أثر ظاهرة النينيو على القطاع الأقتصادي

2013 دليل المحيطات

جون بيرنيتا

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

علوم الأرض والجيولوجيا

إن المصائد البحرية المرتبطة بأماكن التيارات المتصاعدة المنتجة تحتوي بصورة عامة على ثلاثة أنواع من الأسماك هي –الأنشوجة والسردين وجاك الأسود- وتقدم مصائد الأسماك مانسبته ١٦ بالمئة من اجمالي الصيد في منطقة المحيط الهادئ. وتقدر الانتاجية المستدامة المحتملة لمصائد أسماك الأنشوجة بـ ١٢.٦ مليون طن أو ما نسبته حوالي ٪٩ من اجمالي الصيد العالمي. ففي عام ١٩٧٠ وصلت انتاجية مصائد الأنشوجة في كل من البيرو وتشيلي حوالي ١٣ مليون طن إلا أن تلك الكمية هبطت إلى حوالي ١.٢ مليون طن خلال سنوات النينيو ١٩٧٢ – ١٩٧٣.

وعلى العكس، فقد أصبحت بعض الرخويات أكثر وفرة خلال سنوات النينيو، مثل الاسقلوب البيروفي، نظرا لقدرتها الكبيرة على التفريخ والبقاء في الظروف الدافئة،حيث بلغ محصول صيد هذا الصنف حوالي ١٠,٠٠٠ طن مقارنة بنسب الصيد السنوية التي تبلغ ١٠٠٠ طن.

خلال سنوات النينيو عام ١٩٧٢ – ١٩٧٣ ومره أخرى في عام ١٩٨٢ – ١٩٨٣، انخفض معدل صيد أسماك الأنشوجة إلى السدس وإلى واحد من ستة بالمئة من محصول الصيد الاعتيادي على التعاقب. وفيما انخفضت المخزونات السمكية فقد بدأت الطيور التي تعتمد على أسماك الأنشوجة كغذاء بالنفوق بأعداد كبيرة. وبعد نينيو ١٩٧٢ – ١٩٧٣ انخفضت كثافة طيور الغاق البحري والبجع البني وطيور الأطيش الى حوالي ٦ مليون طائر من الرقم التقديري لعام ١٩٥٠ والذي بلغ ٣٠ مليون. أما نينيو عام ١٩٨٢ – ١٩٨٣ فقد عملت على تخفيض عدد تلك الطيور إلى حوالي ٣٠٠,٠٠٠. فيما كانت نينيو عام ١٩٩٧ – ١٩٩٨ أقوى تلك الظواهر المسجلة، حيث نتج عنها موت ٢١٠٠ شخص، وسببت خسائر مادية في الممتلكات قدرت بـحوالي ٣٣ بليون دولار أمريكي.

إن العواقب الاقتصادية لظاهرة النينيو قاسية إلى حد كبير، حيث عملت منسوبات المياه المرتفعة بمحاذاة ساحل أميريكا اللاتينية على زيادة نسبة الاصابة بمرض الملاريا، فيما تتسبب الفيضانات الأرضية بتعطيل الزراعة وتدمير البنى التحتية الساحلية. وتعمل مستويات هطول الأمطار المتزايدة في الأقاليم الساحلية على زيادة تلك المشكلات. وتحدث العواقب الاقتصادية أيضا نتيجة للآثار السلبية على الزراعة في الأقاليم شبه القاحلة في أستراليا وشح المصادر الانتاجية للطعام في جنوب شرق آسيا.