استئصال مرض شلل الأطفال في الهند
2013 استئصال الأمراض في القرن الواحد والعشرين
والتر ر.دودل ستيفن ل.كوشي
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
إشراك الجماعات المهاجرة والمتنقلة في التلقيح ضد شلل الأطفال في الهند
عندما بدأ برنامج استئصال شلل الأطفال في الهند يتعثر في عامي 2002 و 2003، احتاج المشاركون الدوليون إلى الحصول على جواب لذلك.
فقد كانت إصابات شلل الأطفال لدى الأطفال المسلمين أعلى كثيراً من عامة السكان، وكان الأطفال في جماعات السكان المسلمة في شمال الهند لا يتلقون التلقيح عن طريق الفم لشلل الأطفال بنفس معدل أطفال الهندوس. وكانت مقاومة المناعة متقلبة وسريعة التغير، وكان موظفو التلقيح الذين كانوا في غالبيتهم من الهندوس، غير مقبولين تماماً في جماعات السكان المسلمة.
وقد كشفت البحوث النوعية في المناطق المقاومة أن مقاومة إكساب المناعة لم تكن بسبب المعتقدات الدينية، كما كان يظن سابقاً. ولكنها انبثقت من الإحساس بالهوية الاجتماعية، التي كانت معارضة للحكومة المركزية. وكان انعدام الثقة بالحكومة يجري على مدى سنوات طويلة من التهميش والإهمال، وكان هذا جواب منطقي على الخدمات المناعية.
وفي 2004 جرى استدعاء ولاة التأثير المحليين والقادة الدينين إلى البرنامج لإقناع مجموعات الرفض بين السكان المسلمين الذين لا يحظون بالخدمات بأن التلقيح عن طريق الفم لشلل الأطفال لم تكن استراتيجية من الحكومة وتهدف إلى تعقيم أطفالهم أو الحد من زيادة عدد السكان.
وكانت مساعدتهم حاسمة في تدني مقاومة التلقيح عن طريق الفم لشلل الأطفال إلى مستويات قياسية منخفضة في البرنامج. لذلك فقد اكتشفت أيضاً مجموعة أخرى من الذين لا يحظون بالخدمات: الجماعات المهاجرة والمتنقلة (WHO 2007b).
حسب إحصاء 2001، فإن الولايتين اللتين يتوطن فيهما شلل الأطفال هما اوتار برادش وبيهار وفيهما أعلى نسب الهجرة إلى الخارج في الهند. إذ يخرج ما يقارب من 5,13 مليون شخص من اوتار برادش سنوياً، ويتبعها بيهار التي يسافر منها 3,45 مليون شخص غالباً للبحث عن عمل أو فرص اجتماعية أفضل.
وبين 2007 و 2009 كانت 47 % من حالات شلل الأطفال التي حصلت خارج الولايتين التي توطن فيها شلل الأطفال وهما اوتار برادش وبيهار ناجمة عن تكرر ورود فيروس شلل الأطفال الوحشي من أواسط بيهار أو غرب اوتار برادش، طبقاً لمعلومات المراقبة في وزارة الصحة الهندية.
وقد كشف عن أن جميع الحالات الـ 17 من النوع 1 من شلل الأطفال التي أعلم عنها في 2010 كانت في غالبها في مناطق لم يعد الفيروس فيها منتشراً، ووجدت التحريات التفصيلية عن الوباء التي قام بها البرنامج الوطني لمراقبة شلل الأطفال التابع لـ منظمة الصحة العالمية أن 95 % من هذه الحالات تنتمي إلى السكان المتنقلين أو المهاجرين أو الذين لا يحظون بالخدمات.
بسبب المعرفة المغلوطة والطب القليل واختلاف طرق التوصل إلى الخدمات الصحية فقد وجد أن السكان المهاجرين يحتمل مرتين أن يكونوا قد أعطوا لقاح المناعة بـ التلقيح عن طريق الفم لشلل الأطفال كغيرهم من المجموعات السكانية في نفس المنطقة، طبقاً لمعلومات المراقبة (الشكل 18 . 3).
ووجد استعراض اجتماعي بدعم من اليونسف أجري لدى أشد الجماعات خطراً في اوتار برادش وبيهار أن 51 % فقط من الجماعات المهاجرة في اوتار برادش كانوا يعرفون مكان كشك تلقيح فيروس شلل الأطفال في مجموعتهم السكانية، مقارنة مع عموم السكان، حيث كان 95 % منهم يعرفون مكان موقع الكشك أثناء حملات التلقيح المناعي (UNICEF 2010).
ومع وجود العوائق للوصول، وقلة الطلب، فإن احتمال أن تتلقى هذه المجموعات المتنقلة كل جرعة لازمة من التلقيح عن طريق الفم لشلل الأطفال يتوقف بالكامل تقريباً على إمكانية التعرف عليهم وتحديد مكانهم وإقناعهم من قبل فرق التلقيح المتنقلة.
وبناءً على احتمال إضاعتهم أخذ جرعات التلقيح عن طريق الفم لشلل الأطفال ودورهم في إبقاء ونقلهم تفشي شلل الأطفال في عموم الهند، فإن السكان المتنقلين والمهاجرين قد أضيفوا إلى تصنيف مجموعات السكان "الذين لا يحظون بالخدمات" في 2009. ومع انعكاس حالات التقبل لشلل الأطفال بين السكان المسلمين لأول مرة في 2008، وتأكيد علم دراسة الأوبئة للفيروسات باستعداد أطفال المهاجرين والمتنقلين للإصابة، فإن هذه المجموعات قد تحددت على أنها السكان الأكثر خطراً في شلل الأطفال.
وأصبحت استراتيجيات الوصول إلى هذه المجموعات بمقاربات الاتصالات والتلقيح عن طريق الفم لشلل الأطفال تؤلف "الاستراتيجية الموسعة لذوي الخدمة المتدنية"، التي احتضنتها وزارة الصحة الهندية باعتبارها المرحلة الاستراتيجية القادمة لاستئصال شلل الأطفال.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]