الفيزياء

إنجازات العالم “أمبير” حول المغناطيسية والكهرباء

1997 قطوف من سير العلماء الجزء الثاني

صبري الدمرداش

KFAS

انجازات امبير المغناطيسية والكهرباء الفيزياء

ألعاب … الحظ !

لفت أمبير نظر الأوساط العلمية بمقالة عن "النظرية الرياضية لألعاب الحظ" Games of Chance، حالاً ببحثه هذا مشكلةً طالما أعيت كبار الرياضيين.

وكان الإعجاب، اثنان من كبار الرياضيين الفرنسيين هما "جون ديلامار" و" جوزيف لالاند"، أعجبا بمقدرة الشاب الصغير، ومن ثم أوصيا بتعيينه مدرساً للرياضيات والفلك بمدرسة ليون الثانوية.

وبقي بها عامين انتقل بعدهما إلى باريس في عام 1805 ليتعيَّن بمعهد العلوم التطبيقية. وفي عام 1809 أُنتخب أستاذا لكرسي الرياضيات والميكانيكا بهذا المعهد.

وتقاطرت بحوثه: في التفاضل والتكامل، وفي الكيمياء، وفي البصريات، وفي علم الحيوان. وكانت محصلة هذه البحوث كفيلة بانتخابه عضواً بجمعية الفنون والعلوم.

 

المغناطيسية .. بغير مغناطيسيات !

في عام 1819 نشر العالم الدانماركي أورستد مقالاً عن تجربة أجراها شرح فيه كيفية إنحراف إبرة مغناطيسية بجوار سلك كهربائي.

لقد كان (شكل رقم 163) كشفاً عظيماً. فها هو يوجد، بطريقةٍ ما ، العلاقة بين الكهرباء والمغناطيسية!

وجاء دور عالمنا ليجري تجربته التالية: وضع أمبير موصَّلين (قضيبين من المعدن) بمحاذاة أحدهما للآخر . علَّق أحد الموصَّلين من طرفيه المدببين وجعله تام التوازن حتى يمكنه أن يتحرك بسهولة ، أما الآخر فثبته في مكانه.

فلما أوصل كلا من الموصَّلين بعمود فولتا وجد أن الموصل المتحرك كان يتجه قربا من الموصِّل الثابت وبعداً عنه .

 

تبعاً لاتجاه سريان التيار فيهما. كان الموصَّلان يتجاذبان عندما كان التياران في اتجاهٍ واحدٍ ويتنافران عندما يتعارض اتجاه التيارين.

وكانت الحقيقة المدهشة. لقد أنجز أمبير بتجربته هذه إنجازاً فذاً. يمكن الحصول على المغناطيسية بغير مغناطيسات! ولكن بالكهرباء وحدها ! لقد كان المكان الذي يحيط بالتيار الكهربائي شبيهاً بمجال القوة الذي يحيط بالمغناطيس.

والحق أن تجربة أورستد كانت قد مهدَّت الطريق تماماً أمام كشف أمبير، حتى لقد لاح لأمبير نفسه أن أورستد كان بمقدوره أن يتوصل إليه بنفسه.

وقد بيَّن أمبير السبب الذي من أجله فاتت أورستد الفكرة بقوله : " إن قضيباً من الحديد المطاوع يؤثر هو الآخر في إبرة مغناطيسية بالرغم من أنه لا يوجد تأثير متبادل بين قضيبين من الحديد المطاوع" .

 

الأمبير … يدخل كل بيت !

نشر أمبير بحثه الشهير عن المنغاطيسية والكهربائية في عام 1823. وقد أدخل في هذا العمل الفذ إضافة إلى التجربة المشار إليها تفسيراً للمغناطيسية الموجودة في مغناطيس دائم باعتبارها ناتجة عن الكهرباء الجسيمية.

وإذا كانت النظرية الذرية الحديثة تقول: تتكون الذرة من نواة تدور حولها الكترونات تكون تياراً كهربائياً ، فإن أمبير لم يبعد في تفسيره كثيراً عن الحقيقة .

ويبين شكل رقم (164) واحدة من تجارب أمبير على التيار الكهربائي مستخدماً فيها ما يمكن تسميته "الملف اللولبي".

 

حقاً لقد كان أمبير واحداً من زمرة الخالدين ، فهو يعتبر مؤسَّس علم الكهرباء الديناميكية . وربما تذهب عظمة عمله هذا يوماً في طيات الماضي، نتيجة ضغط الجديد على القديم والأجد على الجديد، ولكن العالم لن ينساه.

وكيف ينساه وباسمه "الأمبير"،المساوي لشحنة كهربائية مقدارها كولوم واحد لمدة ثانية واحدة، تُقَدَّر وحدة قياس التيار الكهربائي الذي تعمل به الأجهزة الكهربائية الموجودة في كل بيت ؟! .

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى