• الصعوبات التي واجهت الدكتورة “ولترود”

    1995 نساء مخترعات

    الأستاذ فرج موسى

    مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

    الدكتورة ولترود شويخارت شخصيّات التكنولوجيا والعلوم التطبيقية

    وفي الوقت الحالي، تُعد تكاليف هذا الجهاز عالية جدا. حيث تبلغ تكاليف بناء خمسة أجهزة فقط نحو 75,000 مارك ألماني.

    أما النموذج الوحيد، الذي يملكه معهد علوم الكمبيوتر في ((شتوتجارت))، فقط تكلف 100,000 مارك ألماني (أي نحو 55,000 دولارا أمريكيا).

    فالجامعات التي تعمل لمجرد تقدم العلم ومصلحة المجتمع، هي القادرة وحدها على تحمل مثل هذه المبالغ، والجامعات سابقة لعصرها على الدوام.

     

    وتتنهد الدكتورة ((ولترود)) قائلة: ((إن ثمة كثير من الناس حقا ما زالوا غير مقتنعين باختراعي!

    ودعنا نواجه الواقع؛ فعادة لا يكون المكفوفون أغنياء، بالإضافة إلى قلة عددهم في المجتمع – فيوجد 75000 كفيف فقط في ألمانيا – وهم عميل غير مهم بالنسبة لرجال الصناعة)).

    وبغض النظر عن الصعوبات المالية الملازمة للبحث العلمي، فما المشاكل الأخرى التي تواجه ((ولترود))؟ أفي كونها أمرأة وسط رجال مثلا؟

     

    تقول ((ولترود)): ((كثيرا ما أتسلم خطابات تبدأ بـ ((الهر دكتور!!)). والحقيقة أنني أجد في ذلك إزعاجا وتسلية حسب حالتي النفسية، لحظة تسلمي الخطاب.

    ولكن ما يعنيني حقا هو اتجاهات ومواقف الذين أعمل معهم. لقد كنت محظوظة جدا بحق. فمديري الأستاذ الجامعي ((جونز نهوزر))، قد شجعني ووثق بي على الدوام.

    وعلى أية حال، يجب أن أعترف أن الأمر بالنسبة لبعض الرجال أن المرأة يمكن أن تكون. .. وكيف أصوغها؟ شفافة!

     

    وأتذكر إحدى المناسبات في مدينة ((لوزان)) في عام 1981 في أحد المؤتمرات العالمية حول الكمبيوتر في التعليم.

    وكنت واقفة أمام مقدمة المنصة وبحثي في يدي، ومستعدة لإلقاء كلمتي، حين تقدم لي أحد المشاركين وقال بابتسامة محيرة: ((لكي أكون أمينا تماما، فإنني كنت أبحث عنك منذ زمن، لأنني مهتم جدا بموضوع بحثك، وأرغب في الحديث معك عنه. لكنني لم أستطع أن أجدك . .. لأنني اعتقدت أنك رجل)).

    [KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
  • اهتمام الدكتورة “ولترود” بالمكفوفين ومساهماتها البنّاءة في تغيير حياتهم

    1995 نساء مخترعات

    الأستاذ فرج موسى

    مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

    المكفوفين الدكتورة ولترود شويخارت شخصيّات المخطوطات والكتب النادرة

    ولكن لماذا تبدو الدكتورة ((ولترود)) مهتمة إلى هذا الحد بالمكفوفين ومشاكلهم؟ وربما تؤدي المصادفة المحضة في بعض الحالات إلى القيام بهذه الرسالة، وذلك ما حدث مع ولترود.

    وعندما نسمعها تحكي القصة بنفسها كانت تقول: ((في عام 1972، وكنت قد انتهيت توا من حصولي على الدرجة الجامعية في الرياضيات، عندما اتصل بي مديرو المعهد الألماني لتعليم المكفوفين.

    وقد طرحوا مؤخرا مقررات دراسية بالمراسلة للأطفال المكفوفين، وكانوا يبحثون عن طرق لتدريس الهندسة.

     

    كانوا يفكرون في استخدام شرائط الكاسيت في التدريس، وطلبوا مني أن اقوم بتسجيل دروس لإتمام كتاب مطبوع بطريقة بريل، المسماة باسم الرجل الفرنسي لويس بريل الذي اخترعها، وتقديم الشرح الكافي لها)).

    وبعد عدة سنوات، وبينما كانت الدكتورة ((ولترود)) تقوم بتدريس الرياضيات في إحدى مدارس تعليم الكبار، طلب منها إعداد مقرر آخر خاص بالمكفوفين.

    وتشرح الدكتورة ((ولترود)) هذا الأمر فتقول: ((لقد أظهرت تجاربي العديدة مع المكفوفين مدى الصعوبة التي يواجهونها في تخيل شكل هندسي، وبالتالي في رسمه.

     

    ومع ذلك، فإن كثيرا منهم كان يحلم بالانخراط في عمل أو وظيفة علمية. وحتى ذاك الوقت، كانت هناك أعمال محددة متاحة للمعاقين بصريا مثل، صناعة المكانس، وتوصيل الرسائل، ونسج السلال، والرد على الهاتف، وما شابه ذلك.

    وفي رأيي، أن الكمبيوتر قدم الحل المثالي للمشاكل العديدة المرتبطة بتعليم المكفوفين. فالكمبيوتر يمكن أن يطيعهم، وينفذ العمليات لهم، ويرسم جميع هذه الأشكال، وجميع الخطوط التي يجدون استحالة في رسمها)).

    وتواصل الدكتورة ((ولترود)) شرحها: ((تذكر أن الشخص الكفيف لا يجد أي صعوبة في استخدام لوحة مفاتيح، فبالضبط، كما نرى أن الناس العاديين لا يحتاجون للنظر إلى المفاتيح عندما يستخدمون الآلة الكاتبة.

     

    ولهذا كان الأمر ببساطة، هو إيجاد طريقة لتحويل الصورة على شاشة الكمبيوتر – الحروف، والأرقام، والرسومات – إلى نظام حسي ملموس باستخدام جهاز خاص.

    وبما أنني مقتنعة بأن المكفوفين يجب ألا ينحوا جانبا، لهذا يجب أن يصبحوا قادرين على الدراسة جنبا إلى جنب مع الآخرين.

    ففي المستقبل، ستزود جميع المدارس بأجهزة الكمبيوتر، وسيتيسر لكل فرد الوصول إلى عالم الكمبيوتر. ولهذا كانت قناعتي بأن الكفيف لن يحتاج أكثر من نظام مساعد لأداء المهمة)).

     

    وفي عام 1977، انضمت الدكتورة ((ولترود)) إلى فريق عمل بقيادة البروفسير «R.Gunzenhauser» مدير معهد علوم الكمبيوتر بجامعة ((شتوتجارت))، الذي دعم مشروعها في الحال.

    ((وهكذا بدأت العمل في بحثي، وبعد فترة قليلة أصبحت مسؤولة عن فريق يتكون من أربعة، منهم السيد ((الفريد فيرنر))، وهو مبرمج كفيف)).

    وانحصرت هذه التجربة العظيمة المثيرة للدكتورة ((ولترود)) وفريقها في فترتين زمنيتين. ففي أثناء الفترة الأولى – ما بين عام 1978، 1981 – أكملت رسالتها الخاصة بالدكتوراة، وابتكرت ((أسلوبا تعليميا وبيئة عمل للمكفوفين أساسهما الكمبيوتر))، حيث اخترعت جهازين مختلفين يستطيع الكفيف استخدامهما – كل على حدة – حسب الحاجات الخاصة لكل منهم في ذاك الوقت.

     

    وكلا الجهازين متصلين بكمبيوتر شخصي تقليدي موديل (IBM 5110). الجهاز الأول هو طابعة إليكترونية بطريقة ((بريل)).

    أما الثاني فهو عبارة عن جهاز بدون ورق، يستطيع الكفيف الذي يعرف طريقة بريل أن يقرأ سطحه، لأن العلامات مجهزة بنفس طريقة ((بريل)) مع استبدال النقاط الناتئة بدبابيس معدنية قابلة للانسحاب.

    كما أضافت المخترعة أيضا دبوسين بارزين لكل رمز من رموز ((بريل))، ولهذا أصبح عدد الرموز 256 بدلا من 64 رمزا. وساعد هذا التعديل على توضيح الحروف الكبيرة والمائلة، وكذلك الأفكار الأساسية الأخرى الخاصة بلغة الكمبيوتر.

     

    وكلمة ختامية، قامت الدكتورة ((ولترود)) بصياغة أنظمة التعليمات المطلوبة لتشغيل هذين الجهازين، بالإضافة إلى إعداد سلسلة من البرامج، من ضمنها دروس في الهندسة فصلت خصيصا حسب حاجات المكفوفين.

    وفي عام 1982، انضمت الدكتورة ((ولترود)) إلى صفوف الرواد على المستوى العالمي، وكانت في الحقيقة أول شخصية تتمكن من تطوير نظام الدبابيس الموصوف فيما تقدم وإتقانه، إلى درجة لا يستطيع الكفيف معها أن يقرأ النص وحسب.

    بل أن يعرف الرسومات والخطوط البسيطة أيضا، بل حتى التمييز بين ألوانها. وقد أطلقت على نظامها الجديد اسم مصفوفة الدبابيس «Pin Matrix».

     

    وفي اختراع من هذا النوع، يكون من الصعب جدا الفصل أو التمييز بين الجزئيات الملازمة للجهاز عن الجزيئات الملازمة للبرنامج.

    فالدكتورة ((ولترود)) لم تقم فقط بصياغة البرامج الخاصة لمصفوفة الدبابيس رفيعة التطور هذه وحسب، بل قامت أيضا بتوفير تفصيلات لا حدود لها تتعلق ببناء الجهاز نفسه، والذي قامت بصنعه شركة من شركات ألمانيا الغربية.

    ومع تحفظات كل الذين يزعمون علمهم بعالم المكفوفين، والذين ينكرون فائدة هذا النظام الجديد، فإن اختراع ((ولترود)) يعد إسهاما رئيسيا حقا لرفاهية المكفوفين.

     

    وهذا يتجلى بصفة خاصة منذ ظهور ((الفيديو تيكست))، الذي يوفر خدمة عامة تعرض مجموعة من المعلومات على شاشة تليفزيون.

    وفي المستقبل، سوف يزيد ((الفيديو تيكست)) من استخدام الرسومات والأشكال البيانية الملونة لتوضيح الحركات في الأسواق المالية، ونتائج الانتخابات، والإحصاءات، وما شابه ذلك.

    والنموذج الأصلي لجهاز «Pin Matrix» مصفوفة الدبابيس الذي اخترعته الدكتورة ((ولترود))، كان قد تم صنعه في عام 1985، وركب في معهد علوم الكمبيوتر بجامعة ((شتوتجارت)).

     

    ولكن كيف يعمل هذا الجهاز؟ إنه مجموعة من الدبابيس ترتفع وتنخفض على سطح الآلة، وتتحرك إلى أعلى وإلى أسفل تحت أصابع الكفيف. فبمجرد لمس الدبابيس، يبدأ الحوار بين الكفيف والكمبيوتر، وينتهي ((برؤية)) الخطوط، والأشكال، وحتى الألوان.

    فإذا أخبر الكفيف الكمبيوتر، مثلا، عن كلمة ((أحمر))، فإن كل الأشكال الحمراء الموجودة بالصورة تصل إلى الكفيف بلغة اللمس!

    بل الأفضل من ذلك، أن الآلة تمكنه من الشعور بالأضواء المتحركة. فدوران المنارة عند طرف عمود، أو وميض إشارات النيون على قمة مبنى يمكن أن تحاكى بالارتفاع والانخفاض المتكرر للدبابيس.

     

    ويحتوي هذا الجهاز على نحو (7000) دبوس موزعة على سطح بمساحة 37×18 سم. والبرنامج الذي قامت بتصميمه ((ولترود))، يجعل من الممكن تشغيل كل دبوس على حده.

    وقد أمدت هذه الطريقة الجديدة تماما، المعاق بدرجة إدراك حسي عالية للغاية، ومكنته من عقد حوار معقد مع الكمبيوتر، والحصول منه على إجابات كاملة ومفصلة.

    وكما تقول الدكتورة ((ولترود)) : ((إنني سعيدة للغاية بهذه النتائج. ويوما ما، سوف يأتي أناس آخرون ويحسنون هذا الجهاز ويجعلون منه نافذة كبيرة يطل منها المعاقون بصريا على العالم)).

    [KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
  • نبذة عن حياة الدكتورة “ولترود شويخارت”

    1995 نساء مخترعات

    الأستاذ فرج موسى

    مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

    الدكتورة ولترود شويخارت شخصيّات المخطوطات والكتب النادرة

    تنحت السيدة ((ولترود شويخارت Waltraud Schwaikhardt)) جانبا كي ترضع طفلها من صدرها.

    وكان كل ما أستطيع أن أفعله هو الانتظار، وأنا أستند بمرفقي على طاولة الاجتماعات بمكتب تلك الأم الشابة، وهو عبارة عن غرفة منظمة تماما بالطابق الأول بمعهد علوم الكمبيوتر بجامعة ((شتوتجارت Stuttgart)).

    وقد انتهزت الفرصة لألقي نظرة سريعة على سيرتها الذاتية. ولدت ((ولترود شويخارت)) في ألمانيا بعد الحرب في 10 ابريل عام 1949، في مدينة ((شتوتجارت))، حيث عاشت هناك منذ مولدها.

     

    كما أتمت دراستها فيها، وتخرجت في عام 1973، في الرياضيات. وفي عام 1981، حصلت على درجة الدكتوراة في علوم الكمبيوتر حول موضوع لم تتوقف قط عن دراسته: ((التكنولوجيا الرفيعة في خدمة المكفوفين)).

    وتقوم الدكتورة ((ولترود)) بالتدريس، بالإضافة إلى رياستها لفريق أبحاث، وذلك في معهد علوم الكمبيوتر بجامعة ((شتوتجارت))، الذي يضم نحو 1000 طالب منتظم.

    وقد سافرت هذه السيدة إلى أماكن عديدة لعرض 14 بحثا علميا، في عدد من مدن جمهورية ألمانيا الإتحادية، وفي الخارج، وبصفة خاصة في سويسرا، واليابان، والولايات المتحدة.

     

    وإلى جانب تلك البحوث العلمية التي أسهمت بها الدكتورة ((ولترود))، فإنها تملك أيضا عدة اختراعات، أهمها وأكثرها قربا إلى قلبها: نظام معالجة بيانات تمكن المكفوفين من رؤية الصور الحية والرسومات على شاشة الكمبيوتر. هذا بالإضافة إلى إمكانية تعرفهم على ألوان تلك الرسومات.

    وفي عام 1973، تزوجت ((ولترود)) من ((يورج شويخارت))، العالم الفيزيائي، وعندما قابلتها كانت تبلغ من العمر 38 عاما.

    وكأم نموذجية رقيقة؛ كانت تصر على أن ترضع ابنها فيلكس البالغ من العمر ستة أشهر بنفسها، حتى لو كان معنى ذلك أن تبقى الليالي بلا نوم.

     

    وأن تعقد حياتها بأعمال تنظيمية ساحرة، وأن تتقبل مقدما كل أنواع التضحيات، ولعل أقصاها هو أن تبطئ خطا مستقبلها المهني.

    وتشرح موقفها قائلة: ((لقد قررت ألا أعمل سوى يوم واحد في الأسبوع طيلة الشهور العشرة الأولى بعد مولد طفلي، وقد تقبلت بالفعل فكرة ألا أعمل سوى نصف الوقت في السنوات القليلة القادمة، فأنا لا أستطيع أن أتحمل الانفصال عن طفلي.

    فعندما تزوجت كان كل ما أفكر فيه أول الأمر هو دراساتي، وكان الإنجاب يبدو ترفا مستحيلا، ومضى الوقت والطفل المأمول لا يأتي!! ولك أن تتخيل مدى سعادتي عندما رزقت أخيرا بطفلي فيلكس)).

     

    وباختصار، فإن حياتها هي حياة عالمة، لكنها قبل كل شيء حياة امرأة عصرية، موزعة على الدوام بين منزلها وعملها.

    ويبدو تنازع المصالح أقسى ما يمكن بالنسبة لباحثة ومخترعة في مجال الكمبيوتر، حيث يكون الغائب مخطئا على الدوام.. في ميدان الكمبيوتر يمضي كل شيء بسرعة رهيبة، وتعد السنة الواحدة بعشر سنوات.

    [KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
  • بدايات مشوار المخترعة “مارتين كيمف” لإنشاء أعمالها في أمريكا

    1995 نساء مخترعات

    الأستاذ فرج موسى

    مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

    مارتين كيمف أمريكا شخصيّات المخطوطات والكتب النادرة

    ومن الطبيعي، سؤال ((مارتين)) لنفسها: ((لماذا لا أقوم بإنشاء شركتي في الولايات المتحدة، فمازال الناس هناك يؤمنون بالتجارب المثيرة، كما تتوافر إمكانات هائلة لتسويق اختراعي ؟)) وأخيرا قررت ((مارتين)) مغادرة فرنسا.

    وفي ديسمبر عام 1985، توجهت ((مارتين)) إلى ((كاليفورنيا))، وبالتحديد إلى «Sunnyvale» في قلب (Silicon Valley) مركز أعصاب صناعة الكمبيوتر، وهناك بدأت في إنشاء شركتها.

    وقبل رحيلها من بلدها، تحدثت إلى الصحفيين الفرنسيين قائلة : ((إنني حزينة حقا, وأشعر بالمرار،, وخيبة الأمل، صدقوني..!

     

    إنه ليس من السهل علي أن أغادر فرنسا، وأكثر من ذلك، أنني كنت أتمنى أن يتم تصنيع اختراعي في بلدي في الألزاس.

    ولكن للأسف فإن الناس لا يثقون باختراعي ولا يؤمنون بي… واليوم، كل ما أتمناه هو أن أتمكن من العمل في هدوء وسلام)).

    وفي البداية بدأت ((مارتين)) عملها في شقة متواضعة، مكونة من حجرة نوم واحدة، بمدينة ((Sunnyvale)). وبعد ذلك.

     

    وفي أغسطس عام 1987 اختارت موقعا جديدا لشركتها بين عمالقة الصناعة، من أمثال شركة التغلراف والتليفون الأمريكية (AT&T).

    وهنا تقول : ((إنني أعمل بدون توقف، فأحيانا ما أعمل 16 ساعة في اليوم، ونادرا ما أتمتع بإجازة نهاية الأسبوع)).

    وقد تولى تصنيع هذا الاختراع أربعة مقاولين من الباطن، وكان الجهاز، في ذلك الوقت يستخدم فقط لجراحات العيون الدقيقة.

     

    وكانت ((مارتين)) تذهب إلى المستشفيات شخصيا، لتركيب الكاتالافوكس وإعطاء التوضيحات اللازمة للأطباء والممرضات حول كيفية استخدامه.

    ومن خلال عمليتين جراحيتين، أمكن لجهاز ((كاتالافوكس)) الذي تبلغ تكاليفه 5000 دولار، أن يغطي تكاليفه.

    وتحت شعار ((تكنولوجيا الغد تجدها اليوم))، داومت ((مارتين)) على تحسين اختراعها.

     

    فمنذ وصولها إلى الولايات المتحدة، استطاعت ابتكار ((مفتاح كمبيوتر شخصى)) فبينما يمكن للنموذج القياسي من هذه الآلة تخزين 12 صوتا لمستخدمين مختلفين كحد أقصى في ذاكرته، فإن النموذج الجديد ((بمفاتيحه الشخصية)) يمكن برمجته لعدد غير محدود من المستخدمين.

    فليس هناك حدود لإمكانية استخدامات الكاتالافوكس، فنجد هيئة ((ناسا)) تقوم بإجراء اختبارات على هذا الجهاز، لترى ما إذا كان يمكن استخدامه في مكوك الفضاء للتحكم في الكاميرات المعلقة على ذراع خارجي لإنسان آلي.

    كما أن شركة ((ساب)) السويدية لصناعة السيارات، تقوم الآن بعمل محاولات لاستخدامه للتحكم في الإنسان الآلي، الذي يعمل في خطوط التجميع.

     

    وفي وطنها فرنسا، هل نسي الناس هناك تلك المخترعة الشابة واختراعها ((الكاتالافوكس))؟ وهنا تقول ((مارتين)): ((لقد كنت دائما أشعر بالدهشة، لمجرد رؤيتي كيف أن الناس ما زالوا يتذكرونني!!

    ففي أحد الأيام، وفي أثناء وجودي في أحد مخابز باريس، فاجأني صاحب المخبز بالسؤال: كيف تسير الأمور في أمريكا؟)).

    وفي الألزاس، كرمت بلدتها – الأم Dossenheim – Kochersberg-. الإبنة السخية في مايو 1987 بإطلاق اسمها على أحد شوارعها.

     

    وقد تم ذلك التكريم في وجود المخترعة بجوار رئيس البرلمان الأوروبي، وهو أيضا أحد المواطنين الأصليين للمنطقة.

    وبعدئذ، رحلت ((مارتين)) إلى الولايات التمحدة، وهي تخطط للبقاء هناك لمواصلة التوسع في أعمالها. وعندما تحدثت إليها تليفونيا مؤخرا في ((Sunnyvale)) قالت لي: ((إن الأمريكيين هنا يثقون بمن يقدمون لهم منتجا جيدا)).

    وقد كان صوت ((مارتين)) يجلجل بالبهجة. حقا ((لا كرامة لنبي في وطنه)).

    [KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
  • الصعوبات التي واجهت “مارتين” في مواصلة اختراعاتها

    1995 نساء مخترعات

    الأستاذ فرج موسى

    مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

    مارتين كيمف شخصيّات المخطوطات والكتب النادرة

    وكان عام 1985، عاما مختلفا!! وبالتحديد 13 نوفمبر حصلت ((مارتين)) على جائزة ((روستروبوفيتش Rostropovitch)) المميزة، التي يتم منحها للشخص الذي يحقق إسهاما فائقا خلال العام السابق.

    وقد سبقها في الحصول على هذه الجائزة المميزة كل من «Jacques Cousteau & Lord Mountbatten» . ولكن ليس بالجوائز والتكريم وحسب يمكن أن يعيش المخترع.

    فالمخترع يرغب في أن يرى اختراعه في الأسواق. وبمساعدة شركة والدها، وبدون أي عون مالي من القطاع الخاص أو الحكومة الفرنسية، بدأت ((مارتين))، في عمل نماذج قليلة من اختراعها ((كاتالافوكس))، وذلك قبل أن يبدأ خط الإنتاج والتجميع الكامل.

     

    والمعروف أن عمليات الإقراض في فرنسا، بلد ((مارتين))، تتم تحت إشراف الدولة. تقدمت ((مارتين)) لطلب قرض بمليون فرنك فرنسي (أي حوالي 150 ألف دولار أمريكي).

    وهو مبلغ تافه، يمنح – دون نقاش – لمراكز الأبحاث الوطنية، أو الشركات الخاصة، ولندع جانبا المبالغ الطائلة التي تمنح لفرق كرة القدم!!

    وعلى الرغم من تواضع القرض المطلوب، إلا أن ((مارتين)) واجهت صعوبات في هذا الشأن. وبالتحديد بسبب القصور الذاتي البيروقراطي والمكائد السياسية.

     

    والواقع، أنه عندما حاولت ((مارتين)) إيجاد تمويل لتصنيع اختراعها، أصبح اختراعها هدفا لحملة معادية. حتى أن الأمر رفع إلى البرلمان الفرنسي في باريس.

     وصارت مارتين أضحوكة وتعرض اختراعها، الذي كان ينظر إليه على أنه أعجوبة صغيرة، لحملة تحقير من قدره بشكل مفاجئ، حيث اتهم بأنه أقل كفاءة وقوة من آلات منافسة له. بل زعم أحد الوزراء أنه ((لا يعدو أن يكون أداة بسيطة)).

    وقد شعرت ((مارتين)) – وقد كانت في الولايات المتحدة آنذاك، بأن هذه العبارة ((طعنة من الخلف)). ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل ازداد سوءا، عندما استمرت المجالات الفنية، وانتشرت الإشاعات حول هذا الإختراع.

     

    فعلى سبيل المثال، قالوا بأن والدها يرغب في هذا القرض لإنقاذ شركته من الإفلاس، ولم يكن ذلك صحيحا. فقد كانت شركته مزدهرة بالفعل. وقد استاء والدها من ذلك.

    لكن ((مارتين)) رفضت الاستسلام؛ لأنها كانت مؤمنة تماما بأصالة اختراعها، هذا علاوة على أوامر الشراء التي تلقتها من جميع أنحاء العالم، وكانت دافعا كبيرا لها.

    فلم تتلق هذه الطلبات من أوروبا الغربية فحسب، بل من الاتحاد السوفيتي أيضا، حيث كان لها أحد المشجعين هناك.

     

    ففي نوفمبر 1985، رحب البروفيسير ((فيديروف Fyodorov))- أشهر طبيب عيون في الاتحاد السوفيتي – بتلك السيدة الفرنسية البالغة من العمر السابعة والعشرين في ((معهد موسكو لأبحاث الجراحات الدقيقة للعيون))، وطلب شراء عدة أجهزة كاتالافوكس.

    ثم جاء دور الأمريكيين!! فحذوا حذو زملائهم الروس، وأبدى متخصصون في مجال الجراحات الدقيقة انبهارهم الشديد بالكاتالافوكس، ومخترعه أيضا.

    [KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
  • صفات شخصية المخترعة “مارتين كيمف”

    1995 نساء مخترعات

    الأستاذ فرج موسى

    مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

    مارتين كيمف صفات شخصية مارتين كيمف شخصيّات المخطوطات والكتب النادرة

    وقد تكون ((مارتين)) شخصية مشهورة، إلا أنها بالتأكيد غير مولعة بتلك الشهرة ولا تسعى إليها أو الاستفادة منها.

    ويؤكد ذلك عدم اعتنائها بمظهرها، فهي تبدو كفتاة طبيعية، وهي مرتدية ملابس عادية، وتلبس حذاء من القماش الغليظ بنعل من المطاط، وتحت شعرها البني المصفف فوق جبينها تجد عينيها الجميلتين وصوتها الرقيق.

    ومع ذلك لم يصبها نجاحها بالغرور. ففي أثناء الاحتفال بتقديم ((جائزة الأوسكار لعام 1984))- التي تمنحها هيئة تحكيم «World Book of Inventions» ((في باريس – وقفت ((مارتين)) دون استعلاء.

    وقد وضعت شهادتها تحت ذراعها، بينما يحيط بها الخمسة الآخرون الذين نالوا الجائزة، وكلهم من المشهورين في مجالهم… وكلهم رجال.

    [KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
  • مدى مساهمة اختراع “مارتين” في مجال جراحة العيون

    1995 نساء مخترعات

    الأستاذ فرج موسى

    مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

    مارتين كيمف جراحة العيون شخصيّات التكنولوجيا والعلوم التطبيقية

    لماذا تبدي ((مارتين)) اهتمامها الشديد بالمعاقين؟

    قبل كل شيء، كانت الأوضاع في منزلها مختلفة؛ لقد كان والدها مصابا بشلل الأطفال الذي أقعده منذ كان في الثانية من عمره، وفقد القدرة على استخدام رجليه، ولكن ذلك لم يمنعه من إنشاء مشروعه الخاص بتصنيع المواد الخاصة بسيارات المعاقين.

    أما السبب الثاني: هو أنها حين كانت طالبة في ألمانيا الغربية، وتقابلت مع عدد من الضحايا الذين ولدوا بأذرع غير كاملة، ترك ذلك تأثيرا كبيرا عليها.

     

    كما أنها كانت مصابة بمرض خطير لازمها لعدة سنوات، وقد عرفت بنفسها من خبرتها الأولى مدى ما يعانيه المريض صحيا من عجز.

    وفي نهاية شهر ديسمبر عام 1984، وبعد عيد ميلادها السادس والعشرين بقليل، توصلت ((مارتين)) إلى إنجاز استثنائي؛ حيث استخدم اختراعها ((كاتالافوكس)) في جراحة العيون.

    وقد كانت البروفسيرة ((دانيال أرون- روزا)) – وهي خبيرة بارعة في جراحة العيون بالليزر – متحمسة حماسا شديدا لذلك.

     

    وقد حملت الصحف الفرنسية في صدر صفحاتها العنوان التالي : ((سبق عالمي في مجال الجراحة الدقيقة للعيون)). هناك امرأتان خلف هذا الحدث الخارق للعادة!!

    لقد قامت إحدى الشركات السويسرية – وتدعى ((وايلد ليتز)) – بتكييف اختراع ((مارتين)) على جهاز ميكروسكوب، وبذلك ساعد ال ((كاتالافوكس)) جراحة العيون الشهيرة ((أرون – روزا)) من تنفيذ عملية جراحية لمرض ((كتاركتا العيون))، بأسلوب جديد تماما.

    فالمعروف أن جراح العمليات الدقيقة دائما ما يقوم بتنفيذ عمله باستمرار، مع ملاحظة مكان الجراحة من خلال جهاز ميكروسكوب.

     

    وعادة ما يقوم بالمناورة باستخدام دواسات، تتراوح أعدادها ما بين ثمانية إلى عشرة، وذلك حسب حالة كل عملية. ولكن، مع وجود اختراع ((مارتين)) الذي يتحكم في الميكروسكوب بواسطة كمبيوتر تشغيل الصوت، احتاجت البروفسيرة ((أرون – روزا)) إلى صوتها ودواسة واحدة فقط.

    في ذلك اليوم، لإجراء العملية. لقد عبرت عن سعادتها قائلة : ((لقد كان تقدما ضخما، ساهم في توفير وقت كبير لإجراء العملية. والأهم من ذلك، أنه يوفر عليك عناء التفكير فيما إذا كنت تطأ على الدواسة المناسبة أم لا)).

     

    وقد فتحت تلك الجراحات الدقيقة مجالا جديدا بالكامل لتطبيقات هذا الاختراع، بما في ذلك تحقيق الربح الوفير.

    فعلى الرغم من أنه قد تم تصميمه في الأصل لمساعدة المشلولين، إلا أن اختراع ((مارتين)) قد فتح آفاقا جديدة وواسعة. فهل سيصبح ذات يوم أداة لا يمكن الاستغناء عنها في المستشفيات والعيادات المتخصصة في الجراحات الدقيقة؟

    [KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
  • مبدأ عمل آلة “بابج” التحليلية وأهميتها لدى الإنسان

    1995 نساء مخترعات

    الأستاذ فرج موسى

    مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

    آلة بايج التحليلية مبدأ عمل آلة بايج التكنولوجيا والعلوم التطبيقية

    وكانت ((السيدة آدا بيرون لفلاس)) شغوفة وواثقة من نفسها في مجال العلوم، مثلما كان والدها في مجال الشعر.

    ففي يوم من الأيام كتبت تقول: ((كلما انغمست في دراستى، شعرت بأن عبقريتي لا يمكن مقاومتها، فانني لا أرغب بالاعتراف بأن والدي كان (أو حتى استطاع أن يكون) مثل هذا الشاعر، كما سأكون محللة (أو عالمة فيما وراء الطبيعة)، فبالنسبة لي يسير الاثنان في خطين متوازيين معا)).

    ومثل هذا التاكيد القاطع ليس إلا مقطعا من المراسلات الغزيرة التي تبادلتها ((آدا)) عدة سنوات مع عالم الرياضيات الإنجليزي العظيم ((تشارلز بابج Charles Babbage)).

     

    حيث كانت تحمل هذه الرسالة تاريخ 31 يوليو 1843، وكانت ((آدا)) تبلغ الثامنة والعشرين في تلك الأثناء، ومستغرقة ليل نهار في دراسة مرتبطة بأحدث اختراع من اختراعات ((بابج)).

    و((تشارلز بابج)) (1791-1871) هو جد الكمبيوتر الحديث. حيث أطلق على مشروعه الأول ((حساب الفرق))، وفي عام 1833 نجح في تحقيق هذا المشروع جزئيا.

    وقد ابتكر بعدئذ آلة أخرى أكثر تعقيدا أطلق عليها ((آلة التحليل))، التي لم يتمكن لسوء الحظ من إنجازها ولو جزئيا. ومع ذلك، كان كل شيء في عام 1840 جاهزا على الورق، جميع الخطط، وجميع الرسومات الأولية المتعلقة بوظائف الآلة، بما في ذلك أدق التفاصيل .

     

    ((فآلة التحليل)) كان يمكنها تنفيذ أي عمليات حسابية، من جمع، وطرح، وضرب، وقسمة. وأفضل من ذلك أن هذه الآلة الثورية كانت تتصف بالاستقلالية.

    فبينما كانت الآلات الحسابية السابقة تتطلب إرشادات لتوجيهها بعد كل عملية من جانب المستخدم، كانت ((آلة بابج)) العجيبة تستطيع اتخاذ قرارات، وكانت قراراتها تتخذ آليا، أو عن طريق التعليمات التي تستقيها من «برنامج» ما.

    وكانت هذه السلسلة من العمليات يحكمها شريط من الكروت المثقبة، وكان أسلوب الكروت المثقبة معروفا بالطبع قبل ظهور ((بابج)) على المسرح، ولكن فضله البارز يرجع لكونه أول من اقترح استخدام هذه الكروت في الآلات الحاسبة.

     

    وهكذا امتازت هذه الآلة بأن تدخل الإنسان لم يعد ضروريا لتوجيه أي عملية، وأن الحسابات يتم تنفيذها بسرعة كبيرة ودقة بالغة.

    ويجب ألا ننسى أنه على الرغم من أن آلة بابج التحليلية لم يتم بناؤها بالفعل لأنها كانت سابقة جدا على ذلك العصر، الا أنه ما زال الجد لعائلة الكمبيوتر الكبرى التي تتحكم في نواحي كثير من حياتنا اليومية الآن.

    [KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
  • إنجازات ومكتشفات الضابطة “جريس هوبر” في علم الكمبيوتر

    1995 نساء مخترعات

    الأستاذ فرج موسى

    مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

    جريس هوبر علم الكمبيوتر التكنولوجيا والعلوم التطبيقية

    ففي عام 1944، قامت ((جريس)) بالتعاون مع اثنين آخرين من علماء الرياضيات بكتابة شفرة للجهاز «Mark I» رائد الحاسبات الآلية، حيث كانت الشفرة تتكون من قائمة طويلة من الأرقام والرموز التي تقوم بإعطاء التعليمات المناسبة لهذه الآلة.

    وفي عام 1952، قامت جريس بالتعاون مع فريقها بتطوير نظام جديد لجهاز «UNIVACI»، وأطلق على هذا النظام اسم «A-O»، حيث عد المصنف الكامل الأول من نوعه.

    والمصنف «compiler» هو أيضا برنامج كمبيوتر، يقوم بترجمة لغة برمجة ما إلى لغة يمكن أن تفهمها الحاسبات الآلية، وبالتالي تنفذ تعليماته.

     

    وحتى في أيامنا هذه، فإن أجهزة الكمبيوتر ما زالت تستجيب إلى شفرة واحدة فقط من التعليمات، تعرف باسم الشفرة الثنائية، والتي تتكون من رقميين عشريين فقط هما ((1)) و ((0((.

    وقبل اختراع هذا ((المصنف))، كان مبرمجو الكمبيوتر يضطرون إلى استهلاك وقت طويل في كتابة التعليمات الخاصة بكل حزمة برامج جديدة.

    وبفضل اختراع ((جريس هوبر)) لهذا ((المصنف)) الذي كان تقدما مفاجئا ومثيرا، أمكن فتح آفاق لا حدود لها نحو البرمجة الأتوماتيكية. ولم تتوقف ((جريس)) عن الخلق والإبداع في هذا المجال عند هذا الحد فقط.

     

    وعلى نسق نظام «A-O» جاء نظاما «A-1» و «A-2». وتم نظام «A-2» في عام 1955، وكان أول برنامج يستخدمه المجتمع العلمي استخداما مكثفا.

    ولما كان التطور في عالم تكنولوجيا المعلومات يتتابع بخطى سريعة ومذهلة، قامت ((جريس)) وفريقها من المهندسين وعلماء الرياضيات باختراع نظام «B-O»، الذي عرف فيما بعد باسم «Flow-Matic»؛ وهو أول لغة مناسبة لمعالجة بيانات الأعمال التجارية.

    وفي عام 1959 خرجت لغة كوبول «COBOL» الشهيرة إلى النور. وحتى في أيامنا هذه، أي بعد مرور أكثر من 30 عاما، ما زالت لغة كوبول واحدة من أكثر اللغات شيوعا واستخداما في العالم لمجالات الإدارة والأعمال.

     

    ويرى مشجعو ((جريس هوبر)) أنها الأم الشرعية للغة الكوبول، لكن الحقيقة أن الأمر ليس بهذه البساطة، فالفضل يرجع إلى نحو 40 شخصا عملوا من أجل إنتاج لغة الكوبول.

    وعلى أية حال، ليس هناك أدنى شك في أن لغة الكوبول تدين بالكثير لمخترعة لغة «Flow-Matic».

    [KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
  • كيفية اختراع “مارتين كيمف” لجهاز كاتالافوكس

    1995 نساء مخترعات

    الأستاذ فرج موسى

    مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

    مارتين كيمف جهاز كاتلافوكس شخصيّات المخطوطات والكتب النادرة

    إن ((مارتين كيمف Martine Kempf)) – التي ولدت في مدينة ((ستراسبورج Strasburg)) في 9 ديسمبر عام 1958 – ذات شهرة ذائعة في بلدها "فرنسا" وبمرور الأعوام، ذاعت شهرتها وتعدت الحدود.

    وفي عام 1981، أنتجت ((مارتين)) البالغة من العمر 22 عاما، اختراعها الأول، الذي تسلمت عنه جائزة ((عجلة القيادة الذهبية)) من قطب الصحافة الألمانية ((أكسيل شبرينجر Axel Springer)) في مدينة ((برلين))، حيث يتم منح هذه الجائزة لاختراع بارز في مجال إليكترونيات السيارات.

    وفي حالة ((مارتين))، فإن اختراعها كان عبارة عن جهاز يعطي أوامر للسيارات باشارات متعددة.

     

    وبعد مرور عدة شهور، وفي شهر يونيو من نفس العام، عرضت ((مارتين)) على الصحافة سيارة ((رينو 5)) فريدة من نوعها في ذلك الوقت، وكان ذلك في معرض «REMA» في مدينة ((دسيلدورف Dusseldorf)).

    (وقد جاءت الفكرة لتلك الشابة، بأن تكيف ((نظام تعرف على الصوت بواسطة الكمبيوتر)) )، والذي تم اختراعه لأول مرة لإدارة أبحاث الملاحة الجوية والفضاء الأمريكية، المعروفة باسم ((ناسا))، ليناسب تلك السيارة الفرنسية الصنع.

    ولكن هذا الكمبيوتر قد صادف عقبة في التنفيذ، بسبب كبر حجمه. ومع أن عرض ((مارتين)) لاختراعها قد لاقى نجاحا، إلا أنها استمرت في العمل من أجل تصغير حجمه وتقليل كلفته.

     

    وفي عام 1984، أكملت ما كانت تصبو إليه، وأطلقت عليه اسما يونانيا، هو ((كاتالافوكس Katalavox)). وقد لاقى هذا الاختراع اهتماما واسع النطاق في ألمانيا، واليابان، وفرنسا، وحتى في أمريكا.

    و((الكاتالافوكس)) هو ((جهاز كمبيوتر مصغر)) لفهم الصوت. فالآلة لا تفهم اللغات كما نفهم نحن اللغة الفرنسية أو الإنجليزية أو الألمانية أو الأسبانية.

    ولكنها – أي الآلة- يمكنها أن تتعرف على نغمة الإشارات المنبعثة من أصوات معينة، حيث يتم تجزئة عناصر الصوت إلى عناصرها الحسابية، ثم يعاد تأليفها عدديا حتى يمكن تخزينها في ذاكرة الكمبيوتر، وذلك بعد برمجتها بالطريقة التالية: يكرر المستخدم نفس الكلمة ثلاثة مرات.

     

    وعلى أساس هذه التسجيلات الثلاثة المختلفة اختلافا طفيفا، يقوم الكمبيوتر بإقرار معدل سليم من الصوت محل البحث.

    وبالطبع، لم تكن ((مارتين)) هي أول مخترعة في مجال تكنولوجيا التعرف على الأصوات، لقد بدأ تصور هذا المجال من التكنولوجيا في الخمسينات.

    لكنها استطاعت أن تهذب وتعدل هذه التكنولوجيا الجديدة إلى الأفضل، عندما قامت بتصغير حجمها وإتقان عملها بشكل رائع، بالإضافة إلى توسيع مجال تطبيقاتها. فكان اختراعها ((كاتالافوكس)) هو اختراع خالص لها؛ بمعنى أنها صاحبة الاختراع للآلة وبرامجها.

     

    فلم يكن الجهاز صغير فقط، بل كان أيضا خفيف الوزن (بحجم جهاز الفيديو كاسيت الذي يزن نحو 300جراما). زد على ذل،, أن الجهاز على درجة عالية من السرعة، بحيث يستجيب لصوت سيدة في عشر ثانية فقط، وهي سرعة لم يسبق لها مثيل.

    وظلت ((مارتين)) تحتفظ بسر المعادلة الخاصة بهذا الصندوق السحري. وتقول ((البرنامج شديد التعقيد، أما المعادلة نفسها فبسيطة، لقد اكتشفتها بنفسي بالتجريب العلمي. وربما لو كنت قد درست علوم الإليكترونيات، لما نجحت في ذلك أبدا.))

    وكان أول عرض عام لهذا الاختراع في مايو عام 1984، في معرض ((التكنولوجيا الرفيعة)) بمدينة ((طوكيو))، وذلك على حامل وزارة ألمانيا الاتحادية للبحوث.

     

    فلقد أدمجت شركة ((مرسيدس بينز)) هذا الجهاز (كاتالافوكس) ضمن أحد موديلات سيارتها (190 E)، حيث يستطيع الشخص المعاق غير القادر على استخدام ذراعيه في قيادة السيارة بالصوت.

    وطبقا لتعليقات الصحافة، فإن هذا الاختراع المدهش سيفتح الباب لعصر جديد لسيارة بدون عجلة قيادة!!

     

    وبعد تكييف اختراعها مع السيارات، قررت ((مارتين)) تكييفه ليناسب كرسي المعاقين، ومن ثم كل ما يحيط ببيئتهم. فبوضع ميكروفون جهاز ((كاتالافوكس)) على طاولة بجوار الشخص المعاق، يمكن أن تتغير حياته تماما.

    وهنا تقول ((مارتين)): ((إنه بفضل آلتي هذه، يمكن للشخص المشلول أن يتحكم في جهاز التلفزيون، والمذياع، ومفاتيح الإضاءة، والتليفون، وغيرها، كل ذلك وهو في سريره)).

    [KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
زر الذهاب إلى الأعلى