أماكن توّزع وانتشار طيور الإقليم الشرقي
2016 طيور العالم
KFAS
انتشار طيور الإقليم الشرقي علوم الأرض والجيولوجيا
يتوزّع انتشار طيور الإقليم (avifauna) توزيعاً واضحاً إلى ثلاث مناطق فرعيّة (شِبه إقليم)، بحيث تتشارك المناطق الثلاث بما نسبته 14٪ فحسب من إجمالي عدد الأنواع التي توجد في الإقليم.
وتُعدّ المنطقة الأغنى من حيث الأنواع ما يُطلق عليها على النحو الأصحّ “الهملايا الصينيّة” (واسمها البديل “الهند الصينيّة” الذي يبدو معروفاً أكثر غير أنه أقلّ دقّةً)، وتتألّف مِن اليابسة في جنوب شرق آسيا، وتايوان، وهاينان، وجنوبيّ الصين وغربيّ الصين، والجوانب والتلال السفحيّة لجبال الهملايا غرب كشمير.
ويوجد ما يقارب ثلثي العدد الإجمالي لأنواع طيور الإقليم الشرقيّ، أي 1300 نوع تقريباً، في شِبه الإقليم هذا الذي تبلغ مساحته نحو 4 ملايين كلم مربّع (مليون ونصف ميل مربّع)، ويشمل كثيراً من الجبال الشاهقة وأكثر المَشاهِد الطبيعيّة الخلاّبة في العالَم.
وتُعدّ طيور التّدرُج (pheasants) والتّدرُج الآسيوي (tragopans) الأنواع النفيسة من طيور الإقليم، مع أنّ كثيراً منها يتهدّدها تدمير المَوائل. وممّا يثير الدهشة أكثر تنوّع المَهاذير (babblers)، وينطبق الأمر نفسه وإن إلى حدٍّ أقلّ على مجموعات أخرى كثيرة، ومنها طيور البُوم والبلابل والهَوازج والسُّمان وخطّافات الذباب والنقّارات.
تتميّز مسارات التلال بتمنطُقٍ رأسيّ لأنواع الغابات وأنواع الطيور التي تعيش فيها، ممّا يثير الاهتمام بها ويمنحها سِحراً خاصّاً. فالتجوّل لساعاتٍ قليلة في نيبال قد ينقل المَرءَ مِن قاع الوادي الجاف الدائم الخضرة عبر التلال البليلة الدائمة الخضرة وغابات الخيزران وأحراج الأشجار النفضيّة العريضة الأوراق التي تكثر فيها أشجار البلّوط والكستناء وأخيراً أشجار الصنوبر، قبل أنْ تلوحَ له في الأفقِ القممُ التي تكسُوها الثلوج.
وفي شِبه الإقليم هذا ظهرت رقعةٌ مدهشةٌ ضمن مناطق التوزيع الجغرافي للحيوان سنة 1966، مع اكتشافِ نوعٍ جديدٍ من فصيلة السُّنونِيّة (swallows) مُصادفةً.
وهذا الطائر هو خُطّاف الأنهار الأبيَض العَين (White-eyed River Martin Pseudochelidon sirintarae)، ومن أقربائه نوعٌ واحدٌ فقط وكبير الشبَه به ينحصر موطنه عند أنهار غرب أفريقيا.
وهناك أنواعٌ لم تكُن معروفةً فيما مضى واكتُشفت حديثاً وتشملُ ذُعَرة ميكونغ (Mekong Wagtail Motacilla samveasnae) وثلاثة أنواع من المَهاذير (babblers).
وتعبُر ما نسبته 38% تقريباً من الأنواع الموجودة في شبه إقليم الهملايا الصّينيّة المنطقةَ جنوباً عبر شبه جزيرة تايلَند إلى منطقةٍ أوضح تعريفاً، وهي شبه الإقليم الماليزي.
