أنواع “السهول” المختلفة
1998 الموسوعة الجيولوجية الجزء الثالث
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
السهول أنواع السهول علوم الأرض والجيولوجيا
وتوجد عدة أنواع من السهول على النحو التالي:
– السهول المرتبطة بالتعرية النهرية: تتصف السهول التي شكلتها التعرية النهرية بصفة رئيسية، وهي أوسع انتشاراً من أي مجموعة أخرى. بأنها غير منتظمة أكثر من كونها مستوية.
ذلك أنه يميزها – بصفة واضحة – وجود أودية مستقلة بينها خطوط تقسيم مياه كعلامة من علامات النحت النهري.
وتتمثل الاختلافات في السهول التي نحتتها المجاري النهرية في الأبعاد والشكل والتباعد ونمط هذه الأشكال.
وتشير قلة عمق الأودية التي توجد في السهول، إلى أن السطح لم يتعرض للارتفاع في العصور الجيولوجية المتأخرة، ارتفاعاً يزيد كثيراً عن المستوى الذي تستطيع المجاري الموجودة أن تنحت أسفله.
ويشير اتساع الأودية إلى قلة مقاومة جانبي الوادي، وإلى نشاط التعرية على جانبي الوادي بفعل الجريان السطحي، وزحف التربة، كما يشير في حالات كثيرة إلى فترة طويلة من التطور.
ومن ناحية أخرى فإن الصخور شديدة المقاومة مع وجود أراض مرتفعة عالية النفاذية تساعد على وجود أودية أضيق وجوانب أودية شديدة الانحدار.
ويلفت النظر الإختلافات في مقدار تباعد الأودية أو الدرجة التي قطعت لها بفعل تطور نظم الأودية.
ومن الناحية المثالية فإن نمو الروافد يتم باتجاه المنبع في داخل الأراضي المرتفعة المجاورة.
ولهذا السبب فإن السهول التي تجري فيها الروافد قليلة، ويفصل بين الأودية مسافات كبيرة، وتتبقى مساحات واسعة لم تتعرض للتعرية (شكل 1) توصف بأنها في مرحلة الشباب.
وإذا امتدت الأودية الرافدية في أجزاء السطح، بحيث أن المنطقة في معظمها أصبحت تشغلها منحدرات جوانب الأودية، فإن السطح يوصف بأنه ناضج.
وإذا ما ازداد اتساع الأودية واتصلت جوانبها الضعيفة، فسرعان ما تنحت على هيئة أودية عريضة أو أراضي منخفضة.
وفي الحالات التي تشطف فيها السهول طبقات صخرية مائلة ميلاً طفيفاً فإن نطاقات ظواهر الطبقات الصلبة تكون أشرطة مرتفعة أكثر تضرساً ذات حواف فجائية على جانب ومنحدر ميل تدريجي في اتجاه ميل الطبقات، شكل (2).
وهذه المظاهر التي تسمى بالجالات (الكويستات) أشكال مألوفة في الغرب الأوسط من أمريكا الشمالية والسهل الساحلي الخليج المكسيك وفي غرب أوروبا ومن أمثلة هذا المظهر تلك النطاقات المعروفة بالوولد والأراضي الواطئة (Wailds and downs).
في انجلترا وكذلك نطاقات الجالات (Cotes) في شمال شرقي فرنسا، وتتميز معظم السهول التي تتطور في المناخات الجافة بالأشكال التي تنتهجها التعرية النهرية.
وذلك بالرغم من قلة المطر. ذلك أن تطور نظم الأودية والأشكال التحاتية يتبع نفس القواعد العامة التي توجد في المناطق الرطبة.
ومع هذا فإن بعض الاختلافات في المعدلات النسبية والأهمية النسبية لبعض عمليات التطور تؤدي إلى خصائص مميزة في المناطق الجافة.
فأولاً تتميز عمليات التحلل الصخري بالبطء الشديد بحيث أن المواد المتراكمة على السطح تتصف بقلة سمكها وبخشونتها.
ومن ناحية ثانية فإن الغطاء النباتي المبعثر لا يحمي السطح العاري من الارتطام والغسل، الذي تقوم به الأمطار الفجائية الغزيرة.
ونتيجة لذلك فإن المنحدرات العليا يكثر بها (التحذير) (gulling) وغالباً ما تكون هذه الأخوار خالية من المفتتات.
ونتيجة لقصر وقت المطر وطبيعته المحلية وبالتالي اتصاف الجريان بالتقطع فإنه مع ذلك تترسب معظم المفتتات في الأحواض القريبة وفي قيعان الأودية إلى «اغراق» مساحات واسعة أسفل سهول من الطمي والرمال أو الحصى.
ومن ثم فإن من المظاهر المميزة للصحراء وجود تعرية وتخوير في المنحدرات العليا ومساحات مسطحة رسوبية في الأراضي المنخفضة.
– السهول الناتجة عن الإذابة
تميز الظاهرات الناتجة عن الإذابة التي تقوم بها المياه الجوفية عديداً من السهول الواسعة إلى حد. وإن أهم مظاهر هذه الفئة هي تلك المنخفضات أو البالوعات التي تنتج عن خسف الكهوف التي كانت أسفلها.
والإذابة عملية نشطة تقوم بها الأنهار السطحية ولكن تأثيرها في شكل الأودية لم تدرس على نطاق واسع.
وتنحصر عمليات الإذابة واسعة النطاق في تلك المناطق التي يمتد فيها حجر جيري سميك. وبتوسع الفراغات الواقعة أسفل السطح بفعل الإذابة يزداد تحول التصريف من سطحي إلى جوفي.
وتصبح المجاري السطحية أقل مما كانت، وغالباً ما تختفي باتجاه الماء الجوفي بعد مسافة قصيرة من الجريان السطحي. ويأتي الوقت الذي تتهدم فيه فراغات الإذابة القريبة من السطح، مما يؤدي إلى تكون منخفضات سطحية ذات أبعاد مختلفة.
وبعض هذه المنخفضات ضحلة غير مميزة، وبعضها منخفضات أو أودية مستطيلة واسعة جداً ذات جوانب شديدة الانحدار.
وتحتوي بعض الأحواض الصغيرة على بحيرات، نظراً لأن الفتحات التي توصلها بالمياه الجوفية قد سدت بالصلصال. وأوسع المناطق السهلية التي تحتوي على ظاهرات إذابة في الولايات المتحدة هي في وسط وشمال فلوريدا وفي ولاية تكساس.
ففي كل من هاتين المنطقتين تكثر البالوعات الضحلة التي توجد في بعضها بحيرات. وهناك بعض المناطق التي نشطت فيها الإذابة بدرجة أدت إلى وجود سطح مضرس لا يمكن وصفه بالسهل.
وينطبق هذا على منطقة كهف الماموس في الوسط الغربي لولاية كنتكي، وإلى حد كبير في المنطقة الجبلية ذات البالوعات الضخمة وأودية الإذابة في إقليم والماشيا انكارستي في جمهورية البوسنة.
– السهول البحيرية والسهول الساحلية
يرتبط بالسهول التي أرسبتها الأنهار، أسطح تمثل قيعان بحيرات قديمة أو أجزاء انحسر عنها البحر حديثاً.
وقد تكونت هذه السهول المستوية نتيجة الإرسابات التي حملتها الأنهار أو الأمواج وتم توزيعها وتسويتها بفعل الأمواج والتيارات.
ولا يمكن تمييز تضرس في هذه السهول سوى الخطوط القديمة للسواحل وبعض الأشكال الشاطئية. وفي بعض الأجزاء توجد أودية ضحلة كونتها المجاري المائية على النطاق الساحلي بعد انحسار مياه البحر.
وتتصف الأجزاء المنخفضة من السهول البحيرية والأجزاء الخارجية الهامشية من السهول الساحلية بأنها رديئة التصريف.
إن الأسطح المستوية التي نشأت فيها مدن ديترويت، توليدو، شيكاغو، ونيج كلها سهول بحيرية، وكذلك المسطحات الملحية الشهيرة في بولفيل في غربي يوتا.
كما أن هوامش الأطلسي الجنوبي وهوامش الخليج في الولايات المتحدة وكثيراً من الهوامش القطبية في الألسكا وسيبيريا أمثلة لسهول ساحلية انحسر عنها البحر حديثاً. وتمثل بعض هذه السهول أراض زراعية خصبة على حين أن بعضها الآخر إما كثير المستنقعات أو كثير الرمال.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]