أمثلة على تواجد ظاهرة “التصحر” في مناطق العالم
2007 في الثقافة والتنوير البيئي
الدكتور ضياءالدين محمد مطاوع
KFAS
ظاهرة التصحر البيئة علوم الأرض والجيولوجيا
توجد أمثلة حية للجفاف والتصحر في عدد من الدول العربية التي تعاني من الأسباب الطبيعية والبشرية الكامنة خلف حدوث ظاهرة التصحر بخطورتها البالغة على التوازن البيئي، خاصة في تلك البيئات الهشة ذات المناخ القاسي والأنشطة البشرية التي تتميز في كثير من جوانبها باللاوعي البيئي، وبالحدة التي تعاملها مع البيئة.
فقد اثبتت الدراسات العديدة التي تمت في هذا الشأن أن السبب الرئيسي للتصحر يتمثل في سوء إدارة النظم الإيكولوجية Eco-systems قبل الإنسان.
فعلى سبيل المثال؛ نجد المراعي الطبيعية الجافة وشبه الجافة في سوريا تحتوي على ثلاثة أضعاف ما تستطيع تحمله أو إعالته من الحيوانات.
وفي شمال العراق تعول المراعي أربعة أضعاف ما تستطيع أن تتحمله. وتبدو الصورة أكثر قتامة إذا ما عرفنا مثلا أن المساحة المهددة بالتصحر في الجزائر تبلغ (23) ألف كيلومتر مربع (أي 9,6% من جملة مساحتها تقريبا).
كما أن ما يقرب من 45% من جملة مساحة العراق و 58,87% من مساحة سوريا و 10% من مساحة ليبيا مساحات زراعية يهددها التصحر بدرجاته وأشكاله المختلفة.
وتتعرض أيضا مناطق شاسعة من الأراضي الصالحة للزراعة والرعي في السودان للتصحر بسبب اقتطاع الأشجار والرعي الجائر، حيث تقطع بها كل عام نحو 25 مليون من الأشجار والشجيرات التي تنمو بها.
كما تتعرض مناطق متناثرة من الأراضي المصرية الزراعية والرعوية للتصحر بدرجاته المختلفة لأسباب طبيعية وأخرى بشرية، الأولى بسب نقص المياه، وانخفاض منسوب الماء الجوفي في كثير من الآبار بواحات الصحراء الغربية، أو بسبب زحف الرمال في المناطق الهامشية من الدلتا والوادي.
ويعد تملح التربة وتغدقها (ربما لأسباب بشرية أو طبيعية) من أسباب تعرض الهوامش الشمالية للدلتا في أراضي البراري للتصحر، إلى جانب تعرضها للانسياق والزحف الرملي.
وفي كل عام تتصحر بفعل التملح الزائد Over Salinization مساحة تقدر بنحو 1% من المساحة الزراعية من سهول جنوب العراق لأسباب طبيعية وأسباب أخرى بشرية.
وتتعرض المناطق الشمالية والوسطى (الرعوية والزراعية) في المملكة العربية السعودية إلى درجات متباينة من التصحر، إلى جانب تعرض الأراضي الزراعية في واحات الأحساء لزحف الرمال. وترجع الأسباب الرئيسية للتصحر في أجزائها الشمالية والوسطى للرعي الجائر وإزالة الأغطية النباتية.
وإلى جانب ذلك يعد تدهور التربة لأسباب طبيعية وبشرية في المملكة العربية من مظاهر التصحر الواضح هناك حيث تتأثر قرب المدن بالتلوث والتدمير وتتأثر في المناطق الريفية بسوء استخدام المياه والمخصبات والمبيدات الحشرية بأنواعها المختلفة من قبل المزراعين.
كما تتعرض مناطق في الارجنتين للتصحر لأسباب طبيعية وبشرية منها واحة مندورا Mondoza Qasis وتتمثل أهم هذه الأسباب في تملح التربة بسبب نقص المياه وزيادة التبخر.
وكذلك تتعرض التربة في بعض مواضع الواحة للتغدق Water logging خاصة في المناطق المنخفضة منها والتي يقترب بها مستوى الماء الجوفي كثيرا من السطح مما يؤثر كثيرا من السطح مما يؤثر كثيرا على تدهور التربة وانخفاض إنتاجيتها من المحاصيل الرئيسة ومنها محصول الكروم الذي تشتهر به هذه الواحة.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]