أهمية المكروبات

2012 المكروبات

جون فارندون…[وآخ]

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

البيولوجيا وعلوم الحياة

تتسبَّب بعض المكروبات في أمراض مُخيفة مثل السُلّ (tuberculosis) ومُتَلازِمَةُ العَوَزِ المَناعِيِّ المُكْتَسَب (الإيدز) (انظر ص50 – 62). لكننا -وبشكل عام- لا يُمكِننا الاستغناء عنها، حيث أنها بالغة الأهمية لجميع المَبَاءات

ecosystems على سَطح الأرض، وبالتالي ستكون الحياة مستحيلة بدونها. تتَّسِم المكروبات بالصِغَر الشديد لدرجة لا يُمكِن مَعَها رؤيتها بالعَيْن المُجرَّدة، ولهذا فإن أهميتها لا تكون واضحة دائماً. وتقوم هذه الكائنات بلعب العديد من الأدوار

المُختلِفة؛ حيث يقوم بعضها بصُنع طَعَامِه كما تفعل النباتات، في حين يتصيَّد البعض الآخر فرائسه كما تفعل الحيوانات، ويتعفن البعض الثالث وينحَلّ ليعيد دورة حياته. وتحْظَى المكروبات الشبيهة بالنباتات التي تطفو في المحيطات بأهميَّة خاصة؛ فمثلما هو الحال مع النباتات الحقيقية، تقوم هذه الكائنات باستخدام الطاقة الموجودة في ضوء الشمس لتحويل الماء وثاني أكسيد الكربون المأخوذ من الهواء

إلى طعام وأكسجين عبر عملية التخليق الضوئي. ويتم التهام هذه المكروبات من قِبَل مكروبات أخرى وتُشكِّل القاعدة لسِلسِلة غذائيَّة تفضي إلى الأسماك، والحيتان، وحتى البشر (انظر المُجَلَّد التاسع: ص 40). وتتَّسِم العديد من الأولانيَّات وحيدة الخلية بأنها شبيهة بالنباتات، وكثيراً ما يُطلَق على الأولانيَّات اسم الطحالب (algae)، أو الطحالب الدقيقة (microalgae) في حالة ما إذا كانت وحيدة الخلية. ولا توجد قرابة وثيقة بين جميع الكائنات الحية الدقيقة التي يُطلَق عليها اسم الطحالب.