الكيمياء

إكتشاف حجر”الزَّنجفير” بواسطة الكيميائي جابر بن حيّان

1997 قطوف من سير العلماء الجزء الثاني

صبري الدمرداش

KFAS

الزَّنجفير جابر بن حيّان الكيمياء

التجربة …الكبرى

أسدل الليل استاره على الكوفة حيث دخل جابر معمله وأضاء قناديله واوقد نار فرنه.

كان يفكر في تجريب مزج العناصر بعضها ببعض، ومدَّ يده إلى زجاجة بها زئبق وأخرى بها كبريت .

وجاء بوعاء وضع في قاعه زئبقاً معدنياً وفوقه قدراً مساوياً من الكبريت. وأحكم على الوعاء غطاءه ودفع به في الفرن على نارٍ هادئة يؤجِّجها، حتى لا تخمد،  هواء نافذ بحرية وأغلق باب الفرن .

 

وجلس عالمنا وحيداً طوال الليل . يُغذِّي النار ويغذِّي الذهن بما ساقه  القرآن الكريم من آياتٍ محكمات عن الميزان والحساب والتدبير والتقدير ونواميس الكون .

ويُشرق الصباح، والنار قد خمدت والحرارة قد بردت، ويصحو جابر من غفوته في جلسته . فقام وفتح باب الفرن وأخرج الوعاء بماشة السحب ورفع غطاءه فرأى في قلب الوعاء ما رأى .

رأى شيئاً جديداً، حجراً لا عهد للطبيعة، فيما يعرف، به من قبل. أخرج الحجر وأخذ يتأمله. جلس وراح يطرقه ابتغاء كسره ليختبر مدى صلابته .

ولكن الحجر تأبَّى على الكسر . اتجه إلى الكور وأوقد ناره وغذّى النار بهواء منفاخه ووضع الحجر في قلب النار فلم يحترق الحجر .

 

فكَّر جابر وهو يسحب الحجر الساخن بماشة السحب وقال لنفسه : هكذا تُصنع المعادن في جوف الأرض! ، هنا تأكد له صحة مخالفته لأرسطو .

وتمنى لو كان شيخه حيّاً ليكتب إليه عن كشفه الذي أدرك به أن بوسع  العلماء أن يصنعوا في ساعاتٍ ما تحتاج الطبيعة في صنعه إلى دهور، وأن هذه هي مهمة العقل ، الأمانة التي حملها الإنسان وأشفقن منها السموات والأرض والجبال.

وسمَّى جابر حجره الجديد "الزَّنجفير" وهو ما يعرف الآن بـ : كبريتيد الزئبق .

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى