التاريخ

آراء متفاوتة بين العرب والعجم حول الإدريسي

1997 قطوف من سير العلماء الجزء الأول

صبري الدمرداش

KFAS

الإدريسي العرب والعجم التاريخ المخطوطات والكتب النادرة

بين عُربٍ …وعَجَم

طوال قرون بعد وفاته، كم عانت ذكرى الإدريسي من تجاهل المؤرخين العرب، وبينهم معاصروه، لفضله.

وربما تحدَّثوا عن بعض أعماله متجاهلين ذكر اسمه بقولهم (صاحب النزهة) أو (صاحب الجامع) .

ومن هؤلاء المقريزي وياقوت الحموي، ولم يُنصفه حقاً بذكر اسمه صراحةً سوى ابن خلدون وصلاح الصفدي في ترجمته له بكتابه (الوافي بالوفيات).

وكانت وراء هذا التجاهل بل والإدانة أيضاً أسباب…

فمن قائلٍ إن السبب كان في أن المسلمين لم يكونوا راضيين عن اتصال الإدريسي بالملك النورماني روجي الثاني ودخوله في خدمته.

بينما أرجع آخرون السبب في هذا التجاهل إلى أن الإدريسي قد عاش في رعاية النورمان في وقتٍ كان فيه الصليبيون والفرنجة يشنُّون حروبهم الشعواء على المسلمين في المشرق ويعملون على طرهم من الأندلس.

ومهما كان السبب، فقد كان الذين أهملوا ذكر الإدريسي يعرفون اسمه، ويقدِّرون فضله، ولا ينكرون عليه علومه.

 

هذا موقف العُرب. وماذا عن موقف العجم؟.

في الوقت الذي أهمل فيه العرب عالمهم، عرف الغربيون قدره في الجغرافيا وعمل الخرائط وأدب الرحلات، فترجموا نزهة المشتاق إلى لغاتهم، وأعادوا نشر خرائطه، وحقَّقوا جوانب (النزهة) المتعدِّدة، وقارنوا بينه وبين غيره من كبار الجغرافيين الغربيين وعلى رأسهم بطليموس.

وكان الألمان أكثر الأوروبين اهتماماً بالإدريسي كتابةً عنه ونشراً لخرائطه ولأجزاء من كتبه، يلحق بهم آخرون من المستشرقين الأسبان والروس والفنلنديين والفرنسيين والنمساويين والسويديين والإيطاليين الذين كان لهم الفضل في إصدار أول طبعة من كتاب نزهة المشتاق في ختام القرن الميلادي السادس عشر، وهي أقدم طبعة أوروبية ظهرت لهذا الكتاب بحروفٍ عربية، تلتها بالغرب في القرون التالية، طبعاتٍ أُخرى عديدة.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى