علوم الأرض والجيولوجيا

أنواع القعائر العظمى

1998 الموسوعة الجيولوجية الجزء الرابع

KFAS

القعائر العظمى أنواع القعائر العظمى علوم الأرض والجيولوجيا

وتبعاً لموقع هذه المجموعة من القعائر العظمى ومدى تأثرها بفعل النشاط البركاني، يمكن تصنيفها إلى نوعين رئيسيين هما:

أ‌- القعائر البينية العظمى فوق القشرة المحيطية: Eugeo synclines

وهذه المجموعة تتكون فوق تكوينات القشرة المحيطية، ومع ذلك لا تتشكل كثيراً بفعل النشاط البركاني.

وتتجمع الرواسب في هذه الحالة فوق أرضيات المنحدر أو السفح القاري (Continental slope) فوق القشرة المحيطية وفوق صخور السيما.

ومن ثم تعرف باسم «رواسب فوق السيما» (Ensimatic sediments)، وينتمي إلى هذه المجموعة من الرواسب تلك التي تتجمع فوق أرضية المحيطات الهامشية المتراجعة.

 

ب‌- القعائر البينية العظمى فوق القشرة العادية: Miogeosyclines

وهذه المجموعة تتكون أساساً فوق أجزاء من تكوينات السيال عند حواف القارات، وتتأثر كثيراً بفعل النشاط البركاني.

وتتجمع الرواسب في هذه الحالة فوق أرضيات الرفارف القارية، (Continental shelves) ومن ثم تعرف الرواسب هنا باسم «رواسب فوق السيال» (Ensialic sediments)

وعندما تتجاوز كل من القعائر البينية العظمى فوق القشرة المحيطية، وتلك فوق القشرة القارية عند هوامش القارات، يظهر ما يعرف باسم القعائر العظمى المزدوجة (Geosynclinal couplet).

 

وعندما يتعرض هذان القسمان السابقان في الثنية المقعرة الحوضية العظمى لعمليات الضغوط (في اتجاهين متقابلين)، يتأثر كل منها بدرجات متفاوتة من التشكيل البنيوي. 

فينشأ في الثنية المقعرة الحوضية العظمى وتكويناتها الإرسابية فوق القشرة الأرضية (Miogeosyncline) مجموعات من الطيات وبعض الصدوع العكسية.

أما بالنسبة للقسم الآخر من الثنية المقعرة الحوضية العظمى فوق القشرة المحيطية، فتتمايز فيها عوامل الانضغاط بشدتها، ومن ثم تنثني التكوينات الإرسابية المتجمعة فيها وتتكون الثنيات الالتوائية المحدبة والمقعرة المركبة.

 

وقد يصاحبها الصدوع العنيفة كما قد تتعرض بعض هذه الرواسب والتكوينات الجيولوجية لعمليات التحول (Metamorphism)

إذا ما وقعت في منطقة انزلاق الألواح الجيولوجية وهبوطها إلى أسفل في مواد المانتل(Subduction Zone) وبالقرب من هذه المنطقة الأخيرة يتعرض الصخر لعمليات التحول الناتجة عن حدوث الضغط الشديد والحرارة المنخفضة معاً، وينتج عن ذلك حدوث أنواع من عمليات التحول الحراري (شكل 2).

 

وقد أوضح بعض الباحثين أن صخر الجرايواكي هو أحد الصخور المميزة في رواسب الثنية المقعرة الحوضية فوق صخور القشرة المحيطية.

ويمكن له أن ينصهر تحت تأثير درجات الحرارة المنخفضة مع وجود المياه.

ويتحول في النهاية إلى مواد الماجما الجرانيتية، وقد تتداخل في أواسط الثنية المعقرة الحوضية فوق القشرة المحيطية بعض القباب اللابية العظيمة الحجم، وقباب أخرى من الجرانوديرويت. 

كما ينبثق فيها كذلك البراكين الأنديزتية التي تستمد مصهوراتها اللابية الأنديزيتية من مواضعها فوق منطقة بنيوف (Benioffzone).

 

ومن ثم يمكن القول إن السلسلة الجبلية (الكورديلليرا) تبنى أساساً من سلسلتين جبليتين متوازيتين– تتمثل أحدهما فوق رواسب الثنية المقعرة الحوضية العظمى فوق صخور القشرة القارية (Miogeosyncline).

وهذه تتميز بتعرض تكويناتها لعمليات الطي والتحول الصخري المحدود، في حين تتمثل الأخرى فوق رواسب الثنية المقعرة الحوضية العظمى فوق صخور القشرة المحيطية Eugeosyncline،

وتتميز بتكويناتها بتعرضها لعمليات الطي والتحول الشديدين. وتحدث فيها البراكين الاندسيتية بكثرة وتقع تحتها قباب الباثوليت الجرانيتية العظمى، كما قد تتمثل فيها بقايا بعض الصخور النارية الافيوليتية الخضراء التي انفصلت أصلاً عن التكوينات الصخرية للألواح الجيولوجية المحيطية (شكل 2).

 

وعندما تندفع السلاسل الجبلية إلى أعلى، وتظهر على سطح الأرض تتعرض بدورها لفعل عوامل التجوية والتعرية، وقد تنقل بعض المفتتات الإرسابية مرة أخرى إلى البحر المجاور. 

في حين يتجمع بعضها الآخر فوق صخور اليابس على شكل رواسب فيضية (Fluvial) وبحيرية (Lacustrine)، وتكون هذه الرواسب معاً ما يعرف باسم مجموعة رواسب المولاس (Molasse).

وإلى جانب مجموعة نطاقات القعائر الحوضية العظمى الخطية الامتداد (Linear geosynclines) هناك مجموعات أخرى منها تبدو على شكل قعائر عظمى منعزلة أو منفردة (Autogeosynclines).

 

ويرجح الجيوفيزيقيون أن هذا النوع الأخير من الثنيات الحوضية العظمى في القشرة الأرضية ربما يكون مرتبطاً بمدى استقرار الألواح الجيولوجية. 

وقد تبين أن معظم هذا النوع من القعائر العظمى يوجد أسفل الكتل القارية القديمة التي ترجع لفترة ما قبل الكمبري في القشرة الخارجية للأرض.

وعلى أساس اختلاف شكل القعائر العظمى في القشرة الأرضية، ميز العلماء بين تلك القعائر العظيمة العمق– والتي تحد هوامشها صدوع عظمى وتعرف باسم (Epi-eugeosynclines)، وتلك الأخرى التي تعرضت أرضيتها للهبوط الأرضي الشديد (Taphrogeosynclines).

 

وقد اقترح الأستاذ «كلوس» تكوين الأخاديد الصدعية في القشرة الأرضية الصلبة تبعاً لوقوعها فوق مناطق الانتفاخات الساخنة Hot Spots (في مواد الوشاح) والتي ينجم عنها حدوث صدوع عظمى أخدودية ثلاثية التناسق (A three fault symmetry).

ومن أمثلتها أخدود الراين الصدعي(The rheingraben) وأخدود البحر الأحمر الصدعي، ويتألف هذا الأخدود الأخير من ثلاثة أذرع تتمثل في الذراع الصدعي لغور عدن، والذراع الصدعي في الحبشة.

 

وقد نتج عن ذراعي عدن والبحر الأحمر الصدعيين انفصال شبه الجزيرة العربية عن قارة أفريقيا، وقد اقترح شاتسكي (N. S. Schatsky) تسمية هذا النوع من الأخاديد وكذلك أخدود حوض الدنيبر– الدونتز باسم «الاولكوجينات» (Aulacogéns).

كما أن فتحات وبوابات البحار والمحيطات (مداخلها ومخارجها تتمركز أساساً عند مناطق حدوث الأخاديد الصدعية العظمى في القشرة الأرضية.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى