: ((بصراحة، لقد كنت خائفة أن أصبح طبيبة، فمجرد فكرة مشاهدة المرضة يموتون أمام عيني أفزعتني إلى حد ما.

    بينما العمل في علوم الصيدلة، يمكنني من مساعدة المرضى دون أن اضطر لمواجهتهم في لحظات تألمهم)).

    [KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
  • نبذة عن حياة الدكتورة “روزالين يالو”

    1995 نساء مخترعات

    الأستاذ فرج موسى

    مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

    الدكتورة روزالين يالو شخصيّات المخطوطات والكتب النادرة

    وقد ولدت ((روزالين)) في 19 يوليو عام 1921، في مدينة نيويورك، من والدين متواضعين، من المهاجرين اليهود من ألمانيا وأوروبا الشرقية.

    ومنذ كانت صغيرة، كانت فتاة عنيدة، مليئة بالعزم استحوذ عليها الاهتمام بالرياضيات والكيمياء. وفي المدرسة الثانوية، تحولت إلى دراسة الفيزياء.

    وفي عام 1939، وهي في التاسعة عشرة من عمرها، قرأت ((روزالين)) سيرة حياة ((ماري كوري))، وهو كتاب – في رأيها – لا غنى عنه في قائمة القراءة لكل شابة طموحة عالمة.

     

    وفي نفس العام، ألقى الفيزيائى النووي الايطالي ((انيركو فيرمي))، الذي هاجر مؤخرا إلى الولايات المتحدة الأمريكية، محاضرة عن الانشطار النووي الذي تم اكتشافه حديثا، تابعتها روزالين باهتمام بالغ.

    ولم تهتم مقالة ((انيركو فيرمي)) بتطبيق الانشطار النووي في فن الحرب الحديثة فحسب، بل أيضا على الإمكانية الجاهزة بالفعل لاستخدام النظائر المشعة في الفحوصات الطبية.

    وكان أقصى ما تصبة اليه عائلة ((روزالين))، هو أن تصبح مدرسة ابتدائي، لكن ((روزالين)) عقدت العزم على العمل في مجال آخر، هو مجال الفيزياء.

     

    حصلت ((روزالين)) على وظيفة سكرتيرة لبعض الوقت عند أحد المتخصصين في الكيمياء الحيوية بجامعة ((كولومبيا)).

    وكان ذلك بمثابة الباب الخلفي لها للوقوف على عتبة الدراسات الجامعية، وكان بداية حياة روزالين العملية. بعد ذلك حصلت على عرض كمدرسة مساعدة للفيزياء في جامعة ((ألينوي)).

    وفي أول اجتماع لها مع أساتذة كلية الهندسة بتلك الجامعة، اكتشفت ((روزالين)) أنها المرأة الوحيدة من بين 400 عضو بهيئة التدريس، حيث كانت في الحقيقة، أول امرأة في ذلك المنصب منذ عام 1917.

     

    وظلت متواضعة، وهي تقول: إن مكانها يدين لحسن الحظ، وتجنيد الشباب بالقوات المسلحة في عام 1941.

    وامتلأت الأعوام من 1941: 1945 بالعمل والإثارة، حيث كان حمل التدريس ثقيلا، هذا بالإضافة إلى التجارب المعملية الخاصة برسالتها،  والتي تتطلب ساعات طويلة في المختبر.

    ثم في يناير عام 1945 حصلت على درجة الدكتوراه في الفيزياء النووية. ولم يمنع هذا الدكتورة "روزالين يالو" من الزواج من أستاذ جامعي في الفيزياء، والقيام بتربية أطفالها.

     

    وكانت أول مرة تسمع فيها عن عالم تطبيق النظائر المشعة في الطب من زوجها.

    وبعد مقابلة دامت 15 دقيقة مع أكبر فيزيائي طبي في البلاد وكبير المستشارين في مستشفى ((برونكس))، تم قبول ((روزالين يالو)) كمسؤولة عن توفير وتطوير خدمات العلاج الطبي بواسطة النظائر المشعة.

    وبعد ثلاث سنوات، وعندما بدأ المختبر في الازدهار، انضم إليها الطبيب الشاب الدكتور ((سولومون بيرسون)).

     

    وكانت هذه بداية 22 عاما من المشاركة التي انتهت باكتشاف طريقة ((فحص المناعة بالإشعاع RIA)) في عام 1959، واستمرت هذه المشاركة حتى وفاة ((سولومون)) قبل الأوان في عام 1972.

    وتعلق ((روزالين)) على ذلك قائلة: ((لسوء الحظ فإنه لم يعش ليشاركني جائزة نوبل التي كان لا بد أن يحصل عليها لو أنه عاش)).

    وبناء على طلب الدكتورة ((روزالين يالو)) ، تم تسمية المختبر الذي شاركها فيه زميلها ((الدكتور سولومون بيرسون)) باسمه، وكما تقول : ((سيستمر اسمه على أوراق أبحاثى طالما أنني مستمرة في النشر، وستظل ذكرى اسهاماته باقية)).

     

    وحصلت الدكتورة ((روزالين يالو)) على العديد من المنح والجوائز والدرجات الشرفية المثيرة للإعجاب فقد حصلت على 40 درجة دكتوراه شرفية اعترافها بإسهاماتها المميزة في العلم. وهي لم تتوقف أبدا عن نسبة الفضل إلى الدكتور ((سولومون بيرسون)) شريكها في الاختراع.

    وفي مدينة ((استكهولم))، اختيرت ((روزالين يالو)) متحدثة رسمية نيابة عن الحاصلين على جائزة نوبل لعام 1977، وفي الوليمة التي أقيمت عقب الاحتفال، وعقب تقديمها للملك ((كارل السادس عشر)) ملك السويد، خاطبت ((روزالين)) طلبة ((استكهولم)) قائلة:

    ((لا نستطيع أن نتوقع أن تحصل جميع النساء على الفرصة المتكافئة الكاملة التي يسعين إليها في المستقبل القريب.

     

    لكن لو كان علينا نحن النساء أن نبدأ في التحرك نحو هذا الهدف، فإن علينا أن نثق بأنفسنا، وإلا فلن يثق بنا أحد، وعلينا أن نقرن تطلعاتنا بالكفاءة والشجاعة والعزم على النجاح، وأن نشعر بالمسؤولية الشخصية لنمهد الطريق لمن يأتين بعدنا، فليس بوسع العالم أن يتحمل فقد نصف بشره إذا أردنا أن نحل المشاكل الكثيرة التي تقلقه)).

    فلعل هذه الشجاعة النادرة وهذه الدعوة للنساء في جميع أنحاء العالم أن تكون محلا للاعتبار.

    [KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
  • جهاز الدكتورة “روزالين يالو” لفحص المناعة بالإشعاع –RIA

    1995 نساء مخترعات

    الأستاذ فرج موسى

    مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

    الدكتورة روزالين يالو جهاز فحص المناعة بالاشعاع التكنولوجيا والعلوم التطبيقية

    إذا قمت بفحص قائمة الحاصلين على جائزة نوبل في العلوم – الفيزياء، الكيمياء، الفسيولوجي (علم وظائف الأعضاء)، والطب – فإنك ستجد ضمنهم عددا قليلا جدا من النساء.

    فقد حصلت ((ماري كوري)) على جائزة نوبل في الفيزياء والكيمياء في عامي 1903، 1911، وحصلت ابنتها "إيرين" أيضا على جائزة نوبل في الكيمياء عام 1938.

    وعموما، فإن من بين 380 شخصا بتلك القائمة (الحاصلين على جائزة نوبل في العلوم)، لا تكاد نسبة النساء الحاصلات على تلك الجائزة تصل إلى 3%.

     

    فهل كانت هناك نساء مخترعات ضمن تلك المجموعة المختارة؟

    إنه من الصعب جدا أن نضع حدا فاصلا بين الاكتشاف العلمي والاختراع، ولكن الدكتورة ((روزالين يالو Rosalyn Yalow))، وهي مواطنة أمريكية، حصلت على جائزة نوبل في الطب في عام 1977، تعد مثالا طيبا.

    فقد حصلت على جائزتها نتيجة اكتشافها الخارق، الذي يسمى ((طريقة فحص المناعة بالإشعاع (RIA) Radio Immuno Assay))، القابل للتطبيق مباشرة في مجال الطب الإكلينيكي، وطريقة فحص –RIA– أداة قوية تحدد عمليا أي مادة ذات أهمية حيوية، وتستخدم الآن في آلاف المختبرات حول العالم.

     

    وتتميز هذه الأداة بدرجة حساسية غاية في الدقة – وهنا تكمن أهميتها- تتيح قياس أي مواد بيولوجية في الدم أو البول، بدرجة تركيز تصل إلى أقل من واحد على مليون من الجرام!

    وتعد هذه العملية من الدقة في التركيز الكيميائي في الجسم الإنساني مسألة حياة أو موت. ففي علم الجراثيم، على سبيل المثال، يتم الفحص بجهاز «RIA» للتعرف على حاملي الأمراض، والتعجيل باستئصالها.

    وهناك أسلوبان فنيان للفحص بطريقة (RIA): الأولى: بيولوجية، وتعتمد على تحديد ردود الأفعال المناعية للتعرف على أي مادة عضوية حية.

     

    والثانية: فيزيائية، وتعتمد على وضع مادة كاشفة على هذه المواد العضوية الحية، بإدخال ذرات إشعاعية في جزيئاتها.

    وقد استغرق تحويل المفهوم النظري (سنة 1956( إلى التطبيق العملي ثلاث سنوات من العمل المكثف، حتى أمكن قياس إينسولين البلازما (1959)، كما استغرق خمس أو ست سنوات أخرى قبل أن يتم تقديمه إلى المجتمع العلمي.

    وفي أواخر الستينيات أصبحت طريقة (RIA) أداة رئيسية في مختبرات الهرمونات، وتوسع فيما بعد ليتعدى المختبرات البحثية، ويدخل مجال الطب النووي والمختبرات الاكلينيكية.

     

    وتطبق طريقة هذا الفحص في مجالات أخرى، مثل: الطبي البيطري، والبحوث الزراعية، والعلوم الغذائية.

    ولو كانت الدكتورة ((روزالين يالو)) قد سجلت طريقة الفحص (RIA) لأصبحت الآن مليونيرة. فالمختبرات التي تبيعها تبلغ معاملاتها سنويا حوالي 30 مليون دولاراً أمريكيا.

     

    ولكن الدكتورة ((روزالين))، عالمة، لم يكن المال هدفا لها ذات يوم. وكما حدث مع ((ماري كوري)) في بداية القرن، نشرت الدكتورة ((روزالين)) بحوثها واكتشافاتها؛ الأمر الذي جعلها متاحة مجانا للعالم كله.

    وفي مثل هذه الحالات، فإن الاختراع الذي يعرفه الجمهور لم يعد قابلا للحصول على براءة اختراع.

    [KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
  • مراحل العلاج طبقا لـ”برنامج بول” التي يخضع لها المرضى

    1995 نساء مخترعات

    الأستاذ فرج موسى

    مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

    برنامج بول مراحل علاج برنامج بول الطب

    وبعد أن يمر المريض بفحص طبي إجباري شامل، يتم عمل برنامج علاجي خاص لكل مريض، حسب حالته، ودرجة تقدم المرض وتفشيه. فالبعض قد يأتي حتى من أجل العلاج الوقائي.

    حقا وبقدر ماتعني مخترعتنا، فإنه يجب العناية بالشعر بنفس درجة اهتمامنا بالأسنان، وذلك بالفحص المنتظم منذ مرحلة المراهقة فما فوق، حتى قبل هجوم فقدان الشعر.

     

    والعلاج طبقا لـ ((برنامج بول)) يشمل عددا من المراحل، منها مرحلتين رئيسيتين:

    (1) عملية أولة تستمر 15 دقيقة، يتم فيها تحريك ما يسمى بكؤوس (الشفط) المنزلقة على شكل خط متعرج على كامل الرأس.

    (2) عملية ثانية تستمر نحو ساعة كاملة، تستخدم فيها كؤوس الامتصاص الثابتة كبيرة القطر، وتقوم هذه الكؤوس بجهد مُضْنٍ، وبعمق على الأجزاء الصلعاء، بشكل ذبذبة عملية تفريغ قوي وضعيف بالتبادل.

     

    وتستغرق كل جلسة حوالي الساعة ونصف الساعة لمرة واحدة في الأسبوع، لمدة 20 أسبوعا بصفة عامة.

    وقد حافظت السيدة ((آبات)) على مسار نتائج اختراعها بحذر شديد.

    وبراءة اختراعها مسجلة الآن في كثير من البلاد، بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية. وكان نجاحها يتفاوت طبقا لدرجة الصلع، والنوع، والعمر، والصحة. .. الخ.

     

    والآن وبعد انتهائها من معالجة نحو 3000 مريض، يمكناه القول بأن : 40% من الحالات حققت نجاحا كاملا، بينما 60% حققت نتائج متوسطة.

    ولسوء الحظ فإنّ المرضى الذين لم تتمكن من إعطائهم أي وعود بالنجاح في علاجهم، هم المصابون بصلع كامل.

    [KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
  • كيفية وصول السيدة “آبات” إلى النجاح في تصميم وتنفيذ اختراعها

    1995 نساء مخترعات

    الأستاذ فرج موسى

    مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

    السيدة مارياروزا آبات شخصيّات المخطوطات والكتب النادرة

    وثابرت السيدة ((آبات))، على الرغم من مذهب الشك السائد في مهنة الطب ونظائرها.

    فكرت في والدها الذي كافح المحنة باختراعاته. لقد كان مهندسا للطيران، وقد سرقت منه أول أفكاره العظيمة، قبل أن يتمكن في النهاية من الفوز بالاعتراف بالفكرة الثانية، ألا وهي اختراع أول جهاز لتحويل البترول إلى غاز.

    والجدير بالذكر أن "مارياروزا آبات" المولودة في ميلان Milan. هي البنت الوحيدة بعائلتها، وتربت وترعرعت وسط رجال هاجسهم الأول هو الهندسة.

     

    فقد كان أخوها الأكبر الذي فقد حياته بشكل مأساوي في أثناء قصف جوي في الحرب العالمية الثاني يعمل أيضا مهندسا للطيران، كما كان زوجها خبيرا في هندسة الدراجات البخارية.

    وفي عام 1982 سجلت السيدة ((آبات)) طريقتها العلاجية، ثم تلا ذلك تسجيل جهازها ذي التحكم الكهربائي وكؤوس الامتصاص (الشفط) في عام 1985.

    لقد مرت عشر سنوات منذ عام 1976 على مولد فكرتها، عشر سنوات من البحث العلمي، والتعديل والتحسين للجهاز، عشر سنوات من التجريب، استطاعت خلالها معالجة نحو 1500 شخصا على نحو يدعو للرضا. ثم جاء اليوم المشهود؛ في عام 1988 عندما ظهر في حياتها سياسي إيطالي أحدث تغييرا في مجرى الأحداث.

     

    فقد قامت السيدة ((آبات)) بمعالجة أحد معاونيه، ثم أبدى هو؟ – أي السياسي- رغبته بتجربة نفس طريقة العلاج ولكن ليكون في مأمن قام هذا السياسي بإحضار حجة في الموضوع.

    وهو اختصاصي مشهور في الأمراض الجلدية (من مدينة ((ميلان)) ) ، حيث عهد إليه باختبار طريقة السيدة ((آبات)) في العلاج، وتتذكر مخترعتنا ذلك جيدا:

    ((منذ البداية جعلت مرضاي يتقبلون حالة واحدة: هي أن يوافقوا على تصويرهم قبل العلاج وبعده. وهكذا تمكنت من عرض شرائط التسجيل على اختصاصي الأمراض الجلدية العظيم، الذي كان عليه قبول هذا الدليل: ((إنك أفضل مني!!))

     

    قال ذلك ضاحكا. كان يجب أن أكون سعيدة، لكنني كافحت كثيرا وأصابني الإرهاق الشديد، لدرجة أنني كنت على وشك التخلي عن المشروع بأكمله، حتى أنني اقترحت عليه أن يقدم اختراعي كما لو كان اختراعه هو.

    على أية حال، كان هناك شيء واحد في صالحي ساعدني على الصمود، هو أن اختراعي سوف يساعد كل أولئك البؤساء الذين فقدوا شعرهم، وأنه سوف ينتشر في يوم ما بجميع أنحاء العالم.))

    لكن إخصائي الأمراض الجلدية شمخ بأنفه حيال اقتراحي قائلا: ((ماذا تقصدين؟)) ((إن هذا الاختراع هو اختراعك أنت! وما سوف أفعله هو أنني سأساعدك)).

     

    وهكذا تبدل حظ السيدة ((آبات))، فقام البروفيسور اختصاصي الأمراض الجلدية الشهير بتنظيم مؤتمرات صحفية لها في مدينتي "ميلان" و "روما".

    وأخيرا بدأ المرضى يتوافدون، وفي عام 1987 ابتهجت مخترعتنا بتمكنها من افتتاح مركز كبير في ((ميلان))، يتميز بالفخامة والبسط الممتدة من الجدار إلى الجدار، والموسيقى العذبة، وأحدث الآلات التكنولوجية، مع استخدام أجهزة وبرامج الكمبيوتر للتحكم في أجهزة الامتصاص (الشفط).

    وعملت السيدة ((مارياروزا آبات)) مع بناتها الثلاث : ((لقد دربتهن بنفسي، وعند بلوغهن الخامسة عشرة استطعن استيعاب كل شيء عن ((برنامج بول)). أما بالنسبة لمساعديها الآخرين في المركز، فهما مريضتان سابقتان.

    [KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
  • أسباب اهتمام السيدة “مارياروزا آبات” باختراع جهاز لاستعادة نمو الشعر

    1995 نساء مخترعات

    الأستاذ فرج موسى

    مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

    السيدة مارياروزا آبات الشعر شخصيّات المخطوطات والكتب النادرة

    ((أبلغ من العمر الآن 61 عاما، صادفت فيها الخير والشر، أوقاتا تعيسة وأخرى سعيدة. ولم تكن أقلها تلك اللحظة التي تسلمت فيها الميدالية الذهبية للمنظمة العالمية للملكية الفكرية (WIPO) )).

    هذا ما أسرت به لي السيدة الإيطالية ((مارياروزا آبات. Mariarosa Abbate)). الفائزة لسنة 1989 في جنيف.

    ويكفيها القول بأن برنامج الكمبيوتر المتصل باختراعها يسمى : ((برنامج بول Paul)) إحياءا لذكرى ابنها باولو ((paolo))، الذي قتل في حادث سيارة وهو في السابعة من عمره، وكانت مأساة تركت فيها أثرا عميقا.

     

    ((وبعد وفاة ((باولو))، وفي محاولة للنسيان، عدت إلى عملي القديم في العلاج الطبيعي، وعدت لتقديم خدماتي إلى المستشفى الذي تركته منذ سنوات، من أجل التفرغ لتربية أطفالي الخمسة.))

    عادت السيدة ((آبات))، إلى المستشفى، للعناية بالمرضى المصابين بعرق النسا والروماتيزم، وتدليك ضحايا حوادث الطرق. .. ((لقد استمتعت دائما بفعل الخير.

    وهكذا جاءتني الفكرة لمساعدة الذين يعانون فقدان شعر الرأس. أرجو ألا تضحك، ففقدان شعر الرأس شيء صعب التحمل من الناحية النفسية، حيث يشعر الشخص بانطباع بأنه لم يعد نفس الشخص.

     

    وهو شعور مزعج للمرأة بوجه خاص، المرأة التي تصبح صلعاء نتيجة للعلاج الكيميائي للسرطان- على سبيل المثال- وهذا ما يدعو للأسى.))

    وهنا شرعت ((مارياروزا آبات)) في البحث عن المزيد من المعلومات، وعمل ملف لهذا الموضوع. وقد علمها بحثها أن أسباب فقدان الشعر كثيرة، ما زال من الصعب تفسيرها في غالبية الحالات.

    ولكن ظهر شيء واحد، كان من الأسباب الرئيسية، هو التغذية غير الكافية للشعر. وهذا النقص في التغذية مرجعه إلى النقص في الدورة الدموية والسائل اللمفاويّ في طبقات الأنسجة التي ينمو فيها الشعر.

     

    كذلك بسبب النقص في عملية الأكسجة (Oxygenation)، بسبب ركود بقايا التحلل الطبيعي للأنسجة، وتراكم الرواسب الدهنية المتبقية من عملية الإفراز المفرط والتخلص غير الملائم من السائل الدهني، مما يعيق التدفق المطرد للأكسجين في الأنسجة.

    كما اكتشفت المخترعة أنه ما زال بأسفل فروة الرأس التي كانت آخذة في الصلع تدفق الدم، ومع أنه أبطأ، لكنه لم يتوقف.

    ولهذا قالت لنفسها إنه من أجل احياء وإنعاش نمو الشعر، يجب توفير مثير كاف لدى الأوعية الشعرية، بحيث يفوق هذا المثير أي تدليك عادي والاستعمال الذي لا ينتهي لأنواع من الغسول والكريم.

     

    ((وهكذا فكرت في طريقة للعلاج، والأداة التي يمكن استخدامها. وفي ذاك الوقت كانت الأداة تشغل يدويا، وكان بها فعلا كؤوس للشفط، يساعد امتصاصها كما اعتقدت على إعادة فتح الأوعية الدموية والدورة الدموية في فروة الرأس.

    وأعترف أن العملية كانت دقيقة للغاية، وأنني كنت على دراية تامة، أن كل مريض يجب علاجه على عمق أعظم أو أقل، طبقا لحساسيته، أو حساسيتها ومدى خطورة الحالة، ولم يكن ذلك أمرا هينا.))

     

    إن نفس طريقة الامتصاص هذه قد طبقت في مكان آخر كمثير للأوعية الدموية في الجذع، وخلف الرقبة والوجه، وليس في الرأس على الإطلاق.

    حقا إن أي ملامسة للرأس تعد مخاطرة كبرى، ذلك أن الرأس من الأعضاء الهشة جدا. وهذا يفسر أيضا عدم تلقي السيدة "آبات" أي تشجيع من المتخصصين المحيطين بها.

    [KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
  • رأي مبرمج كفيف بجهاز الدكتورة “ولترود”

    1995 نساء مخترعات

    الأستاذ فرج موسى

    مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

    مبرمج الدكتورة ولترود كيمف شخصيّات التكنولوجيا والعلوم التطبيقية

    في عام 1979، أصيب مبرمج يعمل مع الدكتورة ((ولترود)) بالعمى.

    لقد فقد ((الفريد فيرنر)) بصره بالتدريج بعد فترة مرض طويلة، ثم أصبح كفيفا تماما. إنه رجل لا يتكلم كثيرا، وزميل باحث ذو لحية.

    لا يمكن الاستغناء عنه في فريق البحث؛ إنه الإنسان الذي تجري عليه كل تجاربها العلمية: هل سرعة العمليات التي ينفذها الكمبيوتر بطيئة بدرجة كافية تسمح للكفيف بأن يشعر بها؟

     

    وهل نسيج المادة المستخدمة يسمح للكفيف بأن يشعر بالدبابيس تحت أصابعه مباشرة، أم من خلال طبقة بلاستيكية ناعمة للغاية؟

    لقد سألت ((الفرين فيرنر)) عن رأيه ليس كمبرمج، بل ككفيف، ومستخدم لاختراع الدكتورة ((ولترود)). والمعروف عن ((ألفريد)) أنه من أشد المتحمسين للـ ((فيديو تيكست)) الذي يعرف باسم «Bildschirmatext» في جمهورية ألمانيا الاتحادية، وباسم «Prestel» في المملكة المتحدة.

