علوم الأرض والجيولوجيا

أسباب حدوث الزلازل وتصنيفها

1998 الموسوعة الجيولوجية الجزء الثالث

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الزلازل أسباب حدوث الزلازل تصنيفات الزلازل علوم الأرض والجيولوجيا

لقد عرف العالم الشيخ بن سينا الزلزال بأنه «حركة تعرض لجزء من أجزاء الأرض بسبب ما تحته ولا محالة أن ذلك السبب يعرض له أن يتحرك ثم يحرك ما فوقه والجسم الذي يمكن أن يتحرك تحت الأرض إما جسم بخاري دخاني قوي الاندفاع وإما جسم مائي سيال وإما جسم هوائي وإما جسم ناري وإما جسم أرضي.

يتضح من هذا التعريف ومما ورد في كتابات علماء عرب ومسلمين أمثال القزويني ، البيروتي ، الفارابي ، جابر بن حيان ، الهمداني ، الكندي ، إخوان الصفا ، السيوطي وغيرهم أن أهم أسباب حدوث الزلازل هي :

(1) الحركات الأرضية الناتجة عن حركات أجسام باطنية (نارية) مائية سيالة ، هوائية بخارية ، أو صلبة أرضية .

(2)  الخسف.

(3)  ارتطام الشهب والنيازك بسطح الأرض .

 

وهذه هي ذات الأسباب المعروفة لدى علماء زلازل هذا العصر حيث قاموا بتقسيم الزلازل حسب أسباب حدوثها إلى: 

1- زلازل تكتونية (Tectonic Earthquakes) ناتجة عن حركات صفائح الغلاف الصخري (Lithosphere) المحيط بالكرة الأرضية .

2- زلازل بركانية (Volcanic Earthquakes) ناتجة عن حركات الصهير الصخري المعروف بالماجما (Magma) في داخل الأرض .

3- زلازل الخسف الانهيارات والانهدامات الأرضية (Collapse Earthquakes) .

4- الزلازل الناتجة عن ارتطام الشهب والنيازك بسطح الأرض (Impact Earthquakes) .

 

مع الأخذ بعين الاعتبار أن الزلازل التكتونية والبركانية هي أخطر أنواع الزلازل وأكثرها حدوثاً مع كون الأولى أكثر خطورة خاصة وأن حجم قوة الزلازل البركانية نادراً ما تزيد عن 5 درجات حسب مقياس ريختر، بينما قد يصل حجم الزلازل التكتوني إلى 8,9 درجات حسب نفس المقياس .

لقد أدت دراسات علماء الزلازل خلال العقود الماضية لتوزيع النشاط الزلزالي عالمياً ، إلى ملاحظة أن هذا النشاط يتركز في حدوثه حول أحزمة ضيقة نسبياً يتصل بعضها ببعض لتحيط بداخلها مناطق شاسعة (تعرف حالياً بالصفائح الصخرية) ذات نشاط زلزالي ضئيل وذات خطر قليل نسبياً .

لقد أدت هذه الملاحظة إلى وضع النظرية المعروفة «بنظرية حركة صفائح القشرة الأرضية والغلاف الصخري».

 

منذ حوالي العشرين عاماً (Theory of Plate Tectonics) ومؤداها أن الصفائح الصخرية هي في حركة نسبية مستمرة وبمعدل جزء من السنتيمتر إلى بضعة سنتيمترات في العام وأن هذه الحركات هي السبب الرئيسي لتكوين التراكيب الجيولوجية المختلفة وجميع النشاطات الجيولوجية بما فيها الزلازل

يوضح الشكل (1) الصفائح الصخرية وحركاتها المختلفة وأسباب حدوثها ، حيث أن هذه الصفائح باردة نوعاً ما بالنسبة لما تحتها من مواد للمنطقة الضعيفة والحارة وشبه السائلة (Asthenosphere)

 

تستمد هذه المنطقة الضعيفة حرارتها بالدرجة الأولى من تحلل عناصر المعادن الإشعاعية ، ونظراً لعدم انتظام هذا التوزيع الحراري يترتب على ذلك تحريك المواد شبه السائلة والساخنة لتحقيق التعادل الحراري الفيزيائي .

وهذا ما يعرف بالتيارات الدوامية الساخنة (Convection Currents) .

تسببت هذه التيارات عبر تاريخ وتطور الكرة الأرضية في تكسير الغلاف الصخري الصلب الذي يعلوها ، وفي تكوين الصفائح واستمرارية حركتها في وقتنا الحاضر.

 

وكما هو مبين في الشكل (2) فإنه في أواسط المحيطات تتسبب التيارات الدوامية في ابتعاد الصفائح عن بعضها وخروج الماجما وتكوين تلال قيعان المحيطات المميزة حديثة العمر.

تتمثل هذه العملية المتكررة والمتجددة في انتشار قيعان البحار والمحيطات .

وعلى الأطراف الأخرى من هذه الصفائح المتحركة فإن هذه الصفائح تندثر تحت الصفائح المقابلة مخترقة ما تحتها من مناطق ضعف لتنصهر مرة أخرى مشكلة مصدراً للصهير الذي يخرج إلى سطح الأرض مكوناً الأقواس البركانية خلف الأخاديد المحيطة ، في حالة اندثار الصفائح المحيطية.

 

أما في حالة الصفائح القارية ذات الكثافة القليلة نسبياً فيتميز إندثارها إلى طبقة الأسينوسفير (Asthenosphere) بالتوائها نتيجة الاصطدام مسببة ارتفاع الصفيحة المقابلة لتكوين سلاسل جبال كبيرة مثل جبال الألب والهيمالايا .

وعندما تتحرك كلتا الصفيحتين باتجاه مواز لحدودهما ، فإنها تنزلق أفقياً حول نظام صدوع انزلاقية تمثل هذه الحدود كما هو الحال بالنسبة لحفرة الانهدام الأردني.

حيث تتحرك كلتا الصفيحتين العربية وفلسطين/ سينا إلى الشمال – الشمال الشرقي حول نظام صدوع انزلاقية أفقية تمتد من البحر الأحمر مروراً بخليج العقبة – البحر الميت حتى جبال طوروس.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى