أهمية تحلي الإنسان بصفة “الاستماع” والمهارات اللازمة توافرها لها
1997 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الثامن
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
صفة الاستماع العلوم الإنسانية والإجتماعية المخطوطات والكتب النادرة
هُناكُ فرقٌ بين السَّماع والاسْتِماعِ. فالسَّماعُ هوَ أن تَسمَعَ شيئاً، من غيرِ قصْدٍ ومن غيرِ انتباهٍ.
أما الاستماعُ فهو أن يكونَ بِقَصدٍ وانتباهٍ؛ (أي أن الاستماعُ يتكون من: السماعِ +القصد والانتباه)، فالتلميذُ الذي ينظُرُ إلى المعلم، من غيرِ أنْ يَنْتَبِه إلى ما يقولُهُ المعلمُ، هو تلميذٌ يسمعُ (سامعٌ).
أما التمليذُ الذي يَنظرٌ إلى المُعلم وينتبهُ لما يقولُ المعلمُ، فهو تلميذٌ يستمعُ (مُسْتمِعٌ):
التلميذُ الأول (السامعُ) سلبيُّ، يسمعُ صوتَ المعلم، لكن لا يُتابعُ حديثَه أو توجيهاتِه، فهو لا يستطيع أن يفهمَ أو يفسرَ أو ينقدَ ما قاله المعلمُ.
بينما التلميذُ الثاني (المستمعُ) إيجابي، يسمعُ صوتَ المعلمِ ويتابعُ حديثَهُ أو توجيهاتِهِ، فهوَ قادرٌ على الفهمِ والتفسير والنقد.
وَيُعدُّ الاستماعُ أولَ فنونِ اللغة الأربعة، وهي: الاستماعُ والكلامُ والقراءةُ والكتابةُ. فالاستماعُ أمرٌ أساسيٌ، لاغنى عنه لظهورِ الكلامِ لدى الطفلِ، فالطفلُ يستمعُ قبل أن يبدأ الكلام.
والاستماعُ مهمٌ ايضا في عملية التعلم، وفي المجتمع والحياةِ بصفةٍ عامةٍ؛ وهو أيضا شرطٌ أساسيٌّ للنمو اللغوي، بصفةٍ عامة، وبالتالي فهو شرطٌ للنمو الفكري.
وقد لَعِبَ الاستماعُ في الماضي دَوْراً عظيماً في عمليةِ التعلمِ، وفي نمو الحياة الإنسانية، وفي نقلِ ونشر الثقافةِ (قبل ظُهورِ الكتابِ).
وفي عصرنا الحاضر – بعد انتشار المذياع والتلفاز والتسجيلات – أصبحَ المتعلمون ملزمين، ليس فقط بإمكان القراءةِ والكتابةِ، بل أيضاً بالكلامِ والاستماعِ بدقةٍ وفهم.
ولا بد من أن يتمّ تعليمُ الاستماع في سنٍّ مبكرة، فالاستماعُ إلى جانب أنه الفن اللغوي الأولُ، الذي يبدأ به الطفلُ، فهو ضروري لضمان النجاح في التعلم بصفةٍ عامةٍ، ففشلُ التلميذِ في الاستماع الهادف يؤدي إلى فشله في السيطرة على محتوى المواد.
ومُعظمُ التلاميذِ يتعلمون في المدرسة القراءةَ والكتابةَ، لكنَهم قلما يتعلمون الكلامَ والاستماعَ، مما يتسبَبُ في عدم قُدرتِهم على الانتباهِ والتركيزِ.
ونتيجةً لذلك، نجد كثيرا من الأطفال يسمعون، لكنهم لا يفهمون، مع أن الهدف الأساسي لكل اتصالٍ – بما في ذلك الاستماع – هو الفهم.
ويحدثُ الاستماعُ عندما يُنظم المستمعُ ما يَسمَعُ ويتذكره.. ومعنى ذلك أن المستمعَ الجيدَ لا بد أن يتدربَ على حُسنِ الاستماع، ولا بد أن يَتسلح ما يوفر له القدرةَ على تحليلِ ما يسمعُ، وعلى اكتشافِ الأسبابِ التي أدَّتْ إلى النتائج المختلفةِ، التي تمَّ الوصول إليها، خاصةً عند المشاركة في الاجتماعات والمناقشات.
ولِتحقيق الاستماع الفعَّال، نتعرفُ بعضَ المهاراتِ اللازمةِ لحسنِ الاستماعِ:
– أن يعرفَ المستمعُ لماذا يسمتعُ، أي أن تكون لديه الرغبةُ في الفَهمِ.
– أن يجلسَ بعيداً عن المشوشاتِ.
– أن يعرِفَ غَرَضَ المتكلمِ.
– أن ينظرَ إلى المتكلمِ.
– أن تكون له الرغبةُ في مشاركةِ المتكلم المسؤوليةَ.
– أن يُركَّزَ انتباهَهُ، ويكيفَ نَفسَهُ لِسُرعةِ المتكلمِ ومتابَعَتِهِ.
– أن يتوقَعَ ما يُقالُ.
– أن يتابعَ الأفكارَ الرئيسةَ.
– أن يتابعَ التفاصيلَ.
– أن يتذكّرَ تتابُعَ التفاصيلِ.
– أن يَسْتَخلِصَ بعضَ الاستنتاجاتِ.
– أن يُلَخَّصَ في عَقْلِهِ ما يُقالُ.
– أنْ يفهمَ ما بين السطورِ.
– أن يُميزَ الحقيقةَ منَ الخيالِ.
– أن يميز المادة الأساسيةَ ذات الصلةِ الوثيقةِ بالموضوع من المادة غيرِ الاساسيةِ.
– أن يربِطَ بين النقاطِ التي يُثيرُها المتحدثُ، وبين خِبْراتِهِ وميولِهِ الشخصيةِ.
– أن يُحَدَّدَ أسبابَ موافَقَتِهِ أو معارَضَتِهِ.
– أن يسْتَمعَ بتدوقٍ وابتكارٍ.
ولكن هذا لا يعني أن التلميذ ينبغي أن يملكَ كُلَّ هذهِ المهاراتِ، ولكن كلما امتلك التلميذُ عدداً أكبرَ من المهاراتِ، كان مستعداً لأن يكون مُستَمِعاً جيداً، وبالتالي تِلميذاً مُتقدماً في دراسَتِهِ.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]