أنواع الأخاديد الجيبية القمرية
2013 دليل مراقب القمر
بيتر غريغو
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
أحد الأمثلة الرائعة للأخدود الجيبي هو أخدود هادلي، الذي يمتد لحوالي 100 كم عبر قاع سبخة العفن قرب قاعدة جبال أبيناين. إنه بسهولة الأخدود المعروف جداً من بين جميع الأخاديد القمرية – بين الناس وفي الأوساط العلمية – لأنه في يوليو / تموز 1971 زاره رائداالفضاء ديف سكوت وجيمس إيرفن على متن مركبة الفضاء أبولو 15. ويبلغ عمق أخدود هادلي وسطياً حوالي 3500 متراً وعرض أكثر من كيلو متر واحد
وقام رواد الفضاء باستطلاع منحدراته الداخلية من حافته ولاحظوا أكوام هائلة من الركام عند قاعدة الأخدود،مؤلفة من التراب والجلاميد الصخرية الكبيرة الزاوية التي يصل عرضها إلى 30 متراً. تكشف صخر القاع القديم على طول جدران الأخدود، ووفرت عينات صخور القمر التي جمعت من هذا الموقع تبصرة نادرة في التاريخ المبكر جداً للقمر التابع لنا.
ربما يعتبر أخدود هادلي، إلى جانب أخاديد جيبية أخرى عديدة، شكل من أشكال الحد التي نُحتت من سطح القمر بفعل نهر اللاّبة المنصهر السريع الجريان. ومن غير المحتمل أن تكون أخاديد جيبية عديدة عبارة عن أشكال صدعية بما أن معظمها يبدو أنه بدأ عند عنق البركان وامتد إلى أسفل الهضبة متناقصاً في حجمه. وهناك بعض الجدل حول ما إذا كانت اللاّبة التي تدفقت أصلاً مثل الأنهار أو ما إذا كانت تدفقت ضمن قنوات اللاّبة التي انهارت سطوحها لاحقاً.
إن وادي شروتيري هو أجمل مثال عن الأخدود القمري الجيبي. يبدأ عند حفرة فوهة بركانية متوسطة الحجم، ويتسع إلى الشكل المعروف برأس الكوبرا، ومن ثم يضيق ثانية ويتلوى كالأفعى لمسافة 200 كم عبر البحر.
ويحتوي وادي شروتيري، مثل وادي الألب، أخدودمتوسط ضيق ومتعرج ربما نُحت من سطح القمر بفعل عوامل النحت اللاّبة المتدفقة بسرعة. وقامت مسبارات مركبة الفضاء الأمريكية القمرية بتسجيل هذا المعلم بما يكفي فقط لرسم خريطته ولكن يمكن مشاهدة جزء صغير منه حيث يستقر في رأس الكوبرا ويمكن رؤيته بلمحة سريعة في تليسكوب قياس 200 مم. وتوجد في هذه المنطقة أيضاً مجموعة رائعة من الأخاديد المعروفة باسم أخاديد ارستارخوس، تقع حوالي 70 كم إلى الشمال الشرقي من وادي شروتيري. إن مجموعة هائلة من الأخاديد الأفعوانية المميزة، بعضها جيبيه وأكثرهاطولانية، وأخاديد ارستارخوس يمكن مشاهدتها في منظار عاكس قياس 150 ملم في ظروف الرؤية الممتازة. ويبدو أن العديد من هذه الصدوع الضيقة عبارة عن قنوات بركانية منشؤها الأصلي في فويهات بركانية صغيرة.
ينبغي أن يكون واضحاً من هذا الاستعراض الموجز لجيولوجيا القمر أن القمر هو أحد أجسام النظام الشمسي الأكثر تنوعاً جيولوجياً. وبأحواضه العملاقه المتعددة الحلقات المحاطة بالجبال، وآلاف الفوهات البركانية الكبيرة، وسهول اللاّبة والوديان التي شقتها اللاّبة،والقباب البركانية والصدوع القشرية، يمكن رؤية هذا التنوع الجيولوجي المذهل عبر تليسكوبات الهواة الصغيرة. وحتى مع خمول النشاط البركاني على سطح القمر قبل مليارات السنين، وعدم حدوث ارتطامات كبيرة لملايين السنين، فالعديد من معالم القمر محفوظة جيداًبحيث تبدو لنا كما لو أنها تشكلت يوم أمس.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]