آلام المفاصل والعضلات والتمييز بين الألم الجيد والألم السيء
2013 أنت والسكري
نهيد علي
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
قد يشعر السكريون بإحساسات غير مريحة لهم مثل التنمل في العضلات أو الآلام والتورم في المفاصل، وعندها قد يكون من الحكمة أن لا ينظر إلى تلك الأعراض على أنها أعراض بسيطة أو يسهل الشفاء منها، ولكن ينبغي النظر إليها على أنها تعبير لحالات أخرى ذات صلة بالسكري وأنها يمكن أن تنحسر.
وإذا كان وزنك بعيداً عن المستوى المثالي لمنسب الجسم الأساسي فينبغي عليك أن تعود بوزنك إلى الوزن المثالي تمهيداً لتخفيف آلام المفاصل، ثم إن المستويات المرتفعة من الإنسولين قد تسبب التهاباً في المفاصل وتؤدي إلى اهترائها، ويمكن بالتحول إلى النظام الغذائي النباتي أن يخفف من هذه المشكلة.
ولعل أكثر أشكال أمراض المفاصل الاهترائية هو التهاب المفصل والعظم، والذي يتآكل فيه الغضروف الذي يشكل وسادة تفصل بين عظام المفصل، ويتيح لها درجة من الاستقرار والثبات والمرونة، عند عمل المفصل وما يحيط به من ربط وأوتار تربط مكونات المفصل ببعضها البعض.
وإذا تفاقم التهاب المفصل والعظم فإنه يؤدي للعجز والإقعاد. ومع مرور السنوات ينبغي الأخذ بالحسبان أن الشيخوخة تؤثر على مفاصل الأصابع، فيظهر عليها التيبس وتتورم، ولا سيما في الصباح.
وينبغي إيلاء الاهتمام لأنماط الحركة وما يرافقها من آلام تؤدي للمعاناة المرتبطة بها، وبهذه الطريقة يمكن التعرف على أنماط السلوك التي يمكن تجنبها، وهناك طرفة قديمة تروى على لسان رجل عجوز يخاطب الطبيب قائلاً "إنني أتألم عندما أقوم بهذا العمل"، فيرد عليه الطبيب قائلاً "إذن تجنب القيام بذلك العمل"
وقد تكون تلك الإجابة مثيرة للضحك، إلا أنها صحيحة في هذا السياق، فالسكريون المصابون بالتهاب المفصل والعظم يمكن أن يستفيدوا من ممارسة الرياضة، ولكننا نكرر القول في هذه الحالة بأن من الواجب تجنب الإجهاد المتكرر على المفاصل السريعة التأثر والذي يسبب التهاب المفاصل والعظام.
وقد يكون هناك شكوى من تورم واحمرار المفاصل، ولا سيما إذا تواصلت الحالة لفترة طويلة ولم تترافق بأي أعراض، وعلى نحو أكثر خصوصية إذا أصيب المفصل نفسه في جانبي الجسم، فذلك قد يشير إما إلى التهاب المفاصل الروماتويدي وإما إلى التهاب المفاصل الإنتاني، الذي ينتج عن عدوى جرثومية
وقد يختلف التشخيص باختلاف المكان الذي حدثت فيه الإصابة، فقد يكون داء لايم، وهو مرض ينتشر بعدوى تنقلها حشرات البق، ومهما اختلفت الأعراض التي تعاني منها فإن الطبيب هو الذي يضع التشخيص وليس أنت.
ويمكن فحص المفاصل التي لا تحمل ثقل الجسم، مثل المرفقين والكتفين، للتعرف على مدى الحركة فيهما، ومدى تقييدها، وما إذا كانت تترافق بالألم. وعندها يجب فحص النسج التي تحيط بالمفصل بحثاً عن أي مظهر غير سوي.
وينبغي التعامل مع أي حالة غير سوية بتقديم رعاية خاصة لها، فقد تستفيد من التدليك ومن التمارين، ولكن ينبغي على الدوام استشارة الطبيب لضمان أن أي تدابير تتخذ لن تسبب تفاقم المشكلة.
الألم الجيد والألم السيء والتمارين
عندما تبدأ بممارسة تمارين روتينية ستلاحظ وجود درجة من القساوة والألم العارضين، وهو أمر معتاد، لان القساوة والألم ينتجان عن قلة استخدام المفصل لفترة طويلة، وكما سبق أن أكدنا من قبل على أن الألم ما هو إلا رسالة من الجسم ينذر بها نفسه من وقوع خطر محتمل، ولكنه قد يكون ألماً حميداً لأنه عرض جانبي يرافق ممارسة جهد شديد.
والسؤال: كيف يمكنني أن أميز بين الألم الجيد والألم السيء؟
والجواب أن الألم الجيد ألم خفيف هين أو احتداد في الإحساس بالعضلات، وربما يترافق بقساوة طفيفة تحيط بالمفصل ولا تستمر أكثر من بضعة أيام، وقد يختفي بعد تغطيس المفصل لفترة طويلة بالماء الساخن، وقد يتضاءل تدريجياً مع مواصلتك القيام بالتمارين.
أما الألم السيء فهو ألم حاد أو سريع البدء ولكنه يتواصل حتى بعد التوقف عن ممارسة النشاط، مما قد يشير إما إلى مشكلة أصابت المفصل أو أذية لحقت به، فإذا كان الألم متواصلاً أو شديداً، أو كان المفصل مؤلماً أو محمراً، فينبغي عليك أن تراجع الطبيب.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]