التاريخ

أمنية العالم “مندل” لم تتحقق رغم وفاته

1997 قطوف من سير العلماء الجزء الأول

صبري الدمرداش

KFAS

العالم مندل التاريخ المخطوطات والكتب النادرة

مع أن الأسقف مندل كان كريماً جواداً محباً للحياة، ومع أنه كان كثيراً ما يستضيف أصدقاءه في الدير على حسابه الخاص، ويفتح منزله في أيام الأعياد مثل عيد (القربان) ويوم (القديس توما)، ومع أن احتفالاته بأعياد الميلاد كانت أشبه بسلسلة من سحر ألف ليلة وليلة، مع كل ذلك فقد عاش عالمنا حتى ذاق مرارة نفور الجماهير.

فعندما أقرَّ البرلمان النمساوي قانوناً في عام 1873 يقضي بفرض ضرائب على أملاك الكنيسة، ورفض مندل بوصفه رئيساً للدير تنفيذه، قام صراع بينه وبين البرلمان، وفي ذلك الجو المرير المكفهر الذي عاش فيه مندل آخر سني عمره، كانت أمنيته الوحيدة هي أن يعيش حتى يرى اليوم الذي يلغى فيه ذلك القانون الكريه الموجه أصلاً ضد ديره، غير أنه لم يقدَّر لهذه الأمنية أن تتحقق.

 

فقد أصيب في ربيع عام 1883 بنوبة قلبية غير أنه شفي منها شفاء جزئياً. وأمضى الشهور القليلة الأخيرة من حياته بين أزهاره وطيوره ونحله.

وكان قد ألحق قفصاً سلكياً بخلايا النحل في الدير، ووضع عدداً من النحل في ذلك القفص. وعندما سأله أحد زواره عن السبب في هذا (الانعزال) الذي أجراه على النحل، أجاب مازحاً: لقد وضعت هناك ملكة ومعها عدد من الذكور والملكة الآن على وشك اختيار زوج مناسب.

فنحن نجد أنه بين النحل، كما هو بين البشر، يكون من سوء حظ الأنثى أن نُزوجها من رجلٍ (رديء). وظل يجري تجاربه على قوانين الحياة، ولم يكن يدري أن حياته هو قد أشرفت على نهايتها.

 

وجاءت النهاية…

في 6 يناير عام 1884 تجمع حشد كبير من المشيِّعين ساعة وفاة ذلك القس العجور المحبوب رغم عناده، غير أن أحداً من هؤلاء المشيِّعين لم يدك أن من شُيِّع كان عالماً من الطراز الأول.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى