أسباب حدوث “السُعال” وكيفية علاجه
2000 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الحادي عشر
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
السُعال أسباب حدوث السُعال كيفية علاج السُعال الطب
يحدثُ السُّعالُ في كثيرٍ من الأمراضِ التي تصيبُ الجهازَ التنفسيَّ، مثل أمراضِ البردِ، والتهابِ الرِّئَةِ، والتهابِ الحَنْجَرَةِ، والتهابِ القّصَبَةِ الهوائيَّةِ أو الشُّعَبِ الهوائيَّةِ. ك
ذلك قد يحدثُ السّعالُ مع بعضِ أمراضِ الحساسيةِ كالرّبْوِ، مثلاً. أي إنَّ السّعالَ مُهِمٌّ للجسمِ لأنَّه يُخَلِّصُهُ من الإفرازاتِ والأَتْرِبَةِ التي لوْ تَجَمَّعَتْ داخلَ الجهاز التنفسيِّ ما استطاعَ الإنسانُ أن يتنفَّسَ.
فعندما تتكوَّنُ بعضُ الإفرازاتِ داخلَ الجهازِ التنفسيِّ، أو تدخلُ بعضُ الأتربةِ مع الهواءِ، تضيقُ الشُّعَبُ الهوائيَّةُ، وتَنْقَبِضُ عضلاتُ البطنِ والصَّدْرِ التي تُساهِمُ أحياناً في التَّنَفُّسِ.
فيزيدُ ضغطُ الهواءِ داخلَ الصَّدْرِ. ثم يندفع الهواءُ فجأةً وبقوَّةٍ من الحنجرةِ، مُحْدِثاً ذلك الصوتَ الذي نعرفُه بالسُّعالِ.
وتتكرَّر هذه العمليةُ عِدَّةَ مَرَّاتٍ حتَّى يَتخلَّصُ الجسمُ من هذه الإفرزاتِ أو تلك الأَتْرِبَةِ أو المسَاحيقِ أو الأبخرةِ الضارَّةِ المثيرة.
ونتيجةً لارتفاع الضغطِ داخلَ الصدرِ في أثناء السعال، تَحْتَقِنُ العينان والوجهُ. وإذا كان السّعالُ متواصِلاً، يكون دخولُ الهواءِ في أثناءِ السّعالِ صعباً.
ولكن عندَما يتوقَّفُ السّعال يَجْذِبُ الإنسانُ شهيقاً قويًّا، قد يصاحبُهُ صوتٌ حادٌّ قويٌّ كما يحدُ في مَرَضِ السُّعالِ الدِّيكِيِّ.
وعندما نَسْعُلُ، تخرجُ قطراتٌ دقيقةٌ من الإفرازاتِ الموجودةِ في الجهازِ التَّنَفُّسِيِّ منَ الفَمِ، وهذا الرّذاذ يكون محمَّلاً بملايين البكتيريا أو الفيروساتِ.
ويظلُّ هذا الرّذاذُ عالقاً في الهواءِ فترةً طويلةً إذا كانتْ الغرفةُ رديئةَ التَّهْوِيّةِ. وهذه البكتيريا والفيروساتُ تسبِّبُ أمراضاّ في الجهاز التنفسي، وعندما نستنشق الهواءَ المحمَّلَ بالرّذاذ نُعْدَى ونصابُ بأمراضِ الجهازِ التنفسيِّ.
لذلك ننصحُكَ يا بُنَيَّ أن تضعَ منديلاً على فَمِكَ عندما تَسْعُلُ، وأن تَجْلِسَ دائماً في الأماكِنِ جيدةِ التهوِيَةِ، سواءٌ في البيتِ أو في مدرستِكَ أو في المَسْجِدِ أو في أيِّ مكانٍ آخرَ توجدُ فيه.
ولعلَّك كذلك قد لاحَظْتَ أن الذين يُدَخِّنون يَسْعُلون كثيراً، فكيف يسبِّبُ التدخينُ هذا السّعالَ؟ يحتوي الدُّخَان أو التَّبْغُ على الكثيرِ من الموادِّ الضارَّةِ بالجسم.
ومن أهمِّ هذه الموادِّ القَطِرَانُ، والقّطِرانُ يَلْتَصِقُ بالغشاءِ المخاطِيِّ المبطِّنِ للجهازِ التنفسيِّ، فيشعرُ الإنسانُ بوجودِ شيء ما يجبُ أن يتخلَّصَ منه، وهذا يسبَّب السُّعالَ.
ويوجدُ في الغِشاءِ المخاطيِّ خلايا هُدْبِيَّةٌ، تعملُ تماماً مثل المِكْنَسَةِ، فهي تدفعُ بأيِّ شيء يلتصقُ بالغشاءِ المخاطِيِّ نحوَ الخارجِ لتُسَهِّل عمليةَ التخلُّصِ من هذا الشيء.
ولكنَّ القِطِرانَ يمنعُ هذه الأهدابَ من العملِ، فلا يجدُ الجسمُ وسيلةً للتخلُّصِ من الإفرازاتِ إلاّ عن طريقِ السُّعالِ، وهذا هو السببُ في كثرة حدوثِ السّعال بين المُدَخِّنين.
وعلاجُ السُّعالِ يعتمدُ على التشخيصِ السَّليم لمسبِّبِ هذا السّعالِ، والذي قد يكون إصابةً بالبكتيريا أو الفيروساتِ، أو بسببِ الحساسيةِ، أو بسببِ التدخينِ، أو غير ذلك من أسبابٍ.
وعادةً ما يصفُ الطبيبُ أدويةً للسّعَال نجدُ عليها كلمةَ «شرابٌ مُنَفِّث» أي إنه يُسَهِّلُ عمليَّةَ طَرْدِ إفرازاتِ الجهزِ التنفسيِّ، أو «مهدِّئٌ للسُّعالِ» أي إنه يجعلُنا لا نشعُرُ كثيراً بالرغبةِ في السُّعالِ.
واستخدامُ هذه المستحضراتِ الطبيَّةِ بدونِ استشارَةِ الطبيبِ خطيرٌ جدّاً، فهذه المُسْتَحْضَرَاتُ قد تسبِّبُ أضراراً بالغةٌ، وربَّما تُعَرِّضُ حياةَ المريضِ للخَطَرِ، إذا أُسِئَ استِخْدامُها.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]