أسباب تعرض وإصابة الإنسان بمرض البلهارسيا
1994 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الخامس
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
مرض البلهارسيا أسباب الإصابة بمرض البلهارسيا الطب
يعتبر مرض البلهارسيا من أهم الامراض الطفيلية التي تصيب الانسان والمنتشرة على نطاق واسع في أجزاء كثيرة من العالم: في الشرق الاوسط والادنى في آسيا، وفي شمال ووسط افريقيا، وفي جنوب ووسط امريكا الجنوبية.
وتشير التقارير الصادرة عن منظمة الصحة العالمية الى اصابة أكثر من 200 مليون شخص بهذا المرض في العالم.
ويسبب هذا المرض ثلاثة أنواع من الديدان المفلطحة من جنس يسمى علميا «شستوسوما» وهي: بلهارسيا المجاري البولية، والبلهارسيا المعوية مانسوني، والبلهارسيا المعوية اليابانية.
كما أن هناك أنواعا أخرى تصيب الحيوانات مثل الابقار والكلاب والقطط. وتتميز هذه الديدان بوجود ممصين أحدهما فمي والاخر بطني يعينانها على الالتصاق بالعائل والتغذي على الدم.
وتختلف هذه الديدان عن بقية الديدان المفلطحة بتميز الذكور والاناث، بينما الديدان المفلطحة الاخرى تكون خنثى، أي أن الدودة الواحدة تكون فيها خصائص الذكر والانثى معا.
ويصاب الانسان بعدوى البلهارسيا عند تعرضه لمياه عذبة ملوثة بالطور اليرقاني المعروف بالأجنة ذات الذنب أو «السركاريا»، التي لها القدرة على اختراق الجلد أو الغشاء المخاطي للفم أو البلعوم والوصول الى الاوردة البطنية والحوضية عبر الجهاز الدوري.
وتتغذى الديدان على الدم وتنمو بسرعة لتصل الى مرحل البلوغ في حوالي ثلاثة اسابيع من اختراقها للجلد.
وتضع الإناث، التي يبلغ طولها حوالي 20 مليمترا، البيض في الفروع النهائية للاوردة المحيطة بالامعاء والمثانة البولية حيث يخترق جزء منها جدران هذه الاعضاء ويخرج مع البراز أو البول.
أما الجزء الاخر من البيض فينتقل مع تيار الدم الى أعضاء الجسم وعلى الأخص أنسجة الكبد والجهاز البولي حيث يسبب التهابات وأوراما حبيبية واسعة الانتشار مسببة مشاكل صحية خطيرة.
تفقس البيضة عند ملامستها للماء العذب بوقت قصير ويخرج منها طور يرقاني يعرف بالميراسيديوم. ويتميز هذا الطور بوجود أهداب منتشرة على جسمه تساعده على السباحة سعيا للوصول الى العائل الوسيط، وهو أنواع معينة من القواقع.
وبعد أن تخترق اليرقانة جسم القوقع، تمر بأطوار يرقانية متعددة ينتج عنها، بعد أربعة إلى ستة أسابيع، أعداد كبيرة من الاجنة ذات الذنب التي تخرج من القوقع لتعيد دورة حياة الدودة عندما تخترق جسم العائل النهائي أي انسان آخر.
ويتضح من دورة حياة هذه الدودة الطفيلية أن المياه العذبة هي الوسيلة الوحيدة لانتشار المرض، حيث يصاب الانسان عند تعرضه للمياه الملوثة بالاطوار اليرقانية، إما أثناء عمله في الزراعة أو صيد الاسماك أو عند استعماله هذه المياه للشرب والغسيل أو أثناء التمتع بالسباحة والخوض في هذه المياه.
ومن الواضح كذلك أن تصرفات الانسان غير الصحية، المتمثلة بالتبرز والتبول في المياه ومن ثم استعمال هذه المياه أو التعرض لها، هي السبب الرئيسي في انتشار هذا المرض.
لذا تعتمد مكافحة المرض على التقيد بالقواعد الصحية السليمة مثل عدم تلويث المياه بالبراز والبول، وتحاشي المياه الملوثة.
واضافة الى ذلك تقوم المؤسسات الصحية في الاماكن الموبوءة بالحد من انتشار المرض عن طريق نشر الوعي الصحي ومكافحة القواقع الناقلة للمرض، ومعالجة المصابين بعد تشخيص الاصابة باكتشاف بيض الديدان في البراز أو البول.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]