البيئة

أقسام الموارد الطبيعية وفقاً لدورة تكوينها

1998 الموسوعة الجيولوجية الجزء الثالث

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الموارد الطبيعية أقسام الموارد الطبيعية وفقاً لدورة تكوينها البيئة علوم الأرض والجيولوجيا

لم تبخل الأرض بعطائها للإنسان يوماً ما فمصادرها كثيرة ومتنوعة ومواردها لا تنضب، فمنها التربة والماء والغابات والغطاء الخضري والثروة السمكية والصخور والمعادن والخامات والأنواع المتعددة من مصادر الطاقة.

وقد قسم البعض المصادر الطبيعية أو الموارد الطبيعية إلى ثلاثة أقسام:

– موارد طبيعية دائمة كالشمس والهواء.

– موارد طبيعية متجددة كالماء والنبات.

–  موارد طبيعية غير متجددة كالصخور والمعادن والنفط والفحم…

 

وقد وجد أن بعض الموارد الطبيعية كالخامات الفلزية والفحم والبترول يمكن اعتبارها رصيداً غير دائم ومعرضاً للنفاد.

ولذلك وجب ترشيد استخدام واستهلاك تلك الموارد، حيث لا يمكن تعويضها بسهولة من قبل الطبيعة لأن تكوينها يتم بصورة بطيئة جداً ويستغرق ملايين السنين.

 

وتوجد أنواع أخرى من الموارد مثل المورد العنصري والممثل بالكائنات الحية والطاقة الشمسية والنشاط الإشعاعي.

وهذه تعتبر موارد دائمة وغير قابلة للنفاد لأن دورة تكوينها في الطبيعة سريعة نسبياً. وعلى حسب الوقت الذي تستغرقه دورة التكوين فإن الموارد الطبيعية يمكن تقسيمها إلى قسمين:

 

أولاً – موارد ذات دورة تكوينية بطيئة

وتتمثل في العناصر التالية:

‌أ- التربة الزراعية

تساهم عمليات التجوية المختلفة إسهاماً كبيراً في تكوين كم هائل من الفتات الصخري يختلف في أحجام جزيئاته. 

كما يختلف في العناصر المكونة لمعادنه نتيجة اختلاف الصخور المصدرية لهذه الفتات، ويختلف أيضاً باختلاف العوامل التي ساعدت على تكوينه، فيزيائية كانت أم كيميائية.

 

وهذا الفتات الصخري هو المادة الأساسية في تكوين التربة، ويضاف إلى هذا الفتات الصخري مواد عضوية في درجات مختلفة من التحلل البيولوجي مثل بقايا الكائنات الحية نباتية وحيوانية.

وعند وجود الماء ووفرة الهواء بين حبيبات الفتات الصخري، يمكن أن تتكون بيئة خصبة صالحة للزراعة شريطة عذوبة المياه واعتدال المناخ بما يتيح الفرصة لنمو غطاء خضري متنوع وواسع الانتشار.

 

‌ب-الماء

ويشمل الماء بنوعيه السطحي وتحت السطحي، ويتمثل الماء السطحي في الأنهار والبحار والمحيطات والبحيرات. 

أما المياه تحت السطحية فتعرف أحياناً بالمياه الجوفية، ويمكن الحصول عليها من خلال حفر الآبار.

وتحمل المياه الجوفية عادة أملاحاً ذائبة اكتسبتها من الصخور المختلفة التي مرت عليها.

 

وتعتمد نوعية هذه المياه على كمية ونوعية الأملاح الذائبة فيها. وتنقسم من حيث محتواها من الذائبات إلى أربعة أقسام هي:

مياه شديدة الملوحة: وفيها تزيد الأملاح الذائبة عن 50 جم في كل لتر ماء.

مياه مالحة: تحتوي على كمية من الأملاح الذائبة من 10 جم إلى 50 جم/ لتر ماء.

مياه قليلة الملوحة: تحتوي على كمية من الأملاح الذائبة من 1 جم إلى 10 جم/ لتر ماء.

مياه عذبة: تحتوي على كمية من الأملاح الذائبة أقل من 1 جم/ لتر ماء.

 

ولقد ثبت من الدراسات الجيولوجية أن الكثير من المناطق في الأرض بها خزانات عظيمة للمياه الجوفية، والتي توجد بكميات يمكن استغلالها لزيادة الرقعة الزراعية أو للشرب إذا كانت صالحة لذلك.

ولا تقتصر فوائد الماء على الاستخدام في الشرب والري فقط، بل يعتبر البيئة المناسبة لحياة كثير من الكائنات النباتية والحيوانية التي يعتمد عليها الإنسان، مثل الطحالب والأسماك..

كما تزخر البيئات المائية بثروات ضخمة من مختلف المعادن والخامات، مثل ملح الطعام الذي يعتبر أهم منتج فيها.

 

ووجد أن الميل المكعب من مياه البحر يحتوي على ما يزيد عن 100 مليون طن من ملح الطعام وحوالي خمسة ملايين طن من المغنسيوم، و90 طن أو أكثر من الفضة، وكميات كبيرة من العناصر الهامة مثل عنصر الديوتيريوم وهو مادة هامة جداً في التفاعلات النووية.

إضافة إلى ثروات هائلة من النفط والغاز والمعادن والخامات، إلا أن استخراجها يحتاج إلى تقنيات معقدة.

 

وتجدر الإشارة هنا إلى ضرورة العناية بموارد المياه الأرضية وحمايتها، فقد يتم أحياناً إعادة شحن أو تعبئة الخزانات الصخرية للحاجة الماسة إلى المياه في بعض المناطق. 

وعندئذ يكون من المهم إيجاد نوع من التوازن بين إعادة تعبئة الخزان وإنتاج المياه منه، بحيث لا يزيد الإنتاج عن كميات المياه المشحونة في الخزان، وإلا أدى ذلك إلى نضوب الموارد المائية وتقلص الخزان.

 

‌ج- الصخور والمعادن والخامات

الصخور والمعادن والخامات هي مكونات طبيعية ذات فائدة كبيرة للإنسان، سواء في عمليات التشييد والبناء، أو في عالم الصناعات الذي يعتمد على الفلزات واللافلزات اعتماداً رئيسياً. 

كما أنها مصادر مهمة للطاقة (النفط والغاز الطبيعي والفحم) يعتمد عليه ركب الحضارة. والخامات هي الكنوز التي وهبها الله للإنسان، فهي الأساس الذي اعتمد عليه في تقدمه في كافة المجالات الصناعية والزراعية والعمرانية.

 

وفي الحقيقة يمكن قياس تقدم الشعوب بمقدار ما أمكن لها استغلاله من الخامات المتوافرة لديها وأسلوب هذا الاستخدام.

وتجدر الإشارة إلى أن الشمس تعتبر الأم والمصدر الرئيسي لمصادر الطاقات الأخرى، فالأصل في طاقة النفط مثلاً هو طاقة الشمس، وهكذا بالنسبة للفحم وغير ذلك من مصادر الطاقة الأخرى. وبعض مصادر الطاقة قد لا تكون ذات علاقة مباشرة بالشمس مثل الطاقة النووية والطاقة الحرارية الأرضية.

 

ثانياً – موارد ذات دورة تكوينية سريعة:

ويتمثل ذلك في الطاقة الشمسية والطاقة الانشطارية أو الاندماجية وكذلك طاقة الحرارة الجوفية المنبعثة من باطن الأرض والممثلة بطاقة بخار الماء المخزون تحت ضغط وحرارة مرتفعين.

والواقع أن كميات الحرارة الجوفية التي يمكن أن تستغل تفوق كل توقع إذا ما قورن ذلك باحتياطي مصادر الطاقة المستهلكة في العصر الحالي من البترول والغاز الطبيعي والفحم، فثوران بركان واحد قد يعطي طاقة تعادل مجموع ما يستهلكه العالم من طاقة في عام كامل؟

ولكن كيف السبيل إلى الاستفادة من مثل هذه الطاقة على نطاق واسع، وبأساليب تكنولوجية ميسرة؟.

 

فبالرغم من أن أمام استغلال الحرارة الأرضية مستقبل طيب إلا أنه يخلق في نفس الوقت مشاكل كبيرة. 

فمثلاً الحفر التي تنشأ لهذه الغاية تتصاعد منها غازات سامة وسوائل ضارة تهدد البيئة بالتلوث أكثر من المصانع والمولدات التي تعتمد على النفط الخام أو على الفحم هذا بالإضافة إلى الأخطار الكبيرة التي تحيط بذلك فضلاً عن خطر نشأة زلازل محلية.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى