استنتاجات العلماء حول طريقة نشوء الجبال
2009 الموسوعة العلمية للصخور والمعادن
KFAS
طريقة نشوء الجبال علوم الأرض والجيولوجيا
على الرغم مما سبق، بدأ الجيولوجيون يدركون في السنين الأخيرة أن هذا السيناريو الأساسي ليس سوى نصف الحقيقة.
وظهر أحد التعقيدات في اكتشاف أن الصخور القشرية ليست قاسية وهشة، بل أنها تتدفق في الواقع، ولو ببطء. لذا فإن جبال الهملايا على سبيل المثال هي أشبه بموجة مقدمة سفينة مقابل الهند بدلاً من بساطٍ مطوي .
وعلاوة على ذلك ، هناك عوامل أخرى تلعب كطرف في هذه العملية إلى جانب حركة الصفائح. فعندما كان الجيولوجي البريطاني جورج أيري (George Airy) يجري مسحاً للهند في القرن التاسع عشر، كشفت انحرافات في الخط العمودي أن كتلة جبال الهملايا تمتد بعيداً تحت السطح.
وفي الحقيقة، نعرف الآن أن لكل الجبال "جذوراً" عميقة تنتأ داخل الجبة (الغلاف،mantle) في الأسفل. ويعود سبب ذلك إلى أن الجبال، مثل كل القشرة، تطفو على الجبة. ولكن لأنها كبيرة وثقيلة للغاية، تغور الجبال أعمق .
وبينما تزول السلاسل الجبلية بفعل الحت ، فإنها مع ذلك تصبح أخف وتطفو إلى الأعلى في الواقع . تسمى هذه الظاهرة " اتزان أو توازن القشرة الأرضية " ( isostacy ) .
عندما أظهرت عمليات مسح محدودة حديثة أن جبال الأبالاش تكتسب بضعة سنتيمترات في الارتفاع كل قرن، كان الجيولوجيين مقتنعين في البداية أن الأرقام كانت خاطئة ولا بد ، بما أن الجبال الأبالاش بعيدة عن أى حوا صفائحية .
وفي الحقيقة، يبدو أن الجبال الأبالاش ترتفع باتزان لأن تحات الصخر في الوديان يجعلها خفيفة إلى درجة أن السلسلة بكاملها تطفو إلى أعلى .
يحدث التحات ببطء ، لكنه قادر على إزالة السلاسل الجبلية وتسويتها في نفس المدة التي يستغرقها نشوؤها تكتونياً . لذا، فإن عملية الحمْل يمكن حقاً أن يُساعد التحاتُ فيها .
وعلاوة على ذلك ، يمكن للتحات أن يتسارع أو يتباطأ بفعل التغيرات في المناخ الذي يمكن له أن يتبدل بحسب طريقة تحرك القارات، وكذلك بفعل الجبال نفسها .
وهكذا ، يدرك الجيولوجيون الآن أن نشوء الجبال يتضمن تفاعلاً معقداً بين الحت والمناخ والحركات التكتونية والتعديل ( التسوية ) الاتزاني .
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]