    هذا الجهاز الذي يوجد اليوم في عدد من البلاد ييسر التوصل بشكل متزايد إلى كمية كبيرة ومتنوعة من المعلومات عن طريق شاشة الكمبيوتر.

     

    لقد عبر ((الفريد)) عن رأيه قائلا: ((اليوم، وبفضل هذه الآلات التي تترجم جميع هذه البيانات إلى لغة ملموسة، نستطيع نحن المكفوفين التوصل إليها أيضا.

    وبالنسبة لي شخصيا، فإن أكثر ما أحبه في ((الفيديو تيكست)) هو أنني أتمكن الآن من قراءة الجرائد اليومية، وهذا ما لم يستطع المكفوفون عمله من قبل)).

    و((الفريد)) سعيد للغاية، لأنه سيستطيع في المستقبل القريب أن يقوم بجميع معاملاته البنكية، ومشترياته مباشرة، والأفضل من ذلك، أنه سيحقق حلما قديما للكفيف، إنه سيستطيع أن يرسل خطابات إليكترونية، وبعبارة أخرى، نظاما بريديَّاً من كمبيوتر إلى كمبيوتر آخر.

     

    فهنا لن يحتاج الشخص الكفيف إلا إملاء الرسالة أو تسجيلها كي يقوم شخص آخر بكتابتها. فبمجرد عمل بعض الطرقات البسيطة على لوحة مفاتيح الكمبيوتر، يمكن للكفيف أن يرسل رسالته مباشرة في لمح البصر.

    ويواصل الفريد فيرنر حديثه قائلا: ((لسوء الحظ، فإنَّ هناك مشكلتين رئيسيتين حول هذا الموضوع.

    الأولى، أن عدد المشتركين في نظام ((الفيديو تيكست)) ما زال قليلا بالنسبة لي كي أتراسل معهم. فهنا، في ألمانيا، لا يزيد عددهم عن 100,000 مشترك، ومعظمهم شركات وليسوا أفرادا)).

     

    ويضيف ((الفريد))، والمشكلة الثانية، هي أن جميع المعدات التي يتم تصميمها خصيصا للمكفوفين تكون غالبا مرتفعة الثمن، بالإضافة إلى أن النظم الاليكترونية تدخل عليها التحسينات الدائمة بشكل يجعل من الجهاز الحالي قديما بعد فترة بسيطة.. الأمر الذي يجعل الشخص الكفيف يتردد في دخول هذا الاستثمار.

    ولكن ماذا يرى ((الفريد)) في أحدث اختراع للدكتورة ((ولترود))، والذي يمكن الشخص الكفيف حتى من التعرف على الألوان؟ إنه طبقا لرأي الفريد، لا يزال مشروعا مستقبليا.

    ((ربما يمكن لكل شخص كفيف في خلال 20 سنة أن يمتلك أحد هذه الأجهزة في منزله. وحتى يأتي ذلك الوقت، فإن أمر امتلاك مثل هذا الترف سيكون مقصورا على المكتبات، والمدارس، وما شابه ذلك)).

     

    ويختتم ((الفريد)) حديثه قائلا: ((إن مهمتنا الأساسية – نحن المكفوفين – هو أن نتمكن من الاتصال. وما هو متوفر لنا اليوم يعد خطوة عظيمه إلى الأمام.

    فنحن نستطيع الآن أن نسأل الكمبيوتر، وأن نجري معه حوارا، وأن نقرأ النصوص التي يراها المبصرون على الشاشة بطريقة ((بريل)). يا لها من نافذة واسعة على العالم!!)).

    [KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
زر الذهاب إلى الأعلى