ويتألّف شبه الإقليم هذا مِن الأطراف الجنوبيّة لماينمار وتايلَند، وماليزيا، ومِن الجُزر الكُبرى سومطرة وجاوة وبورنيو الواقعة على رَفرَف سوندا، التي يفصلها عن اليابسة بحرٌ ضحلٌ على نحوٍ مُتَسق يبلغ عُمقه 36 متراً (120 قدماً)، وقد شكّلت في الزمن الجيولوجي الأخير جزءاً من اليابسة في قارّة آسيا.
يوجد ما يربو على 900 نوع من الطيور في فسيفساء الجُزر والغابات المطريّة هذه، وتشمل بعض الطيور التقليدية الخاصّة تماماً بالإقليم الشرقيّ.
وفي شبه الإقليم هذا يوجد 13 نوعاً من بين 14 نوعاً من الخضراويّات (leafbirds) والخفريّات (ioras)، ومِن بين أنواع التدرُج الكثيرة هناكَ التّدرُج المُعيَّن الكبير (Great Argus Argusianus argus) المُدهش المَنظر، ومجموعةٌ من التّدارج الطاووسيّة (peacock-pheasants) النادرة.
وتوجد في شبه الإقليم هذا جميعُ عِراض المِنقار (broadbills) الشرقيّة، و24 نوعاً من 27 نقّارة زَهر (flowerpecker)، التي تضفي نكهةً أسترالية بابُوِيّة على طيور شبه الإقليم مع ثمانية من رَشيقات القدم أو ضفدعيّات الفمّ (frogmouths) العشرة التي تعيش في هذا الإقليم.
وتنتشِر في شبه الإقليم هذا البِتّات (pittas) والوَقاويق (cuckoos) والبَلابل (bulbuls) والمَهاذير (babblers) وخطّافات الذباب (flycatchers).
تُعدّ الغابات المطريّة الكُبرى التي تمنح شبه الإقليم هذا مجدَهُ غابات رقيقةً وعرضةً للخطر، وهي مع ذلك موقعٌ ثريٌّ للبحث العِلمي. فالطيور أحياناً قد تبدو غائبةً تماماً في الغابة، إلى أن يلتقي المَرءُ فجأةً بجوقةٍ مِن الطيور أو بمجموعةٍ صيّادة من الطيور المختلِفة الأنواع، التي تقتات بنشاط عبر الغطاء النباتي عند جميع المستويات، من طبقة الظلّة الشجريّة إلى أرض الغابة. وغالباً ما تتابع الطيور سيرَها قبل أن يتمكّن المَرءُ مِن رؤية الطيور الموجودة ويدوّنها، وليخيّم الهدوء مِن جديد.
تتميّز الفلبين بأنواع طيور خاصّة بها مع أنها تدخل ضمن شبه الإقليم في هذا التحليل، وتشمل بعض العناصر البورنيّة والأسترالية البابُوِيّة. وتُعدّ عُقاب الفلبّين الكُبرى (Great Philippine Eagle Pithecophaga jefferyi) المستوطِنة والنادرة أكثر الطيور الجارحة المثيرة في العالَم على نحوٍ جدليّ.
ومِن الأنواع الأخرى المُستوطنة لمجموعة الجُزر الكبيرة والصغيرة هذه التي يزيد عددها عن 7000 جزيرة هناك الببغاء الصغير المُسمّى ببغاء الجوّافة (Guaiabero Bolbopsittacus lunulatus) وأقرب أنواعه الببغاء الماليزي، ودابّات الشجر (tree-creepers) الكبيرة الاستثنائية التي يوجد منها نوعان، وتتميّز بلسانها المُزأبَر الطّرف وبنمط ريشها وبمنقارها الثقيل المعقوف.
وهناك نوعان جديدان في التصنيف العِلمي هُما مِن طيور التِفلِق (rail) ودجاجة الأرض (woodcock) تمّ اكتشافهما في الفلبين في العقد الأخير، مع أنّ القليل يُعرف عن سلوك التكاثر لدى 80 نوعاً تقريباً من الأنواع المُستوطنة مِن بين 395 نوعاً متكاثراً في شبه الإقليم.
يتألّف شبه الإقليم الثالث من شبه القارّة الهنديّة جنوب التلال السفحيّة لجبال الهملايا وغرب نهر براهماپوترا، والباكستان، وسريلانكا؛ وينقسم في حدّ ذاته إلى مناطق عدّة تتميّز بطيورها المختلِفة. ويتميّز عموماً بفصائل كثيرة من طيور الأراضي الجافة التي تُعدّ طيوراً نمطيّة أكثر في شمال أفريقيا أو جنوب غرب آسيا، مثل الحُبارَى (bustards) والعدّاءات (coursers) والقبّرات (larks) والقُليعيّة (chats) والقَطا (sandgrouse).
وتضمّ قائمة إجمالي الأنواع في شبه الإقليم هذا نحو 700 نوع، وهو عدد أقلّ كثيراً مِن عدد الأنواع في شِبه الإقليمَين الآخرَين، ويُلاحظ أنّ ما نسبته 25٪ فقط من أنواع شبه الإقليم الماليزي توجد هنا أيضاً.
ومع ذلك فهناك أنواعٌ مُستوطِنة كثيرة مُثيرة للاهتمام مثل أحد أنواع خطّافات الذباب (flycatcher)، ونوعٌ من السُّمان (thrush) وبعض البلابل (bulbuls) والمُلتحيات (barbets) ونوعٌ من الوقاويق الملوّنة المَحجِر (malkoha) ونوعٌ من القواقِل (coucal)، خصوصاً في التلال ذات الأجواء الرّطبة في جنوب غرب الهند وفي سريلانكا.
ومن المجموعات الرائعة التي أضيفت حديثاً ضمن تصنيف طيور شبه الإقليم هناكَ بومة الثَّبَج الشرقيّة (Oriental Scops Owl Otus sunia) من سريلانكا التي تمّ وصفها حديثاً، وبُوَيمة الغابة (Forest Owlet Athene blewitti) التي اكتُشِفَت مِن جَديد.
هناك بعض نقاط الشبه المُدهِشة بين الطيور المَوجودة في شبه إقليم الهملايا الصينيّة وتلك التي تنتشر في غابات التلال المُخضَّلة في جنوب غرب الهند، على الرّغم مِن الفجوة التي تفصل بينهما بمسافة 2500 كلم (1500 ميل) تقريباً، وهو ما يشير إلى فقد المَوئل المُناسب في تلك المنطقة الفاصلة، ويعود ذلك على الأرجح إلى الانحسار الذي شهده العصر الجليدي الأخير.
وتشمل الأنواع البارزة في هذا السياق الختوّ الكبير (Great Hornbill Buceros bicornis)، والأُزيرق الساحر (Fairy-bluebird Irena puella) والشقرّاق العريض المنقار (Broad-billed Roller Eurystomus glaucurus)؛ وقد نشأت أنواعٌ مميّزة عن مجموعات مثل السُّمان الضاحِك (laughing thrushes) والنهّاسيّات (trogons) ورَشيقات القدَم (frogmouths).
وهناك أيضاً أنواعٌ مثيرةٌ للاهتمام في الجزء الشمالي مِن الهند، وقد تكون ممّا تبقّى من طيور شبكة أنهار ما قبل نشوء جبال الهملايا، مثل البطّة الورديّة الرّأس (Pink-headed Duck Rhodonessa caryophyllacea) التي انقرَضت مؤخراً، وهازجة العشب الهلّبيّة (Bristled Grassbird Chaetornis striata)، وعُصفُور السِّند (Sind Sparrow Passer pyrrhonotus).
وأما عدّاء جيردون الثنائيّ الطّوق (Jerdon’s Courser Rhinoptilus bitorquatus) الذي لم يُرَ منذ سنة 1900 وعُدَّ مُنقرِضاً فقد اكتُشِفَ مِن جديد وسط الهند سنة 1986 وشكّل ذلك حدثاً رائعاً في علم الطيور الهنديّة.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]