الكيمياء

استخدامات وفوائد غاز “الأوزون” في حياتنا

2002 في رحاب الكيمياء

الدكتور نزار رباح الريس , الدكتورة فايزة محمد الخرافي

KFAS

غاز الأوزون الكيمياء

بعد أن تهدأ العاصفة ، ويتوقف البرق والرعد يصبح الهواء أكثر نقاء والإنسان أكثر حيوية ونشاطاً . 

ولا يعدّ هذا الكلام وصفاً أدبياً لما بعد العاصفة ، ولكنه حقيقة علمية مؤداها أن البرق يتسبب في تكون غاز الأوزون في الهواء المحيط ، وأن هذا الغاز هو الذي يتسبب في نقاء الهواء .

ويتكون الاوزون في الأكسجين ، والفرق بينهما أن جزيء الأكسجين يتكون من ذرتي أكسجين بينما يتكون جزيء الأوزون من ثلاث ذرات من هذا العنصر .  فهل يعني هذا أن وجود ذرة أكسجين أكثر أو أقل من الجزيء المعني يؤدي إلى هذا الفرق ، وإلى تكون مادتين مختلفتين ؟

 

نحن ندرك ان لا حياة من دون أكسجين ، لكن الأوزون إن وجد بتركيز مرتفع فإنه يتسبب في قتل كل الكائنات الحية ، فهو عامل مؤكسد قوي ويأتي في المرتبة الثانية بعد الفلور . 

وإذا اختلط الأوزون مع المركبات الكيميائية فإنه يتسبب في تكسير وإتلافها ، وإذا لامس المعادن جميعها – باستثناء الذهب والبلاتين – فإنه يحولها إلى أكاسيدها .

ويبدو أن للأوزون وجهين .. فهو قاتل لكل الكائنات الحية .. لكنه يحافظ على الحياة في أرضنا بأساليب مختلفة .  ويمكن أن يفسر هذا التناقض بسهولة ويسر .  ذلك أن الإشعاعات الشمسية ليست وحيدة النوع ،  وهي تحتوي على ما يسمى بالاشعة فوق البنفسجية ..

 

ولو قدر لهذه الأشعة أن تصل من الشمس بالكامل إلى كوكبنا لتسببت في دماره دماراً شاملاً وكاملاً .. ذلك أن هذه الأشعة تحمل كمية هائلة من الطاقة وهي قاتلة للكائنات الحية . 

ومن حسن حظ الإنسانية أن قدراً قليلاً من الأشعة  30 – 20 كيلومتراً من سطح الأرض ، وعند هذا الارتفاع توجد كميات كبيرة من الأوزون ، وهو الذي يقوم بامتصاص هذه الأشعة وإبطال مفعولها .

ولهذا السبب يكثر الحديث عما يسمى "بثقب الأوزون" وهو ثقب في طبقة الأوزون المغلفة لكرتنا الأرضية ، تكون نتيجة لإتلاف جزء من طبقة الأوزون بفضل العديد من الملوثات الصناعية . 

 

ويخشى العلماء من زيادة حجم هذا الثقب .  لأن هذا سوف ينعكس على كمية الأشعة الضارة التي يمكن أن تصل إلينا فتسبب الكثير من الدمار .

وإلى جانب الدور المهم الذي يلعبه الأوزون في التوازن البيئي ، فإن له استخدامات صناعية متعددة ، لذا فإن الكيميائيين يقومون بتصنيع آلاف الأطنان من الأوزون كل عام لاستخدامه في عمليات الأكسدة .

إذ يمكن استخدامه في أكسدة الكبريت الموجود في النفط الخام وبذلك نخلص النفط من محتواه الكبريتي ، فنحقق بذلك فائدتين، أولاهما أننا نستخدم هذا الكبريت في العديد من الصناعات مثل حمض الكبريت ، وثانيتهما أن النفط الخالي من الكبريت يعتبر أكثر جودة لأن مشتقاته لا تسبب التآكل .

 

ويستخدم الأوزون كذلك في تعقيم مياه الشرب حيث يقضي على جميع أنواع البكتيريا التي يمكن أن توجد في مياه الشرب ، دون أن يكتسب الماء طعماً غير مرغوب . وهناك استخدامات عديدة أخرى للأوزون في صناعة إطارات السيارات وتبييض الأنسجة والخيوط .

هذا هو الأوزون .. إنه لا يقل أهمية عن الأكسجين ، وإذا كان الفلاسفة قد صاغو مبدأ الجدلية في تحول الكم إلى النوع ، فإن مثال الأكسجين والأوزون يعدّ شكلاً من أشكال هذا التحول .

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى