آخر الأعمال التي قام بها الدكتور “بانتنج”
1997 قطوف من سير العلماء الجزء الأول
صبري الدمرداش
KFAS
الدكتور بانتنج البيولوجيا وعلوم الحياة
انفجرت الحرب العالمية الثانية، فنحن الآن في خريف عام 1939، وعالمنا إذ ذاك في التاسعة والأربعين.
وقد أخذ يتلمس طريقه باحثاً عنيداً لمحاربة مرض خبيث آخر ألا وهو الاعتداء على حريات الإنسان.
فقد ساعد في إنشاء احتياطيات الدم اللازمة لتزويد عمليات نقل الدم للقوات العسكرية والمدنيّين الموجودين في خط القتال.
وقام بعدد من الرحلات إلى إنجلترا بوصفه ضابط اتصال طبي، وعُيِّن رئيساً للجنة أنشئت بقصد تنسيق العلاقات بين أعمال الأبحاث الطبية لجيوش الكندية والبريطانية.
وأقبل فبراير عام 1941. واستقل بانتنج إحدى قاذفات القنابل قاصداً لندن، تلك العاصمة العنيدة التي كانت ما تزال رافعة ذراعيها عالياً في الفضاء متحديةً قراصنة الجو النازيين. وكان كل شيء في الطائرة هادئاً.
وفجأة حدث ما لم يكن في الحسبان. ما الذي حدث؟ لقد اندفع عامل اللاسلكي نحو دكتور بانتنج طالباً منه طلباً غريباً: أن يقفز بالمظلة فوراً من الطائرة تنفيذاً لأوامر الطيار.
كان جناح الطائرة قد اصطدم بإحدى الأشجار الكبيرة ومن ثم سقطت الطائرات وانطمر حطامها تحت خمسة أقدام من الجليد.
ومات عامل اللاسلكي وجُرح الطيَّار، أما بانتنج فقد حاول بإصرار أن يُحرِّر نفسه من حطام الطائرة حتى خرج للعراء بعيداً عن الحطام متعباً عيياً، ومن فرط الإعياء لم يطل مُكثه في الدنيا فغادرها في نهاية عقده الرَّابع. وكان ذلك آخر الأعمال العنيدة في حياته، فهو الآن صامت!.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]