أهمية رسم خرائط مجموعات العوامل الوراثية
1996 تقنيات الطب البيولوجية وحقوق الإنسان
الدكتور يوسف يعقوب السلطان
KFAS
تعتبر الخريطة التفصيلية للجينات ضرورية من أجل التقدم الأساسي والجوهري في فهم بيولوجية الكائنات الحية، وبخاصة بالنسبة للتكنولوجيا البيولوجية العيادية أو السريرية التي تهدف إلى منع الامراض الوراثية وعلاجها.
وعلى الرغم من هذه القيمة القصوى لمشروع رسم خريطة المجموعات الوراثية، إلا أنها قد واجهت بعض الاعتراضات في الأوساط العلمية، ومن أسباب هذا الاعتراض أنها سوف تحتاج إلى استنزاف اعتمادات كبيرة ووقت وطاقات بشرية هائلة.
ويصعب تقدير الدلالة الفعلية والأهمية النهائية لعلم الوراثيات الجديد على المستوى العالمي، ولكن يمكن القول بأن آثاره على الصحة العامة قليلة للغاية على المدى القصير.
فيلاحظ بالنسبة لمعظم سكان العالم أن وفيات المواليد والأطفال بسبب الأمراض المعدية وسوء التغذية والإصابات مرتفعة للغاية مما يجعل إنقاذ بعض المصابين بأمراض وراثية غير ذي قيمة من ناحية العدد.
ينطبق ذلك حتى على الديمقراطيات الصناعية حيث عدد المصابين بأمراض وراثية صغير نسبيا، ومع ذلك في بعض الحالات الفردية من الآباء والأطفال فإن القيمة الإنسانية للتنبؤ بالامراض الوراثية والوقاية منها وربما علاجها لا يمكن حسابها.
وعلاوة على ذلك فإن عناصر المعرفة العلمية تختلط بشكل متزايد مع الأساطير المتناقلة ثقافيا، كما أن وسائل الإعلام تبث الكثير من التقارير والمعلومات عن الأبحاث مما جعل وأبقى الاهتمام الجماهيري بالوراثة عاليا.
ومع الاهتمام العام بالعلم يبرز الاهتمام بموضوع الوراثة على وجه الخصوص في المجتمعات الصناعية المتعلمة، حيث ينظر إلى قيم الاستقلال أو الحكم الذاتي والعدالة أحيانا على أنها متعارضة مع القيم المرتبطة بالنظام والرؤى المستقبلية.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]