أسباب اختلاف الأهداف المطلقة والمكثفة وأهمية اليقين في نمو الناتج المحلي الإجمالي
2014 الاقتصاد وتحدي ظاهرة الاحتباس الحراري
تشارلزس . بيرسون
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
نمو الناتج المحلي الإجمالي علوم الأرض والجيولوجيا
إذا كان الناتج المحلي الاجمالي معروفاً بشكل يقيني، فإن الأهداف المطلقة والمكثفة ستكون قابلة للتحول تماماً.
وهذه الانبعاثات المطلقة تقسم وفق هدف- سنة الناتج المحلي الاجمالي الذي يُعادل الهدف المكثف. والهدف المكثف يضرب بالناتج المحلي الاجمالي (المعروف) ليصبح المكافئ للهدف المطلق.
وهو ما سيجعلنا نلاحظ أنه حتى عندما يكون نمو الناتج المحلي الاجمالي متوقعاً بدقة، إذا تجاوز نمو الناتج المحلي نمو الانبعاثات، فإن كثافة الانبعاثات ستنخفي، في حين أن الانبعاثات مازلت تنمو.
ومع اليقين بشأن الناتج المحلي الاجمالي، فإن الأهداف المطلقة والأهداف المكثفة متبادلان فيما بينهما، ولكن الاعتقاد السائد هو أن هذين النوعين من الأهداف يكونان في الغالب مختلفين تماماً.
وهناك ثلاثة أسباب لهذه الاختلافات، أول هذه الأسباب هو أنه بالنسبة لمعظم البلدان تُعتبر كثافة الكربون للناتج المحلي الاجمالي منخفضة من دون وجود لأية سياسة مناخية واضحة.
وهو نتيجة للتحولات البنيوية في لعملية الإنتاجة التي تبتعد عن الصناعات الثقيلة الكثيفة الكربون، وتبتعد أيضاً عن التحول في استخدام الوقود، وزيادة الكفاءة في استخدام الطاقة.
وهذه الأرقام يمكن أن تكون مثيرة للغاية. فما بين م1980 و 2004م انخفضت كثافة الكربون في الصين بواقع 63%، وانخفضت في الولايات المتحدة الأميركية بواقع 40%، بالرغم من زيادة المطلقة للانبعاثات في كلا البلدين (Timilsina 2008).
وهذه الاتجاهات في الكثافة الخارجية المنشأ لانبعاثات الغازات من المتوقع أن تستمر، ولعله من السهل إلى حدٍ ما الخلط بين الانخفاضات المتوقعة المستقلة ذاتياً في كثافة الكربون المنبعثة مع الانخفاضات الناجمة عن السياسة المتبعة للتخفيف.
فعلى سبيل المثال، بعد رفض الرئيس الأمريكي جورج بوش [الابن] بروتوكول كيوتو، اقترح الرئيس هدفاً لتخفيض الانبعاثات المكثفة بواقع 18% لعشر سنوات (2002-2012).
ورغم ذلك فقد يحوز هذا الاقتراح على اعجاب البعض ، لكن هذا الاقتراح قد انتُقد من قبل آخرين لكونه إضافة بسيطة لهدف العمل كالمعتاد وتحايل على [ضرورة] اتخاذ إجراءات جادة(2).
السبب الثاني هو، بينما تتمكن الأهداف المكثفة من تحمل عبء الاتجاهات الخارجية المنشأ وتعطي انطباعاً عن ضربٍ من التقدم للغاية، تحدد أهداف الانبعاثات بقيم مطلقة لها صرامة تسويقية.
وحتى في ظل وجود سياسة مناخ جادة جداً، فإن الانبعاثات سترتفع خلال العقدين القادمين في معظم البلدان. وباستخدام الأهداف المطلقة، فستبدو الانبعاثات وكأنها ترتفع، في حين أن مكافئ الأهداف المكثفة سوف يظهر انخفاضاً في كثافتها.
وقد يكون الأسهل هو تبني سياسات لخطة تسويق تخفيض الانبعاثات المكثفة بدلاً من خطة ليست سوى إبطاء زيادة الانبعاثات، وينطبق هذا القول، حتى عندما تكون كمية الانبعاثات ومعيارها هي ذاتها الحالية(3).
السبب الثالث، لماذ تبدو الأهداف المكثفة جذابة؟ هل هو الإدراك بأنها لا ترمي إلى تقليص آفاق النمو الاقتصادي؟ أو أنها لا يُثقل كاهل اقتصاديات البلدان سريعة النمو؟
وهو أمرٌ غير صحيح في عالم معين من الدول النامية ويثير نقطة مهمة. فالأهداف المكثفة بطبيعتها أقل صرامة من الأهداف المطلقة.
وقد صممت كلاً من الأهداف المطلقة والأهداف المكثفة لإنتاج المستوى ذاته من الانبعاثات والتي ستكون لها ذات التكاليف والتأثير في النمو نفسه – حدٌ أدنى إذا كانت الأهداف عند حدها الأدنى، وأكبر مع الأهداف الأشد صرامة.
وينشأ الالتباس بسبب سماح الهدف المكثف بزيادة الانبعاثات مع النمو الاقتصادي. ولكن، الهدف المطلق يُعيّن لغرض تحقيق ذات المستوى من الانبعاثات المستقبلية كالهدف المكثف، الذي سيستوعب النمو الاقتصادي أيضاً(4).
